Saturday, December 18, 2021

من "بريطانيا العظمى" إلى أداة بيد أعتى متطرفي الصهاينة - م. ميشيل كلاغاصي


دائماً هي الجزيرة البريطانية التي تحوَّلت بالمال الصهيوني إلى" بريطانيا العُظمى" وحَكَمَت وتحكم العالم بوجهيها الظاهر والمُستتر، وتراجعت إلى ما وراء الستار بعد اكتشاف وبلورة قوّة القارة الأميركية وسيطرة الحركة الصهيونية عليها ، لكنها حافظت على دورها الخفّي بحياكة كافة المؤامرات حول العالم , وبدفع مراكب المصالح الصهيونية في مواجهة إيران والصين وروسيا , وفي الشرق الأوسط ، نحو احتلال الكثير من البلاد العربية , ولم تتوقف يوماً عن دعم مخططات التطرف والإحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتشريد شعبها وتجاهل حقوقهم وحياتهم ومصيرهم .

وقد قامت الحكومة البريطانية مؤخراً بإقرار حظرٍ رسمي وكامل على حركة حماس , بإعتبارها "جماعة إرهابية إسلامية"، وسبق لها أن حظرت كتائب القسام "الجناح العسكري لحركة حماس" منذ العام 2001 , وبذلك تكون الحكومة البريطانية قد نزعت الشرعية عن كامل أجنحة حماس كحركة مقاومة , وأصبحت بنظرها حركة إرهابية , الأمر الذي يطرح السؤال عن سبب وتوقيت هذه الخطوة , التي عارضتها بشدة كافة الفصائل الفلسطينية , وتدلل بشكل واضح على التمييز البريطاني السابق بين مختلف أجنحة الحركة , وعملت اليوم على توحيده.

وقد كشف موقع The Cradle عن رسائل البريد الإلكتروني التي وصلته ( أكثر من 50000 رسالة ) تبين حجم الضغوط التي شنتها مجموعتان إسرائيليتان تتمتعان بنفوذٍ كبير في بريطانيا وأمريكا وغير مكان , هما  مجموعة "المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل" , و"الإتحاد الصهيوني" ، وجميع هذه الرسائل تظهر الرضى والإشادة والنشوة , لقرار الحكومة البريطانية الجديد حول الإستجابة وإقرار الحظر السياسي المكمل للحظر العسكري لجناحي حركة حماس.

وبحسب الموقع , فالرسائل تضمنت وصفاً لإيديولوجية حركة حماس ومعاداتها للصهيونية على أنها "أيديولوجية كراهية" ، كما تم إرسال اّلاف رسائل الشكر للبرلمانيين البريطانيين الذين ساهموا بصدور هذا القرار , وانضموا علناً إلى دعوات حظر حماس بجناحيها" ، الأمر الذي يؤكد مدى وعمق تغلغل الحركة الصهيونية داخل المجتمع البريطاني , ومراكز صنع القرار.

من خلال ذلك يبدو ما يحصل وراء الكواليس البريطانية واضحاً , والذي أفضى إلى منع الكثير من الفعاليات السنوية التي تقام في الجامعات البريطانية , للفت إنتباه المجتمع البريطاني إلى المحنة والمظلومية والحقوق والقضية الفلسطينية برمتها.

ومن المثير للدهشة مدى تطرف كاتبيها , وتركيزهم على عباراتٍ دينية , واستخدامها للتعبير عن الكراهية والحقد الشديدين للعرب والفلسطينيين وكافة مؤيدي الحقوق الفلسطينية , واحتوائها على الكثير من الإشارات بأن الخطوة البريطانية لا تعدو أكثر من خطوة صغيرة , أظهرت من خلالها دعمها لـ "إسرائيل" في الوقوف ضد "قوى الشر المصممة على تدميرها" , وبأنه يتوجب عليها القيام بالمزيد , لضمان بقائها "وفيةً لإسرائيل والشعب اليهودي " – بحسب موقع  The Cradle -.

من الواضح أن "إسرائيل" تسيطر على السياسة الخارجية البريطانية من خلال شبكات وجمعيات نشطة وخطيرة وشديدة التطرف , تتمتع بالنفوذ والسلطة وقدرة التأثيرعلى القرار السياسي لبريطانيا "العظمى" , وقد حولتها إلى العوبة وأداة بيد أعتى متطرفي الصهاينة , وتدفعها دائماً للإنحياز نحو تأييد ودعم الظلم والإحتلال والتطرف الإسرائيلي , في وقتٍ لا تزال غالبية عروش وحكومات العالم العربي تقيم معها أفضل العلاقات السياسية والإقتصادية , ويضخون أموالهم كالشلال في مصارف لندن , وفي شركاتها التجارية والصناعية المختلفة , وحتى في أنديتها وملاعبها الرياضية , ومع ذلك تراهم يتحدثون يومياً عن دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

16/12/2021 

No comments:

Post a Comment