Saturday, May 28, 2022

مناورات وتدريبات "عربات النار" الإسرائيلية جعجعة بلا طحين - م. ميشيل كلاغاصي


على الرغم من نجاح واشنطن بتغليف مواقفها الغامضة أصلاً تجاه التوصل مجدداً إلى الاتفاق النووي ، وفي ضوء الماراتونية التي تفرضها على المفاوضات مع جمهورية إيران الإسلامية ، ومن خلال الدعم الذي تقدمه لكيان الإحتلال الإسرائيلي , بهدف مضاعفة ممارساته التوسعية والإجرامية العدوانية , لخلق تهديدٍ عسكري حقيقي وتحديداً ضد إيران , بما قد يؤدي إلى اشتعال حربٍ لاهبة في منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق , حدد جيش العدو الإسرائيلي يوم الـ 29/أيار لإطلاق مناورة "عربات النار" العسكرية ، بمشاركة 20 ألف جندي إسرائيلي , بهدف تعزيز "قوة الردع الإسرائيلية" المفقودة , والموجودة فقط في رؤوس قادته العسكرين الواهمين .. كذلك , وبحسب الإعلام الإسرائيلي , تأتي بهدف الإستعداد للقيام بعمليات عسكرية هجومية , "تكون قادرة على توجيه ضربة عسكرية للمشروع النووي الإيراني" , وبات من الواضح أن بعض مسارحها ستكون في مياه البحر الأبيض المتوسط , وبالقرب من قبرص.

تدريبات أرادها الإسرائيليون أن تحاكي هجوماً ساحقاً على منشآت إيران النووية والعسكرية ، وبنفس الوقت أن تكون محاكاةً لصراع إقليمي يشمل عدة جبهات ، بما في ذلك مواجهة حزب الله في شمال فلسطين المحتلة , والقضاء على قادة حركة حماس , في اشارة واضحة لإستهداف يحيى السنوار ومحمد الضعيف – دائماً بحسب الإعلام الإسرائيلي - .

ومما لا شك فيه , أن قيام العدو بمثل هذه الحماقات الإجرامية , سيؤدي إلى مواجهاتٍ لن يستطيع الجسد الإسرائيلي المتعفن بالهزائم والخوف , والفساد والصراعات السياسية الداخلية , وبالإجماع الدولي على إدانة ممارسات الكيان , وخصوصاً في إغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة , بما يدفع بالوهن والفشل والخيبة إلى إجتياح قلوب جنود الإحتلال وقادتهم وشراذم المستوطنين , وسيسرع في المواجهة التي وعد بها قادة المقاومة وبزوال الكيان الإسرائيلي , تأكيداً لمخاوف أيهودا باراك بزوال "إسرائيل" قبل بلوغ عامها الثمانين .

واستبقت القيادة العسكرية الإسرائيلية , موعد بدء مناورة "عربات النار" , بإجراء تدريباتٍ بحرية في 15/أيار ، فيما بدأت قيادة الدفاع المدني في 16/أيار , بتدريباتٍ في عدد كبير من المناطق المحتلة , كنوع من الإستعداد لأي هجوم إيراني محتمل.

بالتوازي مع ما يقوم به جيش الإحتلال الإسرائيلي من مناورات وتدريبات , بدأ الإعلام الإسرائيلي , بالحديث عن تفاصيل للضربات المفترضة التي ستستهدف المنشآت النووية الإيرانية , وسط إعلان حكومة العدو عن استعدادها لتخصيص تمويل خاص وضخم لمثل هذه المهمات ، وتم وضع خطط لتدريب سلاح الجو الإسرائيلي , لإستهداف نظام الدفاع الجوي الإيراني , بالإضافة إلى المنشاّت العسكرية تحت الأرض .

من الواضح أن سلطات الكيان الغاصب , لم تكن لتجرؤ على إجراء مثل هذه التدريبات والمناورات , لولا الدعم والضوء الأخضر الأمريكي , بالإضافة إلى دعم بعض الأنظمة العربية في المنطقة , وهذا يفسر قرار الولايات المتحدة , بنقل "إسرائيل" ووضعها تحت عناية القيادة المركزية الأمريكية , بعد أن كانت تحت عناية القيادة الأمريكية الأوروبية , وذلك بعد تطبيع العلاقات بين الكيان الإسرائيلي وعدد من الدول العربية , وبإجراء تدريباتٍ عسكرية في شباط الماضي , في ظل القيادة المركزية الأمريكية , بمشاركة قوات الإحتلال الإسرائيلي.

وفي سياق الحملة الإسرائيلية المرافقة للتدريبات والمخططات الخبيثة , يؤكد الإعلام الإسرائيلي أن الولايات المتحدة ستشارك في المناورات الإسرائيلية , خصوصاً سلاح الجو الأمريكي وتدريبات تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود في الجو , وبأنها وتستعد لإحتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران.

لا يمكن قراءة حقيقة النيات الأمريكية والإسرائيلية المشتركة , ودرجة التهويل التي يمارسانها , فالسعي إلى التصعيد العسكرية في المنطقة لن يكون نزهةً , مع توحيد جبهات حركات وفصائل وأحزاب المقاومة من فلسطين المحتلة إلى لبنان والعراق واليمن , مروراً بدمشق ووصولاً إلى طهران , ولن تجدي نفعاً مع قوة محور المقاومة الضاربة والمتنامية يوماً بعد يوم , أية مناوراتٍ أو تدريباتٍ إمريكية – إسرائيلية , وعلى الرئيس الأمريكي وإدارته اللجوء إلى قراءة متأنية , والتعقل , وتكثيف الجهود الضرورية لتذليل العقبات والمعوقات , والكف عن الألاعيب وإضاعة واستهلاك الوقت , والسعي الجدي للتوصل إلى الإتفاق النووي مجدداً , بعيداً عن دسائس ووساوس الرؤوس الحامية في الكيان الغاصب وبعض دول المنطقة , والكف عن استفزاز إيران وسورية , فجولة الحرب القادمة ستكون كارثية النتائج على الكيان الإسرائيلي , وعلى تواجد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط .

المهندس: ميشيل كلاغاصي

23/5/2022

 

No comments:

Post a Comment