Tuesday, April 5, 2022

واشنطن من الهزائم العسكرية إلى تعزيز التقسيم في العراق وسوريا وأوكرانيا - م. ميشيل كلاغاصي

من خلال  مخططاتها الإستراتيجية لإعادة لرسم خرائط جديدة للشرق الأوسط , وعلى مدار 19 عاماً ، منذ غزو العراق عام 2003 , لم تتوقف الجهود الأمريكية لتفكيك أوصال أراضي الدولة العراقية , وفصلها إلى ثلاثة أجزاء كردية وشيعية وسنية .. كذلك بتقطيع أوصال أراضي الدولة السورية , بعدما قامت بغزوها والسيطرة على مناطق إستراتيجية واسعة وغنية بالنفط وبالثروات الطبيعية وبالمحاصيل الزراعية الإستراتيجية وعلى رأسها القمح , ودعمت وكلائها في ميليشيات "قسد" الإنفصالية – الإرهابية سياسياً وعسكرياً , كما وضعت يدها على منطقة التنف ومعبرها الحدودي مع العراق , وأقامت العديد من القواعد العسكرية , بما يشير لنواياها بالبقاء لسنوات طويلة , وسعت لإقامة كانتون كردي في منطقة الجزيرة السورية – شرق الفرات , وكانتون اّخر بمجاميع إيديولوجية كردية مختلفة في شمال محافظة حلب وتحديداً في مدينة عفرين , بالتعاون والتنسيق الكامل مع أنقرة وعبر ما يسمى بمجلس العشائر الكردية.

لقد كانت مخططاتها واضحاً لجهة تفكيك أوصال جميع دول الشرق الأوسط  وغير مكان ، وتحويلها إلى عشرات الدويلات الصغيرة ، تكون جميعها تحت الإشراف الأمريكي والسيطرة الإسرائيلية ، لكنها فشلت بتنفيذ مخططها ليس في العراق فقط ، بل في سوريا وأفغانستان وليبيا ولبنان , وتعرضت بالمقابل لهزائم عسكرية وسياسية واستراتيجية.

في ظل هذه الهزائم والإخفاقات والآمال التي لم تتحقق ، تحولت أنظارها نحو أوكرانيا , بعد أن دمرتها من داخلها منذ عام 2014 عبر عملائها النازيين الأوكران , وشرعت اليوم بعدما انتهت حاجتها إليها نحو استكمال مخططها بتقسيمها.

فقد حولتها إلى بؤرة معادية لروسيا من جهة , ولدول القارة الأوروبية من جهةٍ أخرى , مع استمرار التدفق المنظم للاجئين , عبر التنسيق المباشر مع وكلائها النازيين الأوكران , حيث دمرت بمساعدتهم قدرات الأراضي الأوكرانية على إنتاج القمح عبر زراعة البذور المعدلة وراثياً , بالإضافة لإتباعهم اليوم سياسة الأرض المحروقة , وزراعة الألغام , بما سيتسبب بعجز أوكرانيا عن الإيفاء بعقودها مع الدول المستوردة , ويساهم بتفاقم مشكلة الأمن الغذائي في أوروبا والعالم .

على الرغم من العملية النوعية – الجراحية التي تقوم بها القوات الروسية , والتي تتجنب تدمير البنى التحتية والمدنيين , إلاّ أن النازيين الأوكران يتعمدون القصف العشوائي والنوعي لبعض البنى التحتية وإتهام الروس , وهذا بحد ذاته يشكل جزءاً تكليفهم الأمريكي , كي تدفع الأوكرانيين المهجرين والنازحين إلى عدم العودة إلى بيوتهم وأراضيهم , ناهيك عن إلهائهم بالدعارة والإغتصاب والجريمة , وبث الفوضى في دول اللجوء الأوروبية.

ومن خلال ذلك , تتضح حقيقة استعداد الولايات المتحدة للتخلي عن إدعائها بوحدة أوكرانيا , واتجاهها نحو تقسيمها إلى أجزاء من خلال الخرائط الجديدة التي ينشرها الإعلام البولندي وغيره من الإعلام المغرض , والتي تشير إلى بقاء المناطق الوسطى والشمالية بعهدة أوكرانيا , في حين تم تحديد مناطق كبرى على أن تكون تابعة إلى بولندا , ومثلها مناطق أخرى تابعة لدولة المجر , فضلاً عن جمهوريات دونباس وعدد من المناطق على أن تكون بعهدة الإتحاد الروسي.

وفي ظل مخطط تقسيم أوكرانيا , يبدو واضحاً تمسك الولايات المتحدة بالجزء الغربي من أوكرانيا , خصوصاً وأنها ترى بأم عينها فشل مخططاتها والإنهيار القريب للقوات الأوكرانية , ووسط خشيتها من الرضوخ الأوكراني الكامل للشروط الروسية , كان لا بد لها من التمسك بجزء من الجغرافيا الأوكرانية , علّها تحصل على شروط مقبولة للسلام , على قاعدة حياد أوكرانيا , وحدود ما قبل 24 شباط في اقليم دونباس , وهذا أمر لا يمكن للقيادة الروسية أن تقبل به , وفي ظل صبر وعناد وشدة بأس شرفاء العراق ومقاوميه , وإصرار الدولة السورية على تحرير"كل شبر" , سيكون مصير مخططات الولايات المتحدة الفشل الأكيد , وستكون الهزيمة والسراب والمجهول عناوين تلف مصير أدواتها الإرهابية والإنفصالية في سوريا والعراق , ونازييها في أوكرانيا.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

2/4/2022

 

No comments:

Post a Comment