Wednesday, October 31, 2018

ولي العهد رهين العدالة و..التنمية - م.ميشيل كلاغاصي

ملك ٌ يهذي، والبلاد متروكة للأهوج الشاب الطائش ولي العهد عديم الخبرة السياسية والعسكرية!، ولزعيم الدبلوماسية الفاشل وزير الخارجية عادل الجبير – رجل أمريكا بامتياز – والبلاد تئن تحت وطـأة الحروب الداخلية والخارجية، ومن السخط الشعبي الداخلي، إلى العدوان على الشقيق والجار اليمني، إلى قيادة المعارك الإرهابية في سورية والعراق واليمن ولبنان وغير مكان.

معاركٌ تخوضها المملكة بإيديولوجيا التطرف الديني الحاقد، وبالمال النفطي المكدس، وبأطنان الأسلحة في مخازنها، وتلك التي تسعى لشرائها من الدول الكبرى كإسبانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا والأهم من صاحبة الصفقات الخيالية الولايات المتحدة الأمريكية ... أمور ٌ وضعت سندان المملكة تحت أكثر من مطرقة.

في الداخل السعودي ... الإرهاب يُبشر بما قد يحصل كنتيجةٍ طبيعية لتربية ورعاية والإرهاب المحلي، وقد طال المساجد ورجال الأمن والمدنيين ... في مناخٍ داخلي ضاق ذرعا ً بالقمع والجلد وتقييد الحريات وبالإحتكام إلى قوانين العصور الوسطى وما قبلها؟، في حين تسرح الأسرة الحاكمة وتمرح في كازينوهات أوروبا، ويحللون لأنفسهم ما يحرمونه على أبناء الشعب، ويقطعون أيادي ورؤوس من يُخالفهم ومن يحاول رفع رأسه تحت نعالهم.

في اليمن ... بعدما دمرته وقتلت شعبه، وبدأ أنينها يتصاعد مع فشل عدوان "العواصف والحزم والأمل"، وأخذت تحصي نعوش جنودها داخل حدودها وخارجها ... فالصواريخ اليمنية أرّقت مضاجع اّل سعود، وبدأ جنودهم ومرتزقتهم يفرون تاركين ورائهم أسلحتهم ومواقعهم في المواجهات المباشرة أمام بضعة مقاومين!، الأمر الذي دفع الوزير ماتيس ليقول -اليوم – أن:"السعودية والإمارات لن يمانعوا وقف الحرب في اليمن".

في سورية ... فلا تزال المملكة تمضي قدما ً في دعم و تمويل الإرهاب بالمال والسلاح وبإرسال الإرهابيين "للجهاد" فيها، ولم تكتف بدماء السوريين التي سفكتها وبالخراب الهائل في كل أنحاء سورية، ولاتزال تقاتل سياسيا ًعبر بضعة خونة سوريون وضعتهم في قالب المعارضة ودعتهم منصة الرياض ومنحتهم الحق ليكونوا "هيئة التفاوض العليا", وتسعى عبرهم لإطالة زمن الحرب على سورية ومنع الحوار السوري – السوري, وللتدخل في شؤون سورية الداخلية , والأنكى تتطاول لكتابة دستور الجمهورية العربية السورية , لك أن تتخيل صعاليك الصحراء وهمجها, يكتبون دستور سورية أم الأبجدية والحضارة وعمود النور الذي يربط الأرض بالسماء !!.

خليجيا ً وعربيا ً... فلا تزال تتحكم بالكويت وتسرق نفطها، وتحاصر شعب البحرين بدباباتها، وتضغط على مصر بلقمة عيشها وبإرهاب داعش وبتحريك الإخوان المسلمين، أما الأردن فقد جعتله كبحره ميتا ً بعيدا ً عن علاقاته بدول جواره وأهمها سورية، أما حصار قطر فهذا قصةٌ أخرى في حرب المشروعين الإخواني و الوهابي في المنطقة, وفي لبنان تقف المملكة حائلا ً أمام تشكيل حكومتها كما وقفت وعرقلت الانتخابات الرئاسية , دون مراعاة مصالح الشعب اللبناني , معتمدة ً على بعض مرتزقة المال هناك بغية الإمساك بالقرار اللبناني , وجعله شوكة ً في ظهر المقاومة , وخنجرا ً مسموما ً في الخاصرة السورية كرمى لعيون العدو الإسرائيلي .... وفيما يتعلق بفلسطين المحتلة، فلم يعد خافيا ً علاقات المملكة السرية مع العدو الإسرائيلي، والتفاهمات والإتفاقات التي أبرمتها معه على صعيد صفقة القرن وصمتها على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتجاهلها للجرائم والاعتداءات اليومية لجنود الإحتلال على الشعب والمقدسات، واستباحتهم المسجد الأقصى بمناسبة وبدون مناسبة، ورفع العلم الإسرائيلي على أسواره.

ومع كل الفظائع التي ارتكبتها المملكة تراها تتذرع وتضعها تحت عنوان محاربة إيران والوقوف في وجهها، دون أن تخفي امتعاضها من امتلاكها للطاقة النووية السلمية، فتتحالف مع العدو الإسرائيلي علنا ً وتسرّع قطار التطبيع، وتحضر نفسها لتأسيس الناتو العربي نزولا ًعند رغبات وأوامر ترامب.

من الواضح أن المملكة لم تستوعب حقيقة ما يجري ولا زالت تعيش من خلال مالها وحقدها في عالم ٍ غريب خاص ٍ بها... وتعتقد نفسها الدولة المحورية وصانعة سياسات المنطقة وربما العالم، وتسمح لنفسها بالتدخل في شؤون كل من حولها، وأنه من حقها تغيير الحكومات وتنصيب الرؤساء والتحكم بمصائر الشعوب.
ولم تفهم بعد ... أن المتغيرات والمفاصل الجديدة، وحصيلة الإشتباكات والمعارك، جعلتها خارج اللعبة السياسية، وأفقدتها قيمتها الفعلية، والتي لا تسمح لها إلاّ بنصف صفقة ٍ في اليمن تضمن بالكاد تحفظ ماء وجهها، وربع صفقة في لبنان، وصفر صفقة في كل من سورية والعراق، وتبعدها عن أي دور إقليمي، أمام واقع الريادة والسيادة الإيرانية في المنطقة، وفي هذا الإطار يأتي حديث عادل الجبير عن "رؤيتين في الشرق الأوسط سعودية مستنيرة وإيرانية ظلامية" أمرا ً سخيفا ً ومثيرا ً للسخرية والشفقة في اّنٍ واحد.

لا بد أن تدرك المملكة... أنها على شفير الهاوية وعلى طريق الإنهيار والإنقراض والتحلل الذاتي، وعليها تقبّل نتائج المعارك التي خاضتها وخسرتها وخسرت بنتيجتها الكثير من مالها وسمعتها واحترامها أمام دول وشعوب العالم، وأنها غدت مثالا ً لدولة الجهل والإجرام والإرهاب والتطرف والتكفير.

وعن ابن سلمان وما يحدث حاليا ًجراء مقتل السعودي جمال الخاشقجي ... فقد قالت العرب إن عُرف السبب بَطُل العجب ... إذ أفضت الرشاوى والأموال السعودية وعلاقاتها الخفية مع الحركة الصهيونية , لتضع كل بيضها في سلة الإدارة الأمريكية عن طريق السمسار الصهيوني الجديد جارند كوشنر صهر ومستشار الرئيس ترامب والذي بدوره وضع كل رهانه على ولي العهد محمد بن سلمان ...فأقنع الرئيس ترامب بالإعتماد على السعودية كنقطة إرتكاز أساسية لتمويل وتمرير السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط, وجعله يتجه نحوها في أولى زياراته الرئاسية بعد انتخابه, لقد منحها "شرفا ً" لا تستحقه و"مجدا ً" لم تصنعه بذكائها, إذ استغلت في شرورها مالا ً سرقته من خزائن الشعب السعودي صاحب الأرض والثروة النفطية , وسرقة أموال الحجيج والمؤمنين حول العالم ...
نفوذٌ منح ابن سلمان أفضلية الفوز على خصمه محمد بن نايف، وانفرد بالسلطة كولي للعهد.. نفوذٌ منحه السيف الذي لم يتوان عن استخدامه بقطع رؤوس كل خصومه ومعارضيه.. نفوذٌ قابله بمالٍ وهدايا قذفها تحت أقدام الحسناء إيفانكا ووالدتها وملئ جيوب والدها الرئيس الأحمق الذي لم يدرك أنه دعم متعجرفا ً مهووسا ً مريضا ً متوحشا ً, وبدا بدعمه كمن صنّع اّلةً للقتل, فكان من فظائعه أن ارتكب جريمة قتل مواطنه جمال الخاشقجي بأوامره الوحشية لإرضاء غروره , في محاولة للبحث عن نفوذٍ جديد في إدلب والشمال السوري, بعدما انخرطت المملكة بدعم "وحدات الحماية الكردية" التي يعتبرها أردوغان تشكل تهديدا ً لأمنه القومي ويتخذ وجودها على الحدود ذريعةً لتمرير مشروعه العصملي في سورية, فكان أن وجدت المملكة نفسها تلعق حذاء أردوغان والعدالة و..التنمية, لإبعاد حبل المشنقة عن رقبة المملكة وولي عهدها السفاح, وسط امتعاض دولي من إرتكاب هكذا جريمة والتستر على مرتكبها الحقيقي.
كفى اّل سعود ...تبا ً لكم، هيا اذهبوا بإرهابكم وإجرامكم وولي عهدكم إلى الجحيم فالعالم بات يحتاج الهواء النظيف.
المهندس: ميشيل كلاغاصي
31 / 10 / 2018

Saturday, October 27, 2018

المعارضة وسقوط اّخر أوراق التوت - م. ميشيل كلاغاصي


رغم وجوهها المتعددة، وكواليس مسارحها المزيفة وأدوار كومبارسييها الضعيفة، والتي لم تقنع حتى كتّاب سيناريوهاتها... فإنّ لها مشاهدٌ من الغرابة والفرادة، ومن الوقاحة والقباحة، ومن العنف والوحشية، ومن الخيانة والعمالة، مشاهد متنوعة لم تتوقف منذ سبع سنوات وحتى الآن.
"أبطالها"... منهم مبتدئون ويتعلمون، وبعضهم وطنيون وبحب الوطن مفعمون، ومنهم عن الرزق والشهرة باحثون، ومنهم من في القتل والعمالة متمرسون وعن تدمير الوطن ووراء "السيد الأمريكي" لاهثون!
هي "المعارضة"، وهم "المعارضون"... وأشهر من سيفٍ على علم، ولكم أن تستدلوا عليها وعليهم، ومن ثمارهم تعرفونهم، وأصبحت الكلمة تعبيرًا ومصطلحًا، يتأكد للجميع يومًا بعد يوم، بأنها كلمة رنانة وفضفاضة، وينضوي تحت جنباتها كل ما يصح وما لا يصح أن تحتويه وتعنيه.
وفي السنة السابعة للحرب، لا زال السوريون يتساءلون، من هم هؤلاء، وماذا يريدون؟، وإلى أية مدارس أو بيئاتٍ فكرية ينتمون؟ أم تُراهم يُطبعون ويُصنّعون وبين الناس يُلقون!، هل هم مسالمون، أم محاربون ومنهم إرهابيون؟ وهل هم أحرار أم مقيدون، وبأجنداتٍ خارجية مفضوحةٍ ملتزمون!.
فعبر التاريخ، ومنذ نشوء الوعي الإنساني ظهرت العديد من الآراء واختلفت وتعددت سبل وطرق محاكاة الواقع، وعلت بعض الأصوات المعارضة، من خلال أشخاص يملكون وعيًا كافيًا للتعبير عن باقي أفراد المجتمع في تقديم مطالبهم أو باعتراضهم على واقع يعيشونه – وغالبًا ما كانوا يتحدثون من وراء الستار، ويعزفون عن الظهور العلني، تحسبًا لغضب "السلطان".
أما حديثًا، وبعد مئات وآلاف السنين، تطورت أنظمة الحكم وتطورت حياة الأفراد والمجتمعات، وتبلورت معها فكرة حكم الشعب نفسه بنفسه... لكنّ طغاة المتحكمين بالأرض (الماسونية)، سعوا دائمًا للفوز بالسيطرة على الشعوب ثانية ومن بعيد، عبر تشويهها كفكرة وطريقة، وتفريغها من محتواها، بعد أن دعوها بالـ"ديمقراطية"، وعلّبوها وقولبوها في نماذج تجلب الفخر لهم والويلات لغيرهم، وتحولت إلى لعبةٍ سياسية مستوردة متطورة وشرعية، يقبل الجميع بنتائجها، وأصبح "إعتناقها" معيارًا لتقدم أو تخلف الشعوب، ولم تُعط الشعوب فرصة البحث عمّا يناسبها ويتلاءم مع حياتها السياسية، وانتقل لاعبوها من السرّ إلى العلن، ورُدمت الفجوة بين الدول ظاهريًا، وأصبح من السهولة بمكان شن الحروب على بعضها، لإعادة إحتلالها، تحت ذريعة جلب الحرية والديمقراطية.
وما بين فوزٍ وخسارة، مَنحت اللعبة ممارسيها فرصة العمل السياسي المعارض، وتحولت مع مرور الوقت إلى ضرورةٍ حيوية واستراتيجية لحياة الدول والشعوب، بعدما انتظم المعارضون، بحسب دساتير بلادهم، وبمن يمثلون، في هيئات وأحزاب وتكتلات أو نوادٍ فكرية، فيما بقي البعض الاّخر مستقلًا.
وتمسك بها بعض المحبين والصادقين، وجعلوا هدفها الرئيسي يتمحور حول أهدافٍ أخلاقية أولًا، تمثلت بحماية وتطور وتقدم وازدهار دولهم وأحوال شعوبهم، وأطلق البعض عليها اسم حكومة الظل، مرآة الحكومة، ميزان العمل السياسي الداخلي، بمعنى الضامن وضابط ايقاع الحياة العامة للدولة والمجتمع في كافة نواحي الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية والفكرية... الخ، وأصبحت بمثابة صمّام الأمان الذاتي للشعوب.
في الوقت الذي استطاع فيه المأجورون استغلالها لتحقيق مصالح من يدفعون ويجزلون، وبدوا كمن يفخخون القاعات والإجتماعات والقرارات.
ومن البديهي للمعارضة الوطنية الداخلية في أي بلد، أن تمارس دورها وواجبها الوطني عن طريق الحوار ثنائي الحدود، إذ تستطيع تلخيص رؤاها وجملة أفكارها وحواراتها مع الفئات التي تُمثلها، وتتوجه بها نحو الجهاز الحكومي وعن طريق الحوار وقوة الحجة تستطيع الحصول على ما تريد، الأمر الذي من شأنه أن يزيد ويرفع من مصداقيتها ورصيدها في الشارع، ويرفع بالتالي من نسبة تأييدها الشعبي الذي يحق لها استغلاله في اللعبة الديمقراطية عن طريق صناديق الإقتراع والفوز بالسلطة، الأمر الذي يضع نهاية لتسميتها بالمعارضة... أما ما تُسمى بـ"المعارضة الوطنية الخارجية"، فنعتقد أنها خيالية ولا تقنع من يدعيّها، ولا يوجد ما يبرر وجودها خارج الأوطان.
المعارضة السورية... لا نتكلم عن المعارضة الوطنية، الشرعية – المرخصة، إذ لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، في وقتٍ يحق للشعب السوري أن يسأل عمن يدّعون المعارضة الخارجية، ويمثلون التنظيمات "المعتدلة والمسلحة والإرهابية "، ويدعون تمثيل الشعب السوري!، وهو يراهم على مدى سبع سنوات، يقطعون الرؤوس ويدمرون البنى التحتية، ويُعالج إرهابيوهم في مشافي العدو الصهيوني، ويهللون لقصف الطائرات الأمريكية لشعبهم ومدنهم، ويبجلون سلمان وأردوغان ، ويتكلمون بلسان أعداء الوطن، ويرفضون كل حوارات السلام، وكل الطروحات التي تؤدي إلى سحب ذرائع العدوان الخارجي، وقد أتقنوا اللغة الأمريكية والإسرائيلية والتركية والسعودية والقطرية..إلخ، وأدمنوا العيش في فنادقهم، واعتمدوا تسريحات شعرهم وتشذيب لحاهم.
يبحث أحرار العالم ومنصفوه، عن حلٍ – سياسي– لإنهاء الحرب على سورية، ويدركون أنه في متناول السوريين الصادقين والراغبين، فالطريق واضحة، والحوار السوري– السوري وفي دمشق هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام، وهذا ما دعت اليه القيادة السورية منذ اليوم الأول، ولا بأس أن تكون الأرض الأممية و الروسية والكازاخية بديلًا مؤقتًا، ومكانًا مناسبًا "للحوار الوطني السوري".
كم كنا نتوق لقتال أعدائنا، ونحن صفًا واحدًا، لننسجم مع تاريخنا وأصالتنا، دون أن نخجل من عظمائنا ورائحة تراب وطننا الممزوجة برفات أجدادنا وبدماء شهدائنا، ويبقى من المعيب في زمن الحروب، أن ينقسم المجتمع الى مؤيد ومعارض، فالمطلوب دائمًا، مدافعون وليس معارضين أو مؤيدين، لنحصن الوطن أولًا ونفوز به جميعًا.
نعوّل على وعي السوريين وبقبولهم أو رفضهم لمن ادعى زورًا أنه معارض ويُمثل الآخرين!، ونشد على أيادي أبطال الجيش العربي السوري الرافض لكل تدخل أجنبي، ولكل معتدٍ على سيادة الوطن والمواطن، وندعو جميع من تاهوا، ومن غُرر بهم، للإنضمام إلى صفوفه وإلى ملايين السوريين للوقوف وقفة رجل واحد للدفاع عن الوطن، ولعزل من خانوا وتآمروا وباعوا شرفًا لا يملكونه، وعارًا كللوا به جباههم، في عالمٍ يروى قصص الخائنين وكيف انتهوا وزالوا وسقطوا أوراقًا يابسة، كسقوط اّخر أوراق التوت.
عاشت سورية الأم والوطن للجميع.
المهندس : ميشيل كلاغاصي
27 / 10 / 2018

Monday, October 22, 2018

Liberta


الحرية , وأن تكون حرا ً....
ما من شك أن البشرية جمعاء من القطب إلى القطب تردد هذا التعبير وهذا المفهوم وهذه الكلمة ...
لكن .. لم يُعرف عن قارتين أو بلدين أو مدينتين أو شارعين وبيتين أو حتى شقيقين ... أن فهما "الحرية" بنفس الطريقة ونفس المعنى , ولم يختلفا بالتعبير والسلوك , والغاية والهدف النهائي لممارستها والمطالبة بها والموت لأجلها ....
ويبقى السؤال هل هي : حرية الفوضى أم الإنضباط , حرية العبادة أو العبودية , حرية الحياة أو الموت , حرية الوفاء أو الخيانة , حرية المحبة أو الكراهية , حرية قبول الاّخر أو رفضه ....
لن نهتم بالعالم كله , وأقله نهتم بعالمنا وإنساننا ومجتمعاتنا وأوطاننا العربية ...
كفى تطرفا ً أو علمانية , كفى إيمانا ً أو كفرا ً , كفى عمالة ً أو خيانة , كفى فسادا ً أو سرقة
كفى وكفى فالمستعمر غزا وطننا وعلينا الإتحاد والرجوع عن هذه الحرية اللعينة , واستبدالها بحرية قرارنا واستقلالنا , وحرية محبتنا لإنسانيتنا وإنساننا , وإحترامنا لرفات أجدادنا وشهدائنا , ومحبتنا لأولادنا و أجيالنا القادة , كل هذا لأجل استمرارنا - سوريون - كانوا قبل الدهر وسيبقون بعده....
 Liberta  هي أغنيتي لكم لهذا المساء ... أرجو أن تنال إعجابكم
Michel Kalaghassi

Friday, October 19, 2018

الخاشقجي يعترف ,, والملك السعودي يعترف - م.ميشيل كلاغاصي

بثت منذ وقتٍ قصير قناة التلفزيون العربي تسجيلا ً كاملا ً للقاءٍ تلفزيوني مسجل مع الكاتب المختفي , المنشور , المقطّع والمُذاب بالأسيد , الحاقد الوهابي الإرهابي "جمال خاشقجي"..! واللقاء يُبث للمرة الأولى كما تحدثت المحطة , ويلاحظ أن اللقاء حديث التسجيل بحسب المعلومات والأحداث التي نوقشت وذكرت فيه ...
ومما يلفت الإنتباه مع بداية الحلقة غياب الإنجازات والصفات أو شهادات الضيف الشخصية أو العلمية , بحيث لم يسطيع مقدم البرنامج أن يقول عن ضيفه سوى أنه "صاحب عدة مقالات هامة" !.. مع أن المشاهدين كانوا ينتظرون سماع سيلا ً من الإنجازات أو براءات الإختراع – الإعلامية, التي جعلت الصحافة بنوعيها الدولي والعربي التي تتحدث عنه منذ لحظة إختفائه الأولى وتصفه  بالكاتب "المرموق".
لقد حمل اللقاء عنوانا ً واحدا ً ألا وهو الحديث عن سورية , وتبين من خلاله أن الكاتب "المرموق" لا يشكل ظاهرة ولا يعتبر نسخة حديثة للسعوديين , ويؤكد لمن تابع اللقاء أنه مجرد شخص ونسخة سعودية تقليدية قديمة لا تزيد ولا تنقص عن أي سعودي اّخر حاقد وجاهل ولا يملك أي فكر أو أي قراءة سياسية , لا بل يبدو ممن يساعدون على تأكيد نظرية الببغاوات واسطوانات العبيد المكررة , ولا يعدو أكثر من عميل يؤمر ويُلقن الكلام والمواقف المراد له أن يقذفها في الإعلام .
فقد تحدث عن الإدارة الأمريكية وصعوبة التركيبة بداخلها , ورأى أن الرئيس ترامب مكبل بفضائحه وببعض المحسوبين عليه , وكان عليه أن يتقدم أكثر في الموضوع والعمق السوري ..  وتحدث الكاتب الضيف بكل سطحية مجيبا ًعن تساؤلات مضيفه , عن الناتو العربي وأهمية وجوده , وتمنى تشكيله رغم صعوبة الأمر .
وفي الكلام المباشر ,, قال الخاشقجي أن الرئيس الأسد يثق بإيران أكثر مما يثق بروسيا , وهي القوة التي اعتمد عليها في طرد وتهجير ثمانية ملايين سوري , وبإجراء التغيير الديموغرافي , وبمنع السوريين من العودة إلى وطنهم من خلال القانون رقم /10/ , ويقول أن الأسد:" ركّز على الأرض وعرف كيف يحتل الأرض" .
وعبّر عن أمنياته في التحالف التركي – السعودي , ورأى فيه بأنه السبيل الوحيد لإنتصار "الثورة" , وأكد أن إخراج إيران من سورية لن يتم إلاّ بالمواجهة المباشرة , وإعتبر أن إسرائيل ليست مستعدة لإرسال جنودها إلى داخل المدن السورية... وتحدث عن تنظيم أحرار الشام وتمنى على تركيا أن تقوم بتنحية وإنهاء دوره , وعبّر عن ثقته وإيمانه بأن الثوار سيفعلون هذا إن أمنّوا ظهرهم.
لقد جاء كلام "المرموق" بعقليته القديمة التي شب عليها في جبال وكهوف أفغانستان حيث أمضى سنوات "جهاده " المتطرف الأول , وأكد أنه يمكن عن طريق دعم الثورة والثوار أن يجعلوا حياة روسيا في سورية صعبة للغاية , وأن أمريكا عرفت كيف تختار منطقة وجودها على الأرض السورية بعناية شديدة وحيث تتوفر الثروة والنفط والمياه ... وامتدح تركيا ودورها الهام , وأكد أن "الثورة لم تنه بعد" , لكنها تعاني "ومن حسن حظها أن لها صديقا ً هو تركيا" .. وأكد أن المرحلة صعبة , وأنه "شعور مؤلم" للثوار أن ينتقلوا إلى المرحلة السياسية , والتعامل مع امتحان يقول أن "الأسد يخطط للبقاء لعشر سنوات قادمة , ويفكر بحكم سوريا كمحتل , لكنه لن يستطيع ذلك".
من الواضح من خلال هذا اللقاء وما هو معروف عن هذا الصحفي العميل , أنه غادر الخندق الوهابي منذ أن همس الأمريكيون في أذنيه وأكدوا له أن الدور والنفوذ السعودي يتراجع ويُهزم وأنه غير قادر على الإنتصار , وأن الخندق الإخواني أقوى وهو الذي سيصل إلى نهاية السباق , فنقل عمله الإستخباري ورقم حسابه المالي من بنك إلى بنك , ومن ضفة إلى ضفة ومن كتف إلى كتف , وعليه رفض الخاشقجي العودة ودعوة بن سلمان و رفض تقديم المساعدة للسعودية بسبب قناعته وشفغه بإنتصار المشروع الديني المتطرف في سورية , وعليه وظف وصبّ جهوده في الخندق الإخواني ,,, بات من المؤكد أنه دفع حياته ثمنا ً لتغيير قناعاته وولاءاته ومصدر رزقه بإيعازٍ أمريكي .
يحق للسوريين أن يفضحوا الدور السيء للكاتب والعميل الإخواني –الوهابي المزدوج , وأن يساهموا بتكثيف الحملة الإعلامية وتسليط الأضواء أكثر فأكثر على وقاحة النظام السعودي وفضح طبيعته الإجرامية , والتأكيد على حقيقة مواطنه كعميل وضيع , والذي تاّمر على دولتهم وتدخل في حياتهم وساهم بسفك دمائهم وخراب وطنهم.
ويبقى السؤال ,لماذا لم يبث التلفزيون العربي هذه الحلقة قبل الاّن والتي يبدو أن تاريخ تسجيلها يسبق موعد إختفائه بأيام وربما بساعات قليلة ؟, الأمر الذي يطرح السؤال وإشارة الإستفهام حول الهدف من تسجيل إتهام "الضحية" المسبق للدولة والرئيس السوري - بما إتهمهم به - , يبدو أن المخطط كان يسير بإتجاه إتهام الإستخبارات السورية بإختفائه وربما بإغتياله , بعدما خلقوا الدافع عبر ما تفوه به من خلال اللقاء , الأمر الذي ينسجم مع دور المحطة ضد الدولة السورية وجعلها منصة ً للخونة ومنبرا ً للتشهير والإساءة للدولة السورية ...
ومع ساعات الصباح الأولى ليوم السبت 20 /10 /2018 بدأت وكالة الأنباء السعودية ببث الأخبار العاجلة لرواية الملك سلمان الرجل التسعيني الذي بالكاد يستطيع الكلام ليقول أن : "شجارا ً وعراكا ً داخل القنصلية أدى إلى وفاة الخاشقجي" , وتم تقديم الأضاحي والإطاحة بعدد من كبار الضباط والمسؤولين السعوديين وإنهاء مهامهم وعلى راسهم مستشار الديوان الملكي "سعود القحطاني" ونائب مدير المخابرات السعودية "أحمد العسيري" وتكليف ولي العهد بإعادة هيكلية جهاز الإستخبارات السعودي , دون أي حديث عن جثة الكاتب ومصيرها ... ومع رواية الملك الخيالية الناقصة غير المقنعة , نكون أمام ثلاث روايات , الأولى تركية والثانية أمريكية والثالثة سعودية .... ووسط تضارب وتناقض الروايات الثلاثة يبقى من الثابت أن جمال الخاشقجي قد مات مقتولا ً, وتم استثمار الموضوع في عدة إتجاهات ومستويات على طريق إبتزاز المملكة والتحكم بعرشها وحلابة مالها وتقليم ما تبقى من أدوارها في ملف الشمال السوري – كحدٍ أدنى -.
وبإنتظار إنتهاء التحقيقات التركية وإعتماد رواية واحدة من جميع الأطراف , يبقى من الثابت إعتبار أن الإتصال الهاتفي الذي سبق الإعتراف السعودي بين الملك سلمان والرئيس أردوغان هو فاتحة الاتفاق التركي – السعودي بإتجاه إنهاء الجزء العلني الإعلامي للروايات كافة , والإنتقال إلى مرحلة العمل البعيد عن الشاشات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بموافقة ترامب - الراعي والأب الروحي - لأردوغان والملك .
 المهندس: ميشيل كلاغاصي

20 /10/2018




Sunday, October 14, 2018

من الخاشقجي إلى إدلب - جولة صراعٍ جديدة - م. ميشيل كلاغاصي


اختفى جمال, وبدأت الجولة... هكذا هو حال الشاشات ووكالات الإعلام الكبرى المعروفة بنفاقها أكثر من صدقها، وبناتها في الإعلام العربي, قنواتٌ لم تحترم يوما ًعقول الناس ... وتهافتت لتنوب عن قنوات الأفلام والاّكشن والرعب أيضا ً... منشار عظام , كلابٌ بوليسية تتقفى اّثار الدماء, كاميرات, شهود, تسجيلات, ومواطنٌ سمع صراخا ً واستغاثة ً وعراكا ً وصمتا ً..هس مات الرجل!, تسمّر المواطنون أمام الشاشات فالروايات لحظية والأخبار العاجلة لم تكن لتتوقف للحظة , مشهد غريب أن يحضر سكان كوكب الأرض فيلما ً واحدا ً وباّنٍ واحد !,تصريحٌ هنا ومسؤولٌ هناك, ترامب هنا وأردوغان هناك, التايمز والواشنطن بوست ودايلي ميل وغيرها, استطاعوا تجميد البشر أمام الشاشات, وخدروا العقول كما خدروا جمال - بجرعةٍ زائدة -, وحرفوا الأنظار عن الحقيقة.
من هو جمال خاشقجي ... ولماذا اختير ليكون "بطل" القصة الوحيد ؟، ولماذا تحرك العالم والساسة لأجل إختفائه ؟، هل هو العالم ذاته الذي لم يتحرك لأجل ملايين البشر الذين قتلوا في العالم العربي من فلسطين المحتلة إلى العراق وسورية واليمن وغير مكان؟ ... هل تعرض جمال إلى ما تعرض له لأنه صحفي وكاتب مشهور، هل علينا حراسة الصحفيين والكتاب والشعراء وأصحاب الأقلام وربما دكاكين بيعها؟
ولا بد من التدقيق في المشهد الأخير على المسرح الدولي قبيل إنطلاق مسلسل اختفائه، ومعرفة فيما إذا كان هناك ما يربط بين الخاشقجي وتلك الأحداث الدولية، أم أن إختفاؤه شأنٌ تركي – سعودي فقط، بحكم الأولى هي صاحبة الأرض والثانية صاحبة القنصلية المتهمة، أم أنه موضوعٌ شخصي وبعض الثبوتيات للزواج من خطيبته التركية خديجة؟ ... يبدو أنه لا يمكن لإختفاء صحفي عادي أن يؤدي إلى تحريك العالم بهذا الشكل الرهيب، وعلينا إعادة طرح السؤال والبحث عن إجاباتٍ مقنعة كي لا نكون أبواقا ً لمن يهزأ بعقولنا...من هو جمال الخاشقجي؟
هل هو صحفي "مرموق" – كما قالوا عنه -, هل هو كاتب الحق وصاحب الفكر النير – كما قال عنه أحد رجال الدين -, فالرجل بدأ حياته كأي سعودي وهابي متحمس في زمن حرب السوفيات , لم يتأخر بالإلتحاق بمعسكرات التطرف المسلح في أفغانستان , ولم يتوقف عن إرسال الصور والمعلومات لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية والتي بدورها فتحت أمامه أبواب صحفها ووكالات أنبائها, بالإضافة لصفقات شراء السلاح التي قام بها لصالح المملكة وإيصاله للإرهابيين وكما يحلو للبعض تسميتهم ب "الجهاديين", فقد عمل بجدٍ ونشاط تحت أمرة بندر بن سلطان الوكيل العلني المعتمد لتنظيم القاعدة , يبدو أن صديقنا "المرموق" هو رجل استخبارات سعودي – أمريكي بالحد الأدنى , وعمل مع الأمير تركي والوليد بن طلال وكان واحدا ً من فريق محمد بن نايف وخاض الصراع معه ضد محمد بن سلمان , وغادر خشية أن يُدق عنقه , وفضّل العمل من خارج المملكة لإصلاح وضعه فكان داعما ً للإصلاحات التي يقوم بها ولي العهد ومنتقدا ً لإسلوبه فقط , الأمر الذي منحه مرونة تلميع ابن سلمان وتذليل العقبات أمام إعتلائه العرش وتحسين صورته , لقد تحول ابن الستون عاما ً بعد سنوات من تجارة الأسلحة وكعميل استخباراتي متقاعد, إلى رجل ثري وكاتب صحفي "مرموق" تستقطبه أجهزة الإستخبارات ووكالات الإعلام "المرموقة" العالمية , ليكون - سوبر ستار الصحافة -, لا تتفاجئوا فقد نصادف يوما ً صحفيا ً اّخر كمحمد علوش أو البويضاني أو الجولاني , يعمل في الصحف العالمية كصحفي "مرموق"!.
أيا ً كان الدور الذي يلعبه جمال الخاشقجي، ويتنقّل لأجله ما بين واشنطن ولندن وتركيا ,علينا ملاحظة إرتباط قصته بتركيا -الأرض الذي اختفى عليها - والسعودية المتهمة بقتله داخل قنصليتها في إسطنبول , من السهولة بمكان اكتشاف أن ما يحدث بين الدولتين هو اشتباك وصراع عنيف لكونهما تشكلان رأس حربة المشروعين الإخواني والوهابي على أرض الإشتباك والمواجهة المباشرة في سورية , في مشهدٍ يضم أيضا ً كلا ً من الجيش العربي السوري وحلفائه الروس والإيرانيون وغير حلفاء هذا من جهة , ومن جهةٍ أخرى تظهر أمريكا وتحالفها الستيني والخليجي وملحقاته العربية المدعومة بحليفهم الجديد – كيان العدو الإسرائيلي -, الأمر الذي يؤكد أننا لم نغادر المشهد الدولي والصراع الملتهب فيه منذ سبع سنوات, وعليه فإن إختفائه  يرتبط مباشرة ً بما يحدث في سورية ولا بد وأنه يرتبط بالإرهاب الذي حوصر وتم تجميعه في مدينة إدلب , ويكاد ينتهي بحسب إتفاقية مناطق خفض التوتر, بالإضافة إلى اّلية الاتفاق الروسي- التركي .. يبدو أننا عدنا إلى قلب الصراع الذي اختفى فيه ولأجله جمال الخاشقجي.
فالمشهد في سورية يسير بعكس مصالح أعدائها كافة ً, ويتجه نحو الحل السياسي وإنهاء الملف الإرهابي في إدلب اّخر التجمعات الإرهابية, ثم سيتجه من شرق الفرات إلى غربه حيث الملف الكردي والقوات الأمريكية , والمواقف والتصريحات السورية الدائمة والروسية الواضحة تجاه ضرورة خروج كافة القوات غير الشرعية من سورية ... مشهدٌ قاتمٌ - بلا شك - بالنسبة لواشنطن ولإسرائيل ولأطرافٍ عديدة , فإنتهاء الحرب يُعقّد أمورهم وحساباتهم , فمهلة بدء تطبيق الاتفاق الروسي – التركي انتهت وعلى الطرف التركي الإنتهاء من عزل المجموعات الإرهابية عن تلك المعتدلة المسلحة وسحب كافة الأسلحة الثقيلة والإلتزام بالمسافة 15 -20 كم عمّا يسمى "المنطقة العازلة", وبدء تسيير الدوريات التركية من جهة والروسية من جهة على طريق الحل السياسي الذي يفترض عودة إدلب إلى كنف الدولة السورية وقبولها بعودة من أراد المصالحة وإبعاد الإرهابيين الأجانب إلى تركيا أو إلى بلدانهم التي ترفض عودتهم بشدة.
كان على تركيا أن تستغل الفرصة وتحسن الفرز وعزل "جبهة النصرة" ومن يلف لفها, فقد إنفرد أردوغان بعملية الفرز وتبخرت أحلام السعودية في الحفاظ على حدٍ أدنى من أوراقها عبر من بقي بأمرتها من المجموعات الإرهابية في إدلب , فبدأت المواجهات وحرب التصفية والإغتيالات والمفخخات , وبدأت تركيا بفضل سيطرتها وقواتها النظامية وعملائها من "الجيش الحر" على الأرض , بتجييش الأهالي ضد الدور السعودي الممثل بهيئة التفاوض , وعملت على إخراج الأهالي في مظاهرات ضدها تحت شعارات "هيئة التفاوض لا تمثلنا", بما يصب بطبيعة الحال في صالح ما يسمى الإئتلاف المعارض المدعوم والمسيطر عليه من تركيا بالمطلق ...
على المقلب السعودي الداخلي... فقد أرهقت أموال الحماية التي يطلبها الرئيس ترامب وأرقت مضجع الملك السعودي وولي عهده، خصوصا ً وأنه بدأ يتصرف ويتحدث عنهم بطريقة مهينة للغاية، وكان على جمال أن يدفع كغيره من السعوديين اللذين جمعوا ثرواتهم من العمل تحت راية المملكة وسيفها، لسنوات امتدت من أفغانستان إلى سورية، ومع هزيمة الدور السعودي ميدانيا ً, وضعضعته سياسيا ً... كان لابد من تأخير تقدم دور تركيا والضغط عليها أو توريطها وإبتزازها , فكانت خطة وفضيحة إختفاء مواطن سعودي على الأراضي التركية , مقابل دورٍ سعودي جديد في إدلب، لكن الصحفي خان سيده وأبلغ الأتراك - كي لا يدفع - فشجعوه على عدم العودة إلى السعودية ووعدوا بحمايته واستغلوا العملية لصالحهم ، وأعلنوا عن طريق حرسه الشخصي السيدة "خديجة", أنه اختطف ودخل ولم يخرج ,على الرغم من يقينهم أن السعوديون اقتادوه الى السعودية بمساعدة إسرائيلية ... ووسط عاصفة الميديا والإتهامات المباشرة لولي العهد, يزداد وقع الهمهمات التي تتحدث عن إمكانية سحب بيعة ولي العهد وتكليف اّخر .. لقد أجاد أردوغان صفع الدور السعودي وولي العهد... فيما اعتبر وزير الداخلية السعودي في موقف متأخر وضعيف أن كل ما يتداوله الإعلام هو أكاذيب لا أساس لها من الصحة.
على المقلب الإسرائيلي ... فقد صمت الكيان الإسرائيلي ولم يتدخل -علنا ً- في قصة الإختفاء , لكنه يبقى صاحب المصلحة الكبرى في دعم حليفه السعودي ,الذي بدا وحيدا ً وضعيفا ً في مواجهة الماكينات الإعلامية والروايات المقززة والتهديدات وضياع كافة الجهود والملايين التي سُخرت لأجل تحسين سمعة المملكة , وكيف له ألاّ يدعم ولي العهد وهو الصديق الحميم لصهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جارند كوشنر , الذي بذل الجهود المستحيلة ليبني تلك العلاقات المتينة مع المملكة والتي تصب مباشرة ً في صنع "المجد" اليهودي عبر نقل السفارة وكل ما يتعلق بصفقة القرن ومشروع نيوم وغزة الكبرى وعشرات الصفقات مع السيسي والفلسطينيون.... ولا بد للإسرائيليين من منع أي إهتزازٍ لعلاقة السعودية بالولايات المتحدة، الأمر الذي سيحد من نفوذها في المنطقة وينعكس على قدرتها في تأسيس خط الدفاع الأول عن "دولة إسرائيل"، وخط الهجوم الأول على إيران ، إذ يقول ليبرمان: "من أولوياتنا وجود حكومة سعودية بمكانة هامة في واشنطن"، بإختصار فإن كوشنر يضع رهانه على ولي العهد السعودي ... وعليه، يبدو أن الموساد الإسرائيلي اكتفى بتفيذ العملية بشكل نظيف، ونقل الصحفي موجودا ًوحيا ً إلى ابن سلمان ... فقد ورد في روايات الضخ الإعلامي أنه هناك من تحدث عن دولتين متورطتين، ساهمتا بنقل الخاشقجي إلى السعودية.
على المقلب التركي... يحاول أردوغان أن يبدو مرتاحا ً, أنه ويسير بخطى ثابتة و"يفي" بوعوده التي قدمها للروس بإفراغ المنطقة العازلة من الإرهابيين, ويتجه نحو إلزام موسكو بتفسيره للمنطقة العازلة , والمناطق التي والبلدات والمدن التي سيبقى مسيطرا ً عليها لحين الانتخابات السورية كما قال , وأنه يبحث عن حل مع الشعب السوري وليس مع الدولة السورية , وأنه يصحح الأخطاء وسيعيد الأرض لأصحابها الأصليين , وعشرات التصاريح والمواقف التي تعكس خداعه وتدخله السافر في الشؤون السورية, بما قد يتسبب بمواجهة مباشرة مع القوات السورية التي لطالما عبر القادة السوريون على عدم شرعية التواجد التركي على الأراضي السورية واعتبروه إحتلالا ً, وسط تصريحٍ صريح ووعد الرئيس الأسد ب" تحرير كل شبر" , إذ يأمل أردوغان بجلب مرتزقته وكل ما افتعله وأقامه من كيانات بشرية أو أبنية بيتونية أو خدمية على أنها مؤسسات الدولة السورية "النظيرة" ليشرعنها عبر العملية السلمية , وإقحام عملائه ومرتزقته من الإخوان المسلمين في السلطة , يبدو أن أردوغان يعيش في عالم السلاطين البعيد عن الواقع , ولا يرى هزائمه وتقدم الدولة السورية, ولا زال يصرخ ويتوعد بالقضاء على وحدات الحماية الكردية في منبج وفي شرق الفرات.
لقد ورط نفسه بمشاكل مع ترامب بما انعكس على الليرة والاقتصاد التركي، اضطر للسير في المسلك السلمي الإجباري أمام الروس والإيرانيون في سورية، وتأكد أنه بعيدا ًعن الرئيس ترامب لن يستطيع إنقاذ نفسه وحلمه في سورية، فشارك في قصة الخوشقجي ولعب لعبته، وصفع السعودية، وقدم لترامب هدية الإفراج عن القس اّندرو قبيل الانتخابات النصفية والتي ستضمن له الفوز بولاية رئاسية ثانية، مقابل عودة العلاقات مع واشنطن بما يسمح له بالعربدة والمشاكسة ثانية ً مع الروس ....
على المقلب الأمريكي ... ظهرت إدارة الرئيس ترامب واحدة من أكثر اللاعبين هدوءا ً، لم لا وهي تضبط إيقاع اللعبة منذ لحظتها الأولى، وسارت بها إلى منتصف الطريق وتوقفت عند حدود جني المحاصيل السعودية والتركية على حدٍ سواء، لكنها لن تسمح للعبة أن تتقدم أكثر من ذلك لحماية إسرائيل ومصالح بلاده، إذ يقول ترامب أنه: "لا يؤيد وقف مبيعات الأسلحة للسعودية بفضل قصة الخاشقجي، (ويتساءل) هل يتوجب علينا وقف صفقة ب 110 مليار دولار مع بلد لديه أربع أو خمس بدائل ...هذا لن يكون مقبولاً بالنسبة لي"
على المقلب الروسي ... فقد لاحظ الجميع أن روسيا لم تبدي أي اهتمامٍ حيال قضية اختفاء الخاشقجي وكانت آخر المتحدثين عنها, فالدولة الروسية تسيطر سياسيا" وعسكريا" على دور ونفوذ كلا" من السعودية وتركيا في ادلب وفي الملف السوري اجمالا"، واما الإبتزاز والحلابة الأمريكية فهو شأن لا تتدخل فيه الدول نظيفة اليد كروسيا... وما يعنيها في الموضوع , تجنب الإصطدام الدولي المباشر الثنائي بين سورية وتركيا , أو المتعدد إقليميا ًوعالميا ً, وعليه تأتي زيارة جون بولتون إلى موسكو الإسبوع القادم , والدعوة التي وجهتها الخارجية الروسية لوفد هيئة التفاوض لزيارة موسكو , في محاولة تقليل اّثار العربدة التي قام بها السعوديون والأتراك والأمريكان في قصة الخاشقجي.
على المقلب السوري ... تبدو الدولة السورية الأكثر ثقة ً بخطواتها وبانتصارها, فالرئيس القائد بشار الأسد يتكئ على ثمار البطولة والتضحيات والصمود الإسطوري للدولة والجيش والشعب, بعدما اجتهد بهدوء وصمت واستحوذ على كافة حبال اللعبة, فالأكراد لا يجرؤون على الذهاب بعيدا ً في المخطط الإنفصالي, والأتراك رأوا كيف لسورية أن تستميل السعودية وفريقها العربي, وكيف لها أن تستميل أو أن تستعدي التركي نفسه... أعتقد أن سورية اليوم عادت بقوة لتكون مركز السلام أو مركز القرار لحروب استقلالها محليا ً أو إقليميا ً أو دوليا ً , ويمكننا التمييز بوضوح بين الغباء السعودي الذي يعتقد أنه قادر على وضع دستور الجمهورية العربية السورية المنتصرة, وجنون العظمة والأحلام التركية التي عادت بأردوغان إلى ملعب الحمدانية بحلب يوم رفض الأسد طلبه بمنح الإخوان المسلمين شرعية وجودهم في الحياة السياسية في سورية , مع فارق أنه وبعد سبع سنوات يدير هزيمته ولا يدير نصره .. كان عليه أن يتابع وثائقي الميادين "الرجل الذي لم يوقع" ليدرك أن هذا الشبل من ذاك الأسد.
أما ترامب والذي أثبت أنه يحكم بالمصالح وليس بالقيم أو بالعواطف، فقد يبيع بلحظةٍ كافة حلفائه، ويفي بما وعد به مرارا ً وتكرارا ًحيال انحسابه من سورية، وأن الرئيس الأسد شريك معتمد في محاربة الإرهاب ليخرج أمام العالم الرجل الأمريكي البطل الذي حارب إرهاب "داعش" وانتصر عليه... فالواقعية والإدراك الأمريكي العميق لقدرة سورية على إنهاء تواجد القوات اللاشرعية على أراضيها هو مسألة وقت ليس إلاّ، ويعلم ترامب أن الأسد اليوم قادرٌ على إتخاذ القرار، بعدما عمل على إعادة بناء معادلات الردع والتوازن الجديدة، ولا زلت شخصيا ً أعتقد أن الحوار السوري – الأمريكي المباشر قادم لا محالة.
المهندس: ميشيل كلاغاصي
14 /10 / 2018

Tuesday, October 9, 2018

لهذا استقالت نيكي هالي .... م . ميشيل كلاغاصي


الإستقالة المفاجئة للسفيرة الأمريكية "نيكى هيلى" , أتت بعد يومٍ واحد من مطالبة المجموعة الأخلاقية والتي تُعرف بإسم " مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق في واشنطن", بفتح تحقيقٍ عام في وزارة الخارجية الأمريكية بشأن قبولها لسبع رحلاتٍ جوية مجانية لها ولزوجها على متن طائراتٍ خاصة... وذلك من خلال علاقاتها الشخصية بثلاثة من أهم رجال الأعمال في ساوث كارولينا , حيث قدموا لها الرحلات مجانا ً,علما ً أن قيمتها تساوي عشرات الآلاف من الدولارات ..
حتى في حال أعتبرت هذه الرحلات "هدايا" فهذا يشكل مخالفة للقواعد الأخلاقية الإتحادية التي تحظر على الموظفين الرسميين التماس أو قبول الهدايا.
وقد تم الكشف عن هوية رجال الأعمال الثلاثة المعنيين, وهم "جيمي غيبز" الرئيس التنفيذي لشركة غيبس إنترناشونال ، و"سميث مكيسك" ، و"ميكي جونسون" وهما المديران التنفيذيان للعديد من الشركات الخاصة في ساوث كارولينا.
وقد قال المدير التنفيذي للمجموعة الأخلاقية "نوح بوكبايندر" في بيان :"من خلال قبولها هدايا الرحلات الخاصة الفاخرة يبدو أن سلوك السفيرة هيلي يتماهى مع سلوك مسؤولي إدارة ترامب الذين يجنيون فوائد شخصية من مناصبهم العامة"... وأن استقالة هيلي جاءت بعد يوم واحد من شكوى المجموعة.
وتأتي إستقالة هيلي على غرار استقالة وزير الصحة والخدمات الإنسانية "توم برايس" , ووزير الخزانة "ستيفن منوشين" و"سكوت برويت" المسؤول في وكالة حماية البيئة .
هذه الإستقالة بدت كضربة قاضية للسيدة هيلي ومحبيها , فقد كانت واحدة من القادة المفضلين لدى إدارة ترامب في واشنطن , حتى أن البعض كان يتوقع بأنها ستترشح للرئاسة قريبا ً .
لم يكن أمام الرئيس دونالد ترامب سوى أن يقبل إستقالتها , فيما أعربت هيلي عن غياب أي فكرة تتعلق بترشحها للرئاسة في 2020, واكتفت بالإعلان عن دعمها و قيامها ستقوم بحملة لصالح الرئيس دونالد ترامب.
حاول ترامب أن يغطي أسباب إستقالتها , وأخبر بعض الصحفيين أن "هيلي أخبرته قبل حوالي ستة أشهر أنها تريد الخروج من الوظيفة بعد أن قضت فيهاعامين كاملين , وأكد أنها ستبقى حتى نهاية العام قائلا ً: "لقد قامت بعمل رائع وقمنا بعمل رائع معا ً ".



Saturday, October 6, 2018

الجيش العربي السوري .. يستحق أن يُطوّب قديسا ً - م. ميشيل كلاغاصي

( هي شامنا التي زلزل الطغاة الأرض تحتها ولم تنزلق , وتداعت عليها وحوش البراري فلم تنل من شاهقاتها , أرادوا تقسيمها فعلمتهم كيف يتحدوا.. جادت ومن رحمها أنجبت من وُلدوا للأمل والفرح والعيد ومن جاؤوا  للوجود والكرامة والحرية , ولأجل إبتسامتها هبّوا .. وفي زمن النعاج وعشرون يهوذا ومن خانوا .. كانوا محمدا ً وعليا ً وعيسى ودعاءا ً لله وما هانوا , وحطّموا ساريات الحقد والتكفير والأطماع , ورفعوا الشام َ رايات ِ نصرٍ وغارٍ , وبيارقَ وخوذات ٍ مباركة وصهيل خيل ٍ, و كانوا أسود الزمان و المكان ..حماة الديار عليكم سلام )

تطالعنا وسائل الميديا يوميا ً بعشرات استطلاعات الرأي ونتائج الدراسات والأبحاث العسكرية , بتصانيف مختلفة لجيوش العالم والتي تعتمد على عدد وعديد الجنود وعدد الطائرات والدبابات وغير ذلك .
بالتأكيد هي تصنيفات استعراضية وتصبُّ في إطار الحرب النفسية.. إذ يعرف العالم أن العدد والعتاد وحده لا يشكل معيارا ً حقيقيا ً للتفوق والنصر .. فما أكثر الحروب والملاحم التي انتصر فيها قلة ٌعلى كثرة.
إن الإيمان بالله تعالى وبعدالة القضية , وقدسية الشعوب والأوطان , تجعل الجيوش تنتصر..وأن الهزيمة و الإنتصار مفهومان ينبعان من داخل الصدور والقلوب.
فالإنسان المهزوم يكون مهزوما ً من داخله .. ومثله المنتصر هو منتصر ٌ من داخله.. فالإيمان والثقة بالله عزّ و جل ّ, وبالنفس و بالقدرة الذاتية للإنسان تصنع منه بطلا ً لا يعرف الهزيمة مطلقا ً.
و لن ننسى يوما ً كلام الرئيس بشار الأسد حين قال:" سأقاتل حتى النصر", إذ تعّهد ووعد كأسد ٍ عربي ٍ سوري مقاوم بالقتال ذودا ًعن حياضها و بالنصر الأكيد.
كذلك لنا في الماضي القريب مَثل ٌ آخر , ففي حرب تموز 2006 تجلّت كل المعاني السابقة في نصر ٍ عظيم لرجال الله في المقاومة الإسلامية اللبنانية , على الرغم من الفارق الكبير بين عدد وعدة وعتاد جيش الإحتلال الإسرائيلي .
كذلك انتصار المقاومة الفلسطينية عام 2008- 2009 وما تلاها من انتصارات.. في حين نرى السعودية والتي تتبوأ أعلى التصانيف العسكرية عدة ً وعتادا ً , ُتٌهزم اليوم ويُمرّغ أنفها في الوحل والمستنقع اليمني على يد أبطال المقاومة الأبطال .. وهذا ما يؤكد قناعتنا في ترجمة تلك التصانيف العسكرية العالمية .
أما في الحديث عن الجيش العربي السوري و الذي يقاتل على كامل مساحة الوطن, وفي أكثر من 400 نقطة اشتباك وبمواجهة أكثر من 2000 مجموعة إرهابية, وسط تنوع جغرافي كبير, فمن الجبال إلى السهول والوديان وداخل القرى والمدن والشوارع والأزقة والأنفاق.. إنه يقاتل أكثر من ثمانون دولة وعدد ٍ غير معروف وغير نهائي من إرهابيي العالم المتوحش.
أما السوريين فينظرون إلى جيشهم بإحترام ٍ شديد و بفخر ٍ و بإعتزاز وأمل , ويقدّرون ثباته و يؤمنون بانتصاره .. هو جيش ٌ يصفه الغرب ب "الجيش الساحق" و"القوي" , ويعترفون سرّا ًوعلانية بقوته وصلابته , ويعبرون عن دهشتهم بسرِ تماسكه و قدرته.
هم لا يعرفون أنه جيشٌ عقائدي يعشق الحياة والكرامة , ويؤمن بالشهادة طريقا ً للحياة والعزة و لإنتصار .. جيش ٌ مؤمنٌ بالله تعالى وبقدسية تراب الوطن ونذر نفسه للدفاع عنه , فكان سخيا ً وكريما ً بعطائه وبدمائه الطاهرة.
جيشٌ تمثّل أنبل وأعلى مراتب الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة, وجسّد أعلى درجات المحبة والوفاء وما جاء في صحائف الحق إذ يقول: " ما من حب ٍ أعظم من أن يقدّم الإنسان حياته من أجل محبيه ".. جيش ٌ لُقّب بالإسطوري بحقيقته وبواقعيته وصدقه.
لقد حقق الإنتصارات وراكمها واستحق اللقب , على الرغم من بعض الكبوات .. إذ تبقى الحرب كرٌّ وفرّ و معارك وجولات.. ونستغرب ممن لا يرى انتصاراته على مدى سبع سنوات ٍ تقريبا ً.!!
لنا كامل الثقة بقدرته وثباته وقوته وبانتصاره القريب .. نقف معكم وخلفكم سيادة الرئيس القائد العام للجيش و القوات المسلحة , ونثق بكم بلا حدود , وبكافة ضباطنا وصف ضباطنا وعسكريينا .
ونشكر الله الذي خصّ أرضنا المقدسة بكم من فلسطين إلى لبنان وسورية والعراق واليمن.. إلى كل بقاع الأرض, وفاض عليها بمحبته ورضاه وجعل عطر قداسته يُظلل رجاله على الأرض أسود الجيش العربي السوري.. الذين سقوا بذور السلام والمحبة والقيم الإنسانية بدمائهم الطاهرة .. لتمدّنا بالعزيمة كي نحمل النور والمحبة إلى العالم أجمع.
هبّوا أيها السوريون وشمّروا عن سواعدكم في مسيرة القداسة إلى جانب جيشكم.. لتكونوا قدّيسي الأرض المباركة .. فليس القديس من صنع العجائب فقط .. إنما هو كل من يعمل مشيئة الله ويعيش في ظل عنايته و رضاه.
ندعو إلى القداسة بمفهومها الإنساني والوطني من منطلق الإيمان بالوطن والعطاء والمحبة .. ولنكن أول الشعوب التي تقدّرُ و ُتقدّس على حد ٍ سواء الشهداء والأحياء من أبطالها , وليكن تطويبا ً حقيقيا ً .
أفلا يستحق الجيش العربي السوري أن يُطوّب قديسا ً ..؟؟

المهندس: ميشيل كلاغاصي

Thursday, October 4, 2018

عندما يتكلم الورد... سفراء الحب // م. ميشيل كلاغاصي

حاول الإنسان منذ القديم أن يتخذ من الورود والزهور ونباتات الزينة لغةً تعبيرية خاصة تؤدي وساطتها عندما يغيب الكلام ويعجز التعبير وتسكت الأقلام فالورود والزهور تبقى نضرة لتحمل الى الآخرين مشاعر يخجل اللسان أحياناً عن البوح بها والإفصاح عنها .
وأرتبط كل نوع من الزهور والورود ونباتات الزينة بمعنى خاص ورمزية خاصة على مدى التاريخ وكانت النساء  يعرفن معانيها و دلالاتها الرمزية
فتمر الحنة كان يرمز الى الفرح والحب والوصال, أما الريحان فقد كان منذ القديم رمزاً الى الضعف والبغضاء و إهمال الآخرين. ذلك أن الريحان زهر ضعيف البنية بسبب اهمال الآخرين له مما يولد في نفسه الحقد والبغض تجاه  من أهمله, أما الياسمين بنوعيه البري والأبيض فيرمز الى الرغبة في لقاء المحبوب و الرغبة في منح الذات بكليتها 
للاّخرين

.وأما البنفسج فله رمزية خاصة , فهو يرمز الى الحب المكتوم والمكبوت , هذا الحب الذي لم ير النور
وما من شك في أن الورد هو سلطان الزهر, فهو بدون منازع رسول المحبين الأول ولا يرضون عنه بديلاً
لقد عرف عن واقعنا قبل مئتي عام أن العقلية الشرقية كانت ترى في المرأة كائناً ضعيفاً مجلباً للعار والهم , فكانت البيوت مقسمة الى حرملك و سلاملك بشكل يمنع اختلاط الرجال بالنساء خوفاً من اشتعال الحب في قلب الفتيات الأمر الذي كان العقلية الشرقية ترفضه قبل الزواج فالحب من حق من يتزوج الفتاة فقط.
لقد فرضت هذه العقلية شروطاً صارمة و قاسية على النساء داخل المنزل و خارجه وبذلك كانت غرف المنزل و حديقته و نباتاته و مطبخه تشكل عالمهن الخاص .لهذا كانت الورود و الزهور و نباتات الزينة تحظى بعناية خاصة من الفتيات هذا ما جعل النساء يجتهدن للتعبير عن مشاعر الحب في صدورهن باستخدام رمزية الزهور والنباتات بعيداً عن رقابة العقلية في ذلك الزمان بكل ما فيها من صرامة وقسوة .
أما اليوم وبعد تراجع تلك العقلية وخروج المرأة الى ميادين الحياة والدراسة و أصبحت مخالطة النساء للرجال أمراً طبيعياً , وما عاد الحب أمراً معيباً و مرفوضاً يجب اخفاؤه أنما أصبحت مكشوفاً وأصبح للحب يوم يحتفل فيه المحبون. وأمتلئ قاموس المحبين بالأشعار والنزهات و ساعات الكلام في الأفكار والمشاعر وطغت لغة العيون و حتى الرموش.
ما أروع و أرقى لغة الورود والزهور عساها تقليداً يعود ليفوح عطر الحب ويملأ ليس فقط قلوب المحبين بل هواء و فضاء الآخرين أيضاً
 .

Wednesday, October 3, 2018

تعرفوا على أخت ترامب , ووالد ترامب

تعرفوا على أخت ترامب , ووالد ترامب , وبالتأكيد ترامب غني عن التعريف
في الصورة - القاضية "ماريان ترامب باري" التي شاركت أخاها بالتحايل على الحكومة الأمريكية للتهرب من دفع الضرائب المترتبة على العائلة ...
لقد قدّم العالم الرئيس ترامب على أنه عبقري في عالم المال والأعمال وأنه اقترض من والده "مليون دولار" واستطاع بقدرة قادر انه يحولها إلى ثروة ضخمة..!!
فيما كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تحقيق ,ان ترامب حصل على"400 مليون دولار" من والده بالتلاعب والتحايل على قوانين الضرائب .. ما يؤكد تمتع والده بذمة واسعة وبالإحتيال على القوانين لخفض الضرائب, وساعد ابنه (الرئيس) على ترويج كذبة انه استدان منه مليون دولار وحولها لملايين.

Monday, October 1, 2018

الإرهاب يُهزم في سورية .. ويَحزم اّخر حقائبه في إدلب ويختفي - م.ميشيل كلاغاصي

الإرهاب يُهزم في سورية .. ويَحزم اّخر حقائبه في إدلب ويختفي

م. ميشيل كلاغاصي
 1/10/2018

مقدمة... داعش، النصرة، حراس الدين، أحرار الشام، جيش الإسلام، الجيش الحر، معارضات مسلحة، معتدلة...إلخ. مبايعات وأسماء تبدأ من أسامة بن لادن والظواهري والبغدادي والجولاني والشيشاني، وتكاد لا تنتهي! ... مالذي يحدث؟ هل نحن أمام شخصيات قررت من تلقائها تغيير العالم ورسم خرائطه الجديدة على مرأى ومسمع دول العالم؟ وهناك من يريد إقناعنا بأنها تنظيمات وكيانات منفصلة بذاتها وبقراراتها! لا بد لنا من مقاربة موضوعية، ويكفي أن نطرح سؤالاً ليصبح دخولنا الى الموضوع مقنعا ً... هل تطابقت أحلام من اعتبروا أنفسهم "شعب الله المختار" مع أحلام التنظيمات الإرهابيةخواتهاأ!؟ وهل تخلوا عن أحلامهم في إقامة "اسرائيل الكبرى" لصالح أحلام الاّخرين!؟ هل هي أحلام الصهاينة أم الإرهابيين؟ وماذا عنّا نحن دول وشعوب المنطقة؟
مخطط ٌ كبير تم رسمه بدقة قبل اّلاف السنين في صحراء سيناء وحيث تاه فيها ووراء كثبانها يهود ٌ طُردوا من مصر على يد أهلها ومحرريها، وعَرَفوا أن المال وحده لا يحمي الرؤوس ولا بد من الإستحواذ على الأرض بأي وسيلة وثمن ... فقد خططوا لسرقة الأرض بعد أن وقع اختيارهم على فلسطين، واحتاجوا تحريفا ً للعهد القديم وأوجدوا تلمودا ً يبرر لهم سلبها وامتلاكها وإقامة دولتهم المنشودة على أرضها، هدفٌ تطلب الوقت الطويل والعمل الدؤوب على مدى أكثر من 3000 عام.
ففي أوروبا ... سعوا لجمع المال والسلاح والتأييد، فانطلقوا كفرسان ونبلاء يدافعون عن الظلم والقهر والفقراء، واستهدفوا المال بحوزة الإقطاع والملوك فسعوا لإسقاطهم وبعثرة أموالهم عبر ثورات شعبية قاتل فيها الناس لأجل "حريتهم وكرامتهم" كعناوين مزيفة، لقد دعموا حركات التحرر والأفكار العلمانية ... أرادوها حروبا ً دينية "مقدسة" مدعومة ً من الله (خاصتهم) مع أعداء بلا دعم ٍ إلهي ملحدين أو كافرين أو علمانيين، ليحافظوا على تفوقهم.
وتحركوا في ظل حكم الكنيسة كرهبان وفرسان , فكانوا قلاعا ً داخل الكنيسة, واستحضروا طقوس السحر اليهودي القديم "الكابالا" التي تعلموها من أوثان مصر القديمة, وشنوا الحملات الصليبية على الشرق وأثخنت سيوفهم رقاب الناس , خصوصا ً في العام 1099 م, حيث أريقت الدماء وأغتصبت النساء, وملئوا الأرض خوفا ً ورعبا ً ودما ً, واحتلوا القدس والمسجد الأقصى , لقد دعوا أنفسهم "فرسان المعبد أو الهيكل", وأسسوا لوجودهم العسكري على أرض فلسطين من جهة, وفي حكم أوروبا من وراء الستار من جهة ٍ أخرى, وكان لابد للعالم أن ينسى سيوفهم المضرجة بدماء الأبرياء , بعد إنكشاف أمرهم وملاحقتهم وإعتقالهم في فرنسا, فقرروا الإختفاء لحين تنسى الناس جرائمهم ووجههم القبيح , ثم عادوا للظهور كمهندسين وأطباء ومحامين وبمظهرٍ جديد وتحت مسمى "البناؤون الأحرار", وعلى راس أهدافهم السيطرة ليس على أوروبا وأمريكا فقط بل على العالم كله.
في الشرق الأوسط والعالم العربي ... كان لا بد للأوروبيين من دحر الدولة العثمانية وإقنتاص ضعفها، فإحتاجوا نسخة ً إسلامية عربية تحارب النسخة العثمانية فإعتمدوا على كراهية بعض العرب للإحتلال والدولة العثمانية نتيجة التفرقة بين الأتراك والعرب والظلم والقهر والممارسات القمعية التي مارسها الأتراك، الأمر الذي صبّ في صالح الأوروبيين ومهد لمجيئ قواتهم إلى المنطقة العربية...فإعتمدوا على عملاء وضباط استخبارات بريطانيون ك "لورنس العرب وجون فيلبي" والمصري "حسن البنا"، الذي اعتمدوا عليه لإنشاء حركة الإخوان المسلمين بداية ً في مصر 1928.. وأرادوا تأسيس مهبطا ً رئيسيا ً أبديا ً لمصالحهم يَخرج من بيوت وأزقة العرب ويدب الفرقة بينهم إلى الأبد، فكان أن ظهرت الأحلام وفسرت المنامات والرؤى ...
أحلام، أساطير، أكاذيب ..."الطاعون" يضرب ضربته...؟
* الأسطورة الوهابية وحلم سليمان جد محمد بن عبد الوهاب الذي رأى شعلة ً تخرج من جسمه فتتخذ شكل عمود من لهب يجوب البوادي ويحرق خيام الصحراء والعشب وسكان المدن ... حلم ٌ فُسر على أنه رؤيا صالحة وان ولده سوف يدعو الى مذهب جديد ويتبعه البدو والحضر. لم تتحقق الرؤيا في ولده عبد الوهاب لهزالته وضعف شخصيته، وتأجل تحقيق الحلم ستون عاما ً لتتحقق في حفيده محمد بن عبد الوهاب المؤسس الأول لما بات يعرف بالوهابية، التي حرقت بالفعل الإنسان والأرض والمعتقدات.
* أما "حسن عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي", والذي جاء بعد أن حلمت والدته وهي حامل به, بأنها ستلد طفلا ًوعليها أن تسميه أحمد وتحفظّه القرآن , هكذا سار ابن الأربعة أعوام إلى الكتّاب, وعاد في التاسعة عشر شيخا ً جاهزا ً لتفخيخ وتسميم مصر وسورية ولبنان والعالم العربي ويؤسس ما دعي بحركة الإخوان المسلمون... ومن اللافت للنظر أنه لُقب ب "الساعاتي" تلك الحرفة التي عمل بها لبعض الوقت , أما "البنا" فلم يستطيع أحدٌ تأكيد أنه أو أحد أسلافه قد عمل في البناء , الأمر الذي يتيح المجال لتأكيد إنتماؤه الماسوني ورفاقه إلى البناؤون الأحرار , وأن الماسونية وضعت بصمتها على اسمه لتؤكد أن الحركة من صنائعها.
* ابن لادن، الظواهري، البغدادي، الجولاني .... من السذاجة بمكان اعتقاد أن القصة بدأت منذ أحداث أيلول 2001 عندما قام تنظيم القاعدة بتفجير برجي التجارة العالميين .. ولا بد من ملاحظة أن ابن لادن والظواهري هم ممن تأثروا بتعاليم سيد قطب وتتلمذوا على يده... الأمر الذي يؤكد الإرتباط الوثيق والرحم الواحد لكافة التنظيمات الإرهابية.
* ولا يزال الصهاينة مهتمون بفك رموز الشيفرة في أسم الرئيس باراك أوباما، بما يتوافق مع إحدى النبوءات التلمودية، فيما يقول الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش:" كلمني الرب وطلب مني دخول العراق"، أما نتنياهو فلا يكاد "ربه" يغادر أحلامه ورؤاه، في قتل الفلسطينيين وإغتصاب أرضهم... فيما لا يفاجئنا ولي عهد العرش السعودي -الوهابي محمد بن سلمان برؤيته للعام 2030 , والتي بدأها بعواصف الحزم والأمل معتبرا ً دماء اليمنيين بطاقة عبوره نحو تحقيق رؤيته ومهامه الصهيونية.
الإنتقال إلى أمريكا ... إن اتجاههم نحو القارة الجديدة بعد اكتشافها، لم يكن إلاّ بدافع جمع المال وضمان القوة وامكانية دخول الحروب الطويلة .. فكان لهم ما أرادوا وغدت أمريكا القوية والثرية خاتما ً في أيديهم وقاعدة ً ينطلقون منها للإنقضاض على العالم...
إطلاق أذرع الأخطبوط ... بات من الواضح أنهم تمردوا على الله وحرّفوا كتبه وقتلوا أنبياؤه , وحولوا الدين اليهودي الى حركةٍ صهيونية, وسرقوا الأنبياء وتكنّوا بأسمائهم ( النبي إسرائيل ), ومزّقوا العالم بالحروب ورسموا الخرائط له فكانت سايكس- بيكو للعهد الجديد, التي أضعفت المنطقة وشعوبها عبر الإستعمار الفرنسي والبريطاني والإسرائيلي , مضافا ً اليها التاّمر العربي– العربي بفضل من وظفوه وجندوه عميلا ًوخائنا ً, حتى في معارك "الربيع" المزور, فكانت النسخ الإسلامية المنحولة الإخوانية - الوهابية أدوات ٌ مميزة ٌ فيه...لتحقيق أهدافهم تحت ذريعة الدين وتطبيق "شرع" الله, فكان التطرف سيد الموقف وتكنّى الإرهابيون ومجاميعهم بعشرات ومئات المسميات خصوصا ً بعد قتل أسامة بن لادن في مشهدٍ لا يعدو أكثر من قطعٍ متعمد لرأس الأخطبوط وإطلاق أذرعه في كل مكان ...هي الفوضى الكاملة هو القتل العشوائي , هي الحرب التي يًصلح لها كل من أراد القتال والسلب والنهب من كافة اصقاع الأرض .
إعلان العصيان الإلهي ... لقد حركوا العالم كما يشاؤون وجرّوه الى حروبٍ عديدة وحروب ٍ عالمية أولى وثانية وباردة، ولا زالوا يسعون إلى صدامٍ عالمي يدمر الكون، على طريق تحقيق هدفهم الرئيس الذي جاهر به القائد "لاف أريدج" في مؤتمرٍ للماسونية عام 1865 قائلاً: " يجب أن يتغلب الإنسان على الإله وأن يعلن الحرب عليه وأن يخرق السموات ويمزقها كالأوراق"... ويبقى الإلتقاء (الإخواني -الوهابي – الصهيوني) مظهرا ً وطقسا ً لعقيدةً قديمة – جديدة  تعلن العصيان الإلهي وتبدأ بالشيطان نفسه ولا تنتهي عند أدواته وأزلامه وأتباعه فقط وما خفي أعظم.
أخيرا ً... إن اختفاء "فرسان الهيكل" المحسوب عن أنظار العالم كما حدث قبل سنوات وعقود وقرون، لا يعني اندحارهم ونهايتهم، فقد ثبت أنهم يتحولون من شكل لاّخر ومن ساحةٍ لأخرى بعد نهاية كل معركة ... واليوم هم يهزمون عسكريا ً في سورية , ويحزمون اّخر حقائبهم في مدينة إدلب , فمنهم من اختفوا سُحبوا ليلا ً في حوامات وطائرات أمريكية ( قادة داعش ) , ومنهم من غادر تحت أعلام القوات الفرنسية والبريطانية , ومنهم من اختفى تحت رعاية وأنظار الأمم المتحدة نحو الأراضي المحتلة والأردن واتفق العالم على إخفائهم بعيدا ً عن الأنظار( قادة النصرة - الخوذ البيضاء )... ومنهم من اهتمت به الإستخبارات التركية وأصبح بعهدتها اّمنا ًعلى أراضيها ( قادة الإخوان المسلمون ) , ومنهم من سيبقي ليكون كبش فداء وعنوانا ً للتصفية والمساومة وإبتزاز الدولة السورية ....
ويبقى السؤال، هل سيختفون، وإلى أين سيذهبون، وعلى أي هيئة وشكل سيعودون ويظهرون؟