Sunday, June 4, 2023

أوكرانيا والصيف الساخن , هل يخطئ بايدن بين باب السلام وباب جهنم - م. ميشيل كلاغاصي


على الرغم من إدراك الولايات المتحدة والناتو وحلفائها الأوروبيين , بإستحالة إنتصار أوكرانيا , على مدى العام الأول للمواجهة , ووسط المشاهد اليومية لتقهقر القوات الأوكرانية وتراجعها , وخسارتها الموقع تلو الموقع , لا يزال فريق الحرب على روسيا يعلن وبشكلٍ شبه منتظم عن تزويد كييف بالمزيد من الدبابات وقطع المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي ومختلف أنواع الأسلحة ، بما في ذلك الطائرات الحربية , وطائرات الهليكوبتر القتالية , على الرغم من إدراكهم بأن تزويدها بدبابات الـ "ليوبارد" أو بطائرات الـ F-16 ، سيحول المواجهة إلى شكلٍ مختلف , و"سيكون الرد الروسي سريعاً وقاسياً " – بحسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.  

إن تزويد أوكرانيا بمئات الدبابات وآلاف المعدات السوفيتية القديمة المتوفرة لديهم خلال عام 2022 , سمح للقوات الأوكرانية بالصمود لمدة عام كامل ، في وقتٍ أظهر فيه فريق الدعم الأمريكي والغربي بعض التحفظ لإرسال الأسلحة الغربية ، لعدم توفرها أصلاً في مستودعاتهم بالكميات الكافية , ولصعوبة إنتاجها خلال وقتٍ قياسي , ناهيك عن مخاوفهم من رؤيتها وهي تنصهر وتتدمر أمام ضربات الجيش الروسي القوي , الأمر الذي سيطيح بمبيعاتهم العسكرية وبسمعة مصانعهم ومنتجاتهم الحربية. 

لقد تسببوا بإحراج القوات الأوكرانية , وبتعرضيها لخسائر ميدانية في عديد المواقع , ناهيك عن خسائرها البشرية , وهذا بدوره دفع إلى طرح الأسئلة الجدية , حول موعد إنهيار الجبهات الأوكرانية بكاملها , وعليه يبدو تردد الغرب واضحاً , حيال التزويد النوعي بالأسلحة الغربية , ويريد التأكد من قدرة القوات الأوكرانية على الإستمرار في القتال ، وإمكانياتها لتحقيق التوازن والإستقرار وأقله على جبهات التماس.

على الرغم من مصالح الولايات المتحدة بإطالة أمد الحرب على روسيا , لكنها في الوقت ذاته , قد تعيد حساباتها وتضبط مساعداتها المالية إن تأكدت من هزيمة أدواتها , ومع ذلك يمكن ملاحظة استمرار الدعم الأمريكي وزيادة تزويد كييف بالسلاح مع نهاية العام الماضي , وهذا يطرح السؤال , هل يعدون العدة لمواجهات الصيف القادم , كما يروج له بعض الساسة الغربيين , ووسائلهم الإعلامية ؟.

ولحين بلوغ ساعة الصفر الصيفية , تبدو القوات الأوكرانية مطالبة بالصمود وبتحقيق الإستقرار على الجبهات , من خلال الإمدادات المخطط لها للفترة الحالية , وتبدو الحاجة ماسة للعمل على كيفية الحد من التقدم الروسي , ولأجل ذلك , تستعد الولايات المتحدة لسيناريوهين محتملين: ستحاول إثارة صدام عسكري بين روسيا وبولندا , وفي حال رفض هذه الأخيرة المواجهة المفتوحة مع روسيا , قد تتخلى الولايات المتحدة عن أوكرانيا , وتتركها لمصيرها , وتنتقل إلى صراع دبلوماسي إعلامي ضد روسيا ، وقد تلجأ إلى استفزاز روسيا عسكرياً عبر مهاجمة أحد حلفائها.

أخيراً ... تبدو الولايات المتحدة بطبيعتها العدوانية , ومحاولاتها التمسك بمقعدها القيادي وبعالمها الخاص الأحادي القطب , أكثر خطورة وجنوناً مما يعتقده البعض , فالسيناريوهات التي يمكن أو لا يمكن توقعها , قد تدفعها لفعل ما لا يحمد عقباه , خصوصاً وأن سيد البيت الأبيض في وضعٍ صحي وذهني صعب , وقد يوافق على ما يخطط له الأشرار في الناتو والإتحاد الأوروبي وفي دولته العميقة , ويخطىء اختيار باب السلام , ويقرع باب "جهنم" النووي.

م. ميشيل كلاغاصي

4/3/2023

 

No comments:

Post a Comment