Thursday, June 10, 2021

ذرائع بلينكن لتغطية ودعم الإعتداءات الإسرائيلية .. ووعدنا "الجولان – أقرب" - م. ميشيل كلاغاصي

على هامش الإنتصار العسكري الذي سطرته المقاومة الفلسطينية في غزة وعموم الأراضي الفلسطينية , استطاعت تهشيم الرواية الإسرائيلية , وتصدير الصورة الحقيقة لوحشية وإجرام الكيان الإسرائيلي ,إلى كافة أنحاء العالم , وبدا هذا جلياً في التظاهرات المؤيدة للحق الفلسطيني والتي شهدها العالم بطوله وعرضه , وخسر المعسكر الصهيوني والمتصهين الشيء الكثير من البروباغاندا الإعلامية التي عمل عليها لعقود طويلة , ورصد لها أموالاً طائلة , مقابل غسل عقول الدول والشعوب وتحويلهم إلى مؤيدين للإغتصاب الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية بما فيها الجولان السوري المحتل , ومبررين لـ "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" – بحسب الرئيس بايدن قبل أسابيع - , دون التدقيق في الرواية الملفقة , وبالممارسات العدوانية الوحشية التي تقوم بها اّلة العدوان الإسرائيلي العسكرية .

هذا التحول شكل بطبيعة الحال , جداراً بدأت تعلو أسواره , لتقف عائقاً أمام تقدم المشروع الإسرائيلي العدواني التوسعي , فقدت معه الإدارة الأمريكية والأوروبية الداعمة للكيان الإسرائيلي جزءاً كبيراً من ذرائعها العدوانية , وبات قادة الكيان الغاصب بحاجةٍ ماسة لروايةٍ وتغطيةٍ جديدة تبرر استمرار الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والجولان السوري وما تبقى من الأراضي اللبنانية تحت الإحتلال الإسرائيلي.

لم تبخل إدارة الرئيس جو بايدن - كسابقاتها – بتقديم الدعم المطلق للعدو الإسرائيلي الكمي والنوعي والإعلامي , فكما قدم بايدن تغطية العدوان على القدس والمقدسات وحي الشيخ جراح وغزة , يأتي اليوم الوزير توني بلينكن ليقدم تغطية جديدة لإستمرار العدوان الإسرائيلي والهجمات الصاروخية على الأراضي السورية , من بوابة الإعتراف الأمريكي بضم الجولان السوري المحتل وبالسيادة الإسرائيلية عليه .

وفي الوقت الذي تستمر فيه أعمال الإحتلال والسطو والنهب الأمريكي المستمر للثروات السورية , تحدث الوزير بلينكن في 7 حزيران , أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي عن ضرورة استمرار السيطرة ( الإحتلال ) الإسرائيلي للجولان السوري , إلى أجلٍ غير مسمى , طالما أن سوريا ومن يعمل داخلها يمثلون " تهديداً لإسرائيل ".

تلقف الإسرائيليون الذريعة الأمريكية , ولم يتأخروا بتنفيذ إعتداءٍ صاروخي جديد مساء الأمس 8 حزيران , عبر الأجواء اللبنانية , واستهدف المنطقة الوسطى والجنوبية للبلاد ... في مشهدٍ واحد ثنائي الصورة .. ففي الأولى كانت فيها القوات الأمريكية تخرج 20 شاحنة من القمح السوري المسروق عبر الحدود العراقية ومعبر الوليد اللا شرعي وبالإعتماد على ميلشيا "قسد" الإرهابية الإنفصالية , وفي الثانية إعتداءٌ صاروخي إسرائيلي.

لسنا هنا لنتحدث عن طبيعة الشر والعدوان المتأصلة في نفوس القادة الأمريكيون والإسرائيليون , إنما للتأكيد على النفاق الأمريكي , وأوراق الإعتماد والولاء التي يقدمها الساسة الأمريكيون لخدمة الصهيونية العالمية والعصابات الإسرائيلية من خلال المشروع الصهيو - أمريكي , لضمان حماية وإستمرار وجود الكيان السرطاني وإحتلاله للأراضي العربية.

إن الدعم الأمريكي اللامحدود وتغطية إستمرار الإعتداءات الإسرائيلية على سوريا , لن يغير من حقيقة التضدع والتفكك الإسرائيلي الداخلي والعسكري , الذي يعكس ويفسر الهزائم العسكرية التي مني بها جيش العدوان الإسرائيلي في غزة هذا من جهة , ومن جهة أخرى يعكس تنامي قوة محور المقاومة , ونجاحه والجيش العربي السوري في توجيه أقوى الضربات للإحتلالين الأمريكي والإسرائيلي عبر سحق جحافل التنظيمات الإرهابية , في أقوى تأكيد على عودة وجهوزية الدولة والجيش والشعب السوري , لإعتلاء منصة المواجهة المباشرة لطرد وسحق القوات الأمريكية , ولتأديب العدو الإسرائيلي , وإدخال مجتمع شراذم المستوطنين إلى الملاجىء مع إنطلاق الصواريخ السورية والمقاومة بتوقيت دمشق وبقرار الرئيس بشار الأسد , فالجولان كان وسيبقى عربياً سورياً , ولن تغير وقاحة الإدارة الأمريكية وإنتهاكاتها للقانون الدولي حقيقة هوية الجولان السوري وسيادة الدولة السورية عليه , وكما تأكد للعالم أن "القدس – أقرب" , نقول كذلك "الجولان – أقرب" , وإن غداً لناظره قريب.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

9/6/2021

 

No comments:

Post a Comment