Saturday, December 18, 2021

سقوطٌ ذريع للرواية الأمريكية بمحاربة "داعش" في سورية - م. ميشيل كلاغاصي


يبدو أن علاقة التكافل والتكامل والتماهي الإجرامي – الإرهابي , ما بين القوات الأمريكية وما تسمى بـ "المعارضة المعتدلة" والقوات المدعومة من الولايات المتحدة "قسد" , تمر بأوقات عصيبة في شرق سورية.

ففي وقت مبكر من يوم 14 ديسمبر/ كانون الأول , تعرضت مجدداً مواقع وقواعد قوات الإحتلال الأمريكي في منطقة حقول النفط السورية , لهجومٍ صاروخي , أكدته بعض التقارير والمصادر الإعلامية , حيث سقطت عدة قذائف داخل قاعدةٍ للجيش الأمريكي , ومع ذلك لم تتوفر الإحصاءات حيال الأضرار المادية أو وقوع الإصابات .. هجومٌ لا يمكن إعتباره الأول على القوات الأمريكية بالقرب من حقل العمر النفطي , إلا أنه لا يمكن تأكيد أنه الأخير , فقد تعرضت قوات الإحتلال الأمريكي المتمركزة على طول ضفة نهر الفرات مراراً لمثل هذه الهجمات.

وفي 4 ديسمبر/ كانون الأول , أصابت /3/ صواريخ على الأقل موقعاً أمريكياً محصناً بالقرب من منشأة غاز كونيكو, ما دفع القوات الأمريكية إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية ، بما في ذلك تسيير دوريات طائرات الهليكوبتر في المنطقة ، لكن ذلك لم يكن كافياً ولم تستطيع قيادة القوات الأمريكية من تأمين الحماية الضرورية لقواعدها وجنودها , من ضربات أعدائها وربما أصدقائها في "داعش".

لقد بات الحديث عن إنتصارها على "داعش" أيام الرئيس دونالد ترامب , والحديث اليوم عن إعادة إطلاقه , سبباً رئيسياً لنسف التصريحات الأمريكية الرسمية المتكررة حول مكافحة الإرهاب مدعاة تهكم وسخرية وسائل الإعلام الأمريكية وغيرها , وبدأ يتجه نحو إسقاط الحملة التي قادتها واشنطن ضد "داعش" منذ سنوات , وبنت عليها مواقفها السياسية وتحركاتها العسكرية وتحالفاتها وعلاقاتها العضوية مع عملائها على الأرض .

وفي تقريرها الصادر في 12 ديسمبر/ كانون الأول ، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن "وحدةً قتالية أمريكية سرية للغاية تدعى "تالون أنفيل" أطلقت عشرات الآلاف من القنابل والصواريخ وتسببت بمقتل الكثير من المدنيين في سورية على مدى عدة أعوام" , في حين كان الترويج والزيف الأمريكي يوجه الأنظار حول مهمة هذه الوحدة السرية تختص بتوجيه هجماتها على "داعش" في سوريا.

وفي الوقت الذي تناقلت ماكيناتها الإعلامية أخبار تنفيذ تلك الوحدة أعمالها القتالية منذ عام 2014 ولغاية 2019 ضد "داعش" , لم يسعى أحدٌ للبحث وتقصي مدى مصداقية تلك الأخبار , وحجم أعمالها وحقيقة استهدافها

لم يعد خافياً على أحد , أن القوات الأمريكية  لم تسعى يوماً لمحاربة "داعش" وباقي الجماعات والتنظيمات الإرهابية , بل كانت تستهدف وتحارب بشكل رئيسي الدولة السورية وحكومتها ورأس هرمها السياسي , والنفوذ الإيراني والروسي في سورية , وفي ظل هذه الإستراتيجية الخبيثة ، كان التظاهر بمحاربة "داعش" هدفاً أمريكياً يتصدر لوائح أولوياتها.

المهندس : ميشيل كلاغاصي

15/12/2021 

No comments:

Post a Comment