Sunday, January 16, 2022

الولايات المتحدة تتهم روسيا بتحدي النظام العالمي - م. ميشيل كلاغاصي


 في سياق دفاعها المستميت عن قطبيتها ومكانتها في العالم , وعدم قبولها بما اّلت إليه نتائج حصادها السياسي والعسكري والتجاري والإقتصادي , وسلوك رؤسائها وخارجيتها ودفاعها وخزانتها , اللا أخلاقيين , خصوصاً في سنوات تفردها بحكم العالم وحتى اللحظة , تبدو اليوم وهي تجتر طعم المرار بغضب غير مسبوق , وبأنها مستعدة لحرق العالم على طريقة نيرون.

 من الواضح أن هيمنتها وغطرستها جعلتها لا تبصر طريقها , وتعمى عن رؤية تطور وتقدم عديد القوى والدول , حتى بات العالم لا يحتمل قطبية أحادية وسيداً أمريكياً متعجرفاً , يعبث بدول العالم , ويقتلع الأنظمة المناهضة لهيمنته , ويمزق المعاهدات والتفاهمات , ويتخلى عن الأصدقاء و"الشركاء" قبل المنافسين والأعداء , تحت عناوين براقة للرواية الأمريكية صاحبة إدعاءات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

ومن الواضح أنها تفتح الجبهة تلو الجبهة مع من تراهم أعدائها وخصوصاً روسيا والصين , بغض النظر عن حجم قدراتها الحالية في مواجهتم , وترمي بجنونها أمام تعقلهم وحكمتهم , وتبحث عن تحقيق النصر الذي لم يعد بمتناولها بسهولة وبالمجان.

أنتوني بليز يُنظّر ويهذي ...!

وفي غمرة ألمها وجنونها , يتهم وزير خارجيتها أنتوني بلينكن الدولة الروسية بتسجيل سابقةٍ خطيرة في أوروبا , عبر تهديد وتحدي "القواعد الأساسية التي يقوم عليها النظام العالمي" ، وبإجبار ودفع "الدول الديمقراطية" في أوروبا نحوالفشل في المناقشات التي تجري المبادىء الدولية الرئيسية الحيوية للسلام والأمن , وكي لا يُساء فهمه ولوضع سهامه في منتصف أهدافها , حاول الإيضاح بالشرح والإستفاضة , لكنه بدا كالمهرج الغبي , وهو يُعنون ويعدد تلك المبادئ , فتحدث عن احترام "حدود الدول وسلامة أراضيها" وبأنه "لا يمكن تغييرها بالقوة" ، كذلك تحدث عن احترام "الحق غير القابل للتصرف لمواطني الدول الديمقراطية في اتخاذ القرارات في بلدانهم وتحديد مستقبلها ، وأعاد التذكير بأن جميع أعضاء المجتمعات الدولية "ملزمون بالقواعد" العامة لهذه المبادئ والتي تتجاوز أوكرانيا لا بل تتجاوز أوروبا , وبأنه على الجميع أن يفوا بإلتزاماتهم الثابتة والحقاظ عليها وتصحيحها إن لزم الأمر.... لا يحتاج بلينكن لمن يذكره بمدى "إحترام" بلاده للقانون الدولي والقواعد العامة للنظام الدولي , وسيادة الدول وسلامة أراضيها , وبحق الدول والشعوب بتقرير مصيرها , حسبه يهذي.

إذ يرى بلينكن أن روسيا بتحديها للولايات المتحدة , تسعى إلى تحدي النظام الدولي بحد ذاته , وتقوض التحالف الأطلسي , ووحدة دوله , وبإجبار الدول الديمقراطية على الفشل , كما يرى أن الغرب لم يقدم لموسكو ضمانات بأن الناتو لن يتوسع شرقاً , وجاء كلامه بالتوازي مع تصريح الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ بأن حلف شمال الأطلسي لن يتنازل أمام روسيا حيال النقاط الرئيسية للأمن.

وسبق للرئيس بوتين قبل نهاية العام المنصرم , أن تحدث عن خداع الناتو حيال التقدم شرقاً منذ تسعينيات القرن الماضي , وتحرك من خلال خمس موجات لتوسيع الناتو , واليوم يتقدم نحو الحدود الروسية.

واقترح الرئيس بوتين بدء مفاوضات جوهرية حول تقديم موسكو ضمانات أمنية موثوقة وطويلة الأجل , في إطار اتفاقيات محددة من شأنها استبعاد أي تحركات جديدة لحلف شمال الأطلسي نحو الشرق الأوربي , وقدمت موسكو مسودة أمنية , دعت الناتو من خلالها الناتو للإبتعاد عن حدودها , ووقف محاولاته لضم أوكرانيا , وطالبت واشنطن وحلفائها بتخلي الناتو عن التوسع شرقًا وبعدم ضم دول الإتحاد السوفيتي السابق للحلف , وبعدم إنشاء قواعدعسكرية فيها وفي الدول غيرالأعضاء في الناتو وعدم التعاون مع هذه الدول.

وتم تحديد موعد بدء نقاشات الضمانات الأمنية , والذي يصادف اليوم العاشر من ك2 / يناير, حيث وصل بالأمس إلى جنيف الوفدان , الروسي برئاسة سيرغي ريابكوف , والأمريكي برئاسة وندي تشيرمان , اللذان إلتقيا مساءً , وناقشا القضايا الثنائية التي سيتناولها الجانبان خلال الإجتماع الإستثنائي لحوار الإستقرار الإستراتيجي الإثنين 10 كانون الثاني/ يناير, ومن المقرر أن ينطلق اجتماع بين حلف شمال الأطلسي وروسيا الأربعاء المقبل في بروكسل ، يليه لقاء مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حول الأزمة الأوكرانية.

وفي ظل غموض الأجواء وتلبدها , كانت الولايات المتحدة وروسيا قد اتخذتا مواقف حازمة قبل هذه المفاوضات , حيث استبعدت موسكو من جهتها تقديم أي تنازلات , فيما حذرت واشنطن من مخاطر حصول الـ "مواجهة" .. ولحين حصول اللقاءات والإعلان عن نتائجها , يبقى الإنتظار والترقب سيدا الموقف.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

10/1/2022

No comments:

Post a Comment