Friday, June 24, 2022

واشنطن ستساهم في زوال "إسرائيل" إن أقدمت على مواجهة روسيا في سورية - م. ميشيل كلاغاصي


بات من المعروف أن الساسة الأمريكيين ، سعوا لإشاعة الفوضى والحروب في عديد الدول حول العالم , وادعوا تحقيق "النجاحات والإنتصارات الدبلوماسية والعسكرية" ، لكنهم في الحقيقة يسعون عبر إشاعة الفوضى الحروب وسفك دماء الأبرياء وتدمير الأوطان لجني الأرباح المالية الباهظة , ولا زالوا يسعون لإطالة أمد الحروب التي نجحوا بشنها على عديد الدول والشعوب حول العالم , بدليل استمرارهم بدعم الحرب على سورية وفي أوكرانيا وبإرسال شحنات الأسلحة , ومبالغ مالية تضمن ولاء العملاء والأدوات الإرهابية التي يعتمدون عليها لإطالة أمد الحروب. 

وإزداد تركيزهم على هذا النهج , مع فشل سياساتهم الداخلية والخارجية , ومشاريعهم الخارجية العسكرية العدوانية , ومع ذلك يصرون على إرسال الأسلحة يمنة ويسرة , لأجل الحفاظ على ديمومة إنتاج مجمعاتهم الصناعية الحربية الأمريكية , بما فيها المملوكة من شخصيات سياسية تشارك في صناعة قرار الحروب التي تخطط لها الدولة الأمريكية العميقة .

إن سعي البيت الأبيض لإنشاء "الناتو الآسيوي" بالإعتماد على التحالفات العسكرية والشركات التجارية , يبحث عن مبررات واهية لجر منطقة آسيا والمحيط الهادئ نحو ربط مصيرها عبر التكامل الإقتصادي والعسكري بالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة , وإطلاق العنان لسباق التسلح الجديد في المنطقة , بإستخدام تركيا بهدف دمج منطقة آسيا الوسطى حول فكرة ومشروع إردوغان "طوران العظيم" ، على أمل النجاح  بتشكيل ناتو خاص بدول اّسيا الوسطى , وتزويده بالأسلحة الأمريكية , استعداداً للحروب التي خططت لها هناك.

ولضمان نجاح إثارة الفوضى وشن الحروب , كان لا بد من أعداء مفترضين أو حقيقيين , تبرر حملاتها الدعائية التمهيدية لإفتتاح الجبهات وإطلاق صافرة البداية للحروب القادمة , ووجدت في روسيا والصين ضالتها , وبدأت عبر تصريحات ساساتها وماكيناتها الإعلامية الضخمة الترويج للمسار العدواني الروسي الصيني ضد دول اّسيا الوسطى , من خلال مراهنتها لكسب المعركة , على تصويرهما يشنان حروباً عدوانية على غير دول , الأمر الذي سيُفضي إلى إمتلاكها قرار تحريك جيوش تلك الدول عبر "الناتو الاّسيوي"  للقضاء على أعداء الولايات المتحدة.

تدرك الولايات المتحدة الأمريكية أن العلاقات الصينية والروسية مع دول اّسيا الوسطى لا يمكن قطعها بسهولة , وقد تبدو مهمة مستحيلة , ومع ذلك تسعى واشنطن إلى "استكمال إبادة الدولة الروسية " في مرحلة ما بعد أوكرانيا وربما بالتزامن معها , بتأكيد عضو الكونجرس السابق تولسي غابارد.  

ولأجل "إبادة روسيا"، أطلق البيت الأبيض صافرة الحرب الروسية – الأوكرانية , المسبقة التخطيط والتحضير, لكنها وبعد مضي حوالي أربعة أشهر على المواجهة الشرسة ما بين روسيا والجيش والمرتزقة الرادياكاليين الإرهابيين الأوكران , والقوات المستترة للدول الأوروبية والناتو الذي لم يكتف بإرسال مختلف الأسلحة النوعية والحديثة إلى أرض المعركة , بعد أن أيقنت من عدم جدوى ذلك , وبأن النصر الروسي يكاد يكون حتمياً , وسط احتمالية كبيرة لإنهيار قوات الرئيس زيلينسكي ومرتزقته , كان لا بد لواشنطن التفكير بمواجهةٍ إضافية مع القوات الروسية وبفتح جبهاتٍ إضافية , يكون مسرحها كازاخستان , لكنها فشلت في ذلك , فإاتجهت نحو الحدود الطاجيكية القرغيزية ومنطقة الحكم الذاتي في غورنو باداخشان , لكن موسكو استطاعت إحباطها .

فكان قرارها بالتحول نحو سورية ثانيةً , وبدأت بإستفزاز روسيا عبر تركيا و"إسرائيل" , وجعلها تنخرط في الدفاع عن قواتها على الأراضي السورية أيضاً , ودفعت أنقرة والرئيس إردوغان للدفع بخططه القديمة – الجديدة , عبر عمليةٍ عسكرية جديدة على الأراضي السورية , بهدف إقامة ما تسمى "المنطقة الاّمنة" , وبمشروع إعادة مليون مواطن سوري إلى الداخل السوري , إلى مناطق سيطرة القوات التركية والتنظيمات الإرهابية التي تعمل تحت قيادة الإستخبارات التركية – الامريكية  , لكن الرفض الروسي لهذه العملية ساهم إلى جانب الإستعداد العسكري السوري وحشوده الكبيرة لمواجهة القوات التركية الغازية , ساهما حتى اللحظة بمنع تركيا لبدء هذه العملية , وفتح "الجبهة الثانية" عبر تركيا .

كذلك حاولت عبر ربيبتها "إسرائيل" , إلى مضاعفة إستفزازاتها وإعتداءاتها المتكررة على الأراضي السورية , بإستهداف عدة نقاط لتمركز الجيش العربي السوري , وللمدنيين السوريين في المناطق السكنية الاّمنة , ومؤخراً استهدفت مطار دمشق الدولي .. وقد طالبت القيادة السورية مراراً وتكراراً مجلس الأمن الدولي بالضغط على "إسرائيل" لوقف الهجمات الإسرائيلية التي تروج لها واشنطن على الأراضي السورية ، والتي تنتهك السيادة السورية وتؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة , وفي غضون ذلك ، أكدت وزارة الخارجية السورية مراراً وتكراراً : حقها باستخدام "جميع الوسائل المشروعة" للرد على الإعتداءات الإسرائيلية على أراضيها.. ولا تزال إمكانية إفتتاح واشنطن للجبهة الثانية على الأراضي السورية أمراً محتملاً , رغم الضعف الإسرائيلي , وجهوزية القوات السورية ومحور المقاومة مجتمعاً لإلحاق الهزيمة الكبرى بقوات العدو الإسرائيلي , وبذلك ستكون واشنطن قد تسببت فعلياً بزوال "إسرائيل" , في معركةٍ يشتاقها وينتظرها المقاومين في حزب الله اللبناني , والحشد الشعبي , وأبطال الجيش العربي السوري , وعشرات فصائل وأحزاب محور المقاومة مجتمعاً .

لن يكون من السهل على واشنطن أن تجد "جبهةً ثانية" لمواجهة موسكو , التي استعدت مسبقاً لهذه الإحتمالات , بالإضافة لإمتلاكها القوة الرادعة والدفاعية والهجومية لمواجهة أي مغامرة أمريكية في اّسيا الوسطى وسورية , ناهيك عن قدرتها على تحقيق كامل أهدافها عبر العملية العسكرية الخاصة لقواتها في أوكرانيا .

المهندس: ميشيل كلاغاصي

18/6/2022

 

No comments:

Post a Comment