Saturday, July 9, 2022

واشنطن تطلع وتوافق سراً على الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا - م. ميشيل كلاغاصي


نشرت مؤخراً صحيفة وول ستريت جورنال تقريراً , تحدثت فيه عن التنسيقٍ السري ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وسلطات الكيان الإسرائيلي المؤقت , حول العديد من الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا , وحول قيام كبار مسؤولي القيادة المركزية الأمريكية بمراجعة العديد من خطط الهجوم قبل تنفيذها والموافقة عليها.

حيث دأبت سلطات الكيان الإسرائيلي على تقديم روايةٍ مزورة  لتبرير إعتداءاتها , على أنها ضرباتٌ تستهدف القوات الإيرانية أو قوات حزب الله اللبناني , المتواجدة على الأراضي السورية , في الوقت الذي تتسبب فيه تلك الإعتداءات بإزهاق أرواح عناصر من قوات الجيش العربي السوري , وقد أسفر الإعتداء االأخير على مطار دمشق الدولي إلى تعطيل المطار وإصابته بأضرار بالغة في مهبطي الطائرات فيه , الأمر الذي تسبب بخروجه عن الخدمة.

وبحسب الصحيفة , فقد أكد لها مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون , أن التنسيق المشار إليه , يمر عبر القوات الأمريكية المتواجدة في قاعدة التنف جنوب سوريا وعلى الحدود السورية – الأردنية , وبأن غالبية الإعتداءات التي استخدمت تلك الأجواء حظيت بموافقة أمريكية .

ومن الجدير ذكره أن الإعتداءات الإسرائيلية التي تم تنفيذها عبر أجواء قاعدة التنف منذ عام 2017 , بهدف الحصول على تغطيةٍ أمريكية لتجنب الدفاعات الجوية السورية , وبأن الإسرائيليون يبلغون القيادة الأمريكية المركزية بخطط الهجوم في وقتٍ مبكر للعملية , والتي بدورها تقوم بمراجعتها وإبلاغ وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكيين بها . 

وذكر التقرير أن "الولايات المتحدة لا تراجع جميع العمليات الإسرائيلية داخل سوريا ، ولا تساعد "إسرائيل" في تحديد أهدافها" , وبأن العديد من الإعتداءات نفتها قوات الإحتلال الإسرائيلي بعيداً عن قاعدة التنف , "بما فيها الإعتداء على مطار دمشق الدولي" .. مهما يكن من أمر التنسيق الأمريكي – الإسرائيلي حول الإعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية , لكن واشنطن حتى اللحظة لم تعلن بوضوح تأييدها لتلك الإعتداءات , كذلك لم تدينها أبداً .. في وقتٍ نفذت فيه القوات الأمريكية نفسها , إعتداءاتها العسكرية على نقاط تمركز الجيش العربي السوري والمدنيين , ولم يختلف سلوكها العدواني الإجرامي عن السلوك الإسرائيلي.

وبحسب وسائل الإعلام االأمريكية , يتواجد على الأراضي السورية حوالي 1000 جندي أمريكي , يتمركزون في مناطق شرق سوريا , تحت عنوان دعم ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية", التي يقودها الأكراد الإنفصاليين , والذين يعملون على محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي ,  لكن قوات الإحتلال الأمريكي , تمارس أقصى الضغوط الإقتصادية على الدولة السورية , من خلال العقوبات الخانقة , بالتوازي مع تقوم به من سرقةٍ موصوفة للنفط والقمح السوري , بهدف إطالة أمد الحرب على سوريا , وحرمان شعبها من خيرات وثروات بلاده , ناهيك عن مئات أطنان الأسلحة التي تدخلها للأراضي السورية ’ بما يضع إشارة الإستفهام حول الطرف الذي تقوم واشنطن بتسليحه بشكلٍ غير شرعي على الأراضي السورية , وما هي المهام والأهداف التي تسعى نحو تحقيقها عبر أطنان السلاح المهرب .  

من خلال التقرير الذي نشرته الـ وول ستريت جورنال , وعديد المقالات الأمريكية المنشورة في وسائل الإعلام الأمريكي , يبدو واضحاً أن واشنطن تتجه نحو الإختباء , وعدم تصدر مشهد الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا , وخصوصاً بعد إستهداف مطار دمشق الدولي , وسقوط كافة الأقنعة الإسرائيلية أمام العالم , وسط خشية واشنطن من تحمّل تبعات قباحة تلك الإعتداءات إعلامياً وسياسياً وأممياً وقانونياً , فالرواية الأمريكية وما تدعيه من "قيم" و"ديمقراطية" و"إحترام حقوق الإنسان" , بالإضافة لإتهاماتها لروسيا وغير دول بإرتكاب "جرائم حرب" , ستنعكس عليها , وستضعها يوماً أمام قفص الإدانة الأخلاقية والقانونية , بما سيقضي تماماً على الرواية الأمريكية الكاذبة أصلاً.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

21/6/2022

 

No comments:

Post a Comment