في زيارة
هوليودية قام بها المهرج النازي فولوديمير زيلينسكي , وحل من خلالها ضيفاً
"كبيراً" على العجوز بايدن الراعي الأول للنازية , حيث مَثَلَ زيلينسكي بين
يدي أسياده في الولايات المتحدة , بثيابه غير اللائقة بمن حضروا عرضه المسرحي الأول
خارج بلاده منذ بداية الأزمة الأوكرانية , والتقى بالرئيس الأمريكي , وألقى كلمةً في
الكونغرس , وسط تهليل نانسي بيلوسي وعشرات الأشرار وتصفيقهم , وهداياهم "الميلادية"
على شكل دعمٍ مالي ومالي – عسكري , في مشهد واضح الغاية والهدف من إستقبال زيلينسكي
كرجل حرب , بهدف ودعم إستمرارها وإطالة أمدها , وفق أجندة المراحل التصعيدية القادمة.
وبالفعل
فقد حصل زيلينسكي على وعود بمساعدات مالية وعسكرية , وأمنية إضافية بقيمة 1.8 مليار
دولار، بعدما وافق مجلس النواب الأمريكي على تقديم 45 مليار دولار من الميزانية الإتحادية
, وعلى 800 مليون دولار من الميزانية الدفاعية , لعام 2023 .
وحول
صدى الزيارة داخل الولايات المتحدة ... لم يرق العرض للكثيرين خارج الولايات المتحدة
وداخلها , وبدا هذا جلياً في سرعة انتقاد عديد الساسة الأمريكيين عبر مواقعهم على تويتر
وفي بعض وسائل الإعلام , حيث سخرت الصحفية الأمريكية الشهيرة كانديس أوينز , من مشهد
ظهوره في البيت الأبيض , كذلك شعر عضو الكونغرس الجمهوري ديفيد ستوكمان , بأنه يكاد
يتقيأ من الأكاذيب التي أطلقت على منبر الكونغرس , في محاولة لإقناع دافعي الضرائب
الأمريكيين إلى مواصلة رعايتهم لنظام كييف ,
فيما اعتبر المرشح لمنصب حاكم ولاية كنتاكي ، جيفري يونغ ، إن كل من صوّت في
الكونغرس لصالح تقديم مساعدةٍ جديدة لأوكرانيا هو راعٍ للنازية , وعبر عن اشمئزازه
من تصويت الديمقراطيين لصالح تزويد حكومة النازيين الأوكران بأسلحة جديدة وبأموال إضافية
, كذلك انتقد الجمهوري مات جويتز مهزلة "التصفيق" لزيلينسكي , وأكد أن الولايات
المتحدة تدفع نحو تفاقم الأزمة وتسهم في إراقة المزيد من الدماء.
كما
سخر اّخرون من وقاحة زيلينسكي , الذي لم يز واشنطن لشكرها على كل ما قدمته له , بل
ليطالب بالمزيد من الدعم المالي والعسكري , فيما أكدت صحيفة وول ستريت جورنال أن
:"خطاب زيلينسكي يثبت رغبته في مواصلة الصراع" , وتحدث اّخرون عن زلة اللسان
الجديدة للرئيس بايدن , الذي اختلط عليه الأمر ما بين زيلينسكي وبوتين بقوله
:"إن بوتين وروسيا منفتحان على مفاوضاتٍ سلمية لحل الأزمة الأوكرانية" ,
في حين أنه كان يقصد "زيلينسكي وأوكرانيا" , وفوجئ بما نطقه لسانه , وسارع
لتصحيح كلامه على الفور وبالقول أن:"الولايات المتحدة ستواصل دعم زيلينسكي".
وفي
المؤتمر الصحفي للرئيسين , أكد زيلينسكي أن أوكرانيا "لن تستسلم أبدًا"
, وتعهد بأنه لن يكون هناك "تنازلات" في أية محاولة لإنهاء الحرب , وأن المساعدة
لأوكرانيا "ليست صدقة" بل هي "استثمار في الأمن العالمي" , كذلك
ذكر بايدن أن بلاده ستستمر بدعم أوكرانيا , وأن "الشعب الأمريكي مستعد للوقوف
في وجه المتنمرين وسيدافع عن الحرية" , وسنبقي معاً شعلة الحرية مشتعلة"
.
بات
واضحاً أن ما كل ما يتحدث عنه الجانب الأمريكي على المستويين السياسي والإعلامي, حول
عملية التفاوض مع روسيا , لإنهاء الحرب , لا تعدو أكثر من أكاذيب وأضاليل , تبحث من
خلالها عن تحضير الأرضية للإنتقال إلى مراحل الجديدة من الصراع , وبات مؤكداً أنها
لا تبحث عن السلام , بل على العكس تبدو بأنها تمتلك الكثير من الجدية والإصرار على
تحطيم الإقتصاد الروسي بالكامل , وإذلال الرئيس فلاديمير بوتين , والمضي قدماً في مخطط
تقسيم الفضاء الجغرافي الروسي والأوراسي , دون أن تحاول تقييم ما تتعرض له أوكرانيا
من تدمير , ومدى قدرتها على الإستمرار بالقتال , في وقتٍ لا تهتم فيه الإدارة الأمريكية
سوى بإستمرار الحرب والسير على طريق إضعاف روسيا وإنهاكها عسكرياً وإقتصادياً , بالتوازي
مع عملية التفتيت الأمريكي التي تفرضها واشنطن على حلفائها الأوروبيين , وتحديداً دول
الإتحاد الأوروبي , فهزيمة اليورو تعني لواشنطن أكثر من مما تعنيه هزيمة وسقوط أنظمة
"القطيع الأوروبي".
منذ
ما قبل العام 2014 , كان الهدف الأمريكي جر روسيا إلى ميدان الصراع العسكري في أوكرانيا
, وإلحاق بها الهزيمة , لكنها فوجئت بقوتها العسكرية خصوصاً في مجالي السلاح الجوي
والصاروخي بشكلٍ رئيسي , ناهيك عن قوتها الاقتصادية ودقة حساباتها المالية والسياسية
والإعلامية والدبلوماسية , وتحالفاتها الإستراتيجية مع الصين وكوريا الشمالية وإيران
, ما جعل مهمة واشنطن تبدو مستحيلة , فعمدت إلى محاولات إبعاد موسكو عن حلفائها , وإشغالهم
بملفاتٍ أخرى , تكون على درجة من الخطورة لجعلهم يهتمون بأمن واستقرار دولهم , عبر
زعزعة الداخل والمحيط الحيوي لكل منهم , بما يمس سيادتهم ووحدة بلادهم وأنظمتهم السياسية
حتى.
فقد
كانت على وشك الاتفاق والتوقيع مع إيران حول ملفها النووي , لكنها مارست جميع أشكال
الخداع والمرواغة والإستفزاز , لتأجيل توقيع الاتفاق , حتى خرج الرئيس بايدن ليقول
أمس الأول , أن الاتفاق النووي مع إيران "قد مات" , وبذلك استهلكت حوالي
10 أشهر منذ بدء العملية العسكرية الروسية في شباط /فبراير 2022 , مقابل أن تجعل من
إيران دولةً محايدة في الصراع الروسي – الدولي في أوكرانيا , وتحرم موسكو من مؤازرة
حليفها الإيراني , بالإضافة لإنشغال إيران في المشهد الداخلي , وزعزعة الاستقرار والتخريب
المنظم في مشهد مشابه لمشروع "الربيع العربي" , والذي تم دعمه وتصديره وقيادته
من خارج البلاد , بالإعتماد على قوى المعارضة الخارجية ومؤيديها وعملائها في الداخل.
كذلك
الحال بالنسبة إلى الصين , التي حاولت إشغالها وتهديد أمنها القومي وسيادتها ووحدتها
, عبر نسف "مبدأ الصين الواحدة" عبر حكومة تايوان – الإنفصالية وقواتها المسلحة
بعد أن قدمت لها كافة أشكال الدعم السياسي والمالي والعسكري , هذا من جهة , ومن جهةٍ
أخرى حاولت إشغالها أيضاً بعدة أزمات سياسية مع دول المنطقة وبالتصعيد مع اليابان وغيرها
, وبفتح باب جهنم في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي , بالإضافة إلى الفخ والإغراء
الإقتصادي لإلهاء الصين بالعلاقات والإتفاقات التجارية والإستثمارات مع عدد من الدول
الحليفة لواشنطن في المنطقة العربية والخليجية , وكل هذا بهدف إبعاد الصين وهي الحليف
الإستراتيجي لروسيا , لكن المناورات الصينية – الروسية الأخيرة كانت بمثابة الرد الصيني
الواضح على تمسكها بعلاقاتها وتحالفها الإستراتيجي مع موسكو.
كذلك
كثفت ضغوطها وحصارها على سورية , وتركيا , وبيلاروسيا , وكوريا الشمالية , وكافة حلفاء
موسكو , بهدف عزلها وحرمانها من مساندتهم , ونسجت من أضاليلها وأكاذيبها بروباغندا
إعلامية – سياسية للضغط على كافة حلفاء موسكو , واتهمت إيران بتوريد المسيرات والصواريخ
ومختلف أنواع الأسلحة , لدعم قوات الدولة الروسية , التي بدأت مخازنها تعاني من شح
ونفاذ الأسلحة والذخائر , وبأنها على طريق الهزيمة .
واتبعت
مع كوريا الشمالية الأمر ذاته , واتهمها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بتزويد
مجموعة فاغنر الروسية بإمدادات عسكرية , كذلك زعم منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس
الأمن القومي الأمريكي ، جون كيربي ، بأن كوريا الشمالية "زودت روسيا بالصواريخ
ودعم مجموعة فاغنر بها" , لكن المخضرمة ماريا زاخاروفا علقت بالطريقة الصينية
على مزاعم بلينكن بقولها: "غريب الأطوار ويفسر الأحلام" , كذلك نفت كوريا
الشمالية المزاعم الأمريكية , وفعل مؤسس شركة فاغنر ، يفغيني بريغوزين ، الشيء نفسه
, وأكد أن أتهامات جون كيربي ليست سوى "تكهنات" .
تبدو
الإتهامات والمزاعم الأمريكية حول تلقي روسيا مساعدات عسكرية من حلفائها , ومحاولاتها
الحثيثة لمنعها , يشكلان الأمل الوحيد لترويج
بروباغاندا نفاذ الأسلحة الروسية , الأمر الذي سيفتح باب الأمل والتفكير أمام
حلفاء واشنطن المغفلين الحالمين بالإنتصار على روسيا وحلفائها.
المهندس:
ميشيل كلاغاصي
No comments:
Post a Comment