Monday, February 14, 2022

بايدن تحول إلى ألعوبة بيد استخباراته ومن يقفون وراء الستار - م. ميشيل كلاغاصي


حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن رؤساء الدول الحليفة من الـ "هجوم" الروسي في 16 شباط / فبراير على أوكرانيا , وفي غضون ذلك ، بدأت الولايات المتحدة في إجلاء موظفي بعثتها الدبلوماسية في كييف , في وقتٍ طالب فيه الرئيس الأوكراني بأدلة على الهجوم الروسي المزعوم , وصرح بأن: "من يملك معلومات وأدلة فليزودنا بها".

لم يتوقف الرئيس بايدن عن البوح بتوقعاته حول الهجوم الروسي المزعوم في 16 شباط , أمام حلفائه وقادة بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا وبولندا ورومانيا وفرنسا ، وكذلك أمام الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ورئيس المفوضية الأوروبية ، وزعم  أن "الغزو" يمكن أن يسبقه ضربات صاروخية وهجمات إلكترونية.

وفي هذا السياق اضطرت وكالة وكالة بلومبيرج الأمريكية للإعتذار وحذف الخبر , بعد تأكيدها أن موعد الهجوم سيكون في 15 شباط.

وقد لوحظ خلال الأشهر الماضية , تركيز وسائل الإعلام الأمريكية على "الغزو الروسي" الاّتي , ونشرت خلال اليومين الماضيين , أخباراً استوحتها من الحملة الدموية التي قامت بها الإدارة الأمريكية , وروجت فيها إلى أن الغزو سيبدأ بعد قصفٍ جوي وحربٍ إلكترونية , يليها الغزو الذي يستهدف تغيير النظام في أوكرانيا , لكن مساعد الأمن القومي للرئيس بايدن "جيك سوليفان" قال إن الإدارة لا تملك مثل هذه البيانات , ولا نستطيع تأكيد أن موسكو اتخذت قرار الغزو , لكنه دعم الحملة الإعلامية , وصرح في مؤتمرٍ صحفي بأن "الغزو" قد يتم قبل أولمبياد بكين , أي قبل 20 شباط.

لكن المتحدثة بإسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا , ردت على كلامه وتحدثت عن "هستيريا البيت الأبيض" وبأن "الأنجلو ساكسون بحاجة إلى حرب , من خلال حياة الناس" ، بالتوازي مع تصريحات لوزارة الخارجية الروسية , أكدت على أن الهجوم الإعلامي المنسق ضد موسكو "يهدف  إلى تشويه سمعة مطالب روسيا العادلة بضمانات أمنية".

ومن اللافت بالأمس , أن يحث الرئيس بايدن الأمريكيين على مغادرة أوكرانيا على الفور وخلال 24 - 48   ساعة , وسط تحذير الخارجية الأمريكية من أنه في حالة تصعيد التوتر في أوكرانيا ، لن تتمكن الولايات المتحدة من إجلاء مواطنيها ، لذلك يتوجب عليهم المغادرة بشكل مبكر , وفي صباح السبت , أعلنت الولايات المتحدة رسمياً مغادرة موظفي السفارة الأمريكية في أوكرانيا , وأبقت على عدد قليل على مقربة من الحدود البولندية , بما يسهل نقلهم برياً في حالة تفاقم الوضع.

في غضون ذلك ، وبحسب الإعلام الأوكراني , أن دبلوماسيين وموظفي القنصليات الروسية , بدأوا بمغادرة البلاد أيضاً , على خلفية الإخلاء الذي أعلنته رسمياً عدة دول غربية ، لكن المتحدثة زاخاروفا لفتت الإنتباه إلى أن "السفارات والقنصليات ستستمر في أداء مهامها الرئيسية".

واليوم تستمر الحركة النشطة للدبلوماسية , إذ جرت محادثة هاتفية بين الوزيرين لافروف وبلينكن , ومحادثة هاتفية بين الرئيسين بوتين وماكرون استمرت لساعة وأربعون دقيقة , بإنتظار نتائج المحادثة الهاتفية التي طلبها الرئيس بايدن مع نظيره الروسي , بالإضافة إلى زيارة متوقعة للمستشار الألماني إلى كييف وموسكو.

لا يمكن توقع ما سيحدث , والترقب والإنتظار هو عنوان عقلاني للحظة والمرحلة , لكن من الواضح أن واشنطن استخدمت الحكومة الأوكرانية وأراضيها , وكذلك ما تطلق عليهم بـ "شركائها" الأوروبيين , في حملتها الإعلامية ضد موسكو والرئيس بوتين , وإن حصل وإندلعت الحرب المحدودة أو أكثر من ذلك , فسيكون الأوكران والأوروبيين وقود الحرب التي اختارتها واشنطن من أجل التفاوض على مكانتها القطبية , وهيبتها وسمعتها , بعدما أطاحت بهما من خلال غطرسة الرؤساء الأمريكيين وإداراتهم المتعاقبة , ولم يبق لها سوى أن تهدد بإشعال النار , مقابل عدم هزيمتها , وبما قد تدعوه إنتصارها.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

12/2/2022

 

No comments:

Post a Comment