Saturday, July 9, 2022

الفشل والهزيمة يدفعان واشنطن للإنتقام وتدمير العالم - م. ميشيل كلاغاصي


على الرغم من شراسة المعارك العسكرية والسياسية والإعلامية التي تقودها الولايات المتحدة ضد روسيا والصين , إلاّ أنها تحصد يوماً بعد يوم تراجع مكانتها وهيبتها على المسرح الدولي , وتلحق بنفسها الهزيمة تلو الهزيمة خلال تحديها القوة الصينية المتنامية , وبفرض حزم العقوبات المتتالية على موسكو بهدف "تدمير الإقتصاد الروسي" , الأمر الذي انعكس بإحتلال الروبل مكانة مرموقة في سوق العملات الدولية , وساهم بدعم الإقتصاد الروسي , وبعلو إضافي لمكانة الكرملين حول العالم , في الوقت الذي انعكست فيه والخطط  والمعارك الأمريكية - الأطلسية سلباً على الإقتصاد الأمريكي ودول المعسكر الغربي التابعة بالدرجة الأولى .

فقد أدت سياسة العقوبات التي فرضتها واشنطن على إمدادات الطاقة الروسية , إلى ارتفاعٍ غير مسبوق في أسعارها العالمية ، وانعكس زيادةً كبيرة على أسعار المحروقات والمواد الغذائية والكهرباء وغير ذلك , في الولايات المتحدة وعموم أنحاء العالم .

ومن اللافت , أن يكتشف الأمريكيين والأوروبيين , أن محاولة خنق وتدمير الإقتصاد الروسي , منحت موسكو فرصة إدخال زبائن ومشترين جدد , أظهروا استعدادهم للحصول على النفط والأقماح ومختلف الصادرات الروسية , بالعملة والشروط الروسية , ووقعت المفاجئة , وارتدت العقوبات على من فرضها , والهزيمة على من قرر المواجهة , بحسب أجندة البيت الأبيض والبنتاغون , وعبر خندق الناتو العسكري .

وعلى قاعدة راحت السكرة وأتت الفكرة , بدأ صراخ بعض الساسة الأوروبيين يعلو , تأكيداً بأن الولايات المتحدة ومن تبعها من القادة الأوروبيين , تسببوا بتردي الإقتصاديات والصناعات الأوروبية , من خلال العقوبات على روسيا , وتمنى رئيس الوزراء الإيطالي على شركائه الأوروبيين "وقف الضغوط والعقوبات على روسيا , للحد من تراجع إقتصاد الإتحاد الأوروبي أمام الإقتصاد الروسي".

لقد أدى التضخم ، وارتفاع أسعار البنزين والمنتجات الغذائية ، وانحدار الأسواق المالية ، لإشاعة القلق داخل الولايات المتحدة والعواصم الأوروبية بالدرجة الأولى , وأكد فشل المخططات الأمريكية , وسياسات تدمير الدول والإقتصاديات الأخرى , وجرّ العالم إلى سباق التسلح وتشكيل التكتلات والأحلاف العسكرية الجديدة ، وزج الدول في قتال الدول للقضاء على أعداء أمريكا .

ولأجل استنزاف روسيا والدول الأوروبية على حدٍ سواء , ولأجل ما خفي من النوايا الأمريكية , تجاه أدواتها ومن تدعوهم حلفائها وشركائها الأوروبيين , اقترحت واشنطن في عشية قمة مدريد ، وما نسبته لقيادة الناتو , والحاجة لزيادة أعداد قوات التدخل الأطلسية من 40 إلى 300 ألف جندي , على الحدود الروسية وتوسيع وجود الناتو في أوروبا ، الأمر الذي يضع إشارات الإستفهام حول هدف هذا المقترح , وخطورة أن يؤدي إلى صدام عالمي جديد جراء النوايا والإجراءات المتهورة لواشنطن وحلف شمال الأطلسي.

في الوقت ذاته ، يتخذ توسع الناتو في الشرق الأقصى شكل المواجهة مع الصين , خصوصاً بعد الإعلان عن  المفهوم الإستراتيجي الجديد لحلف الناتو , بأن الصين تشكل " تهديداً " للأمن والإستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ , بما يبرر لواشنطن دعمها للإنفصاليين في تايوان .

كيف يمكن للعالم أن يقنع الولايات المتحدة بالنتائج التي تمخضت عنها مرحلة تسيدها وتفردها بقيادة العالم , والتي أدت إلى نهاية عالم القطب الواحد , وبأنه لا جدوى من الإنتقام وإغراق العالم في الفوضى الجيوسياسية والتجارية والإقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية , بما يهدد الحياة على سطح الكوكب.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

3/7/2022

 

No comments:

Post a Comment