Monday, June 28, 2021

حرب المعابر من "روما" إلى تحرير إدلب ونسف مشاريع التقسيم إلى الأبد - م. ميشيل كلاغاصي


هواجسها ومخاوفها من تداعيات تحرير إدلب وتصاعد المقاومة الشعبية شرقاً , دفعتها لمضاعفة تأزيم الأوضاع , وللتمسك بإستنساخ الكيان الإسرائيلي شمالا ًوشرقا ًبالنكهة التركية والإنفصالية ... ودَعَتها منطقة اّمنة رغم التكريد والتتريك على غرار التهويد ... ورأت في إنفصالييها وأردوغانها وطليانها وفرنسييها عكاز بقائها اللاشرعي على الأراضي السورية .. وفرصةً لتحديث عدوانها وإستغلال ملف المعابر والمساعدات الإنسانية, وتحييد السيادة السورية عن طريق التجارة الإقليمية والدولية إمعاناً في الضغط والحصار, ومن "روما" إلى المعابر اللاشرعية وسياسة الإبتزاز والخطوة بخطوة , وضمان استمرار العدوان على السيادة والأراضي السورية تحت عنوان البحث عن الحل السياسي على الطريقة الأمريكية.

مع غيابٍ كلي للأمم المتحدة والقانون الدولي, وحضور الزاحفين تحت النعل الأمريكي الطامعين بفتات المائدة السورية, لا يزال الوحش الأمريكي يُكشّر عن أنيابه, ويزحفُ بمشروعه نحو سورية والمنطقة, ويحلم بشرق أوسط جديد مزيف بغير دول وغير شعوب, لكنه وعلى وقع هزائمه السياسية والعسكرية, استبدل جلده إلى تجميد المعارك على وضعها الميداني الراهن , واتجه نحو حرب الحصار والعقوبات , لكن المشهد السوري الوطني الكبير وتجديد البيعة للرئيس بشار الأسد , رفع منسوب هواجسها ومخاوفها من تداعيات تحرير الجيش العربي السوري لمحافظة إدلب , والتي تبدو معركتها الفاصلة قاب قوسين أو أدنى , بالإضافة إلى تصاعد المقاومة الشعبية شرقاً , ضد قوات الإحتلال الأمريكي وعصابات "قسد" الإنفصالية العميلة, الأمر الذي وضع واشنطن أمام خيارين , إما الإنسحاب بدون شروط والهزيمة الكاملة أو المواجهة الصعبة والمكلفة, لكنها فضلت المرواغة والخداع , وأعلن بايدن رغبته بالبحث عن وقف الحرب على سورية و"بإيجاد الحل السياسي", وأرادها قمةً في جنيف مع الرئيس بوتين , اعتقد البعض أنها ستكون بعديد ملفاتها "يالطا2 ", يتم من خلالها بحث الملف السوري كسلة متكاملة للحل الشامل , لكن خبث بايدن دفعه لعرض الإتفاقات الثنائية بين وزيري الخارجية الروسي والأمريكي , وتبين سريعاً أنه يبحث عن سياسة الخطوة بخطوة , بما يؤكد انتقال واشنطن من البيع بالجملة إلى المفرق , لإطالة زمن الحرب , ولتحقيق أكبر إبتزاز وأكبر مكاسب , فكان ملف المعابر الإنسانية بوابة تحديث العدوان على سورية , بالتوازي مع اقتراب إنتهاء التفويض السابق لمعبر باب الهوى في 10 تموز القادم.

استعدت واشنطن تماماً لخوض معركة المعابر في مجلس الأمن , وأرسلت السفيرة غرينفيلد إلى تركيا وزارت معبر باب الهوى , وتحدثت إلى الأتراك حول مهمتهم الجديدة , وإبعادهم عن دفة قيادة التنظيمات الإرهابية , وألقت على الطاولة التركية رشوةً قيمتها 240 مليون دولار, تحت مسمى المساعدات الإنسانية الأمريكية لقاطني إدلب , وأعلنت أن بلادها "أكبر المانحين للاجئين السوريين" .

كما لجأت إلى حملة إعلامية تضليلية ضاغطة على الدولتين الروسية والسورية , وبأن معبر باب الهوى هو "شريان الحياة الوحيد" لأربعة ملايين إنسان وأن "مصيرهم الموت جوعاً" , فيما تتحدث مصادر إعلامية عن نية واشنطن طرح معبرين إضافيين , الأول بين شمال سورية وتركيا , والثاني بين شرق الفرات والعراق , دون تسمية المعبر, لكنه بات متوقعاً وهو معبر الوليد اللاشرعي , الذي عمدت القوات الأمريكية بمساعدة "قسد" على توسيعه وتحضيره مسبقاً.

كذلك استبقت موعد الجلسة الأممية في 10 تموز , بالدعوة إلى مؤتمر "روما" اليوم الإثنين 28/6 , لحشد عناصر الضغط على موسكو ودمشق للقبول بتمرير ملف المعابر بعيداً عن التعاون وإشراف الدولة السورية , مقابل الموافقة على عودة سورية إلى الجامعة العربية , وطرح سلةٍ من الحوافز قد تشمل عدم فرض عقوبات على شخصيات وكيانات سورية جديدة وتقديم بعض الإستثناءات من العقوبات لصالح بعض المواد الطبية , وتجميد عقد شركة النفط الأمريكية في سورية , وعدم منحها عفواً جديداً من العقوبات الأمريكية بحسب قانون "قيصر" , وكل ذلك من خلال معادلة جديدة ابتدعها بيان مؤتمر "روما" بالهمس الفرنسي لبعض الدول العربية , بأن "التطبيع مع دمشق لن يكون "مجانياً" .

كالعادة يخطئ الغرب بتقدير مواقف الدولة السورية , وهذا يساعدها دائماً على إفشال مخططاتهم , فعودة سورية إلى الجامعة العربية حالياً لا يشكل هدفاً وأولويةً سورية بقدر ما تهتم دمشق بالعلاقات الثنائية , خصوصاً وأن الجامعة العربية لم تقدم ما يؤكد أنها تغيرت وتخلت عن إنبطاحها وعمالتها لخدمة المشاريع الغربية , وأنها لن تعود مجدداً للقفز على ميثاقها , ولتأمين الغطاء العربي ثانيةً ضد سورية وليبيا...إلخ.

بات من الواضح , أن إهتمام واشنطن بملف المعابر , لا يعكس "حنانها" على السوريين في إدلب وغيرها, وأن إصرارها وشراستها المتوقعة قبل وأثناء جلسة مناقشة ملف المعابر القادمة, يفضح نواياها في سورية, وبعدم جديتها بإنهاء الحرب فيها , وأنها تخدع الجميع بحديثها عن إيجاد الحل السياسي , ويبدو أن هدفها يتجه نحو تحييد الدولة السورية عن حركة النقل البري الدولي, للإمعان في سياسة الحصار الطويل الأمد , ولجعل القوافل التجارية تمر من أوروبا الشرقية إلى تركيا والمعابر مع سورية , بإتجاه معبر الوليد اللا شرعي وصولاً العراق والأردن وإلى الخليج العربي والشرق الأدنى والأقصى , دون المرور بمناطق سيطرة الدولة السورية – حالياً - , في محاولة لإستمالة الصين "الحزام والطريق", لإبعادها عن الموقفين السوري والروسي وضمان عدم إستخدامها الفيتو يوم العاشر من تموز المقبل.

وعلى المقلب التركي , يبدو الموقف التركي صعباً, فالمخطط الأمريكي الجديد , قد يقبله أردوغان لنيل رضا وثقة إدارة بايدن مجدداً , ويرفضه من جهةٍ أخرى, لخشيته من تفويت فرصة استلاب وضم الأراضي السورية المحتلة إلى السيادة التركية , وقد عبر عن استيائه وإحباطه قبل أيام بقوله: "لم نحصل على ثمن زعزعة الإستقرار في سورية". 

وإذا كانت الدولة السورية تراهن على استمرار دعم حلفائها لتقويض ملف المعابر في جلسة 10 تموز القادم في مجلس الأمن , مع لجوء موسكو لتحديد جولة جديدة للقاءات أستانا في الـ 6 من تموز , لإكتشاف حقيقة النوايا ولتخفيف الضغوط , ولوضع الشروط الروسية – السورية لوقف الإندفاعة الأمريكية , وإقناعها بإستحالة تمرير ملف المعابر على الطريقة الأمريكية , وأن السيادة السورية لن تكون موضع مساومة وإبتزاز , ومع ذلك يبقى التعويل السوري الحقيقي على سرعة تحرك الجيش العربي السوري نحو تحرير أريحا وجبل الزاوية وإدلب, هو الضامن الحقيقي لنسف كل مخططات التقسيم التي حيكت وعُمل عليها لسنوات قبل وأثناء الحرب على سورية.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

28 / 6 / 2021 

Friday, June 18, 2021

القمة "المبارزة".. السيف الأوروبي لن يجعل من بايدن "شوفالييه" - م. ميشيل كلاغاصي


وسط التوقعات المسبقة والسقوف المنخفضة , التقى الرئيسان بوتين وبايدن في قمةٍ قد تكون الأغرب وربما الأقل نتاجاً , على الرغم من روعة بحيرة جنيف وفيلا لاغرانج ...

البعض راّها قمة لإدارة الخلاف , لكن ما حصل هو خلافٌ بلا إدارة , خصوصاً من الجانب الأمريكي , الذي أرادها قمة من أجل القمة , نتيجة الإرتباك الواضح في السياسة الخارجية الأمريكية , وخشية الإنزلاق في مسلسل الحلول وإنهاء حالة الفوضى التي فرضتها السياسة الأمريكية خلال العقدين الأخيرين , فالخلافات بين موسكو وواشنطن أكبر من أن تُحل في لقاءٍ لأربع ساعات .

القمة جاءت كما أرادها بايدن , مبارزة إعلامية منفردة , وما تم تصديره بدايةً من صور مباشرة , مصافحة جيدة , إبتسامات متبادلة , وعبارات المديح المتبادل , ومحاولة الرئيس بوتين عدم إثارة وصفه بـ "القاتل" و"بلا روح" , وبادر لوصف عدوه بايدن بأنه :"شخصية بناءة , تحمل القيم" و " بأنه "رجل متوازن ومهني" , لقد كان الرئيس بوتين حريصاً على القمة وعلى الخروج بنتائج إيجابية , واستطاع منذ ما قبل القمة قراءة النوايا الأمريكية , بإفشالها وتحويلها إلى مهاترات ومشاحنات إعلامية , بدءاً من لقائه مع "سيمونز" الصحفي الأمريكي في شبكة NBC قبيل يومين من القمة , وأسئلته الإستفزازية وبالتحديد سؤاله :"هل أنت قاتل" , ناهيك عن التدافع والصراخ الذي افتعله الصحفيون الأمريكيون أمام قاعة القمة , في سلوك مشين يتجاوز البروتوكول الصحافي والإعلامي .

لقد تحدث الرئيس بايدن عن القمة بأنها مواجهة "وجهاً لوجه" , واستعد لها تماماً , من خلال جولته الأوروبية إلى كورنوال ولقاءات مجموعة السبع وبروكسل ، وزعماء الناتو والاتحاد الأوروبي , وبدا كمن ينفخ عضلاته بلقاءات أمريكية - أطلسية , وأمريكية – الإتحاد الأوروبي , ولقاءات أمريكا والحلفاء والشركاء , وأراد ظاهرياً توحيدهم في وجه موسكو وبكين , قبيل "القمة-المبارزة" مع بوتين , لكنه في جوهرها أراد تأكيد إحتوائهم وإختزالهم وضمان ولائهم للجولات القادمة في مواجهة موسكو وبكين.

هرع نحو بحيرة جنيف , ووصل إليها قبل بوتين بعشر ساعات , لتأكيد استعداده للتحدي وقدرته على الفوز , لكن بوتين تلاعب بأعصابه ووصل قبيل القمة بساعة واحدة , متجاهلاً سخونة رأس وعضلات  بايدن. 

يالها من بداية لقمة انتهت بالإشادة بتمديد معاهدة ستارت النووية الجديدة , وبإعلان عودة سفراء البلدين إلى موسكو وواشنطن , وبإعلان إمكانية اللقاءات الثنائية لإيجاد الحلول والعمل لإحلال الإستقرار الإستراتيجي في العالم , عبر ردم الهوة "العميقة" والتوترات بينهما التي تتحمل مسؤوليتها القيادات السياسية الأمريكية ,على حد وصف الرئيس بوتين.

إذا كان الغموض والتحليلات والتوقعات تحيط بنتائج القمة , مع عدم توفر أياً من مؤشرات التفاؤل , حيال بعض الملفات كـ "القطب الشمالي" و"سوريا" و"أوكرانيا", إلاّ أنه من المؤكد أن واشنطن تمتلك وسائل التصعيد السياسي والعسكري , لكن موسكو تمتلك ثبات الموقف والإصرار على إعتبار هذه الملفات خطوطاً حمراء لا يمكن لها أن تقبل بشأنها بأي تراجع أو مقايضة أو هزيمة.

لقد بدت الأحداث وتصاريح الرئيسين خارج القاعة أهم بكثير مما دار داخلها , وحصلت المبارزة الفردية وكلٌ على حدة , وجاء كلام بايدن رداً على ما قاله بوتين لوسائل الإعلام .. كان بايدن قاسياً في الحديث عن الهجوم السبراني , وقال أننا نمتلك قوة للرد "لا يعرفها بوتين" وسنرد بنفس الطريقة ,  وانتقد الحريات في روسيا في إشارة مباشرة للمعارض أليكسي نافالني , وأكد "الصورة السيئة" التي ستلحق بروسيا فيما لو أصابه مكروه , فيما سبقه بوتين بإنتقاد الحديث عن حقوق الإنسان والقيم الأمريكية , مع استمرار وجود "السجون السرية" , وما يحدث "في غوانتانامو" , وعنف الشوارع  و"الأحداث الرهيبة" في مظاهرات حركة "حياة السود مهمة" في الولايات المتحدة.

لقد كشف الرئيس بوتين أجواء القمة ومدى "نجاحها" بقوله :"لكي تتم مثل هذه اللقاءات يجب أن تكون هناك ظروف مواتية" , وختم كلامه بقوله : "السراب في الأفق".

خلاصة القمة ... بدا الرئيس بوتين أكثر ثقة وراحة , وأعلن الكرملين عدم تفاجئه من نتائج القمة , أما بايدن الذي أتعبته إستعدادات ولقاءات ما قبل القمة ووجبات الطعام الساخنة وأنين الأوروبيين المكبوت في بريطانيا , فبدا مرهقاً ولم يشعر بالراحة وبالإنتصار في القمة...ولم يستطع التفوق على سلفه ترامب الذي فشل في القمة السابقة من الحصول على جائزة نوبل للسلام , ولم يستطع بايدن الخروج بلقب "شوفالييه" أوروبي لمبارزة بوتين ومواجهته "وجهاً لوجه" على حد تعبيره.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

17/6/2021 

Thursday, June 17, 2021

تحديث ولا تغيير في استراتيجية واشنطن العدائية في سوريا - م. ميشيل كلاغاصي

منذ دخول الرئيس جو بايدن البيت الأبيض , أصبح المسؤول السادس والأربعين عن وضع مساحيق التجميل على السياسة الأمريكية العدائية تجاه سوريا , ومرر عدوانه الأول على سوريا في 25 شباط , وتعرض لإنتقاد وإحتجاج بعض أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

ومع بداية اّذار الماضي , اتجه نحو الإستفادة من خبراء صانعي الصور الجميلة المفبركة في إدارته , وعبر سلسلة من الخطابات العامة , وبعض التصريحات الإعلامية الخاصة بسوريا , في سعي حثيث لتصدير صورة جديدة لأمريكا المحبة والباحثة عن السلام والحل السياسي في سوريا , وأعلن البيت الأبيض عن الإستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأمريكي , وتركيز الرئيس بايدن ورغبته بعدم "الإنخراط  في حروب لا نهاية لها" , وبأن بلاده: "لن تشارك في حروب دائمة كلفت آلاف الأرواح وتريليونات الدولارات".

في الوقت نفسه ، أعلن رغبته بإقامة حوار بين واشنطن وموسكو وبكين , حول العديد من الملفات الشائكة , وسارع وزير خارجيته أنتوني بلينكين للحديث عن أولويات السياسة الخارجية الإستراتيجية لواشنطن ، وبأن الإدارة الأمريكية الجديدة , ليس لديها نوايا لغرس الديمقراطية في بلدان أخرى من خلال التدخلات العسكرية واستبدال الأنظمة "الإستبدادية".

ومن دون أدنى شك , تسلك الإدارة الجديدة طريق الخداع والمكر , وهي التي تعتبر إمتداداً لفريق ولسياسة الحزب الديمقراطي ولِما سعى إليه عبر إدارة الرئيس أوباما , لتصدير "الديمقراطية" االمتوحشة على الطريقة الأمريكية إلى البلدان والأنظمة التي تعتبرها واشنطن "غير مرغوب فيها" , أنه من الضروري تغيير تلك الأنظمة التي تشكل "تهديداً للأمن القومي الأمريكي" , واستبدالها بكافة الوسائل - بما فيها القوة - بأنظمة جديدة تلبي توقعات الولايات المتحدة وشركائها الغربيين.

أما بالنسبة للإعلان عن إستراتيجية الأمن القومي لإدارة الرئيس بايدن , وعن رغبته في الحوار الجوهري مع روسيا والصين ,  فقد سقط بالأمس سقوطاً ذريعاً , مع بيان قمة الـ G7 وبإعتبار الصين - الحليف الإستراتيجي لروسيا - بأنها "هي العدو" , أما روسيا فلا يحتاج الأمر إلى الكثير من العناء لإثبات عدائية السياسة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين تجاهها.

وبالنظر ومقارنة الأقوال والأفعال الأمريكية , خصوصاً بما يتعلق بإستمرار سياسة إستخدام القوة العسكرية خارج الحدود , بات من المؤكد أن إدارة بايدن لن تتخلي عن العمليات العسكرية اللاشرعية ، وأنها بصدد تحديثها فقط , على غرار وعد الرئيس نيكسون بإنهاء الحرب والقصف على فيتنام , لكنه حدّث خططه بتدريب عملائه في "جيش فيتنام الجنوبي" , ليقاتلوا نيابةً عن الجنود الأمريكيين , وقَصَفَ كمبوديا عام 1968وأسقط حوالي 500 ألف ضحية فيما عرف وقتها بمذبحة "ماي لاي" , في الوقت الذي أخفى نيسكون نواياه وأفعاله , وتحدث البيت الأبيض عن "عمليات روتينية في فيتنام".

ماذا تنتظر إدارة بايدن لإنسحاب قواتها من سوريا , وماذا عن وعد بايدن بالبحث عن وقف الحرب وإيجاد الحل السياسي فيها , وسط المشهد الأمريكي المستمر بإدخال أطنان الأسلحة ووضعها بين أيدي الإرهابيين في تنظيم داعش وجبهة النصرة والجيش الحر وعصابات "قسد" , والإستمرار بالإحتلال وبالنهب المنظم للثروات السورية , وحصار الشعب السوري , ومشاريع تقسيم سوريا , وكل ما يجري من تتريك وتكريد وتغيير ديموغرافي .....إلخ , ألا يبدو سلوك بايدن مشابهاً لسلوك نيكسون , إن كان في سوريا أوفي العراق واليمن , وحتى في حقيقة النوايا الأمريكية تجاه إيران وروسيا والصين ....إلخ.

وفي هذا السياق يبدو اهتمام واشنطن بسياسة المعابر في سوريا , وخصوصاً معبر باب الهوى وإحتمالية ربطه بمعبر الوليد اللا شرعي , أمراً يندرج في سياق تحديث الإستراتيجية العدائية لسوريا وليس في إطار تغييرها نحو إنهاء الحرب وإيجاد الحل السياسي فيها.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

15/6/2021 

برقية بكين ... تُطرب دمشق وتهز عرش واشنطن - م. ميشيل كلاغاصي

 
لم تكن برقية الرئيس الصيني شي جين بينغ , التي أرسلها لتهنئة الرئيس بشار الأسد بفوزه في الإنتخابات الرئاسية , برقية تهنئةٍ تقليدية ولا عادية , وتستحق الوقوف عندها , وقراءة مفرداتها وأبعادها الحالية والمستقبلية ... خصوصاً وأنها تأتي بعد تهنئة وزارة الخارجية الصينية للرئيس الأسد , التي أكدت استعداد بكين لمساعدة دمشق في الدفاع عن سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
لقد ركّز الرئيس الصيني في برقيته على عدة نقاط رئيسية , تشكل بطبيعتها عناويناً رئيسية تتسم بأهمية بالغة في وقتنا الراهن , وسط المعارك الجيو- سياسية التي تعصف بالمنطقة والعالم , وتشكل تحدياً كبيراً للغطرسة والهيمنة الأمريكية ولاّلتها العسكرية وعقوباتها وحصارها الإقتصادي اللاقانوني على الدولة والشعب السوري :
1- ركز على تاريخية علاقات الصداقة بين البلدين

2- وعلى تطوير العلاقات الدبلوماسية الثنائية , والارتقاء بالتعاون البيني إلى مستويات جديدة.

3- أكد استعداده للعمل مع الرئيس الأسد , لتحقيق إنجازات كبيرة في العلاقات بين البلدين.
4- أكد دعم بلاده القوي لسوريا , لحماية سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها .
5- أكد دعم بلاده لسوريا في مواجهة جائحة الكورونا.
6- أكد دعم بلاده لإعادة تنشيط الإقتصاد السوري , وتحسين رفاهية الشعب السوري.
من الواضح أن لغة البرقية ومفرداتها تعكس نوعية العلاقات المميزة بين البلدين , والتي انطلقت منذ عمق التاريخ واستمرت حتى يومنا هذا , عبر تماكبٍ تاريخي استمد عراقته عبر ما يعرف بطريق الحرير , الذي كانت ولا زالت الصين تشكل فيه نقطة البداية والإنطلاق , فيما شكلت سوريا نقطة تلاقي القوافل والحضارات والقارات ، الأمر الذي أسس لتاريخ طويل من التبادلات التجارية بين البلدين الصديقين , وإلى تطوير العلاقات الثنائية , ولتعزيز الحوار الحضاري بينهما.
كما تأتي برقية الرئيس الصيني , في سياق ما تم بناؤه عبر /65/ عاماً من العلاقات الثنائية , والتي شكلت فيها زيارة الرئيس الأسد إلى الصين في العام 2004 , حدثاً مهماً في تاريخ هذه العلاقات لتكون علاقة شراكة في جميع المجالات وأحدثت نقلة نوعية حيث اختصرت المسافات بين البلدين وطورت التعاون في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية , وتم خلالها التوقيع على العديد من الاتفاقيات لتوسيع التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات والمشروعات المشتركة بين البلدين , الأمر الذي‏ انعكس على ارتفاع حجم التبادل التجاري بينهما إلى ما يقارب الـ 50 مليار ليرة سورية , ما قبل الحرب على سوريا.
وتكمن أهمية البرقية , بأنها تشكل دعماً كاملاً للدولة والشعب والرئيس الأسد , في وقتٍ تتعمد فيه الولايات المتحدة الأمريكية عدم الإعتراف بالإنتخابات الرئاسية وبنتائجها , واستمرارها بتعميم وإطالة أمد الفوضى والحرب على سوريا , ومحاولاتها الدؤوبة لهز وزعزعة إستقرار سوريا , التي تشكل بطبيعتها وبموقعها الجغرافي ودورها الحضاري والجيو سياسي , نقطة توازن المنطقة والعالم ..
ويأتي الدعم الصيني لسوريا ليشكل رد الفعل الطبيعي المساوي والموازي والمعاكس بالإتجاه للقوة والضغوط الأمريكية , ولدعم التوازن الجيو سياسي السوري ومن خلاله لإستعادة توازن الإقليم والمنطقة والعالم .  
ويمكن للمتابعين قراءة الموقف الصيني من الحرب على سورية منذ العام 2011 , وكل ما قدمته بهدف إحتواء التوحش والإرهاب الأمريكي ولجمه , ومنح السوريين فرصة مداواة الجروح , وإعادة ترميم الأسوار الخارجية , وإعمار ما تهدم , من خلال إحترامها للصداقة وللعلاقات التاريخية والإنسانية التي تربطها بالدولة والشعب السوري , وحرصها على سيادة القانون والأمن والسلام الدولي .
بالتأكيد سيكون للحضور القديم – الجديد للصين في دعم سوريا سياسياً وإقتصادياً , بعداً يتخطى الحدود السورية , ليشمل بعض الدول العربية وجمهورية إيران الإسلامية , فطريق الحرير الذي تتمسك به بكين , تمر خطوطه التاريخية عبر تبريز الإيرانية وصولاً إلى الموصل العراقية وحلب السورية , وتلتقي بالقوافل القادمة من شرق أوروبا وتحديداً من المحيط الأوراسي وقلبه موسكو , ويشكل بمجموع دوله وشعوبه طريق السلام والإزدهار الإقتصادي والتلاقي الحضاري والإنساني , وستكون قوة الدولة الصينية عاملاً مساعداً تضاف إلى قوة الحضور الإيراني والروسي الداعمين لإستقرار سوريا وحفاظها على سيادتها ووحدة أراضيها وإستقلال قرارها السياسي .
من المؤكد أن ترجمة برقية الرئيس الصيني الفعلية , وكافة "البرقيات" الروسية والإيرانية , ومقاومي محور المقاومة , ستساعد شموع الأمل التي أضائها الرئيس بشار الأسد وربطها بالعمل , وستساعد الدولة والشعب السوري على بلوغ مبتغاه وتحقيق اّماله وطموحاته في زوال الإحتلال , والقضاء النهائي على ما تبقى من بؤر الإرهاب على الأراضي السورية ,  وبالعودة إلى الإستقرار والأمن والسلام الذي افتقده السوريين , بفضل المخططات الصهيو أمريكية الخبيثة , وسكاكين الغدر والتاّمر والخيانة والإرهاب التي إعتمدت عليها واشنطن كإستراتيجية لتنال منهم ومن دولتهم , لكنها فشلت وتحطمت وحشيتها وخبثها على أبواب دمشق وكافة القلاع السورية , لتبقى سوريا ويبقى طريق الحرير لينقل ياسمينها وأغصان زيتونها إلى كافة أنحاء العالم.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

12/6/2021

Thursday, June 10, 2021

ذرائع بلينكن لتغطية ودعم الإعتداءات الإسرائيلية .. ووعدنا "الجولان – أقرب" - م. ميشيل كلاغاصي

على هامش الإنتصار العسكري الذي سطرته المقاومة الفلسطينية في غزة وعموم الأراضي الفلسطينية , استطاعت تهشيم الرواية الإسرائيلية , وتصدير الصورة الحقيقة لوحشية وإجرام الكيان الإسرائيلي ,إلى كافة أنحاء العالم , وبدا هذا جلياً في التظاهرات المؤيدة للحق الفلسطيني والتي شهدها العالم بطوله وعرضه , وخسر المعسكر الصهيوني والمتصهين الشيء الكثير من البروباغاندا الإعلامية التي عمل عليها لعقود طويلة , ورصد لها أموالاً طائلة , مقابل غسل عقول الدول والشعوب وتحويلهم إلى مؤيدين للإغتصاب الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية بما فيها الجولان السوري المحتل , ومبررين لـ "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" – بحسب الرئيس بايدن قبل أسابيع - , دون التدقيق في الرواية الملفقة , وبالممارسات العدوانية الوحشية التي تقوم بها اّلة العدوان الإسرائيلي العسكرية .

هذا التحول شكل بطبيعة الحال , جداراً بدأت تعلو أسواره , لتقف عائقاً أمام تقدم المشروع الإسرائيلي العدواني التوسعي , فقدت معه الإدارة الأمريكية والأوروبية الداعمة للكيان الإسرائيلي جزءاً كبيراً من ذرائعها العدوانية , وبات قادة الكيان الغاصب بحاجةٍ ماسة لروايةٍ وتغطيةٍ جديدة تبرر استمرار الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والجولان السوري وما تبقى من الأراضي اللبنانية تحت الإحتلال الإسرائيلي.

لم تبخل إدارة الرئيس جو بايدن - كسابقاتها – بتقديم الدعم المطلق للعدو الإسرائيلي الكمي والنوعي والإعلامي , فكما قدم بايدن تغطية العدوان على القدس والمقدسات وحي الشيخ جراح وغزة , يأتي اليوم الوزير توني بلينكن ليقدم تغطية جديدة لإستمرار العدوان الإسرائيلي والهجمات الصاروخية على الأراضي السورية , من بوابة الإعتراف الأمريكي بضم الجولان السوري المحتل وبالسيادة الإسرائيلية عليه .

وفي الوقت الذي تستمر فيه أعمال الإحتلال والسطو والنهب الأمريكي المستمر للثروات السورية , تحدث الوزير بلينكن في 7 حزيران , أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي عن ضرورة استمرار السيطرة ( الإحتلال ) الإسرائيلي للجولان السوري , إلى أجلٍ غير مسمى , طالما أن سوريا ومن يعمل داخلها يمثلون " تهديداً لإسرائيل ".

تلقف الإسرائيليون الذريعة الأمريكية , ولم يتأخروا بتنفيذ إعتداءٍ صاروخي جديد مساء الأمس 8 حزيران , عبر الأجواء اللبنانية , واستهدف المنطقة الوسطى والجنوبية للبلاد ... في مشهدٍ واحد ثنائي الصورة .. ففي الأولى كانت فيها القوات الأمريكية تخرج 20 شاحنة من القمح السوري المسروق عبر الحدود العراقية ومعبر الوليد اللا شرعي وبالإعتماد على ميلشيا "قسد" الإرهابية الإنفصالية , وفي الثانية إعتداءٌ صاروخي إسرائيلي.

لسنا هنا لنتحدث عن طبيعة الشر والعدوان المتأصلة في نفوس القادة الأمريكيون والإسرائيليون , إنما للتأكيد على النفاق الأمريكي , وأوراق الإعتماد والولاء التي يقدمها الساسة الأمريكيون لخدمة الصهيونية العالمية والعصابات الإسرائيلية من خلال المشروع الصهيو - أمريكي , لضمان حماية وإستمرار وجود الكيان السرطاني وإحتلاله للأراضي العربية.

إن الدعم الأمريكي اللامحدود وتغطية إستمرار الإعتداءات الإسرائيلية على سوريا , لن يغير من حقيقة التضدع والتفكك الإسرائيلي الداخلي والعسكري , الذي يعكس ويفسر الهزائم العسكرية التي مني بها جيش العدوان الإسرائيلي في غزة هذا من جهة , ومن جهة أخرى يعكس تنامي قوة محور المقاومة , ونجاحه والجيش العربي السوري في توجيه أقوى الضربات للإحتلالين الأمريكي والإسرائيلي عبر سحق جحافل التنظيمات الإرهابية , في أقوى تأكيد على عودة وجهوزية الدولة والجيش والشعب السوري , لإعتلاء منصة المواجهة المباشرة لطرد وسحق القوات الأمريكية , ولتأديب العدو الإسرائيلي , وإدخال مجتمع شراذم المستوطنين إلى الملاجىء مع إنطلاق الصواريخ السورية والمقاومة بتوقيت دمشق وبقرار الرئيس بشار الأسد , فالجولان كان وسيبقى عربياً سورياً , ولن تغير وقاحة الإدارة الأمريكية وإنتهاكاتها للقانون الدولي حقيقة هوية الجولان السوري وسيادة الدولة السورية عليه , وكما تأكد للعالم أن "القدس – أقرب" , نقول كذلك "الجولان – أقرب" , وإن غداً لناظره قريب.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

9/6/2021

 

Sunday, June 6, 2021

غرينفيلد وجبهة النصرة .. عودة ملف المعابر والمساعدات وإكذوبة أمريكا أكبر المانحين - م. ميشيل كلاغاصي


منذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض تبنى سياسة إعلامية معلنة تقوم على نسف سياسة سلفه ترامب , وأخفى تحت هذا العنوان النوايا والسياسات الحقيقية لإدارته , وخدع الجميع بما فيهم الشعب الأمريكي ... كذلك أعلن رغبته بوقف الحرب في سوريا , والبحث عن إيجاد الحلول السياسية فيها , وبعد مضي حوالي أربعة أشهر لتوليه القيادة الأمريكية , لم يُسجِل أي إثباتٍ أو دعم لمزاعمه... وهذا ما حصل:

- لم تتوقف الحملات الإعلامية الأمريكية التضليلية الكاذبة ضد الدولة والقيادة السورية , ولا زالت تحافظ على زخمها كماً ونوعاً .

- لم تتوقف الضغوط السياسية الأمريكية , ولم تُرفع العقوبات الإقتصادية الظالمة أحادية الجانب واللا قانونية التي فرضتها واشنطن على دمشق , لا بل تضاعفت واتسعت دائرة العقوبات المفروضة على الدولة والكيانات والشخصيات السورية , وسط الحديث عن النسخة الثانية لـ "قانون قيصر".

- لم تتوقف الإعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية , وعلى العكس زادت وتيرتها , وتحولت إلى ما يشبه رزنامة عدوانية , توّجها بايدن بتوقيعه أمر العدوان الأمريكي العسكري الأول على سوريا في 26/شباط.

- لم تتوقف القيادة والدعم الأمريكي لكافة التنظيمات الإرهابية , وقادت مسرحية عودة "داعش" , وبدأت بمغازلة أبو محمد الجولاني , وبالتفكير الجدي بتحويله إلى زعيم سياسي , وهو الإرهابي المطلوب أمريكياً .

- لم يتوقف دعمها لميليشيات "قسد" الإنفصالية , لا بل دفعتها نحو المزيد من الممارسات الإجرامية , والنهب المنظم , وحرق وسرقة النفط والقمح السوري , ومضاعفة عمليات الهيمنة والترهيب والتجنيد القسري للشبان في مناطق سيطرتها.

- لم تتوقف حركة القوافل الأمريكية للشاحنات والصهاريج التي تنقل النفط والقمح السوري نحو كردستان العراق عبر المعابر اللا شرعية التي أقامتها بنفسها , ولجأت مؤخراً إلى عملية توسيع معبر الوليد لمضاعفة تهريب سرقاتها إلى خارج سوريا.

- لم تتوقف عمليات توسيع وتأمين محيط قواعدها العسكرية اللا شرعية , وعلى العكس فقد ضاعفت أعدادها , وقامت بإدخال أطنان الأسلحة والمدرعات والمعدات العسكرية إلى داخل سوريا , وسط شكوك حول الجهات والأيدي التي ستصل إليها تلك الأسلحة , ووسط خشية سعيها نحو إفتعال قتال بين المكونات السورية , ويمكن قراءة ما حدث في مدينة منبج وإطلاق عصابات "قسد" النار الحي على المدنيين هناك , وقد يكون لشحنات الأسلحة التي أدخلتها مؤخراً دور في مخططٍ  وُضع للتأثيرعلى الإستحقاق الرئاسي قبل أيام.

- لم تتوقف الجلسات الأممية الخاصة بسوريا , ولم يتوقف تزوير الحقائق وتقارير منظمة الأسلحة الكيميائية , كذلك لم تتوقف الإتهامات الملفقة في الملفات الإنسانية .

- لم تتوقف حربها على الدولة والقيادة والشعب السوري , وبدا هذا جلياً في معارضتها للإنتخابات السورية , وبالضغط على عدد من الدول التابعة لإصدار بيانٍ استبق يوم الإقتراع , أكدت فيه بأن:"الإنتخابات لن تكون حرة ولا نزيهة", وحاولت عبر أدواتها وأبواقها الإعلامية التأثيرعلى إقبال السوريين على الإقتراع والتصويت

- لم تحترم نتائج الإنتخابات بعد انتهائها, وبعد رؤية إقبال السوريين يوم 20 أيار في جميع أنحاء العالم على صناديق الإقتراع بكثافة وبفرحة وبهجة لتجديد بيعتها للرئيس بشار الأسد , تلتها في 26 أيار مشاهد الطوفان البشري السوري , الذي صوّت لهويته وإنتمائه ولسيادة دولته وحرية قرارها السياسي , وصوّت لإنتصار الدولة والجيش والشعب , وإعتزازاً بقيادة الرئيس بشار الأسد , الذي حمل كل اّماله الوطنية والقومية وطموحاته بإستكمال الإنتصار العسكري والسياسي والإقتصادي , وللبدء بمرحلة "العمل" يداً بيد مع الرئيس بشار الأسد.

في الوقت الذي نشر فيه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى تقريراً رفض فيه الإعتراف بنصر سوريا ، وبفشل المشروع الأمريكي فيها ، وذهب إلى التحذير من أي تقاربٍ عربي – سوري , وبأنه "سيضر المصالح الأمريكية في سوريا والمنطقة" , وبأنه "سيمنح الرئيس الأسد نفوذاً اقليمياً سيغير المعايير والقواعد الدولية" , و"سيؤثرعلى الكيان الإسرائيلي وسيحرج المطبعين" . 

لن يستطيع الرئيس بايدن الإستمرار بخداع العالم , وبتسويق نفسه كرجل سلام يبحث عن الحل السياسي في سوريا , على الرغم من محاولاته البائسة للتخلص من وصمة العار ولقب "لص النفط والقمح السوري" , على الرغم من إنهائه إعفاء شركة "دلتا كريسنت انرجي" من العقوبات الأمريكية , ولا تكفي بضعة تصاريح رئاسية "لسنا هنا من أجل النفط" , لدحض ما هو مؤكد ومثبت , ويمكن إعتبار هذه الخطوة بأنها لا تعدو أكثر من الإنتقال من السرقة بالتشريع الأمريكي الرسمي إلى السرقة بدونه , وهذا لن يجعل منهم لصوصاً محترمين. 

في الوقت الذي تبدو فيه الإدارة الأمريكية تتجه نحو إحكام قبضتها على الميدان السوري , وإمساك قرار كافة التنظيمات الإرهابية المسلحة من شرق الفرات إلى الشمال السوري وغربه وداخل مدينة إدلب ومحيطها , نتيجة خشيتها من إنزياح أردوغان أكثر فأكثر نحو الحضن الروسي , الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى خسارة واشنطن جهود أكثر من 60 ألف إرهابي تستخدمهم في وجه الجيش العربي السوري وحلفائه .

فلجأت إلى استغلال الملف الإنساني والمساعدات الأمريكية  و"ملف المعابر" , قبل انتهاء التفويض الحالي لمجلس الأمن الذي سمح بدخول المساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا , في العاشر من تموز القادم , وسارعت لإرسال سفيرتها لدى الأمم المتحدة "ليندا توماس غرينفيلد" إلى تركيا , في مهمةٍ ظاهرها ما أعلنته عن تقديم مساعداتٍ أمريكية بقيمة 240 مليون دولار "لشعب سوريا واللاجئين السوريين والدول التي تستضيفهم" , أما في جوهرها فقد تشي لقاءاتها مع قادة التنظيمات الإرهابية , وخصوصاً جبهة النصرة والخوذ البيضاء , ووصفهم بـ "الشجعان" ! , بما هو سيء وخطير.

يبدو أن واشنطن تفضل قيادة التنظيمات الإرهابية بنفسها وتحصينهم في مواقعهم , مقابل احتفاظ  تركيا بدورها في تسهيل نقل المساعدات الإنسانية , من خلال رشوة تقدمها للرئيس التركي تتمثل بوعدها بفتح أكثر من  معبر و بـ 240 مليون دولار , بالتأكيد ستدخل خزائن وجيوب أردوغان , تعينه على تخفيف حدة المشاكل الإقتصادية التي يعاني منها في الداخل التركي , مقابل عدم تكرار تجربة الرئيس ترامب الذي أوقع تركيا خلال ساعات بأزمة هبوط وإنهيار الليرة التركية , وقد يكون هذا وراء وصف زيارتها لتركيا بـ "الإستراتيجية" .

ويمكن أن يشير توقيت الزيارة وتصريحات السفيرة غرينفيلد , ولقاءاتها بالقادة الأتراك وقادة الإرهابيين , إلى نوايا واشنطن , بوقف الخلافات والمعارك التي اندلعت في صفوف التنظيمات التابعة لتنظيم داعش وتلك التابعة لجولاني النصرة في إدلب ومحيطها , بالتوازي مع أحداث مدينة منبج والضغط الكبير الذي تعرضت له "قسد" من قبل المتظاهرين ضدها هناك , بعد إطلاقها النار عليهم وسقوط الشهداء والجرحى , وتداعي القبائل العربية للوقوف إلى جانبهم واستعدادهم لقتالها وطردها , والمخاوف الأمريكية  من دخول الجيش العربي السوري واستعادته السيطرة على المدينة.  

التركيز الأمريكي على ملف المساعدات والمعابر .... لقد حاولت السفيرة من خلال سلسلة أكاذيب , تأكيدها لأهمية فتح المعبر, وبأن "هناك أكثر من 13 مليون سوري بحاجة ماسة إلى المساعدة" , وبأن معبر باب الهوى بالنسبة لسكان إدلب يعتبر "شريان حياتهم" الوحيد , كذلك اعتبرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن :"الولايات المتحدة هي أكبر مانح في العالم للأزمة السورية وقدمت أكثر من 13 مليار دولار منذ بداية الصراع", في حين ناشد المنسق الأممي "مارك لوكوك"  مجلس الأمن بـ :"عدم قطع “شريان الحياة عبر الحدود" , وعاطفة  "ريتشارد ميلز" الجياشة وهو نائب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة , الذي خاطب مجلس الأمن بقوله :"إذا لم نفعل ذلك سيموت الناس، ونقطة عبور واحدة لا تلبي إحتياجات الشعب السوري” , كذلك دعوة الوزير بلينكن في 30 /آذار الماضي ، إلى إعادة فتح معبر باب السلامة مع تركيا ، ومعبر اليعربية مع العراق الذي تسيطر عليه “قسد”.

لا أعتقد أن هناك من يشكك بنوايا واشنطن , وبإقدامها على تحضير أرضية المرحلة القادمة , لتشكيل جبهةٍ عسكرية إرهابية قوية تمتد من غرب الفرات إلى شرقه , قبيل القمة الأمريكية – الروسية في جنيف , لتكون واشنطن المفاوض القوي والوحيد في مواجهة الرئيس الروسي.

من المعيب أن تتجاهل الولايات المتحدة السيادة السورية وتتعمد إختراقها , وأن تمارس ضغوطها لإستمرار الحرب التي هُزمت فيها في سوريا , وياله من كم الوقاحة التي تتحدث فيه عن مساعداتٍ تقدمها للشعب السوري وبأنها أكبر المانحين , وهي التي تسرق نفطه وقمحه بشكلٍ يومي , ولا يخفى على العالم أنها تسعى للتركيز على إقرار مجلس الأمن بفتح معابر لا تسيطر عليها الدولة السورية , وأن لا تكون الطرف والجهة المسؤولة عن مواطنيها.

 في وقتٍ يرى فيه العالم أن الشعب السوري في ظل دولته وحكومته وقيادته يعيش الأمن والأمان , على عكس مناطق العبث الأمريكي والتركي والإرهابي والإنفصالي , وبأن الدولة السورية لم تتوقف عن إرسال الدقيق والرواتب واللقاحات والكتب المدرسية وكافة إحتياجات المواطنيين على كامل مساحة الوطن , وبأن الهدف الرئيسي لإدخال "المساعدات" بعيداً عن رقابة وإشراف الدولة السورية , يكمن في تحويل المعابر إلى ممرات لتمويل وتسليح الإرهابيين , ولهذا رفضت قبل عام ونصف كل من سوريا وروسيا والصين , إعتماد أربعة معابر, وتمت الموافقة على معبر واحد من خلال تسوية سياسية معقدة , بهدف وصول ما يمكن وصوله إلى المواطنين السوريين – ولو بالحد الأدنى-.

يبدو أن المشاعر الأمريكية "الإنسانية النبيلة", تهتم لأمر الإرهابيين الإيغور والشيشان والأوربيين والعرب , وكل من استجلبتهم من كافة أصقاع العالم , وتهتم بأمر تغذيتهم والحفاظ على حالتهم الصحية , فاختلطت الأمور في رأسها وباتت تحسبهم سوريين , وتدعي بأنها أكبر مانحي الشعب السوري ! .  

المهندس: ميشيل كلاغاصي

6/6/2021

بعد "داعش وقسد" .. واشنطن تزاحم تركيا لقيادة "جبهة النصرة" - م. ميشيل كلاغاصي

عبثاً يحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن الإستمرار بخداع العالم , وبتسويق نفسه كرجل سلام يبحث عن الحل السياسي في سوريا , على الرغم من محاولاته البائسة للتخلص من وصمة العار ولقب "لص النفط والقمح السوري" , على الرغم من إنهائه إعفاء شركة "دلتا كريسنت انرجي" من العقوبات الأمريكية , ولا تكفي بضعة تصاريح رئاسية "لسنا هنا من أجل النفط" , لدحض ما هو مؤكد ومثبت , ويمكن إعتبار هذه الخطوة بأنها لا تعدو أكثر من الإنتقال من السرقة بالتشريع الأمريكي الرسمي إلى السرقة بدونه , وهذا لن يجعل منهم لصوصاً محترمين. 

في الوقت الذي تبدو فيه الإدارة الأمريكية تتجه نحو إحكام قبضتها على الميدان السوري , وإمساك قرار كافة التنظيمات الإرهابية المسلحة من شرق الفرات إلى الشمال السوري وغربه وداخل مدينة إدلب ومحيطها , نتيجة خشيتها من إنزياح أردوغان أكثر فأكثر نحو الحضن الروسي , الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى خسارة واشنطن جهود أكثر من 60 ألف إرهابي تستخدمهم في وجه الجيش العربي السوري وحلفائه .

فلجأت إلى استغلال الملف الإنساني والمساعدات الأمريكية  و"ملف المعابر" , قبل انتهاء التفويض الحالي لمجلس الأمن الذي سمح بدخول المساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا , في العاشر من تموز القادم , وسارعت لإرسال سفيرتها لدى الأمم المتحدة "ليندا توماس غرينفيلد" إلى تركيا , في مهمةٍ ظاهرها ما أعلنته عن تقديم مساعداتٍ أمريكية بقيمة 240 مليون دولار "لشعب سوريا واللاجئين السوريين والدول التي تستضيفهم" , أما في جوهرها فقد تشي لقاءاتها مع قادة التنظيمات الإرهابية , وخصوصاً جبهة النصرة والخوذ البيضاء , ووصفهم بـ "الشجعان" ! , بما هو سيء وخطير.

يبدو أن واشنطن تفضل قيادة التنظيمات الإرهابية بنفسها وتحصينهم في مواقعهم , مقابل احتفاظ  تركيا بدورها في تسهيل نقل المساعدات الإنسانية , من خلال رشوة تقدمها للرئيس التركي تتمثل بوعدها بفتح أكثر من  معبر و بـ 240 مليون دولار, بالتأكيد ستدخل خزائن وجيوب أردوغان , تعينه على تخفيف حدة المشاكل الإقتصادية التي يعاني منها في الداخل التركي , مقابل عدم تكرار تجربة الرئيس ترامب الذي أوقع تركيا خلال ساعات بأزمة هبوط وإنهيار الليرة التركية , وقد يكون هذا وراء وصف زيارتها لتركيا بـ "الإستراتيجية" .

ويمكن أن يشير توقيت الزيارة وتصريحات السفيرة غرينفيلد , ولقاءاتها بالقادة الأتراك وقادة الإرهابيين في جبهة النصرة , إلى نوايا واشنطن , بوقف الخلافات والمعارك التي اندلعت في صفوف التنظيمات التابعة لتنظيم داعش وتلك التابعة لجولاني النصرة في إدلب ومحيطها , بالتوازي مع أحداث مدينة منبج والضغط الكبير الذي تعرضت له "قسد" من قبل المتظاهرين ضدها هناك , بعد إطلاقها النار عليهم وسقوط الشهداء والجرحى , وتداعي القبائل العربية للوقوف إلى جانبهم واستعدادهم لقتالها وطردها , والمخاوف الأمريكية  من دخول الجيش العربي السوري واستعادته السيطرة على المدينة. 

التركيز الأمريكي على ملف المساعدات والمعابر .... لقد حاولت السفيرة من خلال سلسلة أكاذيب , تأكيدها لأهمية فتح المعبر, وبأن "هناك أكثر من 13 مليون سوري بحاجة ماسة إلى المساعدة" , وبأن معبر باب الهوى بالنسبة لسكان إدلب يعتبر "شريان حياتهم" الوحيد , كذلك اعتبرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن :"الولايات المتحدة هي أكبر مانح في العالم للأزمة السورية وقدمت أكثر من 13 مليار دولار منذ بداية الصراع", في حين ناشد المنسق الأممي "مارك لوكوك"  مجلس الأمن بـ :"عدم قطع “شريان الحياة عبر الحدود" , وعاطفة  "ريتشارد ميلز" الجياشة وهو نائب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة , الذي خاطب مجلس الأمن بقوله :"إذا لم نفعل ذلك سيموت الناس، ونقطة عبور واحدة لا تلبي إحتياجات الشعب السوري” , كذلك دعوة الوزير بلينكن في 30 /آذار الماضي ، إلى إعادة فتح معبر باب السلامة مع تركيا ، ومعبر اليعربية مع العراق الذي تسيطر عليه “قسد”.

لا أعتقد أن هناك من يشكك بنوايا واشنطن , وبإقدامها على تحضير أرضية المرحلة القادمة , لتشكيل جبهةٍ عسكرية إرهابية قوية تمتد من غرب الفرات إلى شرقه , قبيل القمة الأمريكية – الروسية في جنيف , لتكون واشنطن المفاوض القوي والوحيد في مواجهة الرئيس الروسي.

من المعيب أن تتجاهل الولايات المتحدة السيادة السورية وتتعمد إختراقها , وأن تمارس ضغوطها لإستمرار الحرب التي هُزمت فيها في سوريا , وياله من كم الوقاحة التي تتحدث فيه عن مساعداتٍ تقدمها للشعب السوري وبأنها أكبر المانحين , وهي التي تسرق نفطه وقمحه بشكلٍ يومي , ولا يخفى على العالم أنها تسعى للتركيز على إقرار مجلس الأمن بفتح معابر لا تسيطر عليها الدولة السورية , وأن لا تكون الطرف والجهة المسؤولة عن مواطنيها.

 في وقتٍ يرى فيه العالم أن الشعب السوري في ظل دولته وحكومته وقيادته يعيش الأمن والأمان , على عكس مناطق العبث الأمريكي والتركي والإرهابي والإنفصالي , وبأن الدولة السورية لم تتوقف عن إرسال الدقيق والرواتب واللقاحات والكتب المدرسية وكافة إحتياجات المواطنيين على كامل مساحة الوطن , وبأن الهدف الرئيسي لإدخال "المساعدات" بعيداً عن رقابة وإشراف الدولة السورية , يكمن في تحويل المعابر إلى ممرات لتمويل وتسليح الإرهابيين , ولهذا رفضت قبل عام ونصف كل من سوريا وروسيا والصين , إعتماد أربعة معابر, وتمت الموافقة على معبر واحد من خلال تسوية سياسية معقدة , بهدف وصول ما يمكن وصوله إلى المواطنين السوريين – ولو بالحد الأدنى-.

يبدو أن المشاعر الأمريكية "الإنسانية النبيلة", تهتم لأمر إرهابيي جبهة النصرة أيضاً والإرهابيين الإيغور والشيشان والأوربيين والعرب , وكل من استجلبتهم من كافة أصقاع العالم , وتهتم بأمر تغذيتهم والحفاظ على حالتهم الصحية , فاختلطت الأمور في رأسها وباتت تحسبهم سوريين , وتدعي بأنها أكبر مانحي الشعب السوري ! . 

المهندس: ميشيل كلاغاصي

5/6/2021

 

Thursday, June 3, 2021

الدولة العميقة "العظمى" تسرق النفط والقمح السوري - م. ميشيل كلاغاصي

بعد سقوط كافة الذرائع التي ادعتها إدارات أوباما وترامب وبايدن لتبرير وجودها اللاشرعي في سوريا , ورواياتها حول "حماية الشعب السوري" من حكومته الشرعية وجيشه الوطني , و"حماية ثرواته ونفطه" , كذلك تحولت روايتها حول محاربة الإرهاب وتحديداً تنظيم داعش , أشبه بمسرحية هزلية , بعد أن أصبح دعمها وتسليحها وتمويلها وقيادتها لكافة التنظيمات الإرهابية على مختلف تسمياتها وألوان أعلامها مفضوحاً وموثقاً , على الرغم من إختلاف المشغل المباشر سواء كان تركيا أو دول الخليج العربي وبعض الدول الأوروبية أو العدو الإسرائيلي , اللذين يشكلون بطبيعة الحال الأدوات التنفيذية المحكومة  بتنفيذ الأوامر الأمريكية , المسخرة لخدمة المصالح الشخصية لمن يختبؤون وراء ستار "الدولة الأمريكية العميقة" , وبما يخدم مصالح الرئيس الأمريكي وفريقه , وكُشف اللثام عن حقيقة اللصوصية الأمريكية التي تمر عبر القواعد العسكرية والمعابر اللا شرعية , وتحولت إلى ثوابت لا تقبل التشكيك بها , ولا يمكن نكرانها ونفيها .

ولبعض الوقت , ومع تقدم المشروع الصهيو- أمريكي في سوريا , والدعم الأمريكي للإنفصاليين الأكراد في شمال وشرق البلاد , وسيطرة القوات الأمريكية على حقول النفط ومحاصيل الأقماح والشعير هذا من جهة , ومن جهةٍ أخرى دعمها للمشروع العثماني والإرهابي لتنظيم جبهة النصرة في شمال وغرب البلاد وفي محافظة إدلب السورية ...

اعتقد البعض بأنها قادرة على فرض استراتيجية كبرى تتخطى مصالحها على الأراضي السورية , وتمنحها نفوذاً إضافياً ومباشراً في العراق أيضاً , بما يوفر لها إمكانية الإقتراب من الحدود الإيرانية , ومنع التواصل الجغرافي والحيوي والعسكري , الممتد من طهران إلى بغداد ودمشق وصولاً إلى لبنان وفلسطين المحتلة .. و في هذه الفترة , اتجهت أنظار كافة الأطراف الإحتلالية – الإنفصالية - الإرهابية , والجيشين العراقي والعربي السوري , وفصائل المقاومة العراقية والسورية على طرفي الحدود , وتركزت على الأعمال العسكرية والبحث عن نقاط تمركزٍ, تفيد كلٍ منهم في مشروعه.

ولم تكن الأنظار مسلطة على أعمال النهب المباشر الذي تقوم به القوات الأمريكية وأدواتها , لكن ومع تصدع الرواية والمشروع الأمريكي , نتيجة الإنتصارات العسكرية التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه والمقاومة العراقية , على طرفي الحدود , وبعد نجاح الدولة السورية باستعادة سيطرتها ونفوذها وتحرير ما يقارب الـ 80% من الأراضي التي سيطر عليها الإرهابيون , ومع استعادة الأرض والأمن والإستقرار , تأكد الأمريكيون من استحالة تحقيق أي تقدم أو نجاح في تفكيك الدولة السورية والإطاحة بحكومتها وقيادتها ونظامها السياسي , ومع حالة الذهول والصدمة الأمريكية نتيجة الصمود التاريخي والإنتصارات العسكرية والسياسية للدولة والشعب السوري , وتتويجاً بالإنتصار الكبير في الإستحقاق الإنتخابي الرئاسي , والإلتفاق العظيم للشعب السوري حول قيادة الرئيس بشار الأسد , بالمقابل مع غياب أي استراتيجية أمريكية لتغيير هذا الواقع , تحول المشهد نحو الجمود الظاهري , اكتفت فيه القوات الأمريكية بمتابعة أعمال السرقة والنهب وحرق المحاصيل , الأمر الذي أعاد توجيه الأنظار إلى الممارسات والأعمال اللصوصية الأمريكية , بما يؤكد الرواية السورية , وأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعدو سوى "دولة الإحتلال واللصوصية العظمى" , المتواجدة بشكل لا شرعي على الأراضي السورية , لسرقة خيرات وثروات الشعب السوري.

مؤخراً وفي سياق النهب الأمريكي المنظم للثروات السورية , تم رصد عبور يوم الأحد 23 أيار, قافلة أمريكية مؤلفة من 86 شاحنة والعديد من ناقلات الجند المدرعة من إقليم كردستان العراق إلى محافظة الحسكة شمال شرق سوريا , واجتازت معبر الوليد الحدودي اللا شرعي الذي تسيطر عليه قواتها , وتوجهت نحو قاعدة حراب الجير العسكرية في منطقة اليعربية شمال شرق سوريا – بحسب وكالة سانا - , وسط  حراسة مشددة ، وقامت بتسليم معدات لوجستية وخزانات إضافية لنقل المزيد من النفط  السوري إلى العراق , من خلال استراتيجية الإستمرار بتعميق الأضرار الإقتصادية للدولة والشعب السوري , كجزء من سياسة تائهة لا تعرف سوى السرقة والإنتقام.

لم يعد بالإمكان إحصاء عدد المرات التي قامت فيها وكالة سانا السورية بإبلاغ العالم عن حركة القوافل الأمريكية التي تنقل سرقاتها من القمح والنفط  من سوريا إلى العراق عبر معبر سيميلكا على الحدود السورية العراقية بالإعتماد على عصابات "قسد" , ومع غياب إحصائية رسمية تستطيع تقديرعدد وحجم شاحنات السرقات الأمريكية من سوريا , وعدد وحجم الأسلحة والمعدات العسكرية التي تستجلبها الشاحنات الأمريكية من شمال العراق نحو الداخل السوري , والغاية من ذلك , وإلى أية جهات وأيدي تقوم بتسليمها ؟. 

ويبقى السؤال , هل كانت شحنات الأسلحة الأمريكية المنقولة  في الأسابيع الأخيرة , وعشية الإنتخابات الرئاسية , تأتي في سياق مخطط يسعى لإفتعال وإحداث توترات اجتماعية واقتصادية وعسكرية , لإجهاض العملية الإنتخابية ؟.

من المهم ما تعلن عنه دمشق مراراً وتكراراً , حول الوجود العسكري الأمريكي في سوريا , وبأنه احتلال لا شرعي ، وإعلانها الدائم عن عمليات النهب والسرقة الأمريكية لثروات الدولة والشعب السوري , بالإضافة إلى عملها الدؤوب لإبقاء الأنظار متجهة نحو الممارسات اللاقانونية واللاشرعية للـ "الدولة العظمى" على الأراضي السورية.

لم تعد واشنطن قادرة على إخفاء نشاطها الإجرامي في سوريا ، على الرغم من استمرار الماكينة الإعلامية الأمريكية بتقديم دعمها الإعلامي التضليلي , ومتابعة قصفها السياسي التمهيدي , بهدف شيطنة الدولة والقيادة السورية , لحرف الأنظار عن طبيعة الجرائم والممارسات الأمريكية في سوريا , والتي صنّعوا لها غلافاً مزيفاً تحت مسمى "الحرب الإقتصادية" على سوريا لمنع إستقرارها , والتي تعتبر جزءًا من حملة جيوسياسية أوسع تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها لزعزعة استقرار إيران وروسيا والصين.

لا بد من محاسبة "دولة اللصوصية الأمريكية "العظمى" , ولا بد من إخراجها من سوريا والمنطقة والإقليم , وهذا ما تسعى إليه الدولة السورية ومحور المقاومة مجتمعاً , وسط غياب وصمت الأمم المتحدة , ومجلس الأمن , وما يطلقون عليه زرواً اسم "المجتمع الدولي".

المهندس: ميشيل كلاغاصي

3/6/2021