Saturday, April 16, 2022

النفاق والصمت الدولي شريكين في العدوان الإسرائيلي الهمجي على فلسطين ومقدساتها - م. ميشيل كلاغاصي


يتهرب قادة العالم المنافق من مناصرة الحق , ومحاسبة مجرمي الكيان الإسرائيلي المؤقت , ويحاولون الإختباء وقوانينهم الأممية والدولية المحنطة , وراء الأكاذيب الأمريكية ونفاق الدول الغربية وبعض العربية , حول "القيم" و"حقوق الإنسان" و"محاسبة مرتكبي جرائم الحرب" دون أن يمسوا مجرمي قادة العدو الإسرائيلي الهمجي .

يا له من عالمٍ منافق بلا قلب ولا رحمة , يغيب فيه العدل والإنصاف , وتحل محله سطوة الإحتلال الإسرائيلي وظلمه , وتعطشه للعدوان والبطش وسفك الدماء , والمزيد من سرقة وقضم الأراضي العربية خصوصاً الفلسطينية منها .. عالمٌ يحكمه قانون وشريعة الغاب , في غياب الضمير المزعوم , للأمين العام للأمم المتحدة وقوانينه ومبادئ منظماته الحقوقية والإنسانية , وسط سقوطٍ ذريع لكافة إدعاءات الولايات المتحدة , وحلف الأطلسي , والإتحاد الأوروبي , ومن يدعون أنفسهم بالعالم المتحضر , الذين يرون بأم أعينهم جرائم وفظائع الإحتلال الإسرائيلي ويصمتون , ولا يرون فيها , جرائم حرب , وإبادة جماعية , وانتهاك للقوانين الدولية وحقوق الإنسان , في وقتٍ تظهر فيه مواقف المطبعين العرب على حقيقتها ووقاحة خذلانها , باعوا فلسطين والقدس والمقدسات لأجل عدوٍ تاريخي , يسخر منهم ومن زحفهم نحوه , ويتغنّى بذلهم وينَعِم بأموالهم .

فالممارسات التي تقوم بها سلطات الكيان الإسرائيلي المؤقت وحكومتها اليمينية المتطرفة من تهديداتٍ عسكرية , تكشف حقيقة نوايا الفاشل نفتالي بينيت في تصدير أزماتها الداخلية وفشلها الأمني والعسكري والإستخباري الكبير حتى في وسط تل أبيب , عبر تنفيذ المخططات الإسرائيلية التي لطالما حلمت بها , وإعادة احتلال المدن الفلسطينية الرئيسية في الضفة الغربية وتعميق وتكريس السيطرة الاسرائيلية والأمنية والعسكرية على الارض وفرض سياسة الأمر الواقع , وإعادة الخلافات والصراعات داخل الجسد الفلسطيني والسلطة الفلسطينية , الأمر الذي سيمنح سلطة الكيان المؤقت الحالية فرصةً إلتقاط الأنفاس وشيئاً من القوة في مواجهة المنافس المجرم بنيامين نتنياهو.  

لأجل تحقيق أهدافها , تقوم سلطات حكومة نفتالي بنيت بعدوان شامل يبدأ من الخليل وجنين ونابلس , ليصل إلى تهديد قطاع غزة بحربٍ شاملة انتقامية للمواجهات والجولات السابقة التي تذوق فيها طعم المرار والهزيمة , غير اّبهٍ بجرائم الحرب الممنهجة التي يرتكبها عناصر جيش الإحتلال , وما يرافقها من تكثيف للإستيطان واستكمال بناء جدارن الفصل العنصري , التي تراهن عليها الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة لحماية نفسها ومستوطنيها في برامجها الإنتخابية.  

لا يمكن للعالم أن يتابع صمته , وسط المشاهد الدامية وسقوط الأبرياء والشهداء في كافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية , في الوقت الذي تشحذ فيه هذه الدماء الطاهرة همم وسواعد الأبطال والمقاومين , وتضاعف من إصرارهم على دحر المحتل الإسرائيلي , وحماية الأرض والمقدسات , في معركة مفتوحة لن تغلق أبوابها إلاّ بزواله وإندحاره , الأمر الذي سيعفي العالم الوضيع , الذي يتهرب من مناصرة الحق , ومحاسبة مجرمي الكيان المؤقت , ويحاولون الإختباء وقوانينهم الأممية والدولية المحنطة , والأكاذيب الأمريكية ونفاق الدول الغربية وبعض العربية , حيال "القيم" و"حقوق الإنسان" و"محاسبة مرتكبي جرائم الحرب , دون أن يمسوا مجرمي قادة العدو الإسرائيلي الهمجي.

لم يعد خافياً على أحد الخداع الذي تقوم به حكومة الإحتلال عبر ممارسة الإستفزازات بحق المدنيين والمصلين في المسجد الأقصى , كي تقدم للعالم المنافق تبريراً لإعتدائها على العزل والنساء والأطفال , لا بد للعالم أن يتحد وراء الحق الفلسطيني , ولجم الهمجية والوحشية الإسرائيلية , ودفع عجلات الحلول الجذرية العادلة والقادرة على جلب السلام الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم , وفق ما تعلنه غالبية دول العالم من دعمٍ لحل الدولتين... وكفى العالم نفاقاً وظلماً , يستحق الشعب الفلسطيني أن ينال حقوقه الشرعية في الأرض والحياة والأمن والسلام كسائر شعوب العالم .

المهندس: ميشيل كلاغاصي

16/4/2022

 

No comments:

Post a Comment