Wednesday, November 3, 2021

المحادثات الإيرانية – السعودية .. لن تُفتح السفارات قريباً - م. ميشيل كلاغاصي // خاص



 


في السنوات الأخيرة ، لم تتوقف طهران عن مد يدها للحوار مع الرياض وباقي الدول الخليجية , ولم تتوقف عن تأكيد سلمية برنامجها النووي , وعلى الرغم من كافة الظروف الإقليمية والدولية , فقد كثفت المملكة العربية السعودية وإيران محادثاتهما الثنائية لحل الخلافات القائمة من أجل استقرار الوضع الإقليمي , بما فيها القضايا الخطيرة كالأوضاع في اليمن -بحسب وزارة الخارجية الإيرانية -, وعلى الرغم من تباين الأطراف التي تدعمها كلاً من طهران والرياض , وصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان المحادثات الثنائية المباشرة أنها تسير بينهما "بشكل إيجابي" و أن الدولتين هما الآن "على المسار الصحيح".

في الوقت الذي تُقيّم فيه المملكة إتصالاتها الحالية مع إيران على أنها "تجريبية", وبأن الرياض تبحث على الأرض وتستكشف الفرص لتحسين العلاقات , في وقتٍ تدرك فيه المملكة بوضوح أن ميزان القوى في المنطقة قد تغير، ولا يمكن تجاهل المصالح الإيرانية , وبأن التنافس الإقليمي السلبي يشكل حجر عثرة في استقرار العلاقات والإتصالات التجارية بين دول المنطقة , والتي يمكن التعويل عليها لتكون عاملاً إضافياً ومساعداً لضمان الأمن والتنمية المشتركة.

وعلى الرغم من التقارب النشط للمملكة مع إيران ، انتقد وأدان بيان وزير الطاقة السعودي 20في أيلول/سبتمبر خلال المؤتمر السنوي العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية , "رغبة" إيران في الإستحواذ قنبلة نووية , وأكد إهتمام المملكة بإبقاء منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل , وأعرب عن دعوات المملكة للقضاء على التهديد النووي الإسرائيلي وإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية , وفي 12 ت1/أكتوبر, أكد مجلس الوزراء السعودي تلك الدعوات - كما جاء على لسان وزير الإعلام السعودي بالنيابة -.

وسبق للرياض قبل عامين , أن قدمت للمجتمع الدولي أسباباً تشير إلى إحتمالية إتجاهها نحوتصنيع قنبلة نووية – إذا أرادت ذلك -, وأوضحت علناً بأنها تحتفظ بحقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها في ظل تطورات البرنامج النووي الإيراني , على الرغم من توقيعها إتفاقية حظر الأسلحة النووية...  وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية -وقتها- , إلى أن إدارة ترامب تبذل جهوداً لتسريع نقل التكنولوجيا النووية المهمة إلى المملكة , فيما أدان الوزير ظريف بشدة ما وصفه بـ "نفاق" الولايات المتحدة لبيع المخطط للتكنولوجيا النووية للنظام السعودي .

ومع إحتمالية أن تكون مواقف المملكة إعلامية أو سياسية وتحت عنوان الردع , إلاّ أنه لا يمكن الوثوق بالإدارات الأمريكية المتعاقبة , التي قد تفكر جدياً بمشاركة المملكة بالتكنولوجيا النووية على الرغم من معارضة قادة الكيان الإسرائيلي لذلك , بما قد يؤدي إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط .

وفي ظل تصريحات الرياض ورفضها إمتلاك إيران لبرنامج نووي عسكري ، وإعتمادها موقفاً "تجريبياً" لإختبار الأرضية الدولية ، ولإزالة أي غموض في هذا الملف , أكد بالأمس المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده ، أن "المحادثات بين إيران والسعودية "ثنائية وإقليمية" وهي مستمرة بشكل جدي، ونجاحها مرهون بجدية الجانب الآخر"، مشيراً إلى أن الرياض تعلم بأن "سياسة الضغط على الدول الأخرى فقدت تأثيرها لبعض الوقت ومن الطبيعي أن تقف إيران إلى جانب شعبي اليمن ولبنان"... وأن بلاده لن تتساهل في الدفاع عن أمنها القومي وأن الكيان الصهيوني يدرك جيداً القدرات العسكرية الإيرانية ، لافتاً إلى أن إعادة فتح السفارات بين الرياض وطهران ليس قريباً , وبأن علاقة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية والمنظمة الدولية للطاقة الذرية فنية - مهنية "منتظمة ودقيقة".

المهندس: ميشيل كلاغاصي

2/11/2021


No comments:

Post a Comment