Tuesday, May 24, 2022

الأسد "إيران البلد الشقيق والصديق والشريك الوفي" - م. ميشيل كلاغاصي

في وقتٍ تصعب فيه الرؤية المستقبلية لكافة شعوب العالم , وسط "العواصف" التي تدفع بها الإدارة الأمريكية , وكافة أدوات الشرّ التي تتبع سياستها الخارجية , ووسط هواجس الدول للحفاظ على سيادتها ووحدتها وأمنها الوطني والقومي والحيوي , لا تملك الدول سوى التكاتف ورص الصفوف , لمواجهة الظلم والوحشية والحصار والحروب , فما بالكم بالدول والشعوب التي تقاسمت اللقمة , ووقفت جنباً إلى جنب , وكتفاً إلى كتف , لمواجهة المشروع الصهيو أمريكي في المنطقة ... وهذا حال البلدين والشعبين السوري والإيراني منذ ما يزيد على أربعين عاماً ...

ومن خلال زيارة عملٍ هامة ومميزة , قام بها الرئيس بشار الأسد إلى جمهورية إيران الإسلامية , التقى فيها قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي ، ورئيس الجمهورية الرئيس إبراهيم رئيسي , الذي أكد من خلالها على عمق العلاقات وتاريخيتها , وعلى المسار الطويل للتعاون المشترك لمواجهة أهم القضايا والتحديات.

ناقش القادة المستجدات في المنطقة , في ظل النظام الإقليمي والعالمي الجديدان , وسط تأكيد الرئيس الإيراني على أهمية مقاومة الشعب السوري للإرهاب والتكفير ووصفها بـ "الجديرة بالتقدير" , وأن "مستقبل المنطقة وفلسطين تحدده مقاومة الشعوب , وليس طاولات التفاوض واتفاقيات مثل أوسلو وكامب ديفيد وصفقة القرن" ,  كما أكد الرئيس الأسد على " صوابية الرؤى والنهج الذي سارت عليه سورية وإيران في مواجهة الإرهاب" , وعلى ضرورة "الاستمرار في التعاون من أجل عدم السماح لأمريكا بإعادة بناء منظومة الإرهاب الدولية" , وأن تضحيات أبطال المقاومة أعادت فرض حضورها وأهميتها في وجدان العالم العربي والإسلامي".

من جهته , أكد السيد الخامنئي على استمرار الدعم الإيراني لسورية "لإستكمال انتصارها على الإرهاب وتحرير باقي الأراضي السورية ، معتبراً أنّ سورية تحقق انتصاراتٍ تاريخيةٍ بفضل ثبات وشجاعة رئيسها وقوة وصمود شعبها وجيشها".

ومع تأكيد الرئيس الإيراني وقوف إيران "إلى جانب الشعب السوري وحكومته عندما كان بعض القادة العرب وغير العرب في المنطقة يراهنون على وقت سقوط الحكومة السورية" , وبأنها تمتلك "الإرادة الجادة في توسيع العلاقات بين البلدين وخاصةً الاقتصادية والتجارية" , "وستستمر في تقديم كل أشكال الدعم لسورية وشعبها ولا سيما في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم , في وقتٍ أعتبر فيه الوزيرعبد اللهيان أن "الزيارة فتحت أفقاً جديداً في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين".

من الواضح أن الإدارة الأمريكية وأدواتها في المنطقة العربية , لم يستطيعوا فهم طبيعة العلاقات الإستراتيجية السياسية والإقتصادية , وإرتباط المصير والمسار بين الدولتين والشعبين الإيراني والسوري , المبني على مناهضة ومقاومة المشروع الغربي في الشرق الأوسط , الذي اعتمد أساساً على قيام الكيان الإسرائيلي الغاصب ودعم عدوانه وإحتلاله لأراضي فلسطين , والأراضي العربية منذ عدوان 1967 بما فيها الجولان السوري.

أكثر من أربعين عاما ً للنضال المشترك للدولتين والشعبين الصديقين , تحملا فيها عبئ مقاومة الإحتلال الإسرائيلي والمشروع الصهيو- أمريكي , دفاعاًعن الأرض والسيادة والكرامة والمقدسات , مع تفاقم حالة الخذلان والإنقسام العربي والتطبيع , لدعم وحماية واستمرار الإحتلال الإسرائيلي , ودعم مشاريعه التوسعية.

سنوات من النضال والكفاح أثمرت وأنتجت نواة صلبة للمقاومة , ورسمت بتضحياتها وشهدائها نهجاً تُرجم محوراً مقاوماً , أثبت فعاليته في تحرير الجنوب اللبناني وبإنسحاب سلطات العدو الإسرائيلي من غزة , وبفرض معادلات الردع التي حاصرت الكيان وأجبرته على إعادة حساباته التوسعية , ولجوئه إلى مضاعفة إجرامه , وبناء الجدر الإسمنتية للإختباء ورائها , واللهاث وراء الإدارات الأمريكية والتطبيع , للبقاء في المنطقة لأجل حمايته...

إن صمود سورية , وخروجها من عزلتها الدولية التي حاولت الولايات المتحدة فرضها عليها , وعودتها للعب دورها الطبيعي والرائد في المنطقة والإقليم , يدفع أعدائها نحو ماكيناتهم الإعلامية المضللة , لبث الشائعات , ونشر الأكاذيب , والترويج بين الحين والحين , إلى خلافاتٍ سورية – إيرانية - روسية , وإيرانية – روسية , وعن مفاوضات سرية تجريها طهران مع واشنطن والغرب على حساب حلفائها , والحديث عن ضرورة ابتعاد دمشق عن طهران , وعودة سورية إلى "الحضن العربي" , الذي بات بحاجة إلى إعادة تعريف نفسه , وتأكيد هويته العربية , بعد عشر سنوات , للتاّمر على سورية والمقاومة .

في ظل النفاق الأممي , والقيم الأمريكية المزيفة , وسياسة القطيع الأوروبي , وهمجية العدو التركي , ووحشية العدو الإسرائيلي , وانصياع غالبية قادة الأنظمة العربية للهيمنة الغربية , والقلق والإنزعاج الذي يبديه الكثيرون من طبيعة العلاقات السورية – الإيرانية , تقدم كلا الدولتين والشعبين السوري والإيراني , انموذجاً رائعاً في العلاقات الأخوية الصادقة والوفاء واحترام القيم والمثل الحقيقية , حتى لو كره الكارهون.

م. ميشيل كلاغاصي

8/ 5 / 2022

 

No comments:

Post a Comment