Saturday, December 18, 2021

"المعلمي" وفضيحة التصعيد السعودي ضد سورية - م. ميشيل كلاغاصي


 

في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس 16/12/2021 , والتي عقدت لمناقشة مشروع القرار حول "حقوق الإنسان في سورية" , قدم عبد الله بن يحيى المعلمي مندوب النظام السعودي بيانه بطريقة مفاجئة وغير متوقعة , عكس فيها - من جانبه – لوم بلاده للدولة السورية , عبر سلسلة من الادعاءات المزيفة الموجهة ضد الرئيس الأسد ومحور المقاومة , بما لا يتوافق مع الحقيقة , ويتفق مع التصعيد السعودي نهاراً وقرع أبواب دمشق ليلاً , وبما يؤكد ضعف اللاعب السعودي في الإقليم , وأنه غير قادر على مواجهة الملفات الإقليمية سياسياً ودبلوماسياً وحتى ميدانياً ....

وهذا الخطاب المملوء بالحقد والكراهية وتزييف الحقائق , بات موضع سخرية العالم وحتى المجاميع الإرهابية التي تبنتها بلاده في سورية ومن دعتهم بمعارضة منصة الرياض البائدة , فالإرهاب الذي تعرضت له سورية , بات معروفاً لجهة تصنيعه وتدريبه وتسليحه وتمويله من قبل أطراف دولية عدة , ويتصدر النظام السعودي لائحة المتورطين والمشاركين بإراقة الدماء السورية وقطع الرؤوس وأكل الأكباد ...

ويتساءل السوريون , هل يحق للسعودية المشاركة في جلسة للنظر في حقوق الإنسان الغائبة في السعودية أصلاً , وسط حملات القمع الداخلي وامتلاء السجون السعودية بالأبرياء والصحفيين , وإعدام الشبان اليافعين والصحفيات , ناهيك عن جريمة قتل وتقطيع الخاشجقي ...

مالذي حاول المندوب إعادة تسويقه في الجلسة ونقله للإعلام ... هل جاء كلامه ليهدد السوريين أم ليبشرهم بأن :"الحرب على سورية لم تنه بعد" , ولينتقد عملية إعادة الإعمار , التي أرادها إعادةً "لإعمار القلوب" , يالها من ضحالة فكرية – سياسة وأفق ضيق , وتساءل عن النصر الذي حققه السوريون , في وقتٍ لا يمكن للمنبطحين والمتخاذلين فيه أن يدركوا قيمة الإنتصار الذي حققه الأسود.

من جهةٍ أخرى , مالذي يرمي إليه النظام السعودي في ظل التقارب العربي – العربي , وانطلاق عمليات المصالحة بين الدول العربية , وقبول جميع الدول العربية بعودة سورية إلى الجامعة العربية ما عدا نظامه والنظام القطري , هل هو الغضب والتمرد على الدور الجزائري والتقدم الإماراتي , هل يسعى النظام السعودي للمصالحة مع قطر لأجل وقف الصعود الإماراتي , ونشهد عودةً ثانية لما رأيناه في بداية "الربيع العربي" المشؤوم , من تحالفٍ بين المحورين الإخواني والوهابي ؟ أي ضياعٍ تعيشه المملكة !.

ومالذي يدفع المملكة للتصعيد المفاجئ ضد سورية , وإلى التصعيد المستمر في لبنان , ولإستمرار الحرب السعودية على اليمن , في ظل غياب رؤية سعوديةٍ واضحة لبناء علاقات طيبة مع إيران التي لا تنفك تمد يدها للرياض , حرصاً على مصلحة كافة دول وشعوب المنطقة , والذي يصب في مصلحة القضية الفلسطينية ..!

هل قرأ النظام السعودي التصعيد الأمريكي تجاه سورية بشكل ٍ خاطئ , فهرع نحو المزايدة على المواقف الأمريكية, ألا يدري أن واشنطن لا تفكر حالياً سوى بإرضاء السوريين وبالإنسحاب الاّمن من سورية والعراق.

 لماذا يطلب النظام السعودي ثمن هزيمته في سورية واليمن ولبنان والعراق ,عبر العزف على الوتر الإسرائيلي والإستقواء به , لنزع سلاح حزب الله , والسلاح الفلسطيني المقاوم , وسلاح الحشد الشعبي في العراق , من بوابة التصعيد مع سورية ومنع استقرارها.. في وقتٍ بات الجميع يراقب العلاقات السعودية – الإسرائيلية , وخدماتها "الجليلة" في دفع الدول العربية نحو التطبيع المذل , كما فعل في قيادة وتسويق صفقة القرن – صفقة العار .

هل يعكس توتر أعصاب المندوب السعودي وفلتان لسانه , شعور المرارة التي يعانيها نظامه , جراء هزائمهم في اليمن بالتوازي مع إقتراب سقوط مأرب , أم نتيجة هزائم أزلام البخاري في لبنان , أم تقدم إيران في مفاوضاتها وملفها النووي مع الولايات المتحدة والدول الغربية , وارتفاع إحتمالية التوصل إلى إتفاق جديد , بالتوازي مع الإنسحاب المرتقب للقوات الأمريكية من العراق مع نهاية العام الحالي , ناهيك عن الخطوات الهامة التي قطعتها سورية في كسر الحصار والخروج من العزلة التي ساهمت السعودية بفرضها عليها , وإقترابها من حسم ما تبقى من معارك الحرب الكونية عليها , عبر استعادة الأمن والأمان , وإعادة الإعمار , وإطلاق دبلوماسية العفو والمصالحات , وعودة الكثيرين إلى حضن الدولة السورية.

هل هناك علاقة بين تصعيد المندوب السعودي وحظوظ محمد بن سلمان لإعتلاء العرش السعودي , عبر تقديم أوراق إعتمادٍ يعتقدها بسذاجة مطلباً أمريكياً أساسه التصعيد في سورية ؟.

هل يعكس ما تفوه به المندوب السعودي , رأي أسياده في الرياض ؟ وهل تتحمل السعودية طلباً سورياً رسمياً وشعبياً بإستقالة هذا المندوب على غرار "الدبلوماسية" السعودية طالبت بإستقالة الوزير جورج قرداحي في لبنان , أم سيتم تحمله المسؤولية الفردية , وسيدخل التاريخ في طريقة محاسبته على طريقة النظام السعودي الخاصة.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

18/12/2021

No comments:

Post a Comment