Sunday, July 31, 2022

موسكو ترد على حزمة العقوبات السابعة بتوسيع لائحة الدول غير الصديقة - م. ميشيل كلاغاصي


في 21 يوليو/ تموز, أطلق الإتحاد الأوروبي الحزمة السابعة من العقوبات المفروضة على دول الإتحاد الروسي , والتي طالت 48 شخصية غالبيتها شخصيات سياسية , بالإضافة إلى 7 منظمات وكيانات رسمية قانونية , بما في ذلك حظر تصدير الذهب الروسي , بالتوازي مع قراره تخفيف عدد من القيود المالية المفروضة على صادرات النفط والغذاء وقطاع الطيران المدني الروسي , وبتمديد جميع العقوبات على روسيا لمدة 6 أشهر.

لم يكن تحالف واشنطن وبعض الدول الأوروبية والناتو والإتحاد الأوروبي وتركيا و"إسرائيل" , موقفاً سياسياً لدعم أوكرانيا فحسب , بل كان تحالفاً عسكرياً عدائياً , عبر عن نفسه , بإعلان أهدافه "بتدمير الإقتصاد الروسي" , وفرض انضمام أوكرانيا وغيرها إلى حلف الناتو , وما يعنيه من تهديدات مباشرة للأمن القومي الروسي , ووصول الناتو إلى الحدود الروسية , وما تبين لاحقاً بأنها حرب عزلٍ وحصار للدولة الروسية , والقضاء على قطاع الطاقة فيها من إنتاج وتصدير وخطوط عبور, تحت عنوان العقوبات التي جاءت عبر حزم عديدة , طالت كافة مفاصل ومجالات الحياة الحيوية للدولة الروسية , فكان لا بد للدولة الروسية أن تعيد بناء علاقاتها مع عديد الدول , بما يتوافق مع الواقع الجديد , وأعدت لائحة الدول غير الصديقة , "التي اتخذت إجراءات غير ودية ضد الإتحاد الروسي والكيانات القانونية والأفراد الروس" - بحسب الرئيس بوتين - , وهي اللائحة الثانية بعد أن شملت الأولى تصنيف واشنطن وجمهورية التشيك كدول معادية.

كان لا بد للقائمة الروسية الثانية , أن تراعي التغير الجزئي الطارئ على بنية النظام العالمي الذي حصل خلال الأشهر الأولى لإنطلاق المواجهة , وإعادة تصنيف جيرانها وبعض "أصدقائها" وأعدائها , من خلال إعلانها عن "الرد الروسي القاسي".. وقد ضمت اللائحة , الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكوريا الجنوبية واليابان وأوكرانيا وسويسرا وسنغافورة ، إلى جانب 15 دولة فرضت عقوبات على روسيا.

لم تكن تأتي لائحة الدول غير الصديقة بالنتائج التحذيرية المرجوة , واستمرت واشنطن بقيادة قطيعها نحو إضافة المزيد من حزم العقوبات , فكانت الحزمة السادسة والسابعة , وبما يشي بأنه مسار تصاعدي بلا نهاية , ومع وصول المواجهة العسكرية الشهر الخامس , ووضوح الجزء الأكبر لنتائج المعارك العسكرية والسياسية والإقتصادية والمالية وحتى الإعلامية , التي تجزم بإنتصار روسيا , وبات الجلوس على طاولة المفاوضات أمراً عقلانياً , من شأنه الحد من خسائر واشنطن والدول التابعة , مع سقوط بوريس جونسون في بريطانيا , وتمايل ماكرون قبيل سقوطه المتوقع , وإنهيار الحكومة الإيطالية , وتصدع حكومة شولتز في ألمانيا ... إلخ.

على الرغم من تصريح المتحدثة بإسم البيت الأبيض جين ساكي , بإن الولايات المتحدة قد تناقش تخفيف العقوبات مع موسكو في حال إتجاهها لخفض التصعيد في أوكرانيا , لكن واشنطن لا تزال تبحث عن المزيد من حزم العقوبات لفرضها على روسيا , وترفض فكرة توقف الحرب , وتسعى لإطالة أمدها واستنزاف روسيا وكافة الدول الأوروبية , سواء كانوا من أفراد قطيعها أم من خارجه , الأمر الذي يؤكد نية واشنطن بتدمير القارة الأوروبية , والقتال ليس حتى اّخر أوكراني فقط , بل حتى اّخر أوروبي .

فكان على الجانب الروسي , إصدار اللائحة الثالثة للدول غير الصديقة , كرد مباشر على استمرار الهجوم الذي تقوده الولايات المتحدة , عشية موافقة الإتحاد الأوروبي على  الحزمة السابعة من العقوبات على روسيا , وبحسب رئيس الوزراء الروسي: فأن "اللائحة التي وافقت عليها الحكومة ليست نهائية , وقد تتوسع مع استمرار الأعمال العدائية تجاه البعثات الروسية في الخارج".

كذلك حددت الحكومة الروسية , أعداد موظفي السفارات والقنصليات على الأراضي الروسية , بالنسبة لليونان 34 ، والدنمارك 20 ، وسلوفاكيا  16 , ومنع كل من سلوفينيا وكرواتيا من توظيف المواطنين الروس في بعثاتهم الدبلوماسية والمراكز القنصلية.

لم يكن توسيع لوائح الدول غير الصديقة مفاجئاً , بل المفاجىء هو استمرار غالبية هذه الدول بالسير وراء السياسة الخارجية الأمريكية ومخططاتها ضد روسيا , وتجاهلهم مصالح شعوبهم , وانخراطهم غير المبرر في عملية تسليح حكومة النازيين الأوكران كما تفعل الدنمارك , وبإرسال المقاتلين إلى أوكرانيا كما هو الحال بالنسبة إلى كرواتيا , وبإيقاف منح التأشيرات للمواطنين الروس كما يحصل في سلوفينيا , ناهيك عن الحملات الإعلامية العدائية , والتطاول على تاريخ روسيا , واستهداف رموزها , وفنونها وفنانيها ورياضييها وعظمائها , وبحسب المتحدث بإسم الكرملين ديمتري بيسكوف : إن إدراج الدول على لوائح الدول غير الصديقة لروسيا , سيترتب عليه تخفيض حجم ومستوى إتصالات تلك الدول مع موسكو , وقد تكون له عواقب أخرى.

م. ميشال كلاغاصي

24/7/2022

 

No comments:

Post a Comment