Saturday, December 11, 2021

واشنطن ما بين القوات التركية والإسرائيلية و"صفقة القرن" - م. ميشيل كلاغاصي

 

على الرغم من البداية غيرالمشجعة لعلاقات الإدارة التركية الحالية والرئيس أردوغان مع الرئيس بايدن , وعلى الرغم من استمرار العقوبات الأمريكية المفروضة على تركيا , والخلافات حول عشرات القضايا , كصفقة الـ S-400 , وبمجمل العلاقات والتقارب التركي النسبي مع روسيا , والخلاف حول الدعم الأمريكي للأكراد في سوريا , والتي اعتبرتها أنقرة تهديداً وزعزعةً للإستقرار في جنوب شرق تركيا , وكذلك العلاقات التركية – الإيرانية , والرفض التركي لإستمرار العقوبات الأمريكية على طهران من بوابة الملف النووي الإيراني , وأحداث الإنقلاب عام 2016 والدعم الأمريكي لـ فتح الله غولن , و عثمان كافالا ,.... إلاّ أنها تبقى خلافات محدودة ولا تؤثر على جوهر العلاقات الأمريكية – التركية الإستراتيجية الأطلسية العميقة , والسعادة الأردوغانية بالضمانة التي قدمها بايدن في مؤتمر ميونخ 2021 بأن: "اميركا عائدة والتحالف عبر الأطلسي سيعود" وبأن :"أي هجوم على دولةٍ عضو في حلف شمال الأطلسي هو هجوم على كافة دول الحلف" ...

ما سر العلاقة بينهما , أين تكمن المكاسب الأمريكية من المواقف التركية عموماً , وسياسة حكومة العدالة والتنمية – الأردوغانية ... التي اختارت طريقاً صعباً مملوء بالمغامرات والمراهنة على قدرة الجيش التركي للتحرك خارج الحدود , بالتوازي مع ربط أماكن وصول وإنتشار الجيش التركي حيث تتواجد أوتغادر القوات الأمريكية , وحيث يكون لها مصالح كبرى , فهل يعمل الجيش التركي كجيش رديف أو وكيل للجيش الأمريكي ؟ في أوروبا واّسيا واّسيا الوسطى وأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط والأسود وغيرها ؟ في الوقت الذي كانت حكومة الكيان الغاصب تقوم بهذه الأدوار بشكل مباشر عبر جيشها أو غير مباشر عبر إستخباراتها أو عملائها وأدواتها .

هل قررت واشنطن إبعاد الكيان الغاصب عن الحروب والصراعات , لكسب المزيد من رأس المال اليهودي , وأرادت لها أن تتفرغ لتكون كما رُسم لها منذ المؤتمر الصهيوني الأول في بازل السويسرية عام 1897, دولة المصرف الحر الأول في العالم , في وطنٍ اّمن بين إقطاعيات الشرق الأوسط , وأضافت لها لاحقاً , دوراً جديداً يواكب العصر والمرحلة , لتكون مركزاً للطاقة والتجارة الدولية , وهي الأدوار والمشاريع التي تحتاج إلى الهدوء ووقف الصراعات وإلى الإستقرار داخل الكيان وفي محيطه.

الأمر الذي تأخر حوالي خمسة وسبعون عاماً , بسبب مقاومة الشعب الفلسطيني للإحتلال الإسرائيلي , والذي تحطمت على سواعد أبطاله وكافة المقاومين العرب دول وأحزاب وفصائل مقاومة , بالإضافة للدول الداعمة والمؤيدة للحق الفلسطيني , وعلى رأسها جمهورية إيران الإسلامية , وسط فشل "النبوءة" الإسرائيلية بأن "كبارهم سيموتون , وصغارهم سينسون" .

وجاء اليوم مشروع التطبيع ليعيد الأمل لصفقة القرن بعد أن تم إيقافها بالرفض الفلسطيني المقاوم , وصمود وإنتصار سوريا , وبسالة حزب الله والمقاومة العراقية واليمنية وغيرها , بالإضافة إلى غضب الشارع العربي عموماً وعلى مساحة الوطن العربي , فما تعرضه صفقة القرن هو الإزدهار الإقتصادي والتجاري والمالي , مقابل صمت الحروب والأسلحة المرفوعة في وجه العدو والإحتلال الإسرائيلي إلى الأبد , وفسح المجال للعودة ثانيةً إلى المخططات الصهيو أمريكية والغربية , عبر تأمين الأجواء المناسبة للدور الأساسي لزراعة الكيان الغاصب على أرض فلسطين , وفي الأمة العربية , وقلب الشرق الأوسط.

فهل قدمت تركيا - العدالة والتنمية والرئيس أردوغان , نفسها كبديل لجيش الإحتلال الإسرائيلي , والقيام عنه بما يخدم التمدد والتواجد العسكري التركي حيث تخطط وتريد الولايات المتحدة الأمريكية , وهذا قد يفسر السياسات الخارجية التركية المتهورة وتكاليف وجود الجيش التركي خارج الحدود وحول العالم ؟.

المهندس: ميشيل كلاغاصي
10/12/2021

No comments:

Post a Comment