Monday, February 7, 2022

جهود جزائرية تساهم في تعليق الإتحاد الأفريقي عضوية "إسرائيل" بصفة مراقب - م. ميشيل كلاغاصي


أثبتت غالبية دول القارة السمراء نضجها السياسي بما يفوق وعي ونضج غالبية أنظمة الدول العربية , من خلال تعليق قرارها السابق بمنح الكيان الإسرائيلي صفة مراقب في منظمة الإتحاد الأفريقي ...

 

ويأتي هذا القرار بمثابة تراجع وإقرار بالخطأ الجسيم الذي تم إرتكابه سابقاً , وهذا ما لم نراه في العالم العربي , وجامعة الدول العربية , والمنظمات القارية والإقليمية التي تضم دول العالم العربي , فالصراع مع الكيان الإسرائيلي هو أساس الصراع العربي – الإسرائيلي ... وهو الكيان الذي لا يزال يحتل أرض فلسطين والجولان السوري وبعض الأجزاء من الأراضي اللبنانية , ولعقودٍ طويلة اعتقد الشعب العربي أن أنظمتهم وعروشهم ملتزمة بسياسة – أم الصبي – وتتصرف على أساس أن فلسطين المحتلة هي البوصلة والقضية المركزية للأمة العربية جمعاء.

لكن ما حصل على أرض الواقع بعد ربع قرنٍ من الصراع , أن وقعت مصر معاهدة سلام مع الإسرائيليين , تبعها الأردن , وبعض الإتفاقيات الإسرائيلية – الفلسطينية , إلى أن اليوم جاء زمن التطبيع المجاني , وعلت أمواجه , لتلتحق بها عدة دول عربية , وبدعم من يشتهي وينتظر , ويقود ويشجع على التطبيع من وراء جباله وكثبانه الرملية .

ويبقى السؤال , لماذا لم يجتمع العرب على تصحيح الخطأ , ولماذا يندفعون نحو ذات المنحدر والهاوية , ومن تراث العرب وأدبياتهم أن قالوا "الرجوع عن الخطأ فضيلة" , وكيف للأفارقة أن يعودوا عن خطأهم وبالإجماع , ويستمر الإندفاع العربي نحو الهاوية بالإجماع أيضاً..! 

فقد قرر الإتحاد الأفريقي اليوم , تعليق قرار منح "إسرائيل" صفة مراقب في المنظمة ، وأيد نشاط وشغف الجزائر وقيادتها لهذا التوجه والقرار , وأعلن تعليق قرار منح "إسرائيل" صفة مراقب فيه , وشكّل لجنة من سبع رؤساء دولٍ في الإتحاد , لدراسة الأمر, وتقديم توصية لقمة الاتحاد الأفريقي , وهي الجزائر , جنوب أفريقيا , رواندا , الكونغو , نيجيريا , الكاميرون.

وبين مؤيدين ومعارضين , انقسم أعضاء الإتحاد في جلسة عاصفة , وخلال ساعات من النقاش المستمر حول مشروع القرار , وبعد أن تم  طرح العديد من الآراء المتباينة ، ما دفع رئاسة الجلسة لإقتراح تأجيل البتّ في الموضوع ، وإحالته إلى قادة الدول الأفريقية في قمتهم العام المقبل , وانتهى التصويت بإعتراض 21 دولة من أصل 54 دولة , بما شكل إجماعاً لدعم تعليق القرار.

وعلى وقع مطالبة وزارة الخارجية الفلسطينية بإلغاء قرار منح "إسرائيل" صفة مراقب , أكد وزير الخارجية الجزائريّ رمطان لعمامرة , أن منح "إسرائيل" صفة المراقب هو "مكافأةٌ غير مستحقةٍ على الإنتهاكات التي ترتكبها بحقّ الفلسطينيّين" وبأنه " لا ينبغي أن تكافأ "إسرائيل" على انتهاكاتها وعلى نظام الفصل العنصري الذي تفرضه على الشعب الفلسطيني" , فيما رحبت الجامعة العربية بقرار التعليق ووصفته بـ "الخطوة التصحيحية" , هي ذاتها الجامعة العربية التي تؤيد الأفارقة والإتحاد الأفريقي لدعم القضية الفلسطينية والفلسطينيين , ولا تقوم من تلقائها بإجتماعات وقمم عربية ومشتركة مع غير دول , لحصار العدو الإسرائيلي سياسياً , وفضح نواياه وممارساته القمعية والإجرامية والعنصرية تجاه الفلسطينيين , وتمسكه بإحتلال الأراضي العربية , واستمرار تمرده وتحديه وقفزه على القرارات الأممية والدولية.

 

وقد رحبت السلطة الفلسطينية ووزارة خارجيتها بقرار قمة الإتحاد الأفريقي ، كذلك فعلت "حماس" ورأت في قرار تعليق العضوية اليوم "إنتصاراً لقيم الإتحاد الأفريقي ومبادئه القائمة على رفض الإحتلال والتمييز العنصري ، وتأييد حق الشعب الفلسطيني في انتزاعه لحقوقه وتقرير مصيره".

المهندس: ميشيل كلاغاصي

6/2/2022

 

No comments:

Post a Comment