Thursday, November 29, 2018

تعقيد ملف إدلب .. لن يُنهي ملف لواء الإسكندرون - م. ميشيل كلاغاصي


طالت سنوات الحرب على سوريا وسقطت كافة الأقنعة التي اختبئت ورائها وجوه من شاركوا وتآمروا فيها على المنطقة وعلى سوريا، ومع إنكشاف الكثير من الحقائق والأهداف والمصالح التي دفعت بعض الدول للمشاركة فيها، لا يزال الموقف التركي يحتاج المزيد من الإضاءة والتوضيح ...
إذ لا يمكننا الإعتماد على فكرة إنخراط تركيا في الحرب كلاعب ٍ أساسي، وقبولها بتحويل أراضيها لمراكز استقطاب وتجميع وتدريب وتسليح الإرهابيين وتسهيل دخولهم إلى سوريا، وتخطيها إلى مشاركتها الفعلية بجيشها وطائراتها ودباباتها وجنودها، وباستغلالها الجهود الدولية التي منحتها فرصة أن تكون إحدى الدول الضامنة للحل وليس قوةً للإحتلال، أو لحماية إرهابيي جبهة النصرة ومن لف لفهم , وتمكينهم من السيطرة واحتلال بعض المدن والقرى وبعض النقاط الإستراتيجية ... كذلك تحمّلها وزر لجوء مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى أراضيها, كان بفضل أطماعها بسرقة النفط السوري وسرقة معامل حلب فقط.!؟ أو نتيجة ً لطلب الإدارة الأمريكية، وكرمى لعيونها فقط!
أن سياستها العدائية ودعمها المباشر للإرهابيين، يضعها في قلب العاصفة ويعرضها للمخاطر، فما قامت به هو لعب ٌ بالنار ورقص ٌ على حافة الهاوية ... مع إدراكها بأنها تقع على خط التقسيم، وخرائط المشاريع الصهيو – أمريكية في المنطقة! بالإضافة إلى يقينها – منذ ما قبل الحرب – أن الغرب يعتبرها دولة ً غير مرغوب ٍ فيها في المنطقة، بفضل تاريخها الدموي وسياساتها العدائية التي حوّلت علاقاتها بكل دول الجوار إلى صفر علاقة، والتي وصلت إلى ما دونه نتيجة سلوكها أثناء الحرب ... إذ تتحمل الدولة التركية المسؤولية المباشرة عن تفجير موجة اللجوء إلى أوروبا، وعودة الإرهابيين عبرها إلى بلادهم، والذين لم يتوانوا عن تنفيذ مهامهم وأوهامهم التي حملوها في رؤوس ٍ مجرمةٍ متطرفة, الأمر الذي يقضي على حظوظها بالإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي وجعله حلما ً مستحيلا ً... بالإضافة إلى المغامرة والحماقة التي دفعتها لإسقاط الطائرة الروسية، وتحمّلها تبعات الغضب الروسي إقتصاديا ًوعسكريا ًوبالوعد بالإنتقام!
هذا يقودنا إلى التفكير في الهدف الجوهري الذي تطلب كل هذا الجنون، والذي وصل حد الإنتحار السياسي لنظام أردوغان! والدفع به "لتقديم أقصى التضحيات" للدفاع عن أرضه وشعبه – بحسب داود أوغلو-!؟ .
فنظام أردوغان يستعمل تعبير" الشعب " وفق نموذجين، أولهما الشعب التركي الحقيقي كنموذج ٍ لا يخشاه , ولا يتوان عن قمعه وحكمه بالقوة والهيمنة و بالسلطة الغاشمة , بمصادرة حرية تعبيره و رأيه , وقمع وسائل إعلامه و إغلاق مواقع تواصله الإجتماعي .....الخ.
أما النموذج الاّخر " للشعب " فيعني به كل من كان تحت سيطرته وهيمنته , ولكنه يخشاه ويحسب له ألف حساب , ويدعي حمايته, ممن يمثلون ما يسمى بالأقليات وخصوصا ً الكرد والتركمان والأرمن والعلويين والمسيحيين , اللذين احتل أراضيهم وشتت شملهم ونكل بهم, وينظر إليهم كجزءا ً من غنائم الأراضي المسلوبة , إذ يعلم أن في تحركهم وبأعداهم الكبيرة يشكلون خطرا ً كبيرا ًعلى الدولة التركية, التي مارست بحقهم تاريخيا ً أبشع الجرائم , وسلخت السوريين منهم عن وطنهم الأم في لواء الإسكندرون, عبر إتفاقية سايكس وبيكو عام 1916 وإتفاقية أنقرة عام 1921, والتي أفضت إلى ضم لواء الإسكندرون إلى تركيا في 29 \ 11 \ 1939, إذ قامت فرنسا بالإنسحاب منه في 15 \ 7 \ 1938 والسماح لتركيا بقضمه وإحتلاله, مقابل أن تضمن دخول تركيا الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء من جهة , ولمعاقبة السوريين على مقاومتهم للإحتلال الفرنسي من جهة ٍ أخرى , بعد صدور قرار عصبة الأمم بفصل اللواء عن سورية دون موافقة الدولة والشعب السوري.
ويعتبر لواء الإسكندرون المنفذ البحري لمدينة حلب، ويضم مدنا ً عديدة كإسكندرونة وأوردو والريحانية وأنطاكية التي تعتبر مركز ومقر الكرسي البطريركي للكنيسة السورية ... بالإضافة لما تتميز به الطبيعة الجغرافية الجبلية والتي تضم جبال الأمانوس وجبل الأقرع وجبل موسى وجبل النفاخ، وبأنهارها كالعاصي والأسود وعفرين، ناهيك عن خصوبة التربة، وتطور مختلف أنواع الزراعات والثروة الحيوانية ... بالإضافة إلى ما استجد إكتشافه من مخزون هائل للغاز والنفط على طول الشريط الساحلي السوري ...
إن الحلم العثماني – الأردوغاني بقضم المزيد من الأراضي السورية، جعلته يستشرس في دعم الإرهابيين وحمايتهم والقتال عنهم، ويأتي في إطار تجديد حلمه القديم – الجديد، في قضم ما دعوه دولة حلب – بحسب خارطة تقسيم سوريا –، وقضم مساحات ٍ كبيرة من الريف الشمالي والشمالي الغربي لحلب والريف الشمالي لمدينة اللاذقية، واعتبارها مناطق نفوذ ٍ تركي، والتي تمتد من جرابلس إلى البحر المتوسط، فيما سمي منطقة اّمنة أو عازلة .... الخ.
يبدو أن أردوغان قد وقع فريسة وعود ٍ أمريكية كتلك الوعود الفرنسية، في فرض المنطقة العازلة أولا ً، ومن ثم سلخها عن سوريا وضمها بقرار ٍ أممي تضمن استصداره الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا ...مما يسهل له قضمها وسرقتها وضمها لكيانه، في حال نجاح المشروع الأمريكي أو سايكس بيكو الثاني أو الجديد ... الأمر الذي يبرر تورطه حتى النخاع في الحرب على سوريا، وعدم إكتراثه للأثمان التي سيدفعها في الداخل التركي أو بالإنتقام والمقاومة السورية ... يبدو أنه يعتقد أن ضم المزيد من الأراضي السورية سيجعله أهم من كمال أتاتورك نفسه.
لكن الرياح السورية وبفضل قوة وبسالة جيشها وقائدها وصمود شعبها الأسطوري , دفعت وستدفع سفن أردوغان بعكس ما يشتهي , وسيتابع السوريون تحرير ما تبقى من أراضٍ يدنسها الاحتلال التركي والأمريكي والإرهابي بكافة صوره وأشكاله, وفي الذكرى السنوية التاسعة والسبعين لضم اللواء السليب والذي يُصادف الخميس29 \ 11\ 2018 , ومع انتهاء مفاعيل الإتفاقية المشؤومة في أيار 2016 يجد أردوغان نفسه أمام خيارات صعبة, لا يملك فيها سوى مضاعفة مرواغته ونفاقه وإعادة خلطه الأوراق لمنع أو تأخير الدولة السورية من إنهاء ملف الإرهاب في مدينة إدلب , كي لا يرتاح السوريون ويعودون لتكثيف جهودهم لأجل استعادة لواء الإسكندرون.
على أردوغان أن يعيد صياغة حساباته، على ضوء بقاء الدولة السورية وصمودها وإنتصارها, رغم شراسة الحرب الإرهابية الحالية عليها، وسيل الحروب التي تعرضت لها منذ عام تأسيسها الأول سنة 1920, فلا يزال الشعب السوري في اللواء وعلى الرغم من محاولات التتريك والقمع والتهجير يتحدثون اللغة العربية ويعتزون بإنتمائهم للوطن الأم , وأن شراءه ذمم القلة منهم وتجنيدهم لخدمة أطماعه ومشروعه لن تغير في مواقف السواد الأعظم للشعب السوري هناك سواء كانوا كردا ً أم تركمان أو....الخ, فإنتصار الدولة السورية ينسف كل ما فعله أردوغان وحارب ودعم الإرهاب لأجله.. فملايين السوريين لن تتخلى عن تحرير شبرٍ واحد من أراضيهم مع مرور الزمن، ولن يستطيع تعقيد أو تأخير وعرقلة ملف إدلب أن يُنهي ملف تحرير واسترجاع لواء الإسكندرون.
ويبقى للعثماني السلجوقي المريض أن يلهث وراء حلمه من الجنون حتى اليأس ... فسورية باقية وبواسلها وأهلوها لن يستكينوا إلاّ بعد الإنتقام منه والقضاء على مرتزقة إنكشارييه وإرهابييه وتطهير الأرض السورية من رجسهم....

المهندس: ميشيل كلاغاصي
29 \ 11 \ 2018

Thursday, November 22, 2018

دمشق وواشنطن وجها ً لوجه - م. ميشيل كلاغاصي


( مع إنتهاء الانتخابات الأمريكية النصفية، وما بين حرائق كاليفورنيا وفظاعة جريمة قتل الخاشقجي، وتهرّب الرئيس الأمريكي من إعلان ولي العهد السعودي مسؤولا ًمباشرا ًعنها، ومع إنكسار شوكة التحالف السعودي في العدوان على اليمن، وخسارة "داعش" اّخر معاركه في تلول الصفا السورية، وسط عودة النازحين الطوعية الاّمنة، وتوازن الإنتصارين العسكري والسياسي تمضي سوريا واثقة ً مسرعة ً نحو رسم حصتها الكبيرة من ملامح المرحلة والعصر الجديد، على وقع تصدع القبة الحديدية وحاجة "إسرائيل" إلى الحماية أكثر من قدرتها على حماية وقيادة المطبعين معها, على ضفاف زحمة الأحداث الإقليمية والدولية الموازية...)
كان من اللافت في قمة هلسنكي تعاون الرئيسين بوتين وترامب وإهتمامهما بحل الأزمة الإنسانية وعودة اللاجئين إلى سوريا وإلى مناطق سيطرة الدولة, وعلى الرغم من تأكيدهما ضرورة الحل السياسي إلاّ أن الرئيس الأمريكي أكد "عدم وجود أي إتفاقات أو ترتيبات عسكرية محددة حيال سوريا", ما يعني أن أمريكا لا تزال تحتفظ بغموض أهدافها في سوريا, وأنها لم تعلن بعد استسلامها العسكري , ولم تقرّ بإنسحابها من قاعدة التنف ومن 14 قاعدة عسكرية أخرى على الأراضي السورية , ولم تعلن سلفا ً أسماء كافة حلفائها أو أدواتها اللذين تنوي التخلي عنهم , إلاّ بتوقيتها الخاص كما حصل في درعا والجنوب السوري, ولم تعلن صراحة ً – حتى اللحظة - تخليها عن دعم "قوات سورية الديمقراطية" و "قوات الحماية" رغم بعض المؤشرات, كذلك لم تعلن وقف دعمها لحليفها التركي الذي تزاحمه على نصف مدينة منبج, رغم عديد الخلافات والمشاكل العميقة بينهما.
كان على الإدارة الأمريكية الإعتراف بفشلها في الإبقاء على ملف النازحين واللاجئين وربطه بالحل النهائي بقرارٍ وضماناتٍ أممية, والحفاظ عليه كعامل ضغطٍ لإبتزاز الدولة السورية وجميع اللاعبين بما فيهم الأتراك والأوروبيين... فاللاجئون يعودون من الأردن ولبنان وتركيا ومن بعض الدول العربية والأوروبية, ولو بوتيرة لازالت بطئية نوعا ً ما , لكنها تؤكد بداية تفكك هذه الورقة, ولم يعد الإعلام المعاكس قادرا ًعلى الإقناع ب"مخاطر" العودة وتداعياتها على المواطنين بالتوازي مع إعادة تأهيل الدولة مناطقهم أو أماكن استقبالهم بما يضمن لهم العيش الاّمن والكريم , ناهيك عن كل التسهيلات والإعفاءات ورفع إشارات الإستدعاء للخدمة الإحتياطية للمكلفين بها, بالإضافة إلى استمرار المصالحات الوطنية, فالدولة السورية تتصرف بوعي ومسؤولية وذكاء بما يعكس رغبتها بعودة أبنائها إلى الوطن ليعيدوا بناء حياتهم ووطنهم الذي دمرته الحرب الإرهابية وحروب الوكيل والأصيل و"الربيع العربي", الأمر الذي يعكس ثقتها بانتصارها وبقدرات مؤسستها العسكرية الولادة والقادرة على رفد الجيش الوطني بالأعداد الكافية لتلبية إستكمال التحرير, والإنتقال بشكلٍ نهائي وكلي نحو الحل السياسي.
ومن خلال نظرة سريعة لذرائع الولايات المتحدة التي تعتبرها موجبات لبقائها على الأراضي السورية، كإنسحاب القوات الإيرانية رغم شرعية وجودها في سوريا، واستمرار واشنطن بمحاربة "داعش"، وبروز الحديث عن شرعية وجودها الذي تم وفق تحالفٍ دولي "شرعي" – بحسب إدعائها -,... في وقتٍ تحاول فيه تحصين قواتها المتواجدة في التنف بالإعتماد على إرهابيي "مغاوير الثورة" لحماية حركة قوافلها من وإلى الشمال, وفي وقتٍ تضع كامل ثقلها مع شريكها التركي لمنع إنطلاق معركة تحرير إدلب , بداعي قلقهما ومخاوفهما من وقوع "كارثة إنسانية", ويبقى إعتمادها على الرئيس التركي في استهلاك الوقت وزيف ادعائه بتطبيق بنود الإتفاق الروسي – التركي, بإنشاء منطقة عازلة أو منزوعة السلاح, وإلتزامه بفرز المسلحين عن إرهابيي جبهة النصرة ومن لف لفها, والإتجاه نحو خطوات إضافية على طريق الحل السياسي ... لكنها لم تنبس ببنت شفة وهي ترى مماطلة أردوغان وقواته وعربدتهم والإرهابيين وتحصين مواقعهم , خروقاتهم اليومية ومهاجمتهم للقوات السورية المتواجدة على حدود المدينة والمتأهبة دائما ً للقيام بعملٍ نوعي لإستئصال الإرهاب دون توسيع نطاق العمل العسكري لحماية المدنيين..., الأمر الذي ينهي الحرب الإرهابية بشكل نهائي بالتوازي مع قضاء القوات السورية على "داعش" في اّخر معاقله في تلول الصفا, وهذا يدفعنا للتساؤل عن تلك المخاوف وذاك القلق الأمريكي - التركي من إنهيار الإرهاب في إدلب؟.
يوما ً بعد يوم تتزايد المؤشرات والدلائل التي تؤكد رجحان كفة أردوغان أمريكيا ً، على حساب كفة "قسد" و"قوات الحماية"، الأمر الذي بدا جليا ً في احتفالية باريس لإنهاء الحرب العالمية الأولى، بما يؤكد عودة علاقاتهما إلى أفضل مما كانت عليه، بالتوازي مع الوضع الصعب الذي تعيشه القوات الكردية لناحية قدرتها في الدفاع عن نفسها أمام هجمات "داعش" وغيرها.... ما يؤكد أهمية وضرورة صحوة قادة الإنفصاليين من أكراد سوريا وبعض من يقفون معهم في شمال وشرق البلاد، فلا زال العرض السوري "الحوار" قائما ً، على الرغم من تأكيد الدولة السورية -في عدة مناسبات -على عدم تساهلها ومعاقبتها لمن "تسول له نفسه العبث بأمن وسيادة ووحدة البلاد".
وفي وقتٍ باتت خشية الأمريكيين من الإحراج والخروج المذل أو بالمواجهة العسكرية واضحة, يأتي بحثهم عن شرعية وجودهم بمثابة الدليل القاطع, علما ُ أن الطلاق البائن مع "قسد" لم يتم بعد, وأن لجوئها لربط الأحداث في سوريا والمنطقة والعالم يفيد بتعقيد المشهد أكثر فأكثر ويجعله عصيا ًعلى الحل, بالإضافة لإهتمام الإدارة الأمريكية بمقتل جمال الخاشقجي وربطه المباشر بما يحصل على الأرض بين تركيا وقطر من جهة والسعودية والإمارات ومصر وفريق التطبيع وصفقة القرن من جهة أخرى, بالتوازي مع تزايد الضغوط لإنهاء الحرب اللاأخلاقية على اليمن, والعدوان على غزة وتداعياته المفاجئة للإسرائيليين أولا ً وللأمريكيين ثانيا ً.
أخيرا ً... تبدو المواد اللاحمة بين الولايات المتحدة وأدواتها تمر بحالة تداعي وإنهيار, كما يتأكد لغالبية الداخل الأمريكي فشل إدارة ترامب في عديد السياسات الخارجية ورهاناتها, وكلامها الصريح عن وقف الحرب على اليمن والذي ينبع – دون شك - من رحم قرارها الكبير بضرورة وقف الحرب على سوريا, وحتمية التغييرات على مستوى العرش السعودي, مع ظهور أولى بوادر هزيمتها في ملف العقوبات على إيران, وبحشد المزيد من الكراهية والضغط والعقوبات على روسيا , وبمخاوف أوروبا التي تتحسس جيشا ً أوروبيا ً, وبحاجة "إسرائيل" الماسة إلى الحماية أكثر من قدرتها على حماية وقيادة المطبيعين معها وإدارة مشاريع صفقة القرن وتشكيل "الناتو العربي"... وعلى صعيد الملف السوري بتصدع قدرتها على منع معركة إدلب إلى الأبد, فسوريا تعتمد توقيتها والرئيس الأسد ومحور المقاومة لإنهاء جمود المشهد واستمرار الإرهاب في إدلب بعدما استطاعت إمساك العصا من المنتصف ما بين "قسد" وأردوغان، وعليه سيكون السباق نحوها لا ضدها، وهذا سيضع دمشق وواشنطن وجها ً لوجه, وقد يدفع الإدارة الأمريكية نحو التفكير جديا ً بالمحادثات السورية - الأمريكية المباشرة, دون إنتظار نتائج السباق بين الأتراك والأكراد.

المهندس: ميشيل كلاغاصي
22 \ 11 \ 2018

Tuesday, November 20, 2018

"السترات الصفراء" تفضح قدرات وأقنعة ماكرون - م. ميشيل كلاغاصي


إحتجاجاتٌ، تظاهرات، هتافات، مناوشات، قطع طرقات وشلل شبه تام لحركة السير، شرطة، جرحى، معتقلين، خراطيم مياه وغازات مسيلة للدموع ... متطاهرون بالاّلاف، وأصحاب "السترات الصفراء " يملئون المكان، ويحتشدون لثلاثة أيام متتالية في ألفي موقع في أنحاء فرنسا.
احتجاجاتٌ، اتهمت الرئيس الفرنسي بعزلته عن واقع الشعب و"بإهمال الفقراء"، وبعدم التزامه بوعوده الإصلاحية بتجديد الاقتصاد الفرنسي، وبإصرار الحكومة على تطبيق وتمرير بعض القوانين والإجراءات التي تُفقد الكثير من العمال الفرنسيين والمؤقتين منهم، عديد الإمتيازات المالية والإجتماعية، وتطال العاملين في مختلف القطاعات من السائقين إلى السكك الحديدية والقطارات والمستشفيات ودور الحضانة والمؤسسات التعليمية وصولا ً إلى بعض المحاكم.... فغلاء المعيشة وارتفاع الضرائب وسلسلة القرارات الحكومية الخاطئة التي تسببت بتراجع القدرة الشرائية وبرفع أسعار الوقود وبتعديل أنظمة التوظيف والمعاش المبكر وتثبيت المؤقتين ...إلخ، والأهم لجوء الحكومة إلى تطبيق نظام المراسيم القاضي بتمرير الإصلاحات دون موافقة مسبقة للبرلمان.
في الوقت الذي يتهم فيه الرئيس ماكرون معارضيه السياسيين بإستغلال حركة "السترات الصفراء"، من أجل وضع العراقيل في طريق برنامجه الإصلاحي، ويبرر ووزير داخليته رفع أسعار الوقود بإرتفاع الأسعار العالمية، في وقتٍ أعلن فيه رئيس الوزراء تمسكه بقرارات رفع الضرائب على المحروقات، وزيادة ضرائب التلوث، والمحافظة على ضريبة الكربون "الانتقال الإيكولوجي" , مع حرصه على القيام ببعض المبادرات لتحسين القدرة الشرائية ورصد بعض المساعدات لبعض الفقراء, مع تأكيده على "شجب الفوضى واحترام حرية التظاهر" لتبقى الأزمة قائمة ويبقى الغضب الشعبي قائما ً وسط خشية وزير الداخلية من التكلفة "بالأرواح" بالتوازي مع ازدياد أعداد المحتجين والمصابين.
ويتساءل البعض عن حركة "السترات الصفراء"، هل هم من المعارضين أو المؤيدين لماكرون؟ هل يتحركون حزبيا ً أو نقابيا ً ومن هم قادتهم وكيف ينسقون تحركهم؟ وما هي حدود قدرتهم على استمرار التظاهر والتوقف عن العمل؟ ومع غياب الزعماء والقادة وحتى المتحدثون الرسميون باسمهم يبقى من الصعب التنبؤ بما سيحدث.
فعلى الرغم من دعم وتأييد أحزاب الوسط واليمين وأقصى اليمين واليسار ومتشددي اليسار، إلا أن أحدا ً منهم لم يعلن تبنيه لهذه الحركة، وتبقى الخطورة في إصرار الحكومة و "السترات الصفراء" على مواقفهم، مع عدم كفاية التحرك الحكومي بإتجاه تلبية المطالب الشعبية ... الأمر الذي يُبشر بإستمرار الاحتجاجات.
فبعد عام من إنتخابه، يقف إيمانويل ماكرون عاجزا ً أمام ناخبيه، مؤكدا ًهزالة مقعد الرئاسة، نظرا ً لغياب القيادات الفرنسية الكبرى القادرة على استحواذ الإلتفاف الجماهيري الواسع حولها، بما يعكس حالة الإنقسام الكبير في الشارع الفرنسي داخليا ً، حول قضايا الإقتصاد المتردي، اللاجئين، الصحة، والبطالة ... وخارجيا ًحيال مواقف وسياسات الحكومة تجاه الصراعات الدولية ومحاربة الإرهاب، والحروب العسكرية والتجارية. 
فوعود الرئيس باتت عبئا ًعلى كاهله، وساهمت بإنخفاض شعبيته إلى مستوياتٍ قياسية، وفضحت فشله في التحكم والموازنة ما بين وعوده وقدراته وخيارات ورغبات الفرنسيين في الإصلاح اللذين منحوه أصواتهم، فتراه اليوم يقف عاجزا ً أمام تخبطه ونزيف رصيده الشعبي، بما يُثبت أنه ليس أفضل ممن سبقوه في حكم فرنسا خلال الربع قرن ٍ الماضية، بدءا ً من الرئيس شيراك وصولا ً للرئيس هولاند.
فالرجل يحصد نتائج زرعه وسيره بعكس الرياح العالمية والأوروبية التي تشهد تصاعدا ً لأحزاب وتيارات المد القومي واليميني، حيث اعتمد وفق ما دعي ب "الشعبوية" على فئات لا يعرفها ولا يضمن ولائها ووقوفها إلى جانبه، بما يعبر عن هشاشة التركيبة الاجتماعية المحدثة، دون الغوص في تاريخهم وأحلامهم وأهدافهم، كونهم في الغالب من الغرباء ومن الفئات التي استجلبتها فرنسا الإستعمارية، أو ممن أوصلتهم رياح التهجير والهجرات الشرعية واللاشرعية، من الاّسيويين والأفارقة والشرق أوسطيين، الباحثين عن حياة جيدة وجديدة.
إن حاجة فرنسا للجنود والأيدي العاملة ولمليء الأرياف الفارغة, وللخبرات المجانية, دفعها لتجنيس الملايين منهم, وأصبحوا فرنسيين بحكم الإقامة والهوية الجديدة والإندماج , ولكن يبقى على رأس أولوياتهم الإهتمام بسلامتهم وأمنهم ورزقهم ورفاهيتهم , ولا تعنيهم الدولة الفرنسية من حيث الإرث التاريخي والبعد القومي, ولا تعنيهم هيبة فرنسا ولا سمعتها الدولية وتصنيفها بين الأمم, على عكس الفرنسيين الأصليين اللذين يُفاخرون ويتباهون ويعتزون بوطنهم وتاريخه وهيبته وسمعته وحاضره ومستقبله, ويستعدون لتقديم مصالح "فرنسا العظمى" على مصالحهم الشخصية... وكم يبدو باهتا ً اليوم مشهد مباهاة (الشعبويين) بفوز فرنسا بكأس العالم عبر اللاعبين من الأصول غير الفرنسية, أمام ماكرون التائه في سياسته الخارجية والعاجز أمام تردي أوضاع البلاد, والإحتجاجات, والتي لا يمكن لأحد التنبؤ بما ستسفر عليه مع غياب الحلول وبالأحرى مع غياب القادة التي تأتي بالحلول.
يبدو أن الشعب الفرنسي بكافة أحزابه وتياراته اليمينية واليسارية والجمهوريين والحياديين والشعبويين، يتحملون مسؤولية ما يحث في فرنسا بعدما قاموا بإنتخاب ماكرون رئيسا ً لفرنسا ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث وإنتخاب قائدٍ حقيقي، وبإعتراف ماكرون: بفشله في "مصالحة الشعب الفرنسي مع الزعماء".
المهندس: ميشيل كلاغاصي
20 / 11 / 2018

Friday, November 16, 2018

الليل والقمر .. حكاية قديمة - م. ميشيل كلاغاصي


وَجد الإنسان القديم في الأرض ومحيط الكون الذي يعيش فيه , تجسيدا ً لفكرة القوة الكبرى المهيمنة والمسيطرة والتي تمتلك بيديها مفاتيح كل شيء من سعادة ٍ وعطاء وخوف وقدرة وجبروت ..الخ.
كذلك وجد في القمر نفس القدرة ومن خلال نفس المنطق والنظرة, وأنهما ينتميان لمصدرٍ واحد.. فأخذ ينظر للأرض والقمر على أنهما الأكثر نقاءا ً وشفافية وأنّ هناك صلة خفية تجمع ما بينهما , وقد عبّر عمّا يجول في فكره ووجدانه وما يعتقد به وما يراه بعينه , من خلال أساطير الميثيولوجيا القديمة.

وعَمد من خلال ذلك الى إظهار الجوانب المختلفة للقدرة القمرية في ثنايا ووقائع الأساطير التي حاكها وأنتجها بنفسه , فنراه في الأسطورة السومرية يصوّر لنا اشتياق ربة السموات "إنانا" إلى زيارة عالم الظلمات وتخلّيها وتركها لعرشها الإلهي , ومن ثم موتها وتغلّبها على الموت , من خلال أروع نتاج وإبداع ٍ جمالي وضع فيها الخبرة البشرية الطويلة وتاريخه الطويل التي يمتد الى أغوار الماضي السحيق.
كذلك أثارت الشمس الإنسان القديم بشروقها وغروبها وحركتها الرتيبة المنتظمة وقوّتها العظيمة المتمثلة بالنور والنار والحرارة.

أما حكايته مع الليل والقمر فكان لها شأن ٌ آخر.....
فقد وجد في التغيير الدائم لمكان شروق وغروب القمر وأشكاله وأحجامه المتعددة , حتى في اختفائه وظهوره مجددا ً, فضاءا ً فسيحا ً لخياله , فراح يربط ما يراه في القمر من تبدّلات بأخرى يلمسها ويراها في شريكه على الأرض ألا وهو المرأة.
والتي عَرف عنها أيضا ً تبدلات عديدة من إشراق  وتعب وحزن وحنان واقتراب وابتعاد , وأوجد الشبه بينهما حتى من خلال التبدلات والتغييرات الطبيعية لجسد المرأة , فأخذ ينظر إليها على أنها أم الكون والأرض الخصبة , وأنها تلك التي تجلّت بشكل ٍ يعرفه تماما ً وهو القمر.
ويعتبر الهلال الخصيب وأرض  مصر من أقدم مسارح الحضارات اعتقادا ً بالأسطورة القمرية وتجسيدا ً لها ليس فقط في أساطيرها بل في دياناتها أيضا ً, كذلك هو الحال لمعظم الثقافات البدائية كالهنود الحمر في أمريكا و الثقافات الافريقية .. فقد كان سكان بلاد الرافدين يعتبرون تمام البدر يوما ً تحيض فيه عشتار و تستريح فيه من أعمالها الكثيرة فأطلقوا عليه اسم " يوم الراحة " .

و بذلك كان مشهد الليل الجليل و قبة السماء الحالكة بنجومها و شهبها المضيئة و المتلألئة من أكثر المشاهد تأثيرا ًفي الإنسان القديم.
و لا يزال القمر-  بإعتقادي - حتى يومنا هذا مصدر إلهام الكثيرون و راحتهم و من أفضل الأوقات التي يعمدون فيها الى إلتقاط الأنفاس و إستعادة الراحة والأمل و الثقة و إطلاق العنان للمشاعر و العواطف وحتى الشعور بالسعادة .

المهندس : ميشيل كلاغاصي .
16 / 11 / 2018

Tuesday, November 13, 2018

عرب "السلام" وجلّاديهم في إحتفالية باريس - م. ميشيل كلاغاصي


في الساعة 11 من يوم 11/11 /2018 استعادت باريس الذكرى المئوية الأولى للتوقيع على إتفاقية السلام لإنهاء الحرب العالمية الأولى، وسط إجراءاتٍ أمنية مشددة وغير مسبوقة، بحضور أكثر من سبعون ملك وقائد وزعيم وحضورٍ مميز للرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، لقاءٌ جرى تحت قبة قوس النصر في باريس فخر العواصم الأوروبية في القارة العجوز، مصافحاتٌ، تشابك ايدي، فرسان، جنود، محاربين قدامى, كشافة وأطفال، زينة وحضور شعبي وإعلامي كبير ... فرحٌ وحزنٌ في اّن واحد ونصرٌ للسلام، وكلمةٌ تاريخية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صورٌ ومجاملات وإبتسامات ... فماكرون وبريجيت يحتفون بالجميع في غداء تاريخي في قصر الإليزيه على وقع الموسيقا وأمطار السماء.
هكذا أحييت فرنسا جزء الإحتفالية الأول، فيما فتح الإليزيه أبوابه أمام ضيوفه لعشرات وربما لمئات اللقاءات الثنائية ما بين القادة والرؤساء، فيما قامت بعض الوفود بزيارة أضرحة ومقابر جنودها لتضع أكاليل الزهور وربما لتلاوة بعض الصلوات.
 فيما ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته إلى المقبرة الأمريكية ولنصب "اّيسن مارن" وكافة شهداء معركة "بيلو"، بداعي الأمطار الباريسية، ولعدم التسبب بإزدحامٍ شديدة لعاصمة الدنيا باريس – كما إدعى -، وعلى وقع إنتقادٍ شديد من البرلماني المحافظ وحفيد ونستون تشرشل "السير" نيكولاس سواميس، الذي غرد قائلاً: "لقد ماتوا ووجههم نحو العدو"، ووصف خيار ترامب بإلغاء الزيارة ب "المثير للشفقة".
لكن ترامب لم يأبه لأي إنتقاد, فقد كانت أبخرة الغضب تتصاعد من راسه , جراء كلام ماكرون الذي استبق المناسبة بحديثه عن حماية أوروبا لنفسها من الخطر الروسي والصيني والأمريكي , بالإضافة لتأكيده للرئيس ترامب في لقائهما لحظة وصوله باريس, حول "ضرورة إنشاء جيشٍ أوروبي", الأمر الذي استدعى ردا ً مباشرا ً لاذعا ً – كعادته – وربما بلهجةٍ لا تليق برئيس الدولة الفرنسية , إذ اعتبر أن تصريحات ماكرون "مهينة", وخاطبه كمن يخاطب ولي العهد السعودي , أو ذاك الصحفي المسكين لقناة ال CNN, وقال : " ادفعوا ما يترتب عليكم للناتو الذي تموله الولايات المتحدة إلى حدٍ كبير", فيما أكد الإليزيه أن ترامب أساء فهم تصريحات ماكرون الذي عرف كيف أن يسوى الوضع وقال : ترامب هو "صديقي العزيز"...
وهكذا تعكر مزاج ترامب، وأمضى غالبية وقت الزيارة في غرفته بمشاهدة التلفزيون، واختصر الكثير من جدول أعماله المقرر، وأراد الإعتذار عن "السهرة" في "منتدى السلام "، وعن زيارة المقبرة، اكتفى بإرسال الجنرالين "جون كيلي" و "جو دنفورد" وبعض الضباط .... وبحسب الصور وحركة الصحفيين وكاميراتهم فقد تبين أن لقاءه بالرئيس التركي الطيب أردوغان كان اللقاء الجيد – المريح الوحيد تلك الليلة.
أما الجزء الثالث المسائي الأخير فكان الدعوة الكبرى لحضور لقاء "منتدى السلام" وقمة التعاون العالمي، والتي أرادها ماكرون لقاءً تحت عنوانEnsemble pour la paix) -معا ً من أجل السلام)، ماكرون في كلمته استطاع تحويل الإحتفال إلى جنازة وأثبت قدرات هائلة في التراجيديا على حساب الكوميديا.
لقد نجحت فرنسا بإلتقاط صور الجلاد والضحية على منصةٍ واحدة، كذلك بصور الأعداء السابقون يقفون جنبا ً إلى جنب، وليس وجها ً إلى وجه، فقد تشابكت أيادي ميركل الألمانية وماكرون الفرنسي، على وقع كلام ماكرون: "نحن مدينون بذلك لجنودنا" ...
أي سلامٍ هذا الذي احتفل فيه الفرنسيون والعالم للتو، هل حقا ًوقعوا السلام وعاشوه؟ هل عمموه وقدموه نموذجا ً لباقي الأمم؟ هل تحولوا منذ ذاك التاريخ إلى دولٍ مسالمة وأقلعوا عن الحروب والقتل وإراقة الدماء؟ ... لن أمنحكم فرصة الإجابة خصوصا ً أنتم معشر الغربيون والأوروبيون والأمريكيون والأتراك وغير وحوش ...! وأدعوا التاريخ ليجيب عنكم، وعمّا راّه بعينه وسطره عذابا ً وألما ً وموتا ً شنيعا ً ....
مالذي حدث منذ توقيعكم إلى صبيحة احتفالكم اليوم؟، أعتقد أنه من المهم تسليط الضوء على أفعالكم و"سلامكم" في منطقتنا العربية موضع همنا وإهتمامنا.
فقد تبلورت مصالحكم في شرقنا وفي أرضنا العربية منذ مطلع القرن الماضي, بدءا ًمن إتفاقية سايكس – بيكو , ووعد بلفور , وبإستبدال الإحتلال العثماني بالإستعمار الأوروبي وببدء الحضور الأمريكي في أجواء المنطقة مع قدوم الرئيس وودرو ويلسون إلى الرئاسة 1913, وبإتفاقيات تقاسم وتقسيم الوطن العربي , وبتكريس بنود إتفاقيات سيفر ولوزان وأنقرة عام 1921, ودخول جحافلكم وجيوش غزاتكم إلى سورية ولبنان وفلسطين والعراق والأردن و....إلخ, منذ عشرينيات القرن الماضي , وتم سلخ لواء الإسكندرون ومواطنيه السوريين عن وطنهم الأم في العام 1939... كلها جرائمٌ تمت في وضح النهار .
ناهيك عن تقديم كافة الدعم لعصابات الصهاينة وجرائمهم في دير ياسين وقانا... وفي قمعكم للثورة السورية الكبرى وكافة الثورات العربية في فلسطين والعراق والأردن وفلسطين، وليس إنتهاءا ً بخوض معارك عالمية ثانية ً تعكس أطماعكم ولهاثكم وراء الثروات والنفوذ، كنا فيها وقودا ً لاّلة حربكم ومعارككم.
وبإنتهائها نلنا المكافئة بإعلان قيام "الكيان الغاصب" على أراضنا العربية  وطُرد أهلنا وشرد الملايين منّا, إلى عدوانكم الثلاثي على مصر والعدوان الكبير وحرب الأيام الستة في العام 1967, مع استمرار عدوانكم عبر حروب الرجعية العربية واستزلام الإخوان المسلمين ليجروا مصر وسورية ولبنان إلى معارك طاحنة دعوتموها "حروبا ً أهلية", إلى معارك وجولات العدوان على والعراق وحروب الخليج الأولى والثانية, إلى حربكم على المقاومة اللبنانية في 2006, وغزة في 2008 – 2009 , و2012 و2014, وحرب اليمن 2015 , مرورا ً بحروب الربيع العربي المزور في تونس ومصر وليبيا وسورية والعراق ... وحتى اليوم لا تزال غالبية الجبهات مشتعلة بحروبكم على أمتنا وشعوبنا ومقدساتنا وقيمنا وإنساننا ...
أيُ سلامٍ أيها المزيفون المارقون، الوحوش المفترسون يا من تدعون الحضارة والحرية والديمقراطية ...! ولنا أن نسأل فرنسا تحديدا ً – صاحبة الإحتفال – ماذا يفعل جنودكم حتى هذه اللحظة في شمال سورية؟ وفي غالبية الدول في القارة السوداء، وهو السؤال ذاته الذي نتوجه به نحو الأمريكان والإنكليز والطليان والألمان والأتراك وكل مجرمي العالم، ماذا تفعلون في سورية؟ وفي عشرات الأماكن من وطننا العربي الكبير ...!
لا نبحث عن إجاباتكم، بل نبحث عن كرامة شعوبنا وسيادتنا في أوطاننا، في عالمٍ عربي ٍ منقسم إلى فريقين ومحورين، الأول مقاوم شريف يبحث عن استقلاله وحفظ حياة مواطنيه ومستقبل أجياله، وفريقٌ يبحث تحت نعالكم عن رضالكم وشحذ سكاكينكم ويدفع لكم أجور نحر الأمة من الوريد إلى الوريد ومن المحيط إلى الخليج.
ويؤسفنا أننا رأينا عددا ً من قادة الأمة العربية وزعمائها – المفترضين – في باريس يحتفلون بسلامٍ لم يروه وبصداقةٍ لا يعترف بها الغرب، ولا تعدو أكثر من صداقة السيد والحمار، فحمل السيد أصبح مصدر بهجةٍ وعزةٍ وإفتخار لدى البعض، وياله من مشهدٍ وقف فيه سعد الحريري وأمير قطر وملك المغرب وملك الأردن والرئيس الفلسطيني وغيرهم، إلى جانب المجرم بنيامين نتنياهو، عشية إطلاقه ومن باريس أمر العدوان الحالي على شعب غزة ومقاوميها، وفي حضرة من "أمهر" سفاحي العالم المتوحش المزيف.
المهندس: ميشيل كلاغاصي
13 / 11 /2018

Saturday, November 10, 2018

L’armée syrienne mérite se sanctifier UNE SAINTE -


Les centres  de recherches et détudes diffusent chaque jour des classifications différentes sur les armées militaires dans le monde entier et qui contiennent le nombre de soldats et les équipements militaires. Certainement, ce sont des choses de midéas qui touchent la guerre pscycologique pas plus.
Comme ils sont nombreux les batailles que la victoire a été pour les moins nombreux plus que ceux les plus.
La conception de la victoire et la défaite se prévient du fond du Coeur et que l’homme se vaincre et se défait de l’intérieur.
 A propos de la guerre contre la térrorisme le président egyptien disait” je vais lutter  jusqu’à la mort” tandis que le président syrien disait” je vais lutter jusqu à la victoire”, le premier se suffit de faire la bataille et le second promet la victoire.
Par exemple la guerre de juillet de 2006 la où la résistance libanaise a été vaincu malgré que ses équipements étaient moins que ceux de l’ennemie.et aussi la l’excédant de l’armée et les équipements n’ont pas empêché l’Arabie Saudie de noyer dans le marrais Yemenien.
De parler de l’armée syrienne qui combat la térrorisme et affronte plus de 2000 groupes de terroristes  dans toutes les régions et partout  ,ça fait 5 ans et cette armée est plus forte que forte et que le midéas européen et les ennemies la décrivent par “ l’armée broyeuse donc il faut que tout le monde découvre son secret et sache que c’est une armée qui croit en Dieu,  à la patrie et à la compatriote , elle aime la vie , la dignité et croit que le chemin de la victoire c’est toujours la martyre.
Cette armée était génèueuse par les dons et le pure sang en incarnant les paroles de Jésus Christ “Nul n’a d’amour plus grand que celui qui se dessaisit de sa vie pour ceux qu’il aime“ donc les syriens remercient Dieu qui a sacrifié et sanctifié la Syrie la où il a mit la Syrie au point de début de la charité, la paix, l’amour et la lumière pour tout le monde.
En parlant de la sanctification de sa conception humaine on voit que ce n’est pas les Saints qui font les miracles, je pense que l’armée syrienne mérite toute l’appréciation  et tout et le respect et doit se sanctifier UNE SAINTE ..!!!!

Eng: Michel kalaghassi

10/11 / 2018

Tuesday, November 6, 2018

الحرب الإقتصادية بديلا ً للحرب العسكرية الأمريكية على إيران - م. ميشيل كلاغاصي


مع بدء الولايات المتحدة الأمريكية تطبيق الحزمة الثانية للعقوبات النفطية والإقتصادية والمالية على إيران ... حتى اشتعلت نار التصريحات والتغريدات والمواقف والمواقف المضادة دون تسجيل أي اختراق على مستوى مواقف الدول المعلنة سابقا ً، وحافظت حالة الإنقسام والإصطفاف الدولي حيال الإتفاق النووي والصاروخي الإيراني ومصالح الدول المتشابكة على درجة سخونتها وحذرها وحساباتها وتوقعاتها ما بين الدول المهللة للعقوبات والرافضة لها.
فالرئيس الأمريكي وقع العقوبات وانتظر تطبيقها عشية الإنتخابات النصفية، أما وزير خارجيته فتوعد بإنهيار إيران "إن لم تغير سلوكها"، فيما وعد مستشار الأمن القومي بعقوبات إضافية .... في وقتٍ لم يتأخر فيه رد الرئيس روحاني الذي قال: "سنبيع النفط ونخرق العقوبات غير المشروعة الظالمة"... "فنحن نواجه حربا ً اقتصادية وقوةً متغطرسة".
فيما هلل قادة العدو الإسرائيلي ليوم بدء العقوبات، ووصفه المدعو نتنياهو ب "اليوم التاريخي" والرئيس ترامب ب "الشجاع"، أما وزير حربه فقد شكر الرئيس ترامب على بدء تطبيق العقوبات.... في وقتٍ أكدت غالبية الدول الأوروبية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنرويج وبالتحديد دول ال 4+1 والإتحاد الأوروبي، استمرارها إلتزامها بتطبيق الإتفاق النووي وبإحترام الإتفاقات الدولية.
لا شك أن تطبيق الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران والذي يأتي بالتزامن مع موعد إنطلاق الانتخابات النصفية في أمريكا، ومع تصريحات قادة الكيان الإسرائيلي يضفي بعدا ً أمريكيا ً داخليا ً، يهدف لتحريك مشاعر وأصوات اليمين الأمريكي المتصهين خصوصا ً في الولايات الشرقية والشمالية والتي لم تصوت بكثافة لترامب في الانتخابات الرئاسية.
أما خارجيا ً فالإشتباك الدولي مع الصين وروسيا المرتبط بملفات الشرق الأوسط وبالصراعات الساخنة في اليمن وسوريا الأمر الذي يرفع منسوب الاهتمام الأمريكي الجدي بأمن الكيان الصهيوني بالتوازي مع إنتصارات سوريا ومحور المقاومة مجتمعا ً, الأمر الذي جعل ترامب يصدر مؤخرا ًحزمة عقوبات جديدة على شخصيات قيادية في حزب الله ومؤسساته وتطال أيضا ً المؤسسات التي تتعامل معه في لبنان وخارجه, ناهيك عن صواريخ المقاومة الفلسطينية واليمنية, وعليه لخصت الخارجية السورية ما يحصل في بيان إدانتها للعقوبات الأمريكية إذ جاء فيه : أن "سوريا تحتج بقوة على إنتهاج سياسة فرض الإجراءات القسرية أحادية الجانب ضد الدول التي ترفض الإنصياع لإملاءات الولايات المتحدة".
المشهد الإيراني الداخلي ... بوضوحٍ تام جاء المشهد الإيراني عبر الغضب الشعبي العارم في التظاهرات التي عمت شوارع طهران وعددا ً من المدن الإيرانية, فقد أراد الإيرانيون توجيه رسائلهم حيال العقوبات وأكدوا أنها ستزيد وحدتهم الداخلية وأنها لن تؤثر على طبيعة مواجهتهم مع الولايات المتحدة الأمريكية , مشهدٌ يضاف إلى أيدي واشنطن المهزوزة في فرض العقوبات بما يعزز إمكانية خرقها من قبل إيران, بعدما تعرضت لخرقٍ على يد الأمريكيون أنفسهم عبر استثنائهم ثمانية دول حيال استمرار استيرادها للنفط الإيراني , وبالتالي يراقب الإيرانيون هذه القرارات بعينٍ ثاقبة ويدركون أنه بفضل تهديداتهم لا يمكن لأحد أن يمنع صادراتهم النفطية وإلاّ "فلن يكون هناك تصدير نفطٍ في المنطقة" – بحسب الرئيس روحاني -, ناهيك عن عدم قدرة السوق الدولية للنفط تحمّل غياب الصادرات الإيرانية، فأن تسمح واشنطن لثماني دول من بينها الهند والصين وتركيا بإستمرار الإستيراد يؤكد كلام الرئيس روحاني : بأننا "سنتجاوز العقوبات ولن نتأثر بها" ...
إيران والعلاقات الأوروبية .... تشعر إيران بالإرتياح نتيجة الخطوات الإيجابية التي قام بها الإتحاد الأوروبي حيال إيجاد اّلية مالية للتعامل مع إيران بعيدا ً عن الضغوط والعقوبات الأمريكية، ووقف مع مصالحه بالدرجة الأولى، وقبل التعامل باليورو وليس بالدولار، وسمح لمجموعة من المصارف الأوروبية بمتابعة التعامل مع إيران، هي بالمجمل أمورٌ توثق العلاقات الإيرانية – الأوروبية، على حساب بعض الجفاء في العلاقات الأوروبية – الأمريكية، ويعزز ثقة الداخل الإيراني بشركائهم الأوروبيين.
الدور الإيراني والعقوبات ... إذ يعتقد البعض أن الدور الإيراني الذي تلعبه في محور المقاومة ودعمها لبعض الفصائل الفلسطينية وحزب الله اللبناني وكل ما قصده بومبيو في قوله "السلوك الإيراني"، سوف يتأثر ولا شك مع بدء تطبيق العقوبات، وأخذوا يروجون عبر ماكيناتهم الإعلامية أن الدولة الإيرانية تبدد أموال الشعب الإيراني، في وقتٍ تبدو فيه هكذا حسابات وهكذا تحليل مجافيا ً للحقيقة، ويدل على جهلٍ حقيقي بالواقع الإيراني، الذي لا يدعم المقاومة بأموال خزينة الدولة الإيرانية, بل يتكفل بها زوار العتبات الدينية ومحبي المقاومة عبر العالم , إذ يدرك الداعمون إن استهداف إيران هو استهدافٌ لمحور المقاومة مجتمعا ً.
هل ستصمد إيران أم ستنهار إقتصاديا ً كما هدد بومبيو ... لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بعيدا ً عن معرفة وفهم طبيعة الشعب والمواطنون الإيرانيون، الذين يرفضون بشدة استهداف وتهديد بلادهم، وتدفعهم الأخطار المحدقة بهم إلى المزيد من رص الصفوف، ومن جهةٍ أخرى يلاحظ أن واشنطن تبالغ في رهانها على إنصياع روسيا والصين والإتحاد الأوروبي بالإلتزام بعقوباتٍ تفرضها الإدارة الأمريكية كحربٍ إقتصادية ترى فيها بديلا ً عن حربٍ عسكرية ضد إيران تبدو فيها عاجزة عن خوضها والتفكير بالإنتصار فيها.
لا شك أن إيران ستصمد في الحرب الاقتصادية الشرسة الظالمة اللاشرعية التي تشنها الولايات المتحدة، وستخرج منتصرة، ولن تسمح للعقوبات أن تجبرها على الدخول في مفاوضات خاسرة تفرض عليها التخلي عن برامجها النووية السلمية والصاروخية... حتى لو مارس الأمريكيون ضغوطا ً شديدة كما تعهدوا وبعقوباتٍ "تاريخية" قاسية إلى حين "تغيير سلوكها أو انهيارها".... وسيقابل ذلك بما تمتلكه إيران من إمكانات وأوراق وأدوار تستطيع فيها خوض المواجهة على كل الجبهات، فلن تتخلى إيران عن صواريخها ولن تجلس على طاولة التفاوض الأمريكي ضعيفةً ومنزوعة والسلاح، ولا بد أن يتمسك الإيرانيون بما ناضلوا وفاوضوا من أجله لسنوات، وتوصلوا على قاعدة الندية والإحترام – الذي أعاد الحديث عنه اليوم الوزير ظريف – إلى إتفاقٍ نووي صادق عليه مجلس الأمن الدولي والأمريكيون والأوروبيون، ليأتي الرئيس دونالد ترامب لينقضه وينقضّ عليه بدون أي وجه حق وبعنجهية فارغة تثبت أن الولايات المتحدة دولة الشر الأكبر وبإمتياز.
بالمهندس: ميشيل كلاغاصي
6 / 11 / 2018  

Friday, November 2, 2018

أسود وأبيض - م. ميشيل كلاغاصي

قديمان ومتناقضان، متصارعان متداخلان ومتشابكان، وقد لا تسعفك النظارة في التفريق والتمييز بينهما أحيانا … وقد يختلط الحابل بالنابل، ويضعف التركز ويستمر الألم.
إلى اللذين يهمسون بألم ٍ وأنين ويتساءلون… هل حقا ً سقط المفسدون وسيرحلون !؟ هل سننام ونصحو على غد ٍ فيه آخرون، بغير شكل ونفس المضمون…؟ هل هو حظنا في الحياة !؟ فهل نستحق ذلك ونحن من الضالون؟ كيف يجلسون، ومن أين يأتون؟ يقول أحدهم بتفاؤل ويجيب الآخر بتشاؤم. والمركب يخوض الغمار. والعمر ماشي.
كي لا تحزن أو تفرح أو تتشاءم، كن واقعي، فأنت في زمن الأسود والأبيض، فإذا شعرت أنك الأبيض فلا شك أن هناك من هو أسود. وإذا شعرت أنك فقير فمن المؤكد أن هناك غني
أنتما صديقي وجهان لزمان ٍ واحد. فلا تحلم بزواله لأنه زوالك
أنت تطلب المستحيل ….
تتضايق وتغضب وتحلم بغد ٍ تكون فيه وحدك بدونه , هذا لن يحصل
فإما أنتَ وهو أو هو وهو.. فقد تصبح مثله في لحظة يأس ٍ وضعف
أو أن تصبح أنتَ وأنتَ.. ولا أنصحك بها، فستكون مناعتك ضعيفة وسريعا ً ما ستنقلب هو وهو
انس حديثنا واشرب قهوتك… وربما على طاولته هو.!! فغدا ً ستموتُ وترتاحُ منكَ أنتَ ومنهُ هو
لكن احذر أن تكونَ أخطأتَ مرّة ً في حياتكَ فقد تجد نفسك مرةً ثانية معه هو .. إذ يبدو أن لا مهربَ لكَ .. فهذه الحياةُ صعبة ٌ عليك .. وحلوةٌ لهُ هو
وتبقى الأمنية بحياة أفضل , تخلو من الفساد والمفسدين.
المهندس: ميشيل كلاغاصي
1/11/2018