Saturday, July 9, 2022

المقاومة اللبنانية حاضرة وقادرة وجاهزة للدفاع عن حدود لبنان وثرواته - م.ميشيل كلاغاصي


أعلن مؤخراً وزير دفاع الكيان الإسرائيلي المؤقت بيني غانتس عبر موقعه على تويتر استعداد قواته للقيام بعملية عسكرية جديدة تستهدف المقاومة اللبنانية , كذلك أطلق تهديداته عبر البيان الذي أدلى به في ذكرى الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، بأن القوات الإسرائيلية تطور سيناريوهات مختلفة لتدمير المعاقل والبنى التحتية لحزب الله.

وأتت تهديداته بالتزامن مع  الخرق الجديد للأجواء اللبنانية , عبر طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي حلقت على إرتفاع منخفض فوق مناطق سكنية في الجنوب اللبناني ، و"اخترقت حاجز الصوت عدة مرات" , بالإضافة لرصد مقاتلات حربية إسرائيلية في سماء ميناء صور الجنوبي ورأس الناقورة - بحسب بيانٍ لقيادة الجيش اللبناني-.

وقد عمدت قيادة الجيش اللبناني لإبلاغ قيادة قوات الأمم المتحدة – اليونيفيل - في لبنان , حول الإنتهاكات الإسرائيلية المستمرة , لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 ، الذي نص على وقف إطلاق النار على الحدود بعد حرب تموز 2006, كذلك سبق للرئيس اللبناني ميشال عون ، في لقاء مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة جوانا ورونيكا ، تأكيده بأن قوات العدو الإسرائيلي : "تواصل انتهاك السيادة اللبنانية واستخدام الأجواء اللبنانية لشن هجمات عدوانية على سوريا".

من جهتها , تحاول تل أبيب تبرير زيادة وتيرة إختراقاتها المتكررة للسيادة والأجواء اللبنانية , على أنها محاولات لتعقب تحركات مقاتلي حزب الله الذين يقاتلون في سوريا إلى جانب الجيش العربي السوري , وفي وقتٍ بدأت تروج فيه إعلامياً لمخاوفها من إحتمالية رد حزب الله , عقب الهجوم الصاروخي الإسرائيلي الإستفزازي الصارخ على مطار دمشق الدولي في 10 حزيران ، في أوضح انتهاكٍ صارخ للقانون الدولي.

ومن خلال دراسةٍ نشرتها صحيفة الغارديان مؤخراً , تحدثت عن 22 ألف عملية إختراقٍ جوي إسرائيلي للأجواء اللبنانية منذ عام 2007 , نفذها عبر طائراته المقاتلة أو الإستطلاعية , إما بعمليات الإختراق الخاطف القصير , وبعضها اختراقات استمرت حوالي أربع ساعات عبر أجواء البحر الأبيض المتوسط , فيما تركزت غالبية تلك الإختراقات فوق أجواء الجنوب اللبناني , وشمالي العاصمة بيروت , والمناطق الحدودية مع سوريا.

وفي السياق ذاته , ومع نهاية شهر أيار ، أفاد المكتب الإعلامي للجيش اللبناني أنه بالإضافة إلى الطائرات الحربية ، قامت طائرة استطلاع إسرائيلية , بإختراق الأجواء اللبنانية , من منطقة شبعا المحتلة وحلقت فوق حاصبيا والعرقوب , كذلك ، شوهد زورق تابع للبحرية الإسرائيلية يدخل المياه اللبنانية قبالة الساحل الجنوبي بالقرب من رأس الناقورة , ناهيك عن سقوط طائرة بدون طيار تابعة للقوات الجوية للعدو الإسرائيلي , نتيجة عطل فني بين عيتا الشعب ورميش في جنوب لبنان , أثناء تنفيذها مهمة مراقبة وجمع معلوماتٍ استخبارية.

خلال سنوات الصراع الطويل بين لبنان والعدو الإسرائيلي , ونتيجة تصاعد الردع المقاوم , وتغيير قواعد الإشتباك , وما تشكله المقاومة اللبنانية من قوة باتت تهز الكيان الإسرائيلي المؤقت , ساسة وقادة عسكريين وجنود وقطعان المستوطنين , وفرضت ميدانياً معادلات الردع الجديدة والمتجددة , ما أجبر قادة العدو لإقامة نظام تحصينات ونقاط إطلاق نار على الحدود , بالإضافة لقلة عديد الجيش الوطني اللبناني , وضعف إمكاناته , ودفاعاته الجوية والبرية والبحرية , يستمر العدو الإسرائيلي بإستغلال هذه الظروف , ويستمر بخروقاته واستباحته للأجواء اللبنانية , واستخدامها لتنفيذ الإعتداءات المتكررة على سوريا  , وسط صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة , والأوروبيين ممن يدعون صداقة لبنان , وعرب التطبيع , وجامعة الدول العربية .

من جهةٍ أخرى , لا يزال الوضع شديد التوتر في منطقة رأس الناقورة ، حيث تعمل السفن الحربية الإسرائيلية بإستمرار , على رفع منسوب التصعيد في المياه البحرية , على خلفية إرسالها سفينة للتنقيب عن الغاز في حقل كاريش ، مما دفع لبنان للإحتجاج وبمطالبة سلطات الكيان الإسرائيلي بالتراجع الفوري وبسحب السفينة , في وقتٍ لم يصدر فيه أي تعليق إسرائيلي حكومي , لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية ألمحت إلى أنه سيتم قريباً إرسال سفن حربية إلى منطقة الحقل "لضمان سلامة إنتاج الغاز".

في الوقت الذي وصل فيه المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكستين إلى بيروت في 13 حزيران ، ولقائه مع المسؤولين اللبنانيين , وسط انعدام الثقة بالدور الأمريكي , يبقى من الثابت أن واشنطن لن تتخلى عن دعم سلطات الكيان الغاصب , وبوكالته الحصرية لمشاريعها في المنطقة.

على الرغم من الأهمية الكبيرة التي يشكلها إكتشاف الغاز واستخراجه بالنسبة للبنان كوطنٍ أنهكته الحروب الداخلية بالوكالة الخارجية , والعدوان الإسرائيلي التوسعي , وسياسة الحصار الإقتصادي والتجويع , والنقص الحاد والمستمر لتأمين الطاقة ، تبقى الحلول الغربية الخبيثة وإغراءاتها , ومحاولات لتمريرها عبر عملاء الداخل المعروفين , ستبقى يائسة وبائسة , فالمقاومة اللبنانية حاضرة وقادرة وجاهزة للدفاع عن حقوق لبنان في ثرواته , ومن ثباتها يستمد الوفد اللبناني في مفاوضات ترسيم الحدود قوته وصلابة موقفه , وبضرورة إنسحاب السفن الإسرائيلية من المياه الإقليمية اللبنانية , وبأنه موضوع غير قابل للنقاش , مع تأكيد سماحة السيد حسن نصر الله :" استعداد المقاومة للدفاع عن لبنان وحدوده البحرية".

المهندس: ميشيل كلاغاصي

29/6/2022

 

No comments:

Post a Comment