Saturday, December 18, 2021

"المعلمي" وفضيحة التصعيد السعودي ضد سورية - م. ميشيل كلاغاصي


 

في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس 16/12/2021 , والتي عقدت لمناقشة مشروع القرار حول "حقوق الإنسان في سورية" , قدم عبد الله بن يحيى المعلمي مندوب النظام السعودي بيانه بطريقة مفاجئة وغير متوقعة , عكس فيها - من جانبه – لوم بلاده للدولة السورية , عبر سلسلة من الادعاءات المزيفة الموجهة ضد الرئيس الأسد ومحور المقاومة , بما لا يتوافق مع الحقيقة , ويتفق مع التصعيد السعودي نهاراً وقرع أبواب دمشق ليلاً , وبما يؤكد ضعف اللاعب السعودي في الإقليم , وأنه غير قادر على مواجهة الملفات الإقليمية سياسياً ودبلوماسياً وحتى ميدانياً ....

وهذا الخطاب المملوء بالحقد والكراهية وتزييف الحقائق , بات موضع سخرية العالم وحتى المجاميع الإرهابية التي تبنتها بلاده في سورية ومن دعتهم بمعارضة منصة الرياض البائدة , فالإرهاب الذي تعرضت له سورية , بات معروفاً لجهة تصنيعه وتدريبه وتسليحه وتمويله من قبل أطراف دولية عدة , ويتصدر النظام السعودي لائحة المتورطين والمشاركين بإراقة الدماء السورية وقطع الرؤوس وأكل الأكباد ...

ويتساءل السوريون , هل يحق للسعودية المشاركة في جلسة للنظر في حقوق الإنسان الغائبة في السعودية أصلاً , وسط حملات القمع الداخلي وامتلاء السجون السعودية بالأبرياء والصحفيين , وإعدام الشبان اليافعين والصحفيات , ناهيك عن جريمة قتل وتقطيع الخاشجقي ...

مالذي حاول المندوب إعادة تسويقه في الجلسة ونقله للإعلام ... هل جاء كلامه ليهدد السوريين أم ليبشرهم بأن :"الحرب على سورية لم تنه بعد" , ولينتقد عملية إعادة الإعمار , التي أرادها إعادةً "لإعمار القلوب" , يالها من ضحالة فكرية – سياسة وأفق ضيق , وتساءل عن النصر الذي حققه السوريون , في وقتٍ لا يمكن للمنبطحين والمتخاذلين فيه أن يدركوا قيمة الإنتصار الذي حققه الأسود.

من جهةٍ أخرى , مالذي يرمي إليه النظام السعودي في ظل التقارب العربي – العربي , وانطلاق عمليات المصالحة بين الدول العربية , وقبول جميع الدول العربية بعودة سورية إلى الجامعة العربية ما عدا نظامه والنظام القطري , هل هو الغضب والتمرد على الدور الجزائري والتقدم الإماراتي , هل يسعى النظام السعودي للمصالحة مع قطر لأجل وقف الصعود الإماراتي , ونشهد عودةً ثانية لما رأيناه في بداية "الربيع العربي" المشؤوم , من تحالفٍ بين المحورين الإخواني والوهابي ؟ أي ضياعٍ تعيشه المملكة !.

ومالذي يدفع المملكة للتصعيد المفاجئ ضد سورية , وإلى التصعيد المستمر في لبنان , ولإستمرار الحرب السعودية على اليمن , في ظل غياب رؤية سعوديةٍ واضحة لبناء علاقات طيبة مع إيران التي لا تنفك تمد يدها للرياض , حرصاً على مصلحة كافة دول وشعوب المنطقة , والذي يصب في مصلحة القضية الفلسطينية ..!

هل قرأ النظام السعودي التصعيد الأمريكي تجاه سورية بشكل ٍ خاطئ , فهرع نحو المزايدة على المواقف الأمريكية, ألا يدري أن واشنطن لا تفكر حالياً سوى بإرضاء السوريين وبالإنسحاب الاّمن من سورية والعراق.

 لماذا يطلب النظام السعودي ثمن هزيمته في سورية واليمن ولبنان والعراق ,عبر العزف على الوتر الإسرائيلي والإستقواء به , لنزع سلاح حزب الله , والسلاح الفلسطيني المقاوم , وسلاح الحشد الشعبي في العراق , من بوابة التصعيد مع سورية ومنع استقرارها.. في وقتٍ بات الجميع يراقب العلاقات السعودية – الإسرائيلية , وخدماتها "الجليلة" في دفع الدول العربية نحو التطبيع المذل , كما فعل في قيادة وتسويق صفقة القرن – صفقة العار .

هل يعكس توتر أعصاب المندوب السعودي وفلتان لسانه , شعور المرارة التي يعانيها نظامه , جراء هزائمهم في اليمن بالتوازي مع إقتراب سقوط مأرب , أم نتيجة هزائم أزلام البخاري في لبنان , أم تقدم إيران في مفاوضاتها وملفها النووي مع الولايات المتحدة والدول الغربية , وارتفاع إحتمالية التوصل إلى إتفاق جديد , بالتوازي مع الإنسحاب المرتقب للقوات الأمريكية من العراق مع نهاية العام الحالي , ناهيك عن الخطوات الهامة التي قطعتها سورية في كسر الحصار والخروج من العزلة التي ساهمت السعودية بفرضها عليها , وإقترابها من حسم ما تبقى من معارك الحرب الكونية عليها , عبر استعادة الأمن والأمان , وإعادة الإعمار , وإطلاق دبلوماسية العفو والمصالحات , وعودة الكثيرين إلى حضن الدولة السورية.

هل هناك علاقة بين تصعيد المندوب السعودي وحظوظ محمد بن سلمان لإعتلاء العرش السعودي , عبر تقديم أوراق إعتمادٍ يعتقدها بسذاجة مطلباً أمريكياً أساسه التصعيد في سورية ؟.

هل يعكس ما تفوه به المندوب السعودي , رأي أسياده في الرياض ؟ وهل تتحمل السعودية طلباً سورياً رسمياً وشعبياً بإستقالة هذا المندوب على غرار "الدبلوماسية" السعودية طالبت بإستقالة الوزير جورج قرداحي في لبنان , أم سيتم تحمله المسؤولية الفردية , وسيدخل التاريخ في طريقة محاسبته على طريقة النظام السعودي الخاصة.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

18/12/2021

من "بريطانيا العظمى" إلى أداة بيد أعتى متطرفي الصهاينة - م. ميشيل كلاغاصي


دائماً هي الجزيرة البريطانية التي تحوَّلت بالمال الصهيوني إلى" بريطانيا العُظمى" وحَكَمَت وتحكم العالم بوجهيها الظاهر والمُستتر، وتراجعت إلى ما وراء الستار بعد اكتشاف وبلورة قوّة القارة الأميركية وسيطرة الحركة الصهيونية عليها ، لكنها حافظت على دورها الخفّي بحياكة كافة المؤامرات حول العالم , وبدفع مراكب المصالح الصهيونية في مواجهة إيران والصين وروسيا , وفي الشرق الأوسط ، نحو احتلال الكثير من البلاد العربية , ولم تتوقف يوماً عن دعم مخططات التطرف والإحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتشريد شعبها وتجاهل حقوقهم وحياتهم ومصيرهم .

وقد قامت الحكومة البريطانية مؤخراً بإقرار حظرٍ رسمي وكامل على حركة حماس , بإعتبارها "جماعة إرهابية إسلامية"، وسبق لها أن حظرت كتائب القسام "الجناح العسكري لحركة حماس" منذ العام 2001 , وبذلك تكون الحكومة البريطانية قد نزعت الشرعية عن كامل أجنحة حماس كحركة مقاومة , وأصبحت بنظرها حركة إرهابية , الأمر الذي يطرح السؤال عن سبب وتوقيت هذه الخطوة , التي عارضتها بشدة كافة الفصائل الفلسطينية , وتدلل بشكل واضح على التمييز البريطاني السابق بين مختلف أجنحة الحركة , وعملت اليوم على توحيده.

وقد كشف موقع The Cradle عن رسائل البريد الإلكتروني التي وصلته ( أكثر من 50000 رسالة ) تبين حجم الضغوط التي شنتها مجموعتان إسرائيليتان تتمتعان بنفوذٍ كبير في بريطانيا وأمريكا وغير مكان , هما  مجموعة "المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل" , و"الإتحاد الصهيوني" ، وجميع هذه الرسائل تظهر الرضى والإشادة والنشوة , لقرار الحكومة البريطانية الجديد حول الإستجابة وإقرار الحظر السياسي المكمل للحظر العسكري لجناحي حركة حماس.

وبحسب الموقع , فالرسائل تضمنت وصفاً لإيديولوجية حركة حماس ومعاداتها للصهيونية على أنها "أيديولوجية كراهية" ، كما تم إرسال اّلاف رسائل الشكر للبرلمانيين البريطانيين الذين ساهموا بصدور هذا القرار , وانضموا علناً إلى دعوات حظر حماس بجناحيها" ، الأمر الذي يؤكد مدى وعمق تغلغل الحركة الصهيونية داخل المجتمع البريطاني , ومراكز صنع القرار.

من خلال ذلك يبدو ما يحصل وراء الكواليس البريطانية واضحاً , والذي أفضى إلى منع الكثير من الفعاليات السنوية التي تقام في الجامعات البريطانية , للفت إنتباه المجتمع البريطاني إلى المحنة والمظلومية والحقوق والقضية الفلسطينية برمتها.

ومن المثير للدهشة مدى تطرف كاتبيها , وتركيزهم على عباراتٍ دينية , واستخدامها للتعبير عن الكراهية والحقد الشديدين للعرب والفلسطينيين وكافة مؤيدي الحقوق الفلسطينية , واحتوائها على الكثير من الإشارات بأن الخطوة البريطانية لا تعدو أكثر من خطوة صغيرة , أظهرت من خلالها دعمها لـ "إسرائيل" في الوقوف ضد "قوى الشر المصممة على تدميرها" , وبأنه يتوجب عليها القيام بالمزيد , لضمان بقائها "وفيةً لإسرائيل والشعب اليهودي " – بحسب موقع  The Cradle -.

من الواضح أن "إسرائيل" تسيطر على السياسة الخارجية البريطانية من خلال شبكات وجمعيات نشطة وخطيرة وشديدة التطرف , تتمتع بالنفوذ والسلطة وقدرة التأثيرعلى القرار السياسي لبريطانيا "العظمى" , وقد حولتها إلى العوبة وأداة بيد أعتى متطرفي الصهاينة , وتدفعها دائماً للإنحياز نحو تأييد ودعم الظلم والإحتلال والتطرف الإسرائيلي , في وقتٍ لا تزال غالبية عروش وحكومات العالم العربي تقيم معها أفضل العلاقات السياسية والإقتصادية , ويضخون أموالهم كالشلال في مصارف لندن , وفي شركاتها التجارية والصناعية المختلفة , وحتى في أنديتها وملاعبها الرياضية , ومع ذلك تراهم يتحدثون يومياً عن دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

16/12/2021 

سقوطٌ ذريع للرواية الأمريكية بمحاربة "داعش" في سورية - م. ميشيل كلاغاصي


يبدو أن علاقة التكافل والتكامل والتماهي الإجرامي – الإرهابي , ما بين القوات الأمريكية وما تسمى بـ "المعارضة المعتدلة" والقوات المدعومة من الولايات المتحدة "قسد" , تمر بأوقات عصيبة في شرق سورية.

ففي وقت مبكر من يوم 14 ديسمبر/ كانون الأول , تعرضت مجدداً مواقع وقواعد قوات الإحتلال الأمريكي في منطقة حقول النفط السورية , لهجومٍ صاروخي , أكدته بعض التقارير والمصادر الإعلامية , حيث سقطت عدة قذائف داخل قاعدةٍ للجيش الأمريكي , ومع ذلك لم تتوفر الإحصاءات حيال الأضرار المادية أو وقوع الإصابات .. هجومٌ لا يمكن إعتباره الأول على القوات الأمريكية بالقرب من حقل العمر النفطي , إلا أنه لا يمكن تأكيد أنه الأخير , فقد تعرضت قوات الإحتلال الأمريكي المتمركزة على طول ضفة نهر الفرات مراراً لمثل هذه الهجمات.

وفي 4 ديسمبر/ كانون الأول , أصابت /3/ صواريخ على الأقل موقعاً أمريكياً محصناً بالقرب من منشأة غاز كونيكو, ما دفع القوات الأمريكية إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية ، بما في ذلك تسيير دوريات طائرات الهليكوبتر في المنطقة ، لكن ذلك لم يكن كافياً ولم تستطيع قيادة القوات الأمريكية من تأمين الحماية الضرورية لقواعدها وجنودها , من ضربات أعدائها وربما أصدقائها في "داعش".

لقد بات الحديث عن إنتصارها على "داعش" أيام الرئيس دونالد ترامب , والحديث اليوم عن إعادة إطلاقه , سبباً رئيسياً لنسف التصريحات الأمريكية الرسمية المتكررة حول مكافحة الإرهاب مدعاة تهكم وسخرية وسائل الإعلام الأمريكية وغيرها , وبدأ يتجه نحو إسقاط الحملة التي قادتها واشنطن ضد "داعش" منذ سنوات , وبنت عليها مواقفها السياسية وتحركاتها العسكرية وتحالفاتها وعلاقاتها العضوية مع عملائها على الأرض .

وفي تقريرها الصادر في 12 ديسمبر/ كانون الأول ، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن "وحدةً قتالية أمريكية سرية للغاية تدعى "تالون أنفيل" أطلقت عشرات الآلاف من القنابل والصواريخ وتسببت بمقتل الكثير من المدنيين في سورية على مدى عدة أعوام" , في حين كان الترويج والزيف الأمريكي يوجه الأنظار حول مهمة هذه الوحدة السرية تختص بتوجيه هجماتها على "داعش" في سوريا.

وفي الوقت الذي تناقلت ماكيناتها الإعلامية أخبار تنفيذ تلك الوحدة أعمالها القتالية منذ عام 2014 ولغاية 2019 ضد "داعش" , لم يسعى أحدٌ للبحث وتقصي مدى مصداقية تلك الأخبار , وحجم أعمالها وحقيقة استهدافها

لم يعد خافياً على أحد , أن القوات الأمريكية  لم تسعى يوماً لمحاربة "داعش" وباقي الجماعات والتنظيمات الإرهابية , بل كانت تستهدف وتحارب بشكل رئيسي الدولة السورية وحكومتها ورأس هرمها السياسي , والنفوذ الإيراني والروسي في سورية , وفي ظل هذه الإستراتيجية الخبيثة ، كان التظاهر بمحاربة "داعش" هدفاً أمريكياً يتصدر لوائح أولوياتها.

المهندس : ميشيل كلاغاصي

15/12/2021 

الجمعية العامة والمزيد من القرارات الأممية غير الملزمة - م. ميشيل كلاغاصي


قبل أيام , اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، عدة قرارات لصالح القضية الفلسطينية وتأكيداً للسيادة السورية على الجولان السوري المحتل , من خلال عملية التصويت التي انتهت بتأييد كبير لكافة القرارات , التي شملت الممارسات الإسرائيلية والأنشطة الإستيطانية التي تمس حقوق الإنسان الفلسطيني والعرب في الأراضي المحتلة , وحول تقديم المساعدة للاجئين الفلسطينيين ودور الأونروا , والتأكيد على ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين وإيراداتها , وفي قرار خاص بسورية , أكدت سيادتها على الجولان السوري المحتل.

بالتأكيد هي قرارتٌ تعكس المزيد من تعرية الوجه الإسرائيلي الحقيقي , وزيادة هامة في عدد الدول المؤيدة للحق السوري والفلسطيني , لكن , تبقى العلة في أصل وتركيبة وهيكلية منظمة الأمم المتحدة – المحسوبة منذ التأسيس-.

إذ تأسست منظمة الأمم المتحدة في عام 1945 وضمت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة , وتضمنت هيكليتها وجود مجلس الأمن والجمعية العامة , حيث تألف مجلس الأمن في البداية من أحد عشر عضواً، ومن ضمنهم خمسة أعضاء دائمين , ولاحقاً تم توسيع عضوية المجلس عام 1965 إلى خمسة عشر عضواً ، أي عشرة أعضاء غير دائمين وخمسة أعضاء دائمين.

وميزت ما بين صلاحيات وقرارت مجلس الأمن والجمعية العامة , حيث منحت قرارات المجلس صفة إلزامية التطبيق , وحرمت الجمعية منها لتكون قراراتها غير ملزمة , وتركتها لتدور في حلقات القوانين المفرغة والبحث عن النسب "أغلبية – عظمى" , "الثلثين" , "النصف + 1" , ومنعتها من معالجة أو تقديم أية توصية في المواضيع التي يعتبرها مجلس الأمن قيد النظر , أو تلك التي بدأ بمعالجتها , إلا إذا طلب ذلك منها المجلس بنفسه.

وبذلك منحت الأمم المتحدة الدول الأعضاء الدائمين فرصة مراعاة مصالحهم , والتحكم بمصائر غيرهم من الدول الضعيفة , وبذلك غاب العدل , وأصبحت القوة الأممية الممنوحة لبعض الدول تشكل عامل قوةٍ إضافي لقوتها العسكرية وقدراتها السياسية والإقتصادية , وباتت الدول الضعيفة والمظلومة عاجزة عن الفوز تحت قبة مجلس الأمن , حتى لو أصدر قراراً يحفظ حقوقها , وبقيت إلزامية التطبيق محط شكوك , وربما أمنيات غير قابلة للتحقق , بفضل وجود الدول المارقة , والقوى الخفية التي تحكم وتتحكم بالقرار الدولي من وراء الستار , وسط صمت العالم وإنحيازه نحو الظالم ضد المظلوم , ومنح المارقين  كالكيان الإسرائيلي الغاصب فرصة القفز على قرارات مجلس الأمن , والإفلات من العقاب.

ومن أشهر البراهين والدلائل , قراري مجلس الأمن 242 الذي اتخذه مجلس الأمن بالإجماع منذ عام 1967 والذي يدعو إلى الإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها عام 1967 ,  كذلك القرار رقم 452 بعد تبنيه عام 1979 بأغلبية 14 صوت وامتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت , ودعا هذا القرار الكيان الإسرائيلي الغاصب  للـ "التوقف الفوري عن إقامة وتشييد وتخطيط المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس".

وعلى الرغم من الشكل البراق لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة , لكن التواطؤ الأممي وما يسمى بالمجتمع الدولي ظل مستمراً لتغطية وحماية الإحتلال والتوسع الاستعماري الإسرائيلي , وسارت صياغة إفلات "إسرائيل" من العقاب أممياُ , بالتوازي مع ابتلاعها للحقوق الفلسطينية والسورية.

فما نفع القرارات الجديدة للجمعية العمومية غير الملزمة التي أقرتها تحت عنوان  "السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، بما فيها القدس الشرقية ، ولأصحاب الأرض السورين في الجولان السوري المحتل على مواردهم الطبيعية" ، في ظل استمرار الإحتلال الإسرائيلي وسيطرته المطلقة على الأرض والموارد , أيُّ نفاق وخداعٍ تمارسه الأمم المتحدة بالتستر على كافة جرائم الإحتلال الإسرائيلي , بإصدار قرارات غير ملزمة , تحت عنوان حماية حقوق الشعبين السوري والفلسطيني , بعيداً عن تطبيق قرارات مجلس الأمن الملزمة بهذا الخصوص ؟.

وفي ظل القرار غير الملزم تجاه السيادة على الموارد , يستمر العدو الإسرائيلي بإقتراف مئات الإنتهاكات والجرائم ما بعد جريمة الإحتلال , من توسيع لسرقة الأرض العربية , وبناء جدار الفصل العنصري , وتدمير البنى التحتية الفلسطينية , وشن العدوان بشكل دائم على غزة ... فهل تعول الأمم المتحدة على إلتزام "إسرائيل" بقرار غير ملزم ؟.

من غير المفيد حالياً توجيه اللوم إلى المنظمة الأممية , لكن لا بد من إعادة التذكير , بكافة القرارات والمواقف والخدع والأكاذيب الأممية , التي خذلت من خلالها الفلسطينيين بدءاً من إقرار خطة التقسيم عام 1947 , ودفاعها المستميت عن الرواية الإسرائيلية , لدرجة كاد العالم ينسى أن هناك شعباً مظلوماً وأرضاً مغتصبة وحقوقاً فلسطينية وسورية لا يمكن تجاهلها.

بعيداً عن القرارات الأممية , ومن خلال فهم الشعب الفلسطيني والسوري للطبيعة العدوانية التوسعية , والذهنية الإجرامية الإسرائيلية الحاقدة المتطرفة , وعدم إيمانها بالسلام وبإعادة الحقوق , أثبتت التجربة أن المقاومة المسلحة ضد الإحتلال الإسرائيلي هي الطريق الوحيدة لإنتزاع الحقوق واستعادة الأرض والسيادة والثروات , كما أثبتت أن غطرسة العدو وعنجهيته وقوته المفترضة يمكن هزها وخلخلة الأرض من تحتها , وأثبتت المواجهات المباشرة العديدة أن "الكيان الإسرائيلي" أوهن من بيت العنكبوت , ويمكن بفضل تضافر جهود محور المقاومة أن يقتلع هذه الشوكة من خاصرة الأمة .

لنا كل الفخر بالمقاومة الفلسطينية المؤمنة بالسلاح والكفاح وبالنصر الأكيد , وبقدرات الجيش العربي السوري , والصمود التاريخي لأهلنا في الجولان السوري المحتل , وقوة حزب الله , والحشد الشعبي , وأبطال اليمن , وتتويجاً بقوة جمهورية إيران الإسلامية وجيشها وحرسها الثوري , وبمساعدة كل شرفاء العالم , وبأن الأمل كبير ويتعاظم في كل يوم , على حساب التراجع والتقهقر الذي يعاني منه الكيان الغاصب وخصوصاً في صفوف جيشه الجبان وقلوب مستوطنيه , وضعف مؤسسته السياسية التي باتت تنتج الضعفاء والموتورين واللصوص , الذين يعلقون اّمالهم على بقاء القوات الأمريكية في العراق وسوريا والمنطقة العربية , ويعولون على تخاذل عديد الأنظمة العربية التي انزلقت في وحل وخديعة التطبيع المجاني والسلام المزعوم , مع عدو لا يؤمن بالسلام , وسط غضب الشعب العربي من المحيط إلى الخليج , رفضاً لإتفاقيات الذل والإستسلام .

وفي هذه الأجواء , رحبت الخارجية الفلسطينية بالمواقف الدولية التي اعتمدتها الجمعية العامة , الرافضة لمخططات الإحتلال الاستيطانية , لكنها في الوقت نفسه , اعتبرت أن هذه المواقف والجهود والقرارات غير كافية ويجب ترجمتها إلى إجراءات كفيلة بإجبار الإحتلال على وقف سرقة الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية ومحيط مدينة القدس المحتلة وفي مقدمتها القرار 2334 الذي يدين الإستيطان الإسرائيلي ويدعو إلى وقفه على الفور.

كذلك , جدّد أهالي الجولان السوري المحتل التأكيد على رفضهم مخططات الاحتلال الإسرائيلي الإستيطانية على أرضهم، مجددين تشبثهم بكل ذرة من ترابها وصمودهم في مواجهة محاولات الإحتلال تهجيرهم قسرياً منها.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

14/12/2021 

"تحالف التوازن".. موسكو نحو السلام وواشنطن نحو خديعة السلام - م. ميشيل كلاغاصي


اعتبر الكثيرون أن تحالف "التوازن" الروسي – الهندي , الذي تم الاتفاق عليه خلال قمة بوتين- مودي مؤخراً , أحد أهم التطورات الدبلوماسية خلال القرن الحالي , إذ تطمح كل من روسيا والهند إلى تحقيق التوازن في أعقاب الحرب الباردة الجديدة بين الولايات المتحدة والصين بشكل أساسي ، بالإعتماد على اقتراب روسيا من الصين , والهند من الولايات المتحدة.

فقد شكلت زيارة الرئيس الروسي بوتين إلى نيودلهي للقاء رئيس الوزراء الهندي مودي , تطوراً جيواستراتيجياً لتغيير قواعد اللعبة في سياق الحرب الباردة الجديدة , فالشراكة "من أجل السلام والتقدم والازدهار" التي اتفق عليها الطرفان ترقى إلى مستوى تحالف فعلي مبني على "معاهدة السلام والصداقة والتعاون" التي تم توقيعها عام 1971 , إذ يسعى هذا التحالف إلى  تعزيز "التوازن" ما بين للقوى العظمى لتحسين تأثيرها في تشكيل النظام العالمي متعدد الأقطاب الناشئ , ويمنحهما مرونةً كافية للتكيف مع الظروف الجيو استراتيجية المتغيرة , مع إستمرار الحرب الباردة الجديدة.

فقد ساعدت القمة الروسية – الهندية على إزالة الغموض وتوضيح النوايا الروسية بعدم المس أو التعرض للمصالح الصينية ( كما تعتقد بعض الأطراف الداخلية في الهند ), في الوقت الذي تدرك فيه روسيا بإعتبارها القوة الأكبر في أوراسيا , بأنها تتحمل مسؤولية إدارة التوترات بين مجموعة البريكس وأعضاء منظمة شنغهاي , للتعاون من أجل مواجهة محاولات الولايات المتحدة المستمرة لتقسيمهم والسيطرة عليهم.

يبدو من المهم أن تمتلك بكين وواشنطن خياراً مختلفاً عن الحروب والمواجهة , ولا بد من وجود صمام أمان يستطيع الحفاظ على التوازن , ودون الإنحياز إلى أحد الأطراف , وعليه تأتي أهمية القمة الروسية – الهندية , كذلك عبر الدور ذاته الذي تبحث عنه موسكو في القارة الاَسيوية , ما بين إيران ودول الخليج العربي عبر الدور الإماراتي , وفعل الشيء ذاته ما بين أرمينيا وتركيا وأذربيجان , وغير صراعات .

هل يستطيع الرئيس بوتين وكل المتعاونين , زراعة صمامات الأمان , وتطويق النار التي أشعلها التفرد الأمريكي بحكم العالم ما يقارب النصف قرن , قبل إستعارها في أتون الحروب الإقليمية والعالمية مجدداً , وتدمير العالم على "شرف" الإمبراطورية الأمريكية الماضية على طريق أفولها , أم تحاول الولايات المتحدة ترميم جروحها الإقتصادية وهزائمها العسكرية وتراجع سمعة ونوعية صناعاتها الحربية , وراء الستار وتحت عنوان السلام وربما خديعة السلام كما يعتقد الكثيرون.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

13/12/2021 

تركيا أكثر من أزمة ومصير أردوغان على المحك - م. ميشال كلاغاصي


يعيش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم أسوأ لحظاته كرئيس للدولة  التركية , على وقع التظاهرات والغضب الشعبي , وتصاعد التوترات الإجتماعية والسياسية في البلاد , بالتوازي مع الإنهيار الإقتصادي , وتقهقهر قيمة العملة التركية , وتضاعف عدد المحتاجين والفقراء. 

فقد حاصرت أزمة الديون المواطنين الأتراك وأصبحوا عاجزين عن التسديد , وبات الملايين منهم يواجهون  دعاوى قضائية نتيجة الديون المستحقة  والمتأخرة ,  وتضاعفت بشكلٍ كبير أعداد المواطنين غير القادرين على سداد ديونهم الإئتمانية الإستهلاكية .

وبحسب موقع بلومبرج , فقد بلغ معدل التضخم في تركيا 21.3٪ , وانخفضت قيمة العملة التركية بمقدار النصف , وبحسب الخبراء الأتراك ، فإن أحد أسباب الانهيار السريع هو تدخل أردوغان في السياسة المصرفية ، وثقته بأن خفض سعر الفائدة الرئيسي سيقضي على التضخم , لكن النتيجة جاءت بعكس ما يتخيل , وازداد الوضع سوءاً , وبدأ بإلقاء اللوم تارةً على رئيس الحكومة وأخرى على وزارة المالية والبنك المركزي والوكلاء الأجانب , وفاته أن يلقي اللوم على نفسه .

ولم يتوقف بالحديث عن مؤامرة خارجية "للقضاء على الشعب التركي" ، بالإشتراك مع أحزاب المعارضة ، ووكالة المخابرات المركزية ، وصهاينة العالم ، والليبراليين الغربيين ، والملياردير جورج سوروس ، وقوى أخرى معادية للأتراك.

على هذه الخلفية ، استبدل أردوغان ثلاثة رؤساء للبنك المركزي التركي إلى أن وافق الرئيس الحالي على خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى 15٪ , كما أقال وزير المالية واستبدله بوزير من خارج الوسط الإقتصادي لكنه من أشد مناصري حزب العدالة والتنمية , ومن مؤيدي خفض أسعار الفائدة التي يتبعها أردوغان.

بسبب الإنخفاض القياسي لليرة التركية ، اندلعت أعمال شغب في الشوارع في جميع أنحاء البلاد , وخرج المواطنون الأتراك في مظاهرات حاشدة في الشوارع الرئيسية في اسطنبول وأنقرة وإزمير ومدن أخرى احتجاجاً على الأزمة الإقتصادية وغلاء المعيشة , ودعوا الحزب الحاكم إلى التنحي في ظل إفقار البلاد , على وقع الإشتباكات والمعارك الطاحنة بالأيدي والشتائم بين نواب أردوغان – حزب العدالة والتنمية , ونواب المعارضة , تحت قبة البرلمان , في حين اتخذت الشرطة التركية إجراءاتٍ صارمة للحد من التظاهرات الشعبية , وأعلنت المديرية العامة للأمن عن بدء إجراءات جنائية ضد أصحاب 271 حسابًا في مواقع التواصل الاجتماعي بتهمة وقوفها وراء نشر الدعوات للإحتجاجات.

يسعى أردوغان إلى نقل مشاكله الداخلية وتحويل الأنظار نحو الخارج , عبر زج الجيش التركي في عمليات عسكرية في سوريا والعراق وليبيا , ويروّج لمشروع "العلم التركي" تحديداً , وأظهر خارطته التي تتضمن أجزاءاً كبيرةً من الأراضي الروسية ، منها شبه جزيرة القرم إقليم الكوبان ومقاطعة روستوف وجمهوريات شمال القوقاز وكازاخستان وأذربيجان والبلقان وقيرغيزستان وأوزبكستان ومنطقة الحكم الذاتي في شينجيانغ الإيغورية وبعض أراضي منغوليا وإيران وأوروبا وغيرها .

من المقرر أن تجري الإنتخابات الرئاسية القادمة في منتصف عام 2023 , وسط توقعات داخلية بإلغائها من قبل أردوغان – الديكتاتور- , في الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي الأخيرة تراجع شعبيته وحزبه أيضاً , وسط الحديث عن تدهور حالته الصحية بشكل كبير.

على هذه الخلفية ، اجتمعت وقررت أحزاب المعارضة الستة في تركيا , توحيد الجهود لإستعادة النظام البرلماني في البلاد , وتقييد فترة ولاية الرئيس ونقلها إلى المجلس التشريعي , وإجباره على الانسحاب من السياسة بعد أن يترك منصبه , وطالبت بإستقلال القضاء والصحفيين والأكاديميين ، وضرورة خفض العتبة الانتخابية للتمثيل البرلماني إلى 3٪. , في محاولة لإستعادة ما ألغاه أردوغان عبر تغيير الدستور والإنتقال إلى النظام الرئاسي التركي الخاص - المتغطرس.

وبحسب المعارضة ، فإن أردوغان يدمر تركيا من داخلها ، وبعد رحيله سيتعين على الحكومة إعادة بناء الحطام المتبقي , بعدما قضت ممارساته وانتهاكاته على حقوق الإنسان , وألقى عشرات الآلاف ممن لا يؤيدون سياساته في السجون ، وتضاعفت نسبة الجرائم , وغاب القانون والعدالة , وتفاقمت مشاكل اللاجئين , في وقتٍ أكد فيه وزيره وعقله المفكر السابق أحمد داود أوغلو , أن سياسات أردوغان الإقتصادية الحالية "ليست جهلاً ، بل خيانة" لشعبه , ودعا إلى انتخاباتٍ فورية , لكن أردوغان لا زال يصرّ على رفضها.

وفي ظل استطلاعات الرأي الداخلية , تبين أن 64 ٪ من الأتراك مقتنعون بأن حكومة حزب العدالة والتنمية الحالية لن تكون قادرة على السيطرة وكبح المشاكل الإقتصادية التي أصابت البلاد ,  فيما يعتقد 28.4٪ فقط  بقدرة أردوغان على حل هذه المشاكل , بالمقابل يعتقد 55٪ من المستطلعين أن المعارضة الحالية لا تستطيع إخراج تركيا من الأزمة الإقتصادية ، حتى لو وصلت إلى السلطة.

لم يعد بالإمكان إخفاء حقيقة الأوضاع الداخلية في تركيا , في ظل حكم الرئيس أردوغان وحزبه , وباتت البلاد تقف على عتبة المجهول وأمام كافة الإحتمالات , ما يمنح "قنبلة" الداخل التركي فرصة الإنفجار , ويبقى الثابت الوحيد أن الكرسي الرئاسي "للسلطان" بدأ يهتز بقوةٍ لا تنفع معها مسرحيات محاولات الإغتيال , وزج الجيش التركي بمعارك إضافية خارج البلاد.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

11/12/2021 

Saturday, December 11, 2021

واشنطن ما بين القوات التركية والإسرائيلية و"صفقة القرن" - م. ميشيل كلاغاصي

 

على الرغم من البداية غيرالمشجعة لعلاقات الإدارة التركية الحالية والرئيس أردوغان مع الرئيس بايدن , وعلى الرغم من استمرار العقوبات الأمريكية المفروضة على تركيا , والخلافات حول عشرات القضايا , كصفقة الـ S-400 , وبمجمل العلاقات والتقارب التركي النسبي مع روسيا , والخلاف حول الدعم الأمريكي للأكراد في سوريا , والتي اعتبرتها أنقرة تهديداً وزعزعةً للإستقرار في جنوب شرق تركيا , وكذلك العلاقات التركية – الإيرانية , والرفض التركي لإستمرار العقوبات الأمريكية على طهران من بوابة الملف النووي الإيراني , وأحداث الإنقلاب عام 2016 والدعم الأمريكي لـ فتح الله غولن , و عثمان كافالا ,.... إلاّ أنها تبقى خلافات محدودة ولا تؤثر على جوهر العلاقات الأمريكية – التركية الإستراتيجية الأطلسية العميقة , والسعادة الأردوغانية بالضمانة التي قدمها بايدن في مؤتمر ميونخ 2021 بأن: "اميركا عائدة والتحالف عبر الأطلسي سيعود" وبأن :"أي هجوم على دولةٍ عضو في حلف شمال الأطلسي هو هجوم على كافة دول الحلف" ...

ما سر العلاقة بينهما , أين تكمن المكاسب الأمريكية من المواقف التركية عموماً , وسياسة حكومة العدالة والتنمية – الأردوغانية ... التي اختارت طريقاً صعباً مملوء بالمغامرات والمراهنة على قدرة الجيش التركي للتحرك خارج الحدود , بالتوازي مع ربط أماكن وصول وإنتشار الجيش التركي حيث تتواجد أوتغادر القوات الأمريكية , وحيث يكون لها مصالح كبرى , فهل يعمل الجيش التركي كجيش رديف أو وكيل للجيش الأمريكي ؟ في أوروبا واّسيا واّسيا الوسطى وأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط والأسود وغيرها ؟ في الوقت الذي كانت حكومة الكيان الغاصب تقوم بهذه الأدوار بشكل مباشر عبر جيشها أو غير مباشر عبر إستخباراتها أو عملائها وأدواتها .

هل قررت واشنطن إبعاد الكيان الغاصب عن الحروب والصراعات , لكسب المزيد من رأس المال اليهودي , وأرادت لها أن تتفرغ لتكون كما رُسم لها منذ المؤتمر الصهيوني الأول في بازل السويسرية عام 1897, دولة المصرف الحر الأول في العالم , في وطنٍ اّمن بين إقطاعيات الشرق الأوسط , وأضافت لها لاحقاً , دوراً جديداً يواكب العصر والمرحلة , لتكون مركزاً للطاقة والتجارة الدولية , وهي الأدوار والمشاريع التي تحتاج إلى الهدوء ووقف الصراعات وإلى الإستقرار داخل الكيان وفي محيطه.

الأمر الذي تأخر حوالي خمسة وسبعون عاماً , بسبب مقاومة الشعب الفلسطيني للإحتلال الإسرائيلي , والذي تحطمت على سواعد أبطاله وكافة المقاومين العرب دول وأحزاب وفصائل مقاومة , بالإضافة للدول الداعمة والمؤيدة للحق الفلسطيني , وعلى رأسها جمهورية إيران الإسلامية , وسط فشل "النبوءة" الإسرائيلية بأن "كبارهم سيموتون , وصغارهم سينسون" .

وجاء اليوم مشروع التطبيع ليعيد الأمل لصفقة القرن بعد أن تم إيقافها بالرفض الفلسطيني المقاوم , وصمود وإنتصار سوريا , وبسالة حزب الله والمقاومة العراقية واليمنية وغيرها , بالإضافة إلى غضب الشارع العربي عموماً وعلى مساحة الوطن العربي , فما تعرضه صفقة القرن هو الإزدهار الإقتصادي والتجاري والمالي , مقابل صمت الحروب والأسلحة المرفوعة في وجه العدو والإحتلال الإسرائيلي إلى الأبد , وفسح المجال للعودة ثانيةً إلى المخططات الصهيو أمريكية والغربية , عبر تأمين الأجواء المناسبة للدور الأساسي لزراعة الكيان الغاصب على أرض فلسطين , وفي الأمة العربية , وقلب الشرق الأوسط.

فهل قدمت تركيا - العدالة والتنمية والرئيس أردوغان , نفسها كبديل لجيش الإحتلال الإسرائيلي , والقيام عنه بما يخدم التمدد والتواجد العسكري التركي حيث تخطط وتريد الولايات المتحدة الأمريكية , وهذا قد يفسر السياسات الخارجية التركية المتهورة وتكاليف وجود الجيش التركي خارج الحدود وحول العالم ؟.

المهندس: ميشيل كلاغاصي
10/12/2021

Tuesday, December 7, 2021

واشنطن تحوّل أولمبياد 2022إلى سلاح ضد بكين - م. ميشيل كلاغاصي


بشغفٍ ولهفة ينتظر العالم موعده الشتوي مع الباندا الصينية العملاقة , الشعار والرمز الوطني الصيني الحصري لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في نسختها الرابعة والعشرين التي تستضيفها الصين , تحت عناوين "الجليد والنقاء والقوة والصحة والبهجة , وذلك خلال الفترة من 4 إلى 20 شباط/فبراير 2022,  وبذلك تكون بكين أول مدينة في التاريخ تستضيف دورتي الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية.

تبدو الصين مستعدة تماماً لإستضافة هذه الأحداث الرياضية , من حيث الملاعب والمرافق والبنى التحتية , وعلى مستوى ضمان السلامة وتحديداً تجاه فيروس كوفيد – 19 ونسخه الجديدة , والذي قد يشكل تحدياً خاصة في الملاعب والصالات المغلقة , حيث اهتمت بتوفير40 منشأة طبية إضافية خاصة بالحدث , وبإجراءات الحجر للوافدين من الخارج والتلقيح وغير ذلك , بالإضافة إلى الألعاب النارية ومهرجان الفوانيس الصينية الشهير, نتيجة التزامن مع الإحتفال برأس السنة الجديدة في بكين.

وقد دعا الرئيس الصيني عدداً كبيراً من الرؤساء والساسة , وعلى رأسهم  دعا "صديقه" الرئيس بوتين , لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية , وسط تأكيد وسائل الإعلام الصينية على أن حضور الرئيس الروسي هو قرار مهم يرتبط مباشرة بالطبيعة الخاصة للعلاقات الصينية الروسية.

وسبق للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أن حضر عام 2008 أول دورة ألعابٍ أولمبية تستضيفها الصين , وحاول عشية وصوله إلى بكين استفزاز الصينيين والخروج عن سياق الحدث الرياضي , واستغلاله لصالح المواقف السياسية , وعبّر – يومها – عن قلقه حيال حقوق الإنسان في الصين , في إشارةٍ واضحة إلى الأوضاع في التيبت... واليوم يحاول الرئيس بايدن فعل الشيء نفسه , وإخراج الحدث الرياضي من سياقه الطبيعي , الذي يحمل عادةً الفرح والمتعة الممزوجين بالإنتصارات والإنجازات الرياضية وحصد الميداليات , في مشهدٍ جماهيري عالمي  يجمع كافة شعوب الأرض , تغيب في السياسة , وتُرفع فيه جميع أعلام الدول على وقع عزف أناشيدها الوطنية , ويحضرنا هنا قول الرئيس الراحل حافظ الأسد بقوله :"إرى في الرياضة حياة".

لكن الذهنية السياسية الأمريكية وغرفها المظلمة , لا تبحث من خلال الأحداث الرياضية عن السلام واللقاء والمنافسة الرياضية الجميلة , بل تسعى إلى تحويل الرياضة إلى سلاح , وتفكر في مقاطعة أولمبياد بكين 2022 , من بوابة عناوين سياسية وعلى رأسها "حقوق الإنسان" ذاتها التي تحدث عنها الرئيس ج.د. بوش سابقاً , بالإعتماد على الدول التابعة والطائعة لها , وسرعان ما تبنت مجموعات حقوق الإنسان الغربية في كندا والنرويج والمملكة المتحدة المهمة.   

تدرك الصين أبعاد العزف الأمريكي على وتر حقوق الإنسان في الصين , وسبق للمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان الإشارة إلى أن "الولايات المتحدة تتقصد استخدام حقوق الإنسان كذريعة لتشويه سمعة الصين" ... فقد سبق لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أن دعت المجتمع الدولي لمقاطعة الألعاب الأولمبية الصينية , وأصدر البرلمان الأوروبي قراراً يحث الدبلوماسيين على تجاهل الألعاب الأولمبية , وتم توقيع وثيقة مماثلة في بريطانيا بزعامة وزيرة الخارجية ليز تروس ورئيس الوزراء جونسون , كذلك تحدثت "رويترز" مؤخراً ، عن إقتراح مجموعةٍ من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري ، تعديلاً على مشروع قانون الميزانية من شأنه فرض مقاطعةٍ دبلوماسية على أولمبياد الصين 2022 .

وإذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أكد علناً أن بلاده "تدرس احتمال المقاطعة الدبلوماسية لأولمبياد بكين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الصين" والإبقاء على مشاركة الرياضيين الأمريكيين , إلاّ أن بعض السياسيين ذهبوا إلى أبعد من ذلك بكثير, وطالبوا بأن تكون المقاطعة كاملة , ووصفوا أولمبياد بكين بـ "أولمبياد الإبادة الجماعية".

وحتى موعد إفتتاح الأولمبياد الصيني , لا يمكن استبعاد رؤية المزيد من التصعيد الأمريكي وجوقة الدول التابعة , والوصول إلى أقصى الحملة الإعلامية والسياسية , والتي تصب نهاية الأمر في خانة تحقيق بعض المكاسب الأمريكية , بإعتبارها أهداف إعلامية سياسية إقتصادية , تسعى إليها واشنطن عبر تحويل الرياضة بشكل عام , والأولمبياد في بكين إلى سلاح .

المهندس: ميشيل كلاغاصي

6/12/2021 

"قمة الديمقراطية" – غموضٌ وشكوكٌ وتعزيزٌ للإمبراطورية المتوحشة - م. ميشيل كلاغاصي


أيام قليلة تفصلنا عن موعد إنعقاد أولى قمم الديمقراطية , والتي تنظمها الولايات المتحدة , وتضم من أطلقت عليهم "قادة الحكومات , والمجتمع المدني , والقطاع الخاص ، الذين تم إختيارهم من قبل الولايات المتحدة بنفسها , ونصبت الرئيس بايدن مستضيفاً وقائداً وحكماً في تصنيف الدول "الديمقراطية" المدعوة , و"اللا ديمقراطية" غير المدعوة , في نية واضحة لإنتهاز القمة فرصةً إعلامية لصفع خصومها وأعدائها غير المدعويين , ولحظةً فارقة لتقسيم العالم إلى فريقين متعاكسين متناقضين متقابلين كجيشين في ساحة المعركة ينتظرا شارة بدء الهجوم والمواجهة .

ولأجل عقد هذه القمة , قامت واشنطن بتوجيه الدعوات إلى  111 دولة , من خلال تصنيفهم في ثلاث فئات , حيث تضم الفئة الأولى 77 دولة أطلقت عليها اسم دول "حرة" أو دول ديمقراطية بالكامل ، وضمت الفئة الثانية    31 مدعواً آخر على أنهم "أحرار جزئياً" ، فيما جاءت 3 دول في فئة "غير الحرة".

وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية , فقد قام فريق بايدن بالتحضير لهذه القمة , وأجرى مناقشات وطرح الأفكار والمبادرات والمحفزات , وبأنه سيتم تشجيع القادة على الإعلان عن إجراءات والتزامات محددة لإصلاحات داخلية ومبادرات دولية تساهم في تحقيق أهداف القمة , وتشمل هذه التعهدات مبادرات محلية ودولية لمكافحة الإستبداد ومحاربة الفساد وتعزيز إحترام حقوق الإنسان.

ومن خلال الغموض المحيط  بأفكار وتعابيرالقمة ومفرداتها , يصعب التكهن بحقيقة نواياها وسلوكها لاحقاً .. فقد ناقش فريق بايدن إحدى المبادرات التي تدعو إلى إقامة تحالف دولي لتعزيز حرية الإنترنيت تحت مسمى "التحالف من أجل مستقبل الإنترنت" ، كما تم طرح قائمة بالإلتزامات التي يمكن أن تقدمها البلدان الأخرى ، مثل زيادة الأموال لبرامج محو الأمية الإعلامية , وسن الضوابط على تصديرعلى بعض التقنيات ذات الإستخدام المزدوج.

إن تركيز القمة على عناوين ومفردات ومصطلحات  كـ "الديمقراطية" و "حقوق الإنسان" و "مكافحة الفساد" , يبدو كمحاولة لتأمين غطاءٍ للحفاظ على أو إعادة تأكيد التفوق الغربي حول العالم بعد تراجعه الكبير, فيما يبقى تسمية القمة بـ قمة الديمقراطية" وحده يثير الشكوك , في وقتٍ تندفع فيه واشنطن نحو قيادة العالم عبر إعتلاء ظهر تلك التعابير والمفردات , وهي دولة الغطرسة , والهيمنة , والقوة والإحتلال والبطش , بعيداً عن حقوق الإنسان في الداخل الأمريكي وخارجه , وتقود برشاويها وإبتزازها وسلوك ساستها الفساد الدولي برمته.

كما أنه لا يوجد بلدٌ في العالم لم يتذوق "طعم" الديمقراطية الأمريكية , بدءاً من الهنود الحمر , وصولاً إلى ناغازاكي وهيروشيما , وأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا ...إلخ , تلطخت من خلالها الأيدي الأمريكية بدماء الأبرياء , وحطمت أسوار أوطانهم , وغيرت وجوه قادتهم وأسماء بلادهم وأعلامهم. 

بالتأكيد سيكون مؤتمر القمة من أجل الديمقراطية , دليلٌ إضافي على الإستبداد الأمريكي ، وتعزيزٌ لغطرسة وهيمنة "الإمبراطورية" الأمريكية , ولا بد له أن يقود إلى نتائج معاكسة لمخططاتها الخبيثة , وسيساهم بتسريع سقوطها وأفولها .

المهندس: ميشيل كلاغاصي

3/11/2021 

Sunday, December 5, 2021

بايدن وقمة "الديمقراطية – القاتلة".. هزيمةُ الكاهن والطقوس - م. ميشيل كلاغاصي

 

في عالمٍ أرهقه الفلاسفة والمفكّرون عبر عشرات الرؤى والنظريات، وأثبته أصحاب التجربة بأفعالٍ، اختصرت الحكاية منذ البداية، وتوّجت الحلم والنضال، والمبادئ الإنسانية، والقيم الاجتماعية، وطرق حكم المجتمعات والدول وأساليبه ووسائله، بتعبير واحد هو "الديمقراطية".

وكي لا يصيبنا الصداع في محاولةٍ لفلسفة الفلسفة بوجود التجربة، دعونا نقفز نحو النتائج مباشرةً، "فمن ثمارهم تعرفونهم"، ونرى كيف ابتكر وفهم وترجم المروجون والمدعون الجدد لهذا المفهوم والمصطلح بشكلٍ فعلي، وأين تم تطبيقه، ومن استحوذ عليه واحتكره وتشدق به، وحوّله إلى سلاحٍ واستراتيجيةٍ للسيطرة على العالم.

بالتأكيد، نحن نتحدث عن الولايات المتحدة الأميركية، وكل من حاول قبلها أو معها السير وفق تعاليم "الديمقراطية – القاتلة" ونصوصها وأقوالها وأفعالها وطقوسها، على أنها الديمقراطية الحقيقية التي ينشدها جميع ساكني الأرض، فالديمقراطية الأميركية، وبالأفعال، أثبتت أن سكان أمريكا الأصليين احتاجوا إلى جزّ رؤوسهم لينعموا بالديمقراطية بعد انقراضهم، وأن اليابان احتاجت إلى أن تُقصف بالقنبلة الذرية ويقتل شعبها وتُدمّر، وأفغانستان احتاجت إلى غزو أميركي لأكثر من 20 عاماً لتنعم بديمقراطية "طالبان"، ومثلها العراق، احتاج إلى غزو واجتياح واحتلال أميركي ليعيش اليوم بلداً طائفياً مقسماً، وسوريا احتاجت إلى غزو أميركي – إرهابي، لتفقد أمنها، وتُنتهك سيادتها، وتُحتل أرضها، وتُسرق ثرواتها، ويُقتل شعبها ويحاصر ويجوع، من أجل الديمقراطية الأميركية، بمساعدةٍ من خلطةٍ سامة ركّبتها ودعمتها بنفسها ودعتها "قوات سوريا الديمقراطية"، لأجل تقسيم سوريا، وربما فدرلتها أو تشظيها، ولسرقة نفطها وقمحها، والأهم من أجل تكريد شرقها وتغيير ديموغرافيتها والتنكيل بأهلها، من أجل دفعها نحو الديمقراطية الأميركية، بتأكيد إلهام أحمد، القيادية في "مسد"، التي رأت "ضرورة زحف الديمقراطية" من مناطق احتلالهم وأريافها نحو "حصار دمشق وإجبارها على قبول الديمقراطية".

وكي لا يتوقَّف أحدكم عند كلمة طقوس، فقد ولدت الديمقراطية الأميركية ونمت وترعرعت ونضجت وتذوق "طعمها" الكثيرون، وأصبحت مطلباً وغايةً تبنتها واشنطن وبعض العواصم الملحقة، وانتهى بهم المطاف بأن أقاموا لها المعابد ومارسوا فيها الطقوس، واختاروا لها كاهناً تعددت أسماؤه. وفي أحدث نسخة، جاء جو بايدن، الذي أرادها ضجيجاً وحدثاً ولقاء غير مسبوق، دعا إليه من يشبهونه والطائعين له، للمشاركة في "عرسها" وحدثها الدولي الكبير: "قمة الديمقراطية". 

في يومي 9 و10 كانون الأول/ديسمبر، سيستضيف الرئيس الأميركي اجتماعاً افتراضياً لعقد "قمة الديمقراطية"، بمشاركة العديد من الدول، على اختلاف أنظمتها السياسية وتنوعها ومدى علاقتها بالديمقراطية.

إنّ فكرة القمّة و"تحالف الديمقراطيات" ليست وليدة اللحظة، وهي تدور منذ العام 2017 في رأس بايدن وصديقه أندرس فوغ راسموسن (قائد الناتو السابق، وقائد العدوان على ليبيا، ورئيس وزراء الدنمارك السابق)، اللذين مهّدا لها عبر قمة كوبنهاغن للديمقراطية في العام 2018، وكذلك في أيار/مايو من العام الحالي أيضاً.

ومن خلال صدور لائحة الدول التي تمت دعوتها إلى قمة بايدن، لوحظ أنها لا تشمل الصين وروسيا وتركيا وإيران وكوريا الديمقراطية وفنزويلا والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس والمجر وبيلاروسيا، في حين تمت دعوة العراق، وتجاهل الأميركيون دعوة كل الدول العربية، إضافة إلى دعوة "الكيان الإسرائيلي الغاصب"، و16 دولة أفريقية فقط من أصل 54 دولة. كذلك تمت دعوة حكومة تايوان وسط غضبٍ صيني، وغموض حيال دعوة الصين من عدمها.

أيّ وجوهٍ "ديمقراطيةٍ" تمت دعوتها، من حكومات صربيا (جيش تحرير كوسوفو)، وحكومة الدمى الأميركية في دونباس، وحكومة بولندا اليمينية المتطرفة التي هاجمت اللاجئين العابرين لحدودها بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، و"حكومة" القتلة والاحتلال والفصل العنصري في الكيان الإسرائيلي الغاصب، وحكومة اليميني الخانع بولسونارو في البرازيل!

يا لها من قمةٍ مزيفة! تحاول واشنطن من خلالها تحقيق كسبٍ إعلامي على حساب سمعة خصومها في الدول غير المدعوة، وحماية النظام الرأسمالي المتوحش وصناعييه ومصرفييه وعسكرييه، الذين أحكموا قبضتهم على الداخل الأميركي، وانتهوا خارج الحدود بهزائم عسكرية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية – تجارية، انعكست على الداخل الأميركي، وكادت تودي به نحو الحرب الأهلية والعنصرية والطبقية، وإعادة تلميع وجهه الذي تلطّخ بالفضائح، وبالعداوات والحروب غير المبررة، والمخاطر والتهديدات التي تنتظر البلاد، جراء السياسات الخارجية المدمرة والمجازر التي ارتكبتها تحت عنوان الديمقراطية والمصالح الأميركية وضبط إيقاع العالم والسيطرة عليه.

لا بد من أنَّ العالم سيشهد قمة تستحقّ لقب "القمة – الفضيحة"، و"قمة – الدول العصابات"، الباحثة عن تقسيم العالم ما بين معسكرين متناقضين "ديمقراطي ولا ديمقراطي"، بهدف حماية "الكاهن ومعابده وطقوسه"، في وقتٍ لن يكون بمقدورها إخفاء حقيقتها أمام دول العالم وشعوبه، وخصوصاً الشعب الأميركي.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

5/12/2021