Thursday, October 4, 2018

عندما يتكلم الورد... سفراء الحب // م. ميشيل كلاغاصي

حاول الإنسان منذ القديم أن يتخذ من الورود والزهور ونباتات الزينة لغةً تعبيرية خاصة تؤدي وساطتها عندما يغيب الكلام ويعجز التعبير وتسكت الأقلام فالورود والزهور تبقى نضرة لتحمل الى الآخرين مشاعر يخجل اللسان أحياناً عن البوح بها والإفصاح عنها .
وأرتبط كل نوع من الزهور والورود ونباتات الزينة بمعنى خاص ورمزية خاصة على مدى التاريخ وكانت النساء  يعرفن معانيها و دلالاتها الرمزية
فتمر الحنة كان يرمز الى الفرح والحب والوصال, أما الريحان فقد كان منذ القديم رمزاً الى الضعف والبغضاء و إهمال الآخرين. ذلك أن الريحان زهر ضعيف البنية بسبب اهمال الآخرين له مما يولد في نفسه الحقد والبغض تجاه  من أهمله, أما الياسمين بنوعيه البري والأبيض فيرمز الى الرغبة في لقاء المحبوب و الرغبة في منح الذات بكليتها 
للاّخرين

.وأما البنفسج فله رمزية خاصة , فهو يرمز الى الحب المكتوم والمكبوت , هذا الحب الذي لم ير النور
وما من شك في أن الورد هو سلطان الزهر, فهو بدون منازع رسول المحبين الأول ولا يرضون عنه بديلاً
لقد عرف عن واقعنا قبل مئتي عام أن العقلية الشرقية كانت ترى في المرأة كائناً ضعيفاً مجلباً للعار والهم , فكانت البيوت مقسمة الى حرملك و سلاملك بشكل يمنع اختلاط الرجال بالنساء خوفاً من اشتعال الحب في قلب الفتيات الأمر الذي كان العقلية الشرقية ترفضه قبل الزواج فالحب من حق من يتزوج الفتاة فقط.
لقد فرضت هذه العقلية شروطاً صارمة و قاسية على النساء داخل المنزل و خارجه وبذلك كانت غرف المنزل و حديقته و نباتاته و مطبخه تشكل عالمهن الخاص .لهذا كانت الورود و الزهور و نباتات الزينة تحظى بعناية خاصة من الفتيات هذا ما جعل النساء يجتهدن للتعبير عن مشاعر الحب في صدورهن باستخدام رمزية الزهور والنباتات بعيداً عن رقابة العقلية في ذلك الزمان بكل ما فيها من صرامة وقسوة .
أما اليوم وبعد تراجع تلك العقلية وخروج المرأة الى ميادين الحياة والدراسة و أصبحت مخالطة النساء للرجال أمراً طبيعياً , وما عاد الحب أمراً معيباً و مرفوضاً يجب اخفاؤه أنما أصبحت مكشوفاً وأصبح للحب يوم يحتفل فيه المحبون. وأمتلئ قاموس المحبين بالأشعار والنزهات و ساعات الكلام في الأفكار والمشاعر وطغت لغة العيون و حتى الرموش.
ما أروع و أرقى لغة الورود والزهور عساها تقليداً يعود ليفوح عطر الحب ويملأ ليس فقط قلوب المحبين بل هواء و فضاء الآخرين أيضاً
 .

No comments:

Post a Comment