Saturday, October 6, 2018

الجيش العربي السوري .. يستحق أن يُطوّب قديسا ً - م. ميشيل كلاغاصي

( هي شامنا التي زلزل الطغاة الأرض تحتها ولم تنزلق , وتداعت عليها وحوش البراري فلم تنل من شاهقاتها , أرادوا تقسيمها فعلمتهم كيف يتحدوا.. جادت ومن رحمها أنجبت من وُلدوا للأمل والفرح والعيد ومن جاؤوا  للوجود والكرامة والحرية , ولأجل إبتسامتها هبّوا .. وفي زمن النعاج وعشرون يهوذا ومن خانوا .. كانوا محمدا ً وعليا ً وعيسى ودعاءا ً لله وما هانوا , وحطّموا ساريات الحقد والتكفير والأطماع , ورفعوا الشام َ رايات ِ نصرٍ وغارٍ , وبيارقَ وخوذات ٍ مباركة وصهيل خيل ٍ, و كانوا أسود الزمان و المكان ..حماة الديار عليكم سلام )

تطالعنا وسائل الميديا يوميا ً بعشرات استطلاعات الرأي ونتائج الدراسات والأبحاث العسكرية , بتصانيف مختلفة لجيوش العالم والتي تعتمد على عدد وعديد الجنود وعدد الطائرات والدبابات وغير ذلك .
بالتأكيد هي تصنيفات استعراضية وتصبُّ في إطار الحرب النفسية.. إذ يعرف العالم أن العدد والعتاد وحده لا يشكل معيارا ً حقيقيا ً للتفوق والنصر .. فما أكثر الحروب والملاحم التي انتصر فيها قلة ٌعلى كثرة.
إن الإيمان بالله تعالى وبعدالة القضية , وقدسية الشعوب والأوطان , تجعل الجيوش تنتصر..وأن الهزيمة و الإنتصار مفهومان ينبعان من داخل الصدور والقلوب.
فالإنسان المهزوم يكون مهزوما ً من داخله .. ومثله المنتصر هو منتصر ٌ من داخله.. فالإيمان والثقة بالله عزّ و جل ّ, وبالنفس و بالقدرة الذاتية للإنسان تصنع منه بطلا ً لا يعرف الهزيمة مطلقا ً.
و لن ننسى يوما ً كلام الرئيس بشار الأسد حين قال:" سأقاتل حتى النصر", إذ تعّهد ووعد كأسد ٍ عربي ٍ سوري مقاوم بالقتال ذودا ًعن حياضها و بالنصر الأكيد.
كذلك لنا في الماضي القريب مَثل ٌ آخر , ففي حرب تموز 2006 تجلّت كل المعاني السابقة في نصر ٍ عظيم لرجال الله في المقاومة الإسلامية اللبنانية , على الرغم من الفارق الكبير بين عدد وعدة وعتاد جيش الإحتلال الإسرائيلي .
كذلك انتصار المقاومة الفلسطينية عام 2008- 2009 وما تلاها من انتصارات.. في حين نرى السعودية والتي تتبوأ أعلى التصانيف العسكرية عدة ً وعتادا ً , ُتٌهزم اليوم ويُمرّغ أنفها في الوحل والمستنقع اليمني على يد أبطال المقاومة الأبطال .. وهذا ما يؤكد قناعتنا في ترجمة تلك التصانيف العسكرية العالمية .
أما في الحديث عن الجيش العربي السوري و الذي يقاتل على كامل مساحة الوطن, وفي أكثر من 400 نقطة اشتباك وبمواجهة أكثر من 2000 مجموعة إرهابية, وسط تنوع جغرافي كبير, فمن الجبال إلى السهول والوديان وداخل القرى والمدن والشوارع والأزقة والأنفاق.. إنه يقاتل أكثر من ثمانون دولة وعدد ٍ غير معروف وغير نهائي من إرهابيي العالم المتوحش.
أما السوريين فينظرون إلى جيشهم بإحترام ٍ شديد و بفخر ٍ و بإعتزاز وأمل , ويقدّرون ثباته و يؤمنون بانتصاره .. هو جيش ٌ يصفه الغرب ب "الجيش الساحق" و"القوي" , ويعترفون سرّا ًوعلانية بقوته وصلابته , ويعبرون عن دهشتهم بسرِ تماسكه و قدرته.
هم لا يعرفون أنه جيشٌ عقائدي يعشق الحياة والكرامة , ويؤمن بالشهادة طريقا ً للحياة والعزة و لإنتصار .. جيش ٌ مؤمنٌ بالله تعالى وبقدسية تراب الوطن ونذر نفسه للدفاع عنه , فكان سخيا ً وكريما ً بعطائه وبدمائه الطاهرة.
جيشٌ تمثّل أنبل وأعلى مراتب الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة, وجسّد أعلى درجات المحبة والوفاء وما جاء في صحائف الحق إذ يقول: " ما من حب ٍ أعظم من أن يقدّم الإنسان حياته من أجل محبيه ".. جيش ٌ لُقّب بالإسطوري بحقيقته وبواقعيته وصدقه.
لقد حقق الإنتصارات وراكمها واستحق اللقب , على الرغم من بعض الكبوات .. إذ تبقى الحرب كرٌّ وفرّ و معارك وجولات.. ونستغرب ممن لا يرى انتصاراته على مدى سبع سنوات ٍ تقريبا ً.!!
لنا كامل الثقة بقدرته وثباته وقوته وبانتصاره القريب .. نقف معكم وخلفكم سيادة الرئيس القائد العام للجيش و القوات المسلحة , ونثق بكم بلا حدود , وبكافة ضباطنا وصف ضباطنا وعسكريينا .
ونشكر الله الذي خصّ أرضنا المقدسة بكم من فلسطين إلى لبنان وسورية والعراق واليمن.. إلى كل بقاع الأرض, وفاض عليها بمحبته ورضاه وجعل عطر قداسته يُظلل رجاله على الأرض أسود الجيش العربي السوري.. الذين سقوا بذور السلام والمحبة والقيم الإنسانية بدمائهم الطاهرة .. لتمدّنا بالعزيمة كي نحمل النور والمحبة إلى العالم أجمع.
هبّوا أيها السوريون وشمّروا عن سواعدكم في مسيرة القداسة إلى جانب جيشكم.. لتكونوا قدّيسي الأرض المباركة .. فليس القديس من صنع العجائب فقط .. إنما هو كل من يعمل مشيئة الله ويعيش في ظل عنايته و رضاه.
ندعو إلى القداسة بمفهومها الإنساني والوطني من منطلق الإيمان بالوطن والعطاء والمحبة .. ولنكن أول الشعوب التي تقدّرُ و ُتقدّس على حد ٍ سواء الشهداء والأحياء من أبطالها , وليكن تطويبا ً حقيقيا ً .
أفلا يستحق الجيش العربي السوري أن يُطوّب قديسا ً ..؟؟

المهندس: ميشيل كلاغاصي

No comments:

Post a Comment