Friday, September 16, 2022

"شتاء" النخب والحكومات تحركات واشنطن العدائية تجاه روسيا والصين – م. ميشيل كلاغاصي

تعمدت واشنطن تجاوز الخطوط الحمراء الروسية وتهديد أمنها القومي , لإجبار موسكو على خوض المعركة العسكرية , وها هي تفعل الشيء ذاته مع بكين.  

من الواضح أن الاستفزازات الأمريكية للصين عبر البوابة التايوانية , عكست نمطاً مشابهاً لتلك التي استخدمتها لإستفزاز روسيا عبر البوابة الأوكرانية , وأنها مستمرة بوتيرةٍ تصاعدية , إلى أن تتحرك الاّلة العسكرية الصينية وتطرق أبواب تايوان.  

من خلال إدراك واشنطن عدم قدرتها على مواجهة الصين بشكل مباشر, وتقييد نشاطها العسكري حول تايوان , ألزمت نفسها بإعتماد الإستفزاز استراتيجيةً أساسية لهذه المرحلة , ولم تكتف بزيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان في مطلع اّب / اغسطس , وأتبعتها بزيارة عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي , لحث بكين على تسريع تنفيذ تهديداتها عبر التدخل العسكري المباشر لحماية أمنها القومي والحفاظ على وحدة الأراضي الصينية ومبدأ "الصين الواحدة", لكن القيادة الصينية لجأت لتنفيذ مناوراتٍ وتدريباتٍ عسكرية ضخمة , وكثفت من حضورها العسكري حول تايوان , أرسلت من خلالها غضبها وردها الحازم على تلك الزيارات الإستفزازية.

يبدو أن استراتيجية بكين بزيادة السيطرة العسكرية أجواء تايوان والأراضي المحيطة بها , تؤكد عدم رغبتها في احتواء واستيعاب كل ما يدور حول الجزيرة التايوانية , دون الحاجة إلى الإنجرار إلى عملية عسكرية مباشرة , فالدروس التي يستخلصها القادة الصينيون من الحرب على روسيا , قد تدفعهم نحو استراتيجية مختلفة عنوانها التفوق العسكري والإقتصادي , لكنها في الوقت نفسه , تحاول الوصول إلى ذات النتائج , وإلى تدمير عناصر القوة التي يتم تزويد الحكومة التايوانية بها , إن كانت سياسية أو إقتصادية أوعسكرية , لن تستطيع معها الإستفزازات العسكرية والسياسية الأمريكية بما فيها عبور السفن البحرية الأمريكية مضيق تايوان , منع بكين استثمار نشاطها العسكري لفرض سيطرتها بشكل متزايد على الجزيرة "المتمردة" , وإلى تطوير حالة الإستقرار السابق ونقلها إلى نموذج جديد , تكون فيه شروط بكين أكثر وضوحاً وصرامةً من ذي قبل.  

بات من الواضح أن الهمس الأمريكي , يدفع إدارة تايوان نحو إظهار إستقلالها عن الصين , من خلال توثيق العلاقات الخارجية , وإبرام الصفقات العسكرية والإقتصادية والتجارية , على هواها وكما يحلو لها , وبحرية تامة تكرس انفصالها عن الدولة الصينية , في تجاهل تام لمدى عمق إرتباط الإقتصاد التايواني بالإقتصاد الصيني , وهذا ما يمكن للإدارة الصينية أن تستغله لإفشال المخطط الأمريكي برمته , وبإخضاع الإنفصاليين دون اللجوء إلى عملية عسكرية , تبدو الصين مستعدة تماماً لمواجهة القوات المسلحة التايوانية , أو لأي تدخل غربي وأمريكي محتمل. 

ومن المستغرب أن تستفيد الصين من دروس الحرب الغربية على روسيا , ولا تستفيد منها حكومة تايوان ونخبها السياسية , وهم يرون أهداف واشنطن التي تتخطى تدمير أوكرانيا وتقسيمها , وبأنها لا تعدو أكثر من ذريعةٍ تستخدمها ضد روسيا , لقد بات من الواضح أن عملاء الإنفصال في تايوان لا يأبهون أيضاً بتدمير جزيرتهم , ويعولون على "استعداد واشنطن للدفاع" عنها وعنهم , ولا يرون أهداف واشنطن في محاصرة الصين وإلحاق الأذى بإقتصادها , ونسف خطوط شحنها التجاري البحري بإستخدام الورقة التايوانية.

إن المخطط الأمريكي - الغربي تجاه الصين , نسف العلاقات الصينية – الأمريكية , القائمة منذ أربعين عاماً , وأكد تجاوز واشنطن الخطوط الحمراء الصينية , وكشف اللثام عن جوهر سياسة "الغموض الإستراتيجي" الأمريكي , وعن أهداف الزيارات المتتالية , التي سعت لتطوير مختلف أشكال العلاقات الأمريكية مع تايوان , ودفعها نحو الإنخراط في العلاقات الدولية , على أنها دولة مستقلة , على حساب "الصين الواحدة".

وفي هذا السياق , قام وفد أمريكي ثالث بزيارة تايوان برئاسة حاكم ولاية إنديانا ، لبحث سبل التعاون الإقتصادي في إنتاج "رقائق السيليكون الإلكترونية" والتي تشكل عصب الصناعات التكنولوجية , وتكاد تنفرد بها تايوان في العالم , كذلك تم تشجيع اليابان على تطوير وتوسيع علاقاتها مع تايوان , وبالفعل استقبلت حكومة تايبيه عدة شخصيات سياسية يابانية , وبعض أعضاء البرلمان الياباني.

تبدو الإستفزازات الأمريكية وتجاوزها الخطوط الحمراء لكل من روسيا والصين , يؤكد عزم واشنطن القتال على جبهتين في اّن واحد , الأمر الذي يعكس هزائمها وعجزها في الحفاظ على "عرشها" وتفردها بقيادة عالم القطب الواحد , وتجد نفسها مجبرة على خوض المغامرات والمعارك السياسية والعسكرية والإقتصادية الخطرة , وإشاعة الفوضى القصوى , وإشعال ما أمكنها من الجبهات , ودفع أي مواجهة محتملة لأية أطراف , سواء كانوا حلفاء وشركاء أو أعداء , في محاولة لإضعاف الجميع وكسب الوقت لإستعادة مكانتها , ولجم وكبح العالم الناشئ الجديد متعدد الأقطاب بدعمٍ رئيسي من روسيا والصين.

من الواضح أن استراتيجية "الجنون الأمريكي" وقيادة اللعبة الخطرة , فصل إدارة بايدن عن الواقع , ودفعها بعيداً عن المصالح الأمريكية الحقيقية , وصم اّذانها عن سماع "الثعلب" هنري كيسنجر, وتأكيده عدم كفاية القدرات المالية والعسكرية الأمريكية الحالية , لتحدي روسيا والصين , وخوض القتال على جبهتين في اّنٍ واحد , وتقديم الدعم المالي والعسكري للنازيين الأوكران , وإنفصاليي تايوان , بالتوازي مع انخفاض احتياطي الأسلحة في المستودعات الأوروبية , وإنشغال القادة الأوروبيين ولهاثهم وراء تأمين الغاز المسال وبناء البنى التحتية لإستقباله , وملئ خزانات الغاز ومستودعات الأغذية , تفادياً لمواجهة غليان الإحتجاجات و"شتاء الحكومات" أكثر من منها لمواجهة البرد و"شتاء الشعوب".

في الوقت الذي ينهمك فيه المجمع الصناعي الحربي الأمريكي , بجني الأرباح , وبإنتاج الأسلحة الضرورية لإستمرار المعركة العسكرية في أوكرانيا , ولرفع مستوى التصعيد العسكري وإفتتاح المعركة الموازية في تايوان.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

13/9/2022  

 

انعطافة إردوغان نحو دمشق خيارٌ تركي أم مسلكٌ إجباري؟ - م. ميشيل كلاغاصي


"انعطف" إردوغان , وتوقع أن ينعطف العالم لأجله , وأن تصدقه سورية وتقبل بشروطه , وتقضي على أعدائه من الكرد , وترحب بأصدقائه التكفيرين , وتنصاع واشنطن لرغباته بالخروج من سورية , ويتفرغ بنفسه لترتيب البيت الداخلي لسورية , وبتحديد شكل الدستور والتسوية السياسية فيها , وطريقة عودة اللاجئين إلى بلادهم , وربما بتجديد حلمه بالصلاة في المسجد الأموي بدمشق..! , وبتحقيق كل ما حلم به على مدى أكثر من 12 عاماً , بعيداً عن خوض عمليةٍ عسكريةٍ خامسة لا يعرف نتائجها سلفاً , لكنه لم يتوقف عن التهديد بشنها.

ومن حق السوريين أن يتساءلوا , هل حقاً تغير الرجل , وأصبح بإدعاءٍ مفاجئ , صديقاً للسوريين ,  ومن أشد الحريصين على وحدة الشعب والأراضي السورية , بعد عقد من اللصوصية والتتريك والإرهاب غير المسبوق الذي استجلبه من كافة أصقاع العالم , ودربه وسلحه , وقاده عبر أجهزة استخباراته , وقواته العسكرية الرسمية , وبعدما سرق المواطنين السوريين وغسل أدمغتهم بالأخونة وبالتطرف العثماني الإرهابي , وفاز بملايين الدولارات على أنها مساعدات إنسانية دولية لوجودهم على الأراضي التركية , ومارس بحقهم أفظع أشكال الإضطهاد والإعتداء على أملاكهم وحياتهم.

بالكلام وبعيداً عن الأفعال , أعلن تغيير بوصلته ولهجته تجاه دمشق وقيادتها , فتغيرت حباله الصوتية , وأصابها الإرتخاء , بعدما اعتاد العالم عموماً والسوريين خصوصاً على صراخه وتهديده ووعيده , يالها من إنعطافةٍ دراماتيكية , قادته إلى ابتلاع لسانه وهو يرى اليونان ترفع في وجهه سيف التحدي , دون أن يكيل الشتائم - كما كان يفعل في الماضي - بحق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون , الذي هدد بالوقوف إلى جانب اليونان في حال تطور الصراع السياسي إلى عسكري.

انعطافة لم تدم سوى بضعة أيام , تحدث من خلالها إردوغان وعدة مسؤولين في نظامه والإعلام التركي عن تفاصيل ولقاءات أمنية استخبارية مع الجانب السوري , وامتلئت وسائل الإعلام بتحليلاتٍ وتصريحات على قاعدة "الحكي ما عليه جمرك" , لكنه عاد اليوم إلى لهجته السابقة , واتهم الدولة السورية "بعدم تطوير طريقة تعاملها مع التنظيمات الإنفصالية الإرهابية" , كذلك عاد إلى التهديد "بإطلاق عمليته العسكرية المزعومة في أية لحظة" , وأعاد طرح "أمنه القومي" في البازار الإعلامي.

من الواضح أن عودته إلى ما قبل الإنعطافة المزعومة , تعكس عدم الإتفاق والتوافق مع الدولة السورية , وبوجود خلافات جوهرية حول كافة النقاط المطروحة للنقاش , وبالسقوف العالية التي يحق لدمشق طرحها , وبحسب موقع أنتليجنس أونلاين , فإن الإجتماع الأمني بين الطرفين برعاية روسية "لم يسفر عن نتائج".

إن حديثه عن عدم تطوير دمشق طريقة تعاملها مع التنظيمات الإرهابية الإنفصالية , لا يسمح له بتجاهل فشل علاقته الحميمة بالقيادي الكردي صالح مسلم , التي لم تسفر إتفاقاً تركياً – كردياً , كذلك عدم حصوله على ضوء أخضر وموافقة أمريكية أو روسية أو إيرانية أو سورية , للقيام بعمليته العسكرية المزعومة , ولو حصل الأمران لما حدثت "الإنعطافة الإردوغانية" تجاه الدولة السورية أصلاً.

تأخر إردوغان وحكومة العدالة والتنمية في فهم الأسباب الحقيقية لرفض الولايات المتحدة ما تسمى "المنطقة الآمنة"، ولم يستوعب مشروع الولايات المتحدة التقسيمي في سورية , الذي يتعارض مع المشروع التوسعي العثماني الإحتلالي فيها , الأمر الذي سيجعل من المناطق التي يمكن أن يسيطر عليها الأتراك , جزءاً من الأراضي التركية والكيان التركي , ويمنع واشنطن من إقامة كيان سرطاني في شمال وغرب سورية , مشابهاً للكيان الإنفصالي الذي تدعمه في شرقها , على أن يكونا على غرار الكيان الإسرائيلي في جنوب سورية.

كذلك تأخر بفهم أن المشروع الأمريكي يطال الأراضي التركية أيضاً , خصوصاً في جنوبها الشرقي , حيث تتركز كثافة التواجد الكردي على الأراضي التركية , وحَصَرَ تفكيره بإستغلال ملف مزيج اللاجئين السوريين والإرهابيين في تركيا , وبدفعهم نحو أوروبا مع كل خلاف , متجاهلاً خطر وجود اّلاف الإرهابيين التكفيرين سواء كانوا سوريين أم عرب وأجانب , على الحدود التركية , وداخل المدن والأراضي التركية.

في وقتٍ تجد تركيا نفسها غير قادرة على ضبط تحركات وولاءات العديد من الإرهابيين , وبأن الفرصة التي منحتها واشنطن للإخوان المسلمين وما يسمى الجيش الحر, وكافة المجموعات والفصائل الإرهابية , والهياكل المسلحة التي تم تشكيلها وتجميعها تحت مختلف المسميات , الخاضعة أساساً لتركيا , قد انتهت , واختارت واشنطن الإعتماد على تنظيم جبهة النصرة بزعامة أبو محمد الجولاني , ومنحه فرصة تشكيل هيكلٍ سياسي عبر ما تسمى "حكومة الإنقاذ", وهيكل جيشٍ عسكري , لإظهار التنظيم على أنه كيان لدولة ناشئة , تكون قادرة على حكم منطقة إدلب بالكامل , وقد دفعته قبل أيام للقيام بإستعراضٍ عسكري , بمناسبة تخريج 300 ضابط ( إرهابي مسلح ) , من الكلية العسكرية التابعة لحكومة الإنقاذ.

بالإضافة إلى ذلك , تأخر الرئيس التركي بقراءة المتغيرات الإقليمية والدولية , كسقوط الإخوان المسلمين في المنطقة العربية ، وغياب الحديث عن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ، وسط انشغاله بإسقاط ورقة اللاجئين السوريين من أيدي المعارضة التركية ، التي باتت بفضل الدعم الأمريكي تشكل تهديداً حقيقياً لمستقبله السياسي , مع إقتراب الإنتخابات الرئاسية التركية , وسط عمق الأزمات الداخلية نتيجة فشل السياسات الإقتصادية والمالية والإجتماعية لحكومة العدالة والتنمية , وتدهور الحالة المعيشية للأتراك وسط تراجع القيمة الشرائية لليرة التركية , وتضاعف نسب التضخم والبطالة , بالتوازي مع أزمات الغذاء والطاقة وإرتفاع الأسعار عالمياً.

لقد عمل الرئيس إردوغان وحكومته , خلال 12 عاماً , على إسقاط الدولة السورية , ونظام الحكم السياسي فيها , وإسقاط الرئيس بشار الأسد شخصياً , لكنه فشل فشلاً ذريعاً , وها هو اليوم يصارع للبقاء على سدة حكم تركيا , بعدما خذله أسياده في حلف شمال الأطلسي , وحساباته وأطماعه , ومن أحبهم من الإرهابيين , وباتت أوراقه على حافة السقوط , فحملها في إنعطافةٍ متعجرفةٍ يائسة نحو دمشق , ليتاجر بها قبيل سقوطها , وبات مستعداً لكشف أوراق أسياده وأدواتها , ومحذراً من "مخطط تقسيم المنطقة بعد تقسيم سورية والعراق" , واقفاً أمام أبواب دمشق والرئيس الأسد بإنتظار طوق النجاة السوري.

لقد أدرك الرئيس إردوغان أن فشل سياسته الداخلية أوصله نحو الأبواب الموصدة , وبأنه مجبر على تغيير سياسته الخارجية , والعودة إلى سياسة "صفر مشاكل" , واتباع الواقعية السياسية , التي تفرض عليه السير في حقول ألغام المصالح , الأمريكية , والروسية , والإيرانية , والأوروبية , والعربية , والسورية , على أمل تعويمه , وعليه تبدو الإنعطافة المزعومة مسلكاً إجبارياً وليست خياراً تركياً للرئيس إردوغان وحكومة العدالة والتنمية.

يبدو أن الزمن ومرور الوقت أصبح حاسماً لتجارة إردوغان وبيعه لأوراقه وأدواته , فثمنها اليوم سيتلاشى غداً وسيقدمها بالمجان , فهل ستقبل بها دمشق , وهي التي لا تفرق بين الإرهابيين الإنفصاليين وإرهابيي جبهة النصرة والجيش الحر , وما بين قوات الإحتلال التركي والأمريكي والإسرائيلي , وهي مصممة على استعادة سيطرتها وسيادتها على كامل أراضيها وبتحرير "كل شبر" , ودون ذلك قد تذهب نحو تأجيل الحل إلى زمن الرئيس التركي القادم بعد خسارة إردوغان المتوقعة في الإنتخابات القادمة , وتترك له خيار العزف منفرداً على اسطوانة العملية العسكرية المزعومة على الأراضي السورية , وتهديداته بترحيل اللاجئين والإرهابيين نحو أوروبا.

المهندس : ميشيل كلاغاصي

9/9/2022

 

النفاق الغربي .. أقماح أوكرانيا ما بين البشر الفقير ومواشي الأغنياء - م. ميشيل كلاغاصي


لطالما أظهر الغرب براعته في النفاق , وأطلق وحشيته وأطماعه الإستعمارية , تحت عناوين وشعارات براقة كالحرية , وحقوق الإنسان , وبرامج المساعدات الإنسانية , ومحاربة الفقر والجوع , ومساعدة الدول الفقيرة.

كذلك شكلت شناعة مخططاتهم للنيل من حرية الشعوب واستباحة بلادهم والسطو على مقدراتهم وثرواتهم , مصدر "إلهامهم" لإنتاج ساسةٍ من أعتى قساة القلوب , وسياساتٍ لا أخلاقية مزدوجة المعايير , تهتم بإظهار أناقة الغرب ووجه الحضاري وإنسانيته , بينما تُخفي وراء أقنعتها , كل ما يُخزي الجنس البشري , من شبقٍ دموي وهمجي متوحش لا يعرف الرحمة , لكنه يعرف كيف يسرق اللقمة من أفواه الدول والشعوب والأطفال والمسنين والمحتاجين , بهدف ضمان الحفاظ على مستوى الرفاهية والراحة التي يحتاجها "المبدعون" لإنتاج المزيد من مخططات الشرّ , وديمومة سير المعادلات "القاتلة" بإتجاهٍ واحد.

وخططوا لألاف المؤامرات الدنيئة , وأنتجوا مرجعياتٍ ونصوص قانونية أممية مخادعة , وأخرى لا قانونية ولا شرعية , لحصار الدول والشعوب , ومعاقبتها , واستباحة حدودها وأراضيها , وسرقة ثرواتها , وسط تصفيق نخب المستفيدين , وداعمي الحروب العسكرية والإقتصادية وحروب الطاقة والغذاء , وحروب الأوبئة والأمراض والجوائح الإصطناعية وحروب التحكم باللقاحات , وتحول العالم بفضل شرورهم إلى حقل أشواكٍ لا مكان فيه لزراعة الورود.

مخططات قديمة جديدة ومستمرة , ابتدعت مؤخراً حرباً في ظاهرها تستهدف الدولة الروسية فقط , لكنها في جوهرها استهدفت أوكرانيا أيضاً , وعموم دول القارة الأوروبية , وكافة دول العالم التي ترفض الهيمنة الأمريكية والقطبية الأحادية , وأنتجت على هامش الحرب العسكرية , أزماتٍ حقيقية , استطاعت نسف استقرار إنتاج وتوريد الطاقة , وأوقعت أوروبا والعالم في فخ العوز والفقر وشح الموارد الغذائية والطبية , نتيجة سياسة العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها واشنطن وقادة دول القطيع الأوروبي.

وكانت من أهم الصفحات القذرة لهذه الحرب , منع أوكرانيا من تصدير ملايين أطنان الأقماح المخزنة في مستودعاتها وتوجيه اللوم والتهمة للدولة الروسية , وحصارها العسكري لبعض الموانئ الأوكرانية , لكن الحقيقة أظهرت عكس ذلك , وأن حكومة أوكرانيا المتطرفة قد حاصرت نفسها بنفسها , وزرعت الألغام البحرية من حولها , لإحراج موسكو وتشويه سمعتها وقادتها , ومضاعفة مشاعر الكراهية تجاهها.

وبفضل الحكمة الروسية , استطاعت موسكو إنتاج الحلول , عبر تنظيم إتفاقياتٍ برعايةٍ تركية , لمعالجة مسألة إمدادات الغذاء والأسمدة , وكذلك لتصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود الخاضعة لسيطرة كييف , بهدف معالجة أزمة الغذاء في البلدان النامية والفقيرة على وجه السرعة.

وفي هذا الشأن , أكد مدير برنامج الغذاء العالمي ، ديفيد بيسلي ، لشبكة CNN في 21 اب/ أغسطس ، بأن سفن الحبوب الأوكرانية ستحل مشكلة وصول إلى الغذاء في جميع أنحاء العالم ، وستعمل على تحسين الوضع في الصومال وإثيوبيا وشمال كينيا والعديد من الدول , وخصوصاً تلك الأشد فقراً وحاجةً.

وبتأكيد صحيفة دير شبيجل الألمانية في 2 أيلول /سبتمبر , أنه على الرغم من أهداف الأمم المتحدة المعلنة بمكافحة الجوع ، فإن 63 سفينة غادرت الموانئ الأوكرانية , منها 13 فقط كانت تحمل القمح , في حين حملت السفن المتبقية محاصيل فول الصويا وعباد الشمس والذرة ، وهي محاصيل تستخدمها أوروبا في أغلب الأحيان كعلف للحيوانات أو لإنتاج الوقود الحيوي , في وقتٍ عبّر فيه مدير إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية الروسية ، في 18 آب / أغسطس ، عن دهشته لقيام 16 سفينة بحمولة 535 طناً من القمح والأعلاف بالإتجاه نحو الدول الغنية ( بريطانيا , فرنسا , كوريا الجنوبية ) التي لا يهددها الجوع , لكنها بحاجة إلى الأعلاف لمواشيها.

مسؤولون روس اّخرون تحدثوا عن هذا الموضوع , كـ ميخائيل أوليانوف ، الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ، كذلك فعل فاسيلي نيبينزيا ، الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة ، في 23 اّب/اغسطس في اجتماعٍ لمجلس الأمن حول النزاعات والأمن الغذائي ، وتحدث عن مغادرة سفينة واحدة بإتجاه أفريقيا من بين 34 سفينة أخرى محملة بالحبوب , وأشار إلى السفينة التي وصلت إلى لبنان والتي حملت الذرة ( العلف) على عكس ما انتظره اللبنانيون بأن تحمل القمح إليهم , وأعاد التذكير بكلام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 19 أيار/ مايو بأن: "حوالي 49 مليون شخص في 43 دولة مهددون بالمجاعة , وأن حوالي 140 مليون شخص في 10 دول يواجهون نقصاً كبيراً في المواد الغذائية.

كذلك اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 أيلول / سبتمبر كلمة بالجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك الروسية , الدول الغربية "بالتسبب في ارتفاع أسعار سوق الغذاء وبالتالي تفاقم أزمة الغذاء لدى الدول الفقيرة نتيجة ، نتيجة استحواذ الأوروبيين على أغلب صادرات الحبوب الأوكرانية , وأن "3% فقط من كميات القمح التي خرجت من أوكرانيا ذهبت إلى الدول الفقيرة والباقي إلى الدول الغربية", وحذر من محاولة استبعاد موسكو واستحالة عزلها من الساحة العالمية , كما اتهم بوتين الأوروبيين بمواصلة العمل "كمستعمرين"، وأوضح أنهم مستمرون في "خداع الدول الفقيرة" , مضيفاً أن "حمى العقوبات في الغرب تهدد العالم بأسره" , وإنه سيفكر في "الحد من تصدير الحبوب والمواد الغذائية من أوكرانيا بعد استشارة الرئيس التركي" , الذي أيد من جهته ما أعلنه بوتين حيال تصدير الحبوب إلى الدول الغنية دون الفقيرة.

وعلى الرغم من فضيحة الدول الغنية في الحصول على الأقماح والمواد الغذائية على حساب الدول النامية والفقيرة , لا يزال الإعلام الغربي مهتماً بتوجيه اللوم إلى روسيا والعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا , في وقتٍ أكد فيه تشانغ جون ، الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة ، في اجتماع مجلس الأمن الدولي في 19 أيار/ مايو 2022 ، إن "الأزمة الحالية تقع على عاتق المشكلات الهيكلية للنظام الغذائي العالمي , وتركيز إنتاج الغذاء في عدد محدود من الدول , في حين ترى موسكو أن الدول الغربية تثير أزمة غذاء عالمية من خلال فرض القيود على روسيا , بهدف تعطيل الآليات الروسية لتوريد الحبوب والأسمدة إلى دول العالم , التي كانت تزود بعض دول الشرق الأوسط كمصر والسعودية وسورية سنوياً بأكثر من 20 مليون طن من المحاصيل ونحو 11 مليون طن من الأسمدة.  

بات واضحاً أن عواصم الشر في "العالم الغربي المتحضر" تخطط للحروب وتفتعل الأزمات من أجل تحقيق غاياتها وأطماعها ومضاعفة مكاسبها , دون أن تأبه للأزمات والتداعيات التي تنشأ وترافق مشاريعها المتوحشة , وتسعى تحت العناوين المزيفة للحرية وحقوق الإنسان وما شابه , لحل مشاكلها الغذائية على حساب الدول الفقيرة , ويتظاهر قادتها في مجموعة الدول السبع ( G7 ) بالإهتمام بشعوب البلدان الفقيرة ، وبإنقاذهم من الجوع , فيما تتكفل وسائل إعلامهم بإخفاء حقيقتهم وإجرامهم , وبتحويلهم إلى أبطال يستحقون تخليد أسمائهم.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

9/9/2022

 

حرب الغاز الروسي .. أوروبا اختبارٌ صعب للواجهة الفرنسية والعضلات الألمانية – م. ميشيل كلاغاصي


منذ تفاقم الأزمة الأوكرانية , وبداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا , دأب قادة الدول الأوروبية والإتحاد الأوروبي على إلقاء اللوم ومسؤولية الإخفاقات ونتائج السياسات الأوروبية الفاشلة على الرئيس بوتين و"غزوه" لأوكرانيا , وما صاحب ذلك من تداعيات مباشرة على إرتفاع أسعار الغاز والطاقة وشحها , والصعوبات التي يعانيها الأوروبيون لتأمين احتياجاتهم قبيل حلول فصل الشتاء ..

 مالذي يدفع القادة الأوروبيون لإلقاء اللوم والمسؤولية الكاملة والمباشرة على روسيا ؟ ومالذي يدفعهم إلى التخلص من سيطرة روسيا على أسواق الغاز والطاقة وهي ثاني أكبر المنتجين في العالم , وتهديد مصالحهم وصناعاتهم , والأمن الغذائي والصحي لشعوبهم , ولا يدفعهم إلى التخلص من الهيمنة الأمريكية وإملاءاتها على سياساتهم الخارجية , وتدخلها بشؤونهم الداخلية وانتخاباتهم الرئاسية.

لا يمكن النظر إلى ما يحصل على أنه غباء ذاك الرئيس أو قرارات تلك المفوضية , بالتأكيد "هم يدرون ما يفعلون" , وهذا بدوره يدفعنا إلى السؤال , هل يملكون مشروعاً خفياً أو بديلاً أو طموحاً مختلفاً , هل نجد بعض الأجوبة لدى "الإشتراكي الديمقراطي" شولتز أو روبرت هابك وزير الإقتصاد وممثل حزب "الخضر" في الحكومة الألمانية ، أو لدى نائب رئيس المفوضية الأوروبية للطاقة الخضراء ، فرانس تيمرمانس , الداعم الأول للإعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وتكاليفها المنخفضة بالمقارنة مع تكاليف بناء محطات الطاقة النووية , بالإضافة إلى الأفكار التي لا ينفك الرئيس إيمانويل ماكرون طرحها , حول مصادر البديلة كالفحم والطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والنفط والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الشمسية.

هل تأتي مواقف الأوروبين والإتحاد الأوروبي , في سياق خطةٍ ومخطط يعتمد على إستبدال مصادر الطاقة التقليدية الحالية , بالمصادر البديلة , ماذا عن مشروع "إعادة التعيين الكبرى" الأممي لعام 2030 , وأهدافه حول ماهية الطاقة واستخداماتها في مستقبل الكوكب , والذي جاء في مقدمة جلسته العامة التي عقدت في 25 أيلول/ سبتمبر 2015 , بالتعريف عنه كخطةٍ وبرنامج عمل لأجل الازدهار , وتعزيز السلام العالمي في جو من الحرية ,  كذلك تضمنت تأكيداً أممياً على الإلتزام بحقوق الإنسان في "عالمٍ تكون فيه الموائل البشرية آمنة وقادرة ومستدامة , ويمكن فيه للجميع الحصول على طاقة ميسورة وموثوقة ومستدامة".

إن علاقة الولايات المتحدة مع أهم الدول المنتجة والمصدرة للغاز والنفط , لم تشهد إستقراراً وثباتاً على المدى البعيد , فهي تقوى وتضعف , وتُرصد فيها الإنقلابات أو الإغتيالات , وتضطر واشنطن في بعض الأحيان للإنصات أو الإذعان لقادتها كما حصل مع فنزويلا والرئيس مادورو , فمن محاولة إغتياله إلى دعم غوايدو والمعارضة , إلى شراء النفط الفزويلي , وتقبّل صعود محمد بن سلمان إلى سدة العرش السعودي رغم الوعيد بمحاسبته في قضية مقتل جمال الخاشجقي , بالإضافة إلى استقطاب أعداء روسيا على مساحة أوروبا وفي محيطها الأرواسي , كذلك الدعم الذي مكن الرئيس ماكرون من الفوز بولاية ثانية , وضمان وصول أولاف شولتز والوزير روبرت هابك إلى السلطة في ألمانيا , بالإضافة الحضور الكبير للعام 2030 على لسان عديد القادة حول العالم , وهذا لا يبدو من باب الصدفة.

إن مشروع الحرب على روسيا والغاز والنفط الروسي , احتاج إلى ماكرون للعب دور البطولة , كمروّج ومنتقم لتمزيق إتفاقية باريس للمناخ , وكزعيم أوروبي أكثر منه فرنسي , وإلى بضعة ممثلين أشرار كـ  ينس ستولتنبرغ , وجوزيب بوريل , و أورسولا فون ديرلاين , وإلى أولاف شولتز كقائد أوربي من وراء الكواليس , يمثل مركز وثقل القارة الأوروبية , وإلى المهرج والمتطرف النازي فولوديمير زيلينسكي , وهؤلاء جميعاً يعملون تحت قيادة المخرج الأمريكي , منذ العام 2014 , وبإعتراف السيناتور ريتشارد كلارك بأن الجيش الأمريكي "عمل على إعداد وتدريب قوات العمليات الخاصة الأوكرانية للحرب مع روسيا منذ سبع سنوات".

إذا اعتقد البعض بخيالية المشروع الأممي "الطاقة الخضراء" , فسيكون من الصعب تفسير إتجاه ألمانيا وفرنسا نحو إغلاق وتفكيك محطاتهما لإنتاج الطاقة النووية التي تعمل على الغاز , قبل أن تبدأ الحرب على روسيا , ولأمكن في الوقت ذاته فهم إنخراط القادة الأوروبيين في الحرب على روسيا حتى النخاع , إن كان بالدعم المالي أو بالتسليح النوعي , والدعم السياسي والإعلامي , ولو على حساب شركاتهم ومصانعهم وشعوبهم , والمشاكل التي قد يتعرضون لها مع مواجهة برد الشتاء , مقابل الإصرار على "تدمير الإقتصاد الروسي" , وتأمين البدائل حالياً من مصادر أخرى , والإعلان الصريح عن الإتجاه نحو مصادر الطاقة البديلة.

لا يمكن في سياق هذا الموضوع تجاهل التغيرات المناخية والبيئة والجفاف المفاجئ لبعض الأنهر حول العالم , وتساقط حبات البرد بغير أوقاتها وبأحجام غير مسبوقة في إسبانيا , والأمطار والسيول في بعض دول الخليج العربي , وغير مكان , ولا يمكن تبرئة بعض المشاريع الخفية على غرار مشروع هارب وغيره من التورط والمسؤولية عن تلك التغيرات والكوارث المحتملة , لخدمة المشاريع "الكبرى".

إن تعزيز الإعتقاد بوجود خطةٍ ومشروعٍ جهنمي يستهدف روسيا وجميع الدول المنتجة للغاز والنفط , يفسر عدم اهتمام الدول الأوروبية الإعتماد على الغاز المسال قبل الأزمة الحالية , وعدم إمتلاكها لبنىً تحتية لإمدادها وتوريدها , وحاجتها لعدة سنوات لبنائها إن رغبت ذلك.

من المؤكد أن الرهان الأمريكي والأوروبي والأوكراني , اعتقد بحربٍ سريعة خاطفة لا تتعدى بضعة أيام , يتم من خلالها كبح العملية الروسية وإلحاق الهزيمة العسكرية والسياسية بالكرملين والرئيس بوتين , بالإضافة إلى هزائم إقتصادية عبر العقوبات غير المسبوقة , والقرارات الأممية , ناهيك عن إعتقادهم بفعالية وحدة صفوف القوات الأوكرانية والميليشيات المتطرفة , وقوات الناتو , وبعض القوات الأوروبية , والصف الدولي , لوقف العملية العسكرية الروسية وهزيمتها دون منحها فرصة تحقيقها أي إنتصارات وأهداف عسكرية , لكن الإستعداد الروسي المسبق والجيد لهذه الحرب , قلب النتائج لصالح روسيا , ووضع أعدائها أمام الخيارات الصعبة , ونهاية حتمية للعدوان على روسيا وخطوط أنابيبها وتوريداتها , وإعادة فريق الحرب على روسيا إلى المربع الأول , وسط حاجتهم الماسة للتوريدات الروسية , أو الإنطلاق نحو حربٍ عالمية , لن تخسرها موسكو بالتأكيد.

لقد كشفت هذه الحرب نوعين من القيادة الأوروبية , الأولى فرنسية متعالية وهمية , والثانية ألمانية بكامل قوتها وعضلاتها بمحركاتها الصدأة للمستشار شولتز ووزير الإقتصاد هابك , وما بين الزعامتين , أعلنت رئيس المفوضية الأوروبية , بعد اجتماع دول الـ G7 اليوم 2/ أيلول: "وضع سقفٍ لإسعار النفط والغاز الروسي" , ردت عليه روسيا بوقف توريداتها عبر خط الغاز نورد ستريم 1 لأجل غير مسمى تحت عنوان "الصيانة" , ما دفع رئيس المجلس الأوروبي لإطلاق تهديداته "بتسريع إستقلال أوروبا حيال الطاقة , وبدعم حرية أوكرانيا" , فيما أعلن ماكرون تشغيل كافة المحطات النووية الفرنسية كطاقة بديلة عن الغاز الروسي , علماً بأنه كان قد أمر بإغلاق 17 محطةٍ خلال ولايته الأولى , في حين لم يتوقف وزير الإقتصاد الألماني عن إطلاق التصريحات الطائشة , ووعوده بالعودة إلى تشغيل المحطات النووية الألمانية.

على الرغم من سخونة الأجواء، لم تصدر أي مواقف أو تصريحات أميركية، حتى اللحظة، ما يعكس حجم الإرباك والإحراج الأميركي، خصوصاً أن الرئيس بايدن وعد حلفاءه الأوروبيين بتوفير البدائل من الغاز الروسي، لكنها وبطبيعة الحال تبدو مشغولة الليلة بشحن ناقلاتها من الغاز المسال نحو أوروبا، وبمراقبة العجز الأوروبي، على مستوى الواجهة الفرنسية، والعضلات الألمانية، والتفكير في الاستفادة أكثر فأكثر من خدماتهما "الجليلة".

ميشيل كلاغاصي

6/9/2022