Wednesday, January 27, 2021

الإعلام "العربي" في خدمة الأكاذيب والعدوان الإسرائيلي على سوريا - م. ميشيل كلاغاصي


                                                                                                                                
                                                                                                      الإعلام "العربي" في خدمة الأكاذيب والعدوان الإسرائيلي على سوريا                                    

" إكذب إكذب فأنا أصدقك "

المهندس: ميشيل كلاغاصي

23/1/2021

لا يحتاج الإعلام إلى تزكية جديدة, ولتأكيدات إضافية على دوره الكبير في أزمنة السلم والحرب, حتى دوره السلبي والتضليلي أصبح معروفاً على الرغم من حجم ما يمكن أن يحمله من أكاذيب وإشاعات قد تكون مكشوفة كليةً أو بشكل جزئي, وفي جميع الأحوال وقبل أن يقع الإعلام في مصيدة التسييس المفضوح , كان هناك هامش ضئيل للحقيقة يستخدمها الإعلام المعادي أو المحرض والتضليلي في تأليف ونشر الأخبار الكاذبة , على عكس ما نراه اليوم فقد اختفى هذا الهامش تماماً, وللأسف كانت دائماً ولا تزال مثل هذه الأخبار والإشاعات تجد طريقها نحو ملايين البشر عموماً وفي عالمنا العربي والمنطقة خصوصاً, إما بسبب الجهل أو بمنطق التخلف والتعصب ضد جهاتٍ ما وسياساتٍ ما لحكوماتٍ ودول بعينها, كذلك ضد قضايا محقة وعادلة, ومنهم من يعتقد أنه يخدم الحقيقة أو يدعم أحقاده أو غرائزه أو معتقداته أو تطرفه, والأخطر أن يتم شحن وتجييش هكذا جمهور ومتلقين لقبول كل ما يضخه الإعلام الكاذب على الرغم من إنكشاف وسائله وأساليبه, ولسان حالهم يقول إكذب إكذب فأنا أصدقك.

وإذا كنا في العالم العربي قد خبرنا مثل هذا الإعلام وجمهوره فيما سمي بـ "الربيع العربي", والذي واستهدف كلاً من العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان وغيرهم, فيما لم تستهدف أنظمة بعض الدول العربية نتيجة إستسلامها الكامل إما منذ عقود مضت أو مؤخراً تحت عناوين مختلفة, ويبقى العنوان الأبرز هو التطبيع المجاني مع سلطات الكيان الإسرائيلي الغاصب, والتحالفات المعلنة وأو تلك القادمة إلى العلن قريباً ومستقبلاً.

كذلك لا يحتاج الأمر لتكرار الحديث عن طبيعة الإحتلال الإسرائيلي العنصرية والعدوانية التوسعية, ولا عن مخططاته وأساليبه الوحشية وأدواته وإعلامه وعملائه في العالم العربي, فالإنقسام العربي أصبح أكبر من يختبئ وراء ستار أو إصبع حتى, ولم يعد مهماً أن تفضح عرشاً أو مشيخة أو حكومةً عربية أو من يأكل من يدهم ويشرب من سمهم حتى لو نظف نفسه تحت مسمى "إعلامي" أو "معارضات" سياسية أو مسلحة , ونخشى أن الإصطفاف العلني أصبح بين من هو مع العدو الإسرائيلي ومن ضده, ومن هو مع إيران ومن هو ضدها, بعدما تم استبدالها كعدو مفترض عوضاً عن العدو الإسرائيلي.  

وفي هذا السياق يجري العمل حثيثاً لتصفية القضية الفلسطينية , ولتدمير الدولة السورية بقيادتها وجيشها وشعبها المقاوم , ولإستمرار التاّمر على العراق وخطف قراره السيادي والسياسي وسحق أبطاله ومقاوميه, والعبث في ليبيا لإنتاج حكومة دمى, ولإخضاع اليمن بعد تدميره وشيطنة مقاوميه وإلغائهم, والضغط على لبنان لنزع أسباب قوته وسلاح مقاومته .

بات من دواعي السخرية تذرّع بعض الأنظمة العربية بالوجود الإيراني في سوريا , وكفاحهم المستميت لإخراجها منها , وتراهم يلهثون وراء تبرير العدوان الإسرائيلي الجوي والصاروخي المستمر على سوريا ووفق الدعاية والأكاذيب الإسرائيلية , التي تدعي قصف قوافل أو أماكن عسكرية وحيوية ومستودعات ذخيرة وصواريخ تابعة لإيران أو لحزب الله اللبناني والعراقي والحشد الشعبي والعصائب وغيرها ...

عجباً يريدون إخراج إيران وكل المقاومين وكل من يدافع عن قلعة المقاومة في سوريا لأجل سوريا وقضايا الأمة العربية وفلسطين الحبيبة ..! أم يدعمون مخططات وجرائم الإحتلال الإسرائيلي في سوريا .. ويحهم هل يحاولون إقناع السوريين بمحبتهم وإهتمامهم بوقف الحرب التدمير الممنهج والحصار ودعم إعادة الإعمار عبر الصواريخ الإسرائيلية والجرائم التركية والنهب الأمريكي وجرائم التنظيمات الإرهابية والإنفصالية ..!

وكيف للمقاومين أن ينزعوا تأصل العمالة الإسرائيلية من رؤوس غالبية الحكام العرب ومن يسير في ركبهم, وكيف لهم أن يستعيدوا الضالين العرب من براثن الصهيونية .. تبدو مقاومة الإحتلال وتحرير الأرض واستعادة الحقوق أقرب إلى التحقيق في زماننا هذا من ثني بعض العروش العربية عن العمالة والخيانة.

ولم نعد نستغرب دعم الأنظمة العربية لمشاريع ومخططات العدو الإسرائيلي والصهيو- أمريكي في سوريا, في وقت لا يدعمون فيه الدولة والجيش والشعب السوري في كفاحه ودفاعه المقدس عن سوريا, وعدم اصطفافهم وراء مطالبة عربية واحدة لخروج قوات الإحتلال الأمريكي والتركي, ولدعم الموقف السوري في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف الإعتداءت الإسرائيلية المتكررة على سوريا, ومحاسبة قادته على جرائم الحرب التي يقترفونها بتدمير سوريا وبإستهداف المدنيين والشعب الاّمن, ولكم في العدوان يوم أمس الأول على مدينة حماه خير شاهد, وما روجه ورواه بعض الإعلام "العربي" لتبرير هذا العدوان..!

فكيف للأنظمة العربية أن تطالب بخروج إيران, فيما هم مندفعون لإقحام أنفسهم ويقاتلون من أجل زرع عبيدهم وممثليهم في الحل السوري الداخلي تحت مسمى "المعارضة", بعد فشلهم الميداني عبر تنظيماتهم الإرهابية, أي معارضةٍ تلك التي تمثل السعودية وقطر وتركيا وأمريكا وإسرائيل والتنظيمات الإرهابية .!

وللأسف , لا زال إعلاميو هذه العروش والمشيخات وبعض الحكومات, يهللون للعدوان الإسرائيلي على سوريا , ويسعون بكل إمكاناتهم لترويج الأكاذيب الإسرائيلية, والتي لن يكون اّخرها الترويج إلى لقاءاتٍ سورية – إسرائيلية برعاية روسية في قاعدة حميميم وبأن التطبيع قد يكون أول الثمار المعلنة ...

يا لها من وقاحة , ويالها من أكاذيب , ويا لغبائهم ... إذ لا تحتاج سوريا وقيادتها وجيشها وشعبها لمن يدحض هذه الأكاذيب والتفاهات, فتاريخها ونضالها ومواقفها العربية والقومية والوطنية يعرفها العدو قبل الصديق, وصمودها الإسطوري لأكثر من عشر سنوات, وإنتصاراتها التي حققتها بفضل شجاعة قائدها وبسالة قواتها المسلحة وصمود شعبها, وتلك التضحيات وشلالات دماء شهدائها التي روت أرضها لتطهيرها من دنس الإرهاب والغزاة, تؤكد زيف الإعلام الإسرائيلي و"العربي", وتكشف عورة التخاذل والتاّمر العربي والدولي, ولا بد للجميع من فهم واستيعاب أن ما قاتلت سوريا من أجله وربحته في الميدان لن تقدمه هديةً سياسية لعدو أو لشقيق مزيف, فقد قاتلت لأجل العرب وعنهم , ولأجل القضية الفلسطينية, ولأجل أرضها وشعبها وحقوقها وعزتها, ولن يثنيها عن أهدافها وطموحاتها إعلامٌ مأجور وحاقد, أفضل إنجازاته إنتاج كتائب الذباب المرئي والمسموع والمكتوب والإلكتروني.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

23/1/2021 

No comments:

Post a Comment