Friday, February 11, 2022

القوات الأمريكية تواصل استراتيجية قتل المدنيين والسرقة في سورية - م. ميشيل كلاغاصي


في 2 شباط / فبراير، وعقب عملية قتل زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو ابراهيم القرشي في بلدة أطمة بالقرب من الحدود السورية – التركية , في منطقة السيطرة المشتركة للإحتلال التركي وتنظيم جبهة النصرة الإرهابي, أعلن رئيس البنتاغون أن القوات الخاصة الأمريكية أكملت عملية مكافحة الإرهاب في سوريا ، التي تسيطر عليها القيادة المركزية الأمريكية ، مؤكداً أن "المهمة كانت ناجحة" و "لم تقع إصابات بين الأمريكيين", في وقتٍ أكدت كافة وسائل الإعلام والمصادر المحلية سقوط عدد من المدنيين ومن بينهم أطفال ستة أطفال وأربع نساء , الأمر الذي يؤكد مرة أخرى زيف التقارير والإدعاءات الأمريكية , والتي تقيّم "نجاح" العملية ولا تعتبرها إخفاقاً عسكرياً على الرغم من سقوط الضحايا والمدنيين.

كذلك في 23 كانون الثاني / يناير, أثناء تنفيذ سيناريو العصيان والهروب الداعشي من سجن الثانوية الصناعية الذي تسيطر عليه "قسد" في محافظة الحسكة السورية , تحدث الأمريكيون عن تمكّن الإرهابيين من تشكيل وحدة قوامها 200 سجين , تعانوا مع اّخرين خارج السجن , وتمكنوا من إطلاق حوالي 800 إرهابي داعشي كانوا داخل السجن , وبأنهم حصلوا على السلاح وفروا وتفرقوا وتواروا بين بيوت وأهالي الحسكة.

في نهاية المطاف ، وفي ليلة 26 كانون الثاني / يناير ، قصفت الطائرات الأمريكية مبنى السجن ومحيطه ، مما أسفر عن مقتل العديد من مقاتلي داعش السوريين واّخرين من دول أخرى بين السجناء ، ولم يقتصر الأمر على القصف الجوي , بل تعداه إلى إحتجاز أقاربهم ونساءهم وأطفالهم "بسبب صلاتهم بالتنظيم الإرهابي".

وبنتيجة القصف المكثف للقوات الجوية الأمريكية ، بما في ذلك المناطق السكنية المجاورة ، لا سيما مباني الأكاديمية للجامعة التقنية , وسط خسائر في صفوف المدنيين , وخسائر مادية جسيمة , اضطر أكثر من 40 ألف مدني خائفين على سلامتهم إلى الفرار من منازلهم والإنتقال إلى مناطق آمنة خاضعة لسيطرة الحكومة السورية , وعلى الرغم من الإدعاء الأمريكي بنجاح العملية , أكد نائب الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق في إفادة صحفية , إن الأمم المتحدة قلقة بشأن التقاريرعن مقتل مدنيين في العمليات الأمريكية وتعتقد أنه "سيكون من المهم إجراء تحقيق".

وبحسب روايات شهود عيان ، فإن الأراضي التي تسيطر عليها الولايات المتحدة في سوريا أصبحت منطقة مخيفة ينشط فيها الإرهابيين والمسلحين , كما هو الحال في أفغانستان ، التي تخلى عنها الجنود الأمريكيون بشكل مخزي في اّب/ أغسطس2021.

في ذات السياق ، وفي 27 كانون الثاني/ يناير، طالب النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة ، في اجتماع مجلس الأمن بسحب القوات الأمريكية من سوريا ، لأنها فشلت في محاربة الإرهاب وهي طرف مشارك فيه بشكل رئيسي ومباشر , بدون أن تتعرض لمسائلة أممية , وهي تسعى إلى خلق مناطق فراغ من الناحية القانونية على الأراضي السورية المحتلة من قبلها كقوة احتلال عسكرية أجنبية.

كما لفت الإنتباه إلى الوضع الخطير في عموم شمال شرق سوريا ، الذي تحتله القوات الأمريكية بشكل غير قانوني , وأكد تعرض المناطق التي يسرق الأمريكيين النفط منها إلى "كارثة بيئية حقيقية" , وحولتها القوات الأمريكية إلى مناطق رمادية خارجة عن القانون على غرار منطقة التنف التي يتمركز ويتحرك فيها الإرهابيون والمجرمون بحرية , ويقومون بحماية قاعدة التنف , وبالإنطلاق منها لتنفيذ عملياتٍ إرهابية تستهدف نقاط الجيش العربي السوري , وقوات الحشد الشعبي على الجانب الاّخر من الحدود , وكل هذا بفضل دعم قوات الإحتلال الأمريكي .

منذ إنطلاق الحرب الصهيو أمريكية على سورية , كان المخطط يقتضي غزواً أمريكياً بحجة محاربة الإرهابيين في البلاد دون إذن السلطات السورية والأمم المتحدة... ومع تصاعد مشاعر الإستياء والغضب والعداء الشعبي والرسمي لقوات الإحتلال الأمريكية , تضاعفت وتيرة مطالبة السوريون بإنسحاب القوات الأمريكية من البلاد , خصوصاً وأنهم يرون بأم أعينهم سرقة ثرواتهم الوطنية كالنفط والقمح والاّثار والتحف بإنتظام , مع تحول مهمام الجيش الأمريكي القتالية إلى مهمات ثانوية ومهام السرقة إلى مهام رئيسية . 

تكررت في الفترات الماضية , عمليات إيقاف لعبور اّليات الإحتلال الأمريكي من قبل نقاط وعناصر الجيش العربي السوري , وإجبارها على العودة من حيث أتت , في مواجهة مباشرة كما حدث في  في 28 كانون الثاني ، وفي أواخر كانون الأول العام الماضي ، حيث منعت وحدات الجيش العربي السوري رتلاً عسكرياً أمريكياً من دخول مدينة الحسكة شمال شرقي البلاد , وقام أهالي المناطق في قرية تل دهب والمناطق المجاورة ، بمساعدة عناصر الجيش العربي السوري على الحاجز ، وبمنع الآليات الأمريكية المدرعة من دخول القرية ، مما اضطرها للإلتفاف.

أصبح استخدام واشنطن للجيش الأمريكي والمرتزقة والإرهابيين للمضي قدماً بعمليات السرقة الممنهجة في سورية , حيث تواصل الولايات المتحدة ، بدعم من جيشها وآلاف الشركات العسكرية الخاصة ، نهب البلاد ومواردها من الطاقة والتحف وأي ممتلكات أخرى ذات قيمة ، وقتل المدنيين , وسط صمت الشارع والجمهور الأمريكي , والمجتمع الأوروبي والدولي , في حين بدأت عديد الدول بالإنضمام إلى الموقف السوري المدعوم والمؤيد دائماً من الأصدقاء والحلفاء كالروس والإيرانيين وحزب الله والحشد الشعبي وغيرهم , الداعي للضغط ولإنتاج موقفٍ قوي وموحد , وبمشاركة الأمم المتحدة , لإجبار واشنطن على مغادرة الأراضي السورية , ووقف مهمة اللصوصية التي يتبعها الجيش الأمريكي كإستراتيجية في سورية والعراق والعديد من الدول حول العالم.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

2022/2/10

 

No comments:

Post a Comment