Saturday, January 21, 2023

زيارة المهرج الأوكراني وسط البروباغاندا الأمريكية لفك التحالفات الإستراتيجية الروسية - م. ميشيل كلاغاصي


في زيارة هوليودية  قام بها المهرج  النازي فولوديمير زيلينسكي , وحل من خلالها ضيفاً "كبيراً" على العجوز بايدن الراعي الأول للنازية , حيث مَثَلَ زيلينسكي بين يدي أسياده في الولايات المتحدة , بثيابه غير اللائقة بمن حضروا عرضه المسرحي الأول خارج بلاده منذ بداية الأزمة الأوكرانية , والتقى بالرئيس الأمريكي , وألقى كلمةً في الكونغرس , وسط تهليل نانسي بيلوسي وعشرات الأشرار وتصفيقهم , وهداياهم "الميلادية" على شكل دعمٍ مالي ومالي – عسكري , في مشهد واضح الغاية والهدف من إستقبال زيلينسكي كرجل حرب , بهدف ودعم إستمرارها وإطالة أمدها , وفق أجندة المراحل التصعيدية القادمة.

وبالفعل فقد حصل زيلينسكي على وعود بمساعدات مالية وعسكرية , وأمنية إضافية بقيمة 1.8 مليار دولار، بعدما وافق مجلس النواب الأمريكي على تقديم 45 مليار دولار من الميزانية الإتحادية , وعلى 800 مليون دولار من الميزانية الدفاعية , لعام 2023 .

وحول صدى الزيارة داخل الولايات المتحدة ... لم يرق العرض للكثيرين خارج الولايات المتحدة وداخلها , وبدا هذا جلياً في سرعة انتقاد عديد الساسة الأمريكيين عبر مواقعهم على تويتر وفي بعض وسائل الإعلام , حيث سخرت الصحفية الأمريكية الشهيرة كانديس أوينز , من مشهد ظهوره في البيت الأبيض , كذلك شعر عضو الكونغرس الجمهوري ديفيد ستوكمان , بأنه يكاد يتقيأ من الأكاذيب التي أطلقت على منبر الكونغرس , في محاولة لإقناع دافعي الضرائب الأمريكيين إلى مواصلة رعايتهم لنظام كييف ,  فيما اعتبر المرشح لمنصب حاكم ولاية كنتاكي ، جيفري يونغ ، إن كل من صوّت في الكونغرس لصالح تقديم مساعدةٍ جديدة لأوكرانيا هو راعٍ للنازية , وعبر عن اشمئزازه من تصويت الديمقراطيين لصالح تزويد حكومة النازيين الأوكران بأسلحة جديدة وبأموال إضافية , كذلك انتقد الجمهوري مات جويتز مهزلة "التصفيق" لزيلينسكي , وأكد أن الولايات المتحدة تدفع نحو تفاقم الأزمة وتسهم في إراقة المزيد من الدماء.

كما سخر اّخرون من وقاحة زيلينسكي , الذي لم يز واشنطن لشكرها على كل ما قدمته له , بل ليطالب بالمزيد من الدعم المالي والعسكري , فيما أكدت صحيفة وول ستريت جورنال أن :"خطاب زيلينسكي يثبت رغبته في مواصلة الصراع" , وتحدث اّخرون عن زلة اللسان الجديدة للرئيس بايدن , الذي اختلط عليه الأمر ما بين زيلينسكي وبوتين بقوله :"إن بوتين وروسيا منفتحان على مفاوضاتٍ سلمية لحل الأزمة الأوكرانية" , في حين أنه كان يقصد "زيلينسكي وأوكرانيا" , وفوجئ بما نطقه لسانه , وسارع لتصحيح كلامه على الفور وبالقول أن:"الولايات المتحدة ستواصل دعم زيلينسكي".

وفي المؤتمر الصحفي للرئيسين , أكد زيلينسكي أن أوكرانيا "لن تستسلم أبدًا" , وتعهد بأنه لن يكون هناك "تنازلات" في أية محاولة لإنهاء الحرب , وأن المساعدة لأوكرانيا "ليست صدقة" بل هي "استثمار في الأمن العالمي" , كذلك ذكر بايدن أن بلاده ستستمر بدعم أوكرانيا , وأن "الشعب الأمريكي مستعد للوقوف في وجه المتنمرين وسيدافع عن الحرية" , وسنبقي معاً شعلة الحرية مشتعلة" .

بات واضحاً أن ما كل ما يتحدث عنه الجانب الأمريكي على المستويين السياسي والإعلامي, حول عملية التفاوض مع روسيا , لإنهاء الحرب , لا تعدو أكثر من أكاذيب وأضاليل , تبحث من خلالها عن تحضير الأرضية للإنتقال إلى مراحل الجديدة من الصراع , وبات مؤكداً أنها لا تبحث عن السلام , بل على العكس تبدو بأنها تمتلك الكثير من الجدية والإصرار على تحطيم الإقتصاد الروسي بالكامل , وإذلال الرئيس فلاديمير بوتين , والمضي قدماً في مخطط تقسيم الفضاء الجغرافي الروسي والأوراسي , دون أن تحاول تقييم ما تتعرض له أوكرانيا من تدمير , ومدى قدرتها على الإستمرار بالقتال , في وقتٍ لا تهتم فيه الإدارة الأمريكية سوى بإستمرار الحرب والسير على طريق إضعاف روسيا وإنهاكها عسكرياً وإقتصادياً , بالتوازي مع عملية التفتيت الأمريكي التي تفرضها واشنطن على حلفائها الأوروبيين , وتحديداً دول الإتحاد الأوروبي , فهزيمة اليورو تعني لواشنطن أكثر من مما تعنيه هزيمة وسقوط أنظمة "القطيع الأوروبي".

منذ ما قبل العام 2014 , كان الهدف الأمريكي جر روسيا إلى ميدان الصراع العسكري في أوكرانيا , وإلحاق بها الهزيمة , لكنها فوجئت بقوتها العسكرية خصوصاً في مجالي السلاح الجوي والصاروخي بشكلٍ رئيسي , ناهيك عن قوتها الاقتصادية ودقة حساباتها المالية والسياسية والإعلامية والدبلوماسية , وتحالفاتها الإستراتيجية مع الصين وكوريا الشمالية وإيران , ما جعل مهمة واشنطن تبدو مستحيلة , فعمدت إلى محاولات إبعاد موسكو عن حلفائها , وإشغالهم بملفاتٍ أخرى , تكون على درجة من الخطورة لجعلهم يهتمون بأمن واستقرار دولهم , عبر زعزعة الداخل والمحيط الحيوي لكل منهم , بما يمس سيادتهم ووحدة بلادهم وأنظمتهم السياسية حتى.

فقد كانت على وشك الاتفاق والتوقيع مع إيران حول ملفها النووي , لكنها مارست جميع أشكال الخداع والمرواغة والإستفزاز , لتأجيل توقيع الاتفاق , حتى خرج الرئيس بايدن ليقول أمس الأول , أن الاتفاق النووي مع إيران "قد مات" , وبذلك استهلكت حوالي 10 أشهر منذ بدء العملية العسكرية الروسية في شباط /فبراير 2022 , مقابل أن تجعل من إيران دولةً محايدة في الصراع الروسي – الدولي في أوكرانيا , وتحرم موسكو من مؤازرة حليفها الإيراني , بالإضافة لإنشغال إيران في المشهد الداخلي , وزعزعة الاستقرار والتخريب المنظم في مشهد مشابه لمشروع "الربيع العربي" , والذي تم دعمه وتصديره وقيادته من خارج البلاد , بالإعتماد على قوى المعارضة الخارجية ومؤيديها وعملائها في الداخل.

كذلك الحال بالنسبة إلى الصين , التي حاولت إشغالها وتهديد أمنها القومي وسيادتها ووحدتها , عبر نسف "مبدأ الصين الواحدة" عبر حكومة تايوان – الإنفصالية وقواتها المسلحة بعد أن قدمت لها كافة أشكال الدعم السياسي والمالي والعسكري , هذا من جهة , ومن جهةٍ أخرى حاولت إشغالها أيضاً بعدة أزمات سياسية مع دول المنطقة وبالتصعيد مع اليابان وغيرها , وبفتح باب جهنم في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي , بالإضافة إلى الفخ والإغراء الإقتصادي لإلهاء الصين بالعلاقات والإتفاقات التجارية والإستثمارات مع عدد من الدول الحليفة لواشنطن في المنطقة العربية والخليجية , وكل هذا بهدف إبعاد الصين وهي الحليف الإستراتيجي لروسيا , لكن المناورات الصينية – الروسية الأخيرة كانت بمثابة الرد الصيني الواضح على تمسكها بعلاقاتها وتحالفها الإستراتيجي مع موسكو.

كذلك كثفت ضغوطها وحصارها على سورية , وتركيا , وبيلاروسيا , وكوريا الشمالية , وكافة حلفاء موسكو , بهدف عزلها وحرمانها من مساندتهم , ونسجت من أضاليلها وأكاذيبها بروباغندا إعلامية – سياسية للضغط على كافة حلفاء موسكو , واتهمت إيران بتوريد المسيرات والصواريخ ومختلف أنواع الأسلحة , لدعم قوات الدولة الروسية , التي بدأت مخازنها تعاني من شح ونفاذ الأسلحة والذخائر , وبأنها على طريق الهزيمة .

واتبعت مع كوريا الشمالية الأمر ذاته , واتهمها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بتزويد مجموعة فاغنر الروسية بإمدادات عسكرية , كذلك زعم منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي ، جون كيربي ، بأن كوريا الشمالية "زودت روسيا بالصواريخ ودعم مجموعة فاغنر بها" , لكن المخضرمة ماريا زاخاروفا علقت بالطريقة الصينية على مزاعم بلينكن بقولها: "غريب الأطوار ويفسر الأحلام" , كذلك نفت كوريا الشمالية المزاعم الأمريكية , وفعل مؤسس شركة فاغنر ، يفغيني بريغوزين ، الشيء نفسه , وأكد أن أتهامات جون كيربي ليست سوى "تكهنات" .

تبدو الإتهامات والمزاعم الأمريكية حول تلقي روسيا مساعدات عسكرية من حلفائها , ومحاولاتها الحثيثة لمنعها , يشكلان الأمل الوحيد لترويج  بروباغاندا نفاذ الأسلحة الروسية , الأمر الذي سيفتح باب الأمل والتفكير أمام حلفاء واشنطن المغفلين الحالمين بالإنتصار على روسيا وحلفائها.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

24/12/2022  

No comments:

Post a Comment