Friday, June 24, 2022

واشنطن وقطيعها السياسي والعسكري .. استدارة المواقف في أوكرانيا – م. ميشيل كلاغاصي


لقد بدأ القطيع الغربي في الإتحاد الأوروبي والعديد من دول الناتو ، زحفهم الجديد وراء الإتجاه الجديد للولايات المتحدة الأمريكية , بإنتقاد سلطات كييف النازية , تحديداً بعدما تحدث الرئيس بايدن عن عدم إنصات زيلينسكي للنصائح و"التحذيرات الأمريكية قبل غزو روسيا لبلاده".

على الرغم من كثافة الحملة الإعلامية لإنتقاد العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا , واستهدافها سمعة الدولة والقيادة الروسية والرئيس فلاديمير بوتين شخصياً , كذلك مع نجاح واشنطن وأدواتها وقطعان التابعين , بفرض العقوبات التي حددتها واشنطن على روسيا , والتي شمل حصاراً سافراً على وسائل الإعلام الروسية , لكن ذلك لم يمنع حدوث التحول والإستدارة والحديث عن تصور إيجابي لتبرير وشرعية تصرفات موسكو في أوكرانيا.

لا يمكن حصر هذا التحول بقدرة تصريحات المسؤولين الروس , وتغطيتهم الموضوعية والمنتظمة للنتائج الحقيقية للعملية الخاصة التي تقوم بها موسكو , بالإضافة إلى نشاط وسائل الإعلام الروسية , ولا بد من التأكيد على دور ردود أفعال سكان المناطق الأوكرانية التي حررتها القوات الروسية , التي فضحت حقيقة الأعمال الإجرامية للنازيين الأوكران وعصابات زيلينسكي وقمعهم وجرائمهم ، والقصف والتدمير الممنهج والتجويع , على مدى ثماني سنوات.

بالإضافة إلى الدور الذي لعبته منشورات بعض الصحفيين الأجانب على قلة عددهم , في إيصال حقيقية ما جرى ويجري في أوكرانيا وعدوانية سياسة كييف ، خصوصاً وأنهم رصدوا ما شاهدوه بأم أعينهم , من جرائم ارتكبها الجيش الأوكراني , وعمليات القصف الممنهج بالصواريخ الحربية والقذائف العنقودية , المحرمة دولياً , على التجمعات المدنية في خيرسون , كذلك شهادات بعض الأطباء الذين عادوا إلى بلادهم , وتحدثوا كشهود عيان على المعاملة اللا إنسانية لأسرى القوات الروسية , وإخضاعهم للتعذيب والتصفية الجسدية .

على الرغم من رغبة ومحاولات السلطات الأوكرانية , والقائمين الغربيين على الحملات الإعلامية التضليلية المزيفة , لإخفاء حقيقة جرائم النازيين الأوكرانيين عن العالم ، لكن الحقائق انتشرت ووصلت إلى الأمم المتحدة معلومات موثقة حول سوء معاملة الأسرى الروس من قبل القوات المسلحة الأوكرانية , بتأكيد رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان ، ماتيلدا بوغنر ، بناءاً على تقرير حديث.

ويمكن إضافة كل سبق , إلى التقرير الوثائقي الذي قدمته موسكو للمجتمع الدولي , حول نشاطات الولايات المتحدة في تطوير واختبار أسلحة بيولوجية محظورة بموجب القانون الدولي في مختبراتها البيولوجية السرية في أوكرانيا.

وعليه .. لم يعد مستغرباً رؤية التحول الأمريكي – الغربي تجاه روسيا , نتيجة سقوط الرواية المضللة التي أطلقتها واشنطن ولندن وعدد من السياسة الغربيين ، والمعلومات المزيفة التي استخدموها وخطابات الكراهية والعداء للدولة والشعب والقيادة الروسية , التي خططت وأمرت بها واشنطن ، وقام بتنفيذها رئيس الدبلوماسية الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ، وأورسولا فون دير لاين ، رئيسة المفوضية الأوروبية.

وبدأت تلك التحولات وإعادة تقييم الأحداث في أوكرانيا , تظهر جلية في خطابات العديد من السياسيين الغربيين , وعلى رأسهم تصريحات وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر في 24 أيار في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس حول أوكرانيا ، وبأنه: "على الدول الغربية التوقف عن محاولة تحقيق هزيمة عسكرية روسيا ، وعلى كييف تقديم تنازلات إقليمية" ، كذلك الزيادة الملحوظة في عدد المنشورات والمقالات والتحليلات السياسية في وسائل الإعلام الأمريكي , التي تلفت الإنتباه إلى تغيير الموقف الأمريكي من أوكرانيا , على غرار ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز : بأن "النزاع المسلح مع روسيا ليس في مصلحة واشنطن" , كذلك تصريح المستشار السياسي في وزارة الخارجية والبنتاغون إدوارد لوتواك ، بأنه "يمكن إنهاء الأزمة في أوكرانيا عبر الإستفتاء في دونيتسك , وفي لوغانسك".

كذلك شمل التحول مواقف الدولة التركية ، بتأكيد عضو مجلس السياسة الخارجية والدفاعية الذي يرأسه الرئيس التركي ، بأنه: "الغرب لم يبذل جهوداً صادقة لإيجاد الحل في أوكرانيا".. ناهيك عن تصريح الرئيس التركي في الخامس من حزيران ، بأن: "أوروبا تصلي من أجل "خروج العالم من الفترة الحرجة التي يمر بها في أقرب وقت ممكن" , وتأكيده على أن : "النظام الأمني الذي أنشأه الغرب بدأ في الإنهيار".

بات على الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي , تقبل حقيقة انتصار روسيا في الصراع مع أوكرانيا ، كذلك ، والإتجاه نحو مناقشة سبل إيجاد الحل في أوكرانيا , سواء بموافقة ومشاركة المهرج زيلينسكي أو بعدمها .  

وهذا يقودنا نحو الإعتقاد بأن موسكو اقتربت من لحظات فرض شروطها لحل النزاع على الجميع , والتي عجزت عنها لسنوات , نتيجة مراوغة ونفاق كييف ومن ورائها , وقد تتمسك موسكو بمعاقبة حكومة كييف فيما يتعلق بدونباس بطريقة خاصة , تحت عنوان "تصحيح التاريخ" – بحسب الرئيس بوتين-.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

11/6/2022

 

No comments:

Post a Comment