Tuesday, April 5, 2022

إيديولوجيا العدالة والتنمية تقود عملائها لتوسيع الإستيطان التركي في عفرين - م. ميشيل كلاغاصي


وسط انشغال غالبية دول العالم بالملف الأوكراني , وتداعياته الخطيرة , التي قد تنزلق بالعالم ليواجه حرباً عالمية أو نووية وجرثومية كيميائية , وسط إعلان الرئيس الروسي عن "إعادة تصحيح التاريخ" , والدفع القوي للقوات الروسية والدبلوماسية النشطة , ووسط موجات العقوبات غير المسبوقة في التاريخ على روسيا , وتدفق السلاح الأطلسي والأمريكي والأوروبي والتركي نحو الداخل الأوكراني , والإنطلاقة الخجولة للحوار والمفاوضات , ومدى الإرتباط بما يحصل في أوروبا من تهديد للنظام الغذائي العالمي , ولخطوط إمدادات النفط والطاقة الروسية , والعملية القيصرية للنظام الأمني الأوروبي , وولادة النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب ...

تجد تركيا الفرصة لتكريس إحتلالها وبناء مستوطناتها على أراضي الشمال الغربي لسوريا , من خلال الإعلان عن افتتاح المرحلة الثانية من قرية "بسمة السكنية" ، وبحضور أحد قياديي الحزب الديمقراطي الكردستاني , وهو أحد أحزاب "المجلس الوطني الكردي" المنضوي تحت سقف ما يسمى "الائتلاف السوري المعارض" الذي يعمل تحت القيادة الإستخبارية والعسكرية التركية...

وتشمل هذه المرحلة توسيع المستوطنات التي تقيمها تركيا على الأراضي السورية بذريعة دعمها وحمايتها للشعب السوري , فيما حقيقتها تتحدث عن احتلال تركي معروف وموصوف ووقح للأراضي السورية , ومن خلاله يتم تعزيز الإستيطان وعمليات التغيير الديموغرافي , وتتريك المنطقة وإلحاقها بدورة الإقتصاد التركي.

في الوقت الذي تحدث فيه المدعو مظلوم عبدي قائد ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية – الميليشيا الإنفصالية الإرهابية المدعومة من قوات الإحتلال الأمريكي , في منتصف شهر اّار الماضي , عن ضرورة إنهاء الاحتلال والعودة الآمنة لأهالي عفرين , وذلك بعد أربع سنوات لسيطرة قوات الإحتلال التركي وإرهابيي ما تسمى المعارضة السورية المسلحة , في الوقت الذي تكاد تشبه تشكيلات الناتو لجهة تعدد جنسيات عناصرها.

لقد حاول المدعو مظلوم عبدي العزف على الوتر الإنساني والإبادة وتقطيع أشجار الزيتون وتهجير الأهالي وعدم السماح بعودتهم , في الوقت الذي تقوم ميليشياته بالشيء ذاته في الجزيرة السورية , في إزدواجية واضحة , لم تستطع إخفاء دوره في تسليم مدينة عفرين والتخلي عنها , من خلال الخلافات الكردية – الكردية , وإنصياعاً لأوامر المشغل الأمريكي والتركي.

وإذا هناك من ضحية , فلا شك وأنهم المواطنون الكرد وغيرهم من السوريين في شمال مدينة حلب , فقد طالتهم أيادي القتلة واللصوص , وأبعدتهم عن بيوتهم وأراضيهم ولم تبقِ فيها أي شيء يذكر , كما تم اقتلاع أشجار الزيتون وسرقة المواشي والبيوت خلال أربع سنوات لم نسمع فيها صرخةً "إنسانية" من قائد الميليشيا الإنفصالية , وهي التي ارتكبت في مناطق احتلالها كافة أنواع الانتهاكات التي ترقى لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق أبناء المنطقة , ناهيك عن دورهم في حماية وإخفاء عناصر"داعش" الإرهابي عن المشهد لحين أعادت إطلاقهم وفق الأجندة الأمريكية مجدداً نحو الداخل العراقي والسوري , والعودة إلى شن الهجمات الإرهابية على وحدات الجيش العربي السوري ... فيما بقيت عيون الأهالي على الجيش العربي السوري تنتظر تحريرهم وأراضيهم وعودتهم الاّمنة , هؤلاء من وقفوا وهتفوا وطالبوا بخروج قوات الإحتلال التركي والإرهابيين المرتزقة من مناطقهم وقراهم وبيوتهم.

كما راهنت ميليشيا "قسد" على قوات الإحتلال الأمريكي , كذلك تم تكليفها أمريكياً بالعمل على تأسيس هياكل سياسية موحدة , تستطيع واشنطن استخدامها كورقة سياسية لتقسيم سوريا , وحاولت جاهدة توحيد الفصائل والأحزاب الكردية , لكن خلافاتهم كانت أكبر من جهود المبعوث الأمريكي جيمس جيفري , وفشلت العملية والمراهنة , فعاد التركيز والتعويل على بعض الكتائب المنضوية تحت سقف المجلس الوطني الكردي , المؤيدة للإحتلال التركي , والتي قاتلت إلى جانبه , وساهمت في احتلال عفرين , وبتهجير مئات الاّلاف من أهلها , وبتصفية وتهجير أعضاء المجلس الوطني والأهالي المناهضين للإحتلال التركي.

من الواضح أن التماكب والتماهي الإيديولوجي لبعض أعضاء المجلس الوطني الكردي , مع إيديولوجيا حزب العدالة والتنمية التركي , ومرتزقته في الفصائل الإرهابية , سمحت لهم اليوم بالإحتفاء وبتوسيع المرحلة الثانية للإستيطان التركي في عفرين , الذي لن يدوم طويلاً , مع إصرار القيادة والدولة والشعب والجيش العربي السوري على تحرير "كل شبر".

المهندس: ميشيل كلاغاصي

2/4/2022

 

No comments:

Post a Comment