Friday, May 7, 2021

في يوم القدس العالمي ... "القدس – أقرب" - م. ميشيل كلاغاصي

 


في الذكرى الثانية والأربعين ليوم القدس العالمي , تظهر جليةً مواقف أحزاب وفصائل المقاومة والشعوب العربية , وبأنها تسبق مواقف غالبية حكامها وحكوماتها ... وشتان ما بين عرب المقاومة و"عرب" التطبيع .. فالمشهد في عواصم دول محور المقاومة , من طهران إلى بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت , مختلفٌ تماماً عما هو عليه في عواصم التطبيع.

إزدحام  وحشود ومسيرات ضخمة , في طهران والقدس ودمشق وعدد من العواصم والمدن العربية , فعاليات , ندوات , خطابات , بيانات , غضبٌ وهتافات وشعارات وتأكيد المواقف الثابتة , دائماً وفلسطينُ هي البوصلة , والقضية المركزية للأمة العربية ولأشراف وأحرار العالم ..

وكيف للعروبة أن تلتقي بالعروبة "المزيفة"  أو اللاعروبة ..؟ وسط غياب تام لجامعة الدول العربية , وزعماء التطبيع , وكيف يلتقي الجلاد والضحية , وهل يلتقي الحق والباطل ..؟

فبالرغم من الجراح في سوريا والعراق واليمن ولبنان .. وغير مكان , هبّ الشباب العربي والمقاوم ليحيي المناسبة بزخمٍ نراه يزداد يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام , ليؤكد حضوره واستعداده الدائم لنصرة القضية الفلسطينية... اّلاف الحناجر والصور وأعلام فلسطين والمقاومة رفعت في سماء سوريا وطهران وبغداد وصنعاء وبيروت وعمّان وغير مدنٍ عربية .. على وقع الهتافات والشعارات: " القدس أقرب , القدس عاصمة فلسطين الأبدية , القدس لنا , الموت لإسرائيل ..." .

ويأتي إحياء الذكرى والمناسبة اليوم , في ظل تصاعد عنصرية وعدوانية ووحشية سلطات الإحتلال الإسرائيلي الغاشم ومستوطنيه من مجرمي العصابات الصهيونية ومتطرفيها , وعلى وقع العنف والعدوان على المقدسيين والغزاويين وأهلنا في الضفة وعرب الـ 48 , ووسط مشاهد يندى لها جبين الإنسانية الصامتة على جرائم العدو الإسرائيلي , في حي الشيخ جراح , وفي محاولات تهويد القدس وابتلاعها .

لن يكون مسموحاً للكيان الإسرائيلي بالإرتياح وإطالة أمد بقائه على أرض فلسطين الطاهرة , والجولان السوري المحتل والأراضي اللبنانية , وليس ما يردده الفلسطينيون والمقاومون والشرفاء في يوم القدس العالمي وشعار "القدس – أقرب " , سوى ترجمةً لما يؤمنون بتحقيقه في قادم وقريب الأيام , وأن تحرير الأراضي المحتلة وطرد الصهاينة أمرُ حتمي .

ومع سقوط الرهان والمشروع الصهيو – أمريكي والحرب الكونية على سوريا , ومع صمود المقاومة والشعب اليمني , وإنتصار العراق وأحزاب وفصائل المقاومة العراقية على الإرهاب , وجهوزية المقاومة اللبنانية , وتنامي قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية , ناهيك عن الدعم الكبير واللا محدود الذي تقدمه جمهورية إيران الإسلامية بحضورها السياسي والعسكري في قلب محور المقاومة.

ومع تغيرالمناخات والنظرة الدولية لحقيقة الإحتلال الإسرائيلي , وإتجاه بعض الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية , نحو محاسبة القادة الإسرائيليون في المحكمة الدولية .. بالإضافة إلى مشهد التفكك الداخلي الذي يعيشه الإسرائيليون , وفقدانهم الثقة بقيادتهم العسكرية والمؤسسة الأمنية , وإنكشاف وهم القبة الفولاذية ... أمور بمجملها تجتمع لتؤكد أن شعار "القدس – أقرب " ليس شعاراً عاطفياً , بل يبدو أكثر واقعية من أي وقت مضى , ويقترب أكثر فأكثر من لحظة تحقيقه على الأرض.

كما أكد هذه الحقيقة , بيان الحرس الثوري الإيراني اليوم , بأن :"الشعب الفلسطيني وانتفاضة القدس ، يتغلبان على سلسلة من الفتن ومؤامرات التسوية (من معاهدة كامب ديفيد إلى صفقة القرن وما يحدث تحت غطاء اتفاق إبراهيم ), التي تسعى إلى محو وجود وهوية فلسطين من الأراضي المحتلة، هو أقوى من أي فترة تاريخية أخرى"  ويضع الكيان الصهيوني المجرم "على هاوية الزوال".

في حين أكد المرشد الإيراني في كلمةٍ له اليوم , وباللغة العربية , بأن :"موزازين القوى تغيرت بقوة لصالح الفلسطينيين" , وأن: "إسرائيل" ليست دولةً بل معسكراً للإرهاب ضد الفلسطينيين" .

المهندس: ميشيل كلاغاصي

7/5/2021


No comments:

Post a Comment