Tuesday, May 24, 2022

"زوال الكيان الإسرائيلي" بات أقرب مع تصاعد العمليات البطولية - م. ميشيل كلاغاصي


على الرغم من قوتها العسكرية والمالية الإقتصادية والدعم اللا محدود الذي تحصل عليه سلطات الإحتلال الإسرائيلي المؤقت من الولايات المتحدة الأمريكية , وعديد الدول حول العالم , إلا أنها بدأت تعاني أكثر فأكثر من فوبيا محور المقاومة , وتنامي قدراته , وتوحيد جبهاته , فضلاً عن المقاومة الشعبية للشباب الفلسطيني في الداخل , وبدأ التعامل مع هاجس زوال الكيان الإسرائيلي بجدية أكبر , ولم يعد الحديث عن زوال الكيان الإسرائيلي يقتصر على الجانب المقاوم من دول وأحزاب وفصائل المقاومة ومفكرين وكتاب ومحللين , فالإعلام الإسرائيلي أيضاً بدأ بنقل تحليلات الصحف الإسرائيلية وتصريحات بعض النخب من المتقاعدين العسكرييين والسياسيين السابقين والضالعين في مراقبة تطور الأحداث ومعادلات الردع , وما يمكن أن تحمله الأيام القادمة للمستقبل القريب.

وطرأ تطور كبير لمفهوم الردع المقاوم لدى الإسرائيليين , الذين بدأوا بإستيعاب أنه لا يعني حجم القوة العسكرية والأسلحة النوعية المتطورة التي بحوزتهم , بقدر ما يعني قدرة الإحتمال , أمام العمليات البطولية التي ينفذها الشباب الفلسطيني , وقدرة الصواريخ والمسيرات الفلسطينية , ومثلها من الصواريخ والقذائف الدقيقة والمسيرات التي أعلن عنها صراحةً سماحة السيد حسن نصر الله , بالإضافة إلى الإمكانات الكبيرة التي يملكها الحشد الشعبي وكتائب حزب الله العراق وأنصار الله في اليمن , ناهيك عن قدرات الدولتين السورية والإيرانية , وهذه بمجملها تشكل قدراتٌ هائلة , تضاف إلى الإصرار والعزيمة والإرادة الصلبة للتحرير والإنتصار, وباتت ضامنة وكفيلة بسحق قدرات التحمّل في الداخل الإسرائيلي , وبتحويل غطرسته وأحلامه إلى كوابيس .

ومؤخراً , نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت مقالاً لرئيس الحكومة ووزير الحرب ورئيس أيهودا باراك , تحدث فيه عن مخاوفه من زوال إسرائيل خلال السنوات الخمس القادمة , وقبل احتفالية العيد الثمانين لقيام الكيان الإسرائيلي , كذلك عنونت صحيفة هاّرتس "إسرائيل ستدفع الثمن إن بقيت" , واستفاضت بالحديث عن الخسائر العسكرية والتجارية والمالية , وفي مختلف القطاعات , الزراعية , والثروة الحيوانية , والسياحية , وتعطل حركة المطارات والقطارات , وتكاليف النزول إلى الملاجئ ونقل المستوطنيين إلى أماكن اّمنة , في المواجهات القادمة مع الفلسطينيين وحدهم.

كذلك ما يدور من مناقشاتٍ تحليلية على شاشات التلفزة الإسرائيلية , والتي تؤكد قناعة الإسرائيليين بأنهم فقدوا قدرتهم على إدارة جولات المواجهات القادمة وإيقافها وقتما يشاؤون ... ناهيك عن الصعوبات التي بدأت ترخي بذيولها لتسويق الرواية الإسرائيلية حول العالم , التي تعتمد عليها سلطات الإحتلال لتبرير همجيتها ووحشيتها وجرائمها وعدوانها على المقدسات الإسلامية والمسيحية , واستباحة المسجد الأقصى , والمدن والبلدات والبيوت والإعتداء والعنف وضرب النساء والمسنين والأطفال الفلسطينيين , وإطلاق الرصاص الحي عليهم وقتلهم بدون أي مبرر.

في وقتٍ تتصاعد فيه وتيرة العمليات البطولية التي بنفذها الشباب الفلسطيني , للرد على وحشية الإحتلال وجرائمه ولردعه , كما حصل مؤخراً واستطاع البطل ضياء حمارشة تنفيذ عملية إطلاق نار بطولية فريدة من نوعها في بني براك وسط تل أبيب , وكذلك أبطال عملية "إلعاد" في شرقي تل أبيب , التي نفذها الشابين أسعد يوسف أسعد الرفاعي ، وصبحي عماد صبيحات , وعلى الرغم من تمكن السلطات الإسرائيلية من الشهيد ضياء الحمارشة , ومن إلقاء القبض بطلي عملية "إلعاد" , من خلال عمليات استنفار لكافة أجهزة الأمن والإستخبارت والاّلاف من عناصر الجيش , وبإستخدام التقنية الإلكترونية وأنظمة المراقبة المتطورة , بمساعدة مروحيات الشرطة الإسرائيلية وهذا إن دل فإنما يدل على القلق والخوف والإرتباك , والشلل الدماغي للعقل الإسرائيلي , الذي لم يعد قادراً على منع هكذا عملياتٍ بطولية , وأنه لم يعد بإمكانه الإبقاء على احتلاله وتنفيذ بطشه وجرائمه بحق الفلسطينيين بدون عقاب , وبات عليه دفع الثمن , وأن إلقاء القبض على الشباب المقاوم , لن توقف العمليات , في ظل تمادي قوات الإحتلال , وعدم إمتثالها للحق الفلسطيني , وسيبقى العمق الإسرائيلي هدفاً يحاصر المستوطنين والأمنيين وعناصر الجيش والشرطة الإسرائيليين بالخوف , وبهاجس زوال الإحتلال والكيان الغاصب , وبأن أرض فلسطين وبيوتها لن تكون اّمنة لهم بعد اليوم .

المهندس: ميشيل كلاغاصي

9/5/2022

 

No comments:

Post a Comment