Friday, January 14, 2022

الولايات المتحدة راعية الإرهاب في العراق وسورية وحول العالم - م. ميشيل كلاغاصي


لا يمكن التكهن حول طبيعة الصراع الأمريكي الداخلي , الذي دفع صحيفة نيويورك تايمز إلى نشر مئات التقارير لسجلات البنتاغون السرية حول المدنيين الأبرياء الذين لقوا حتفهم بسبب الضربات الجوية “المتهورة” التي شنها الجيش الأمريكي في العراق وسوريا وأفغانستان , بعد عقود من المباهاة والتفاخر والإدعاءات المزيفة , بالحديث عن أمريكا أكثر دول العالم ديمقراطيةً , لكن وثائق البنتاغون اليوم تؤكد عكس ذلك , وتُثبت بأنها أكثر دول العالم شراً وعدوانيةً


إذ تُظهر الوثائق عكس ما قدمته وكالة الإستخبارات المركزية , حول كيفية حدوث الإستهداف السريع وغير الدقيق في كثير من الأحيان من قبل الطائرات الحربية أو الطائرات بدون طيار في غرب آسيا أثناء الهجمات وقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء وغالبيتهم من الأطفال , من خلال اكثر من 1300 تقرير سري تكشف مئات العمليات التي قامت واشنطن بتنفيذها خلال أعوام 2014 – 2018 – بحسب الـ “نيويورك تايمز” وتقول الصحيفة من خلال البحث والمقارنة, أنه على الرغم من تطابق عديد معلومات الوئائق السرية ووثائق البنتاغون , إلاّ أنها وجدت تناقضات وإغفالاً كبيراً ومتعمداً لبعض المعلومات من قبل البنتاغون ، بما يتعلق بالمواقع التي استهدفت فعلياً وعدد القتلى والجرحى في أعقاب الهجمات, وبما يتعارض مع تقارير البنتاغون , ويثبت الفشل الإستخباري الأمريكي الكبير


تبدو الكارثة أكبر عندما نعود إلى الغارات والضربات الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية في العراق إبان غزوه بكل وحشية ما بين عامي 2003 و 2011 , ولكلام الرئيس باراك أوباما يومها: “نقوم بأكثر حملةٍ جويةٍ دقةً في التاريخ”, واليوم يتأكد للعالم أجمع أن أوباما قد قام بجرائم يندى لها جبين الإنسانية, وأوهم الأمريكيين والعالم ببطولاته الكاذبة, ويحق للعالم اليوم أن يطرح السؤال , مالذي أحدثته 50 ألف غارةٍ جوية نفذتها واشنطن بين عامي 2014 و 2019 وما بعدها وصولاً إلى اليوم , وكم من التدمير والخراب وجرائم القتل وحملات القتل الجوية التي نفذتها واشنطن في العراق وسورية , ومؤخراً على ضفاف نهر الفرات حيث ثَبُتَ قيامها بقتل 120 من المدنيين الأبرياء , في حين جاء إعلام البنتاغون ليدعي استهداف 85 إرهابياً, تحت ذريعة محاربة تنظيم “ داعش” 

 وهذا ليس سوى غيضٌ من فيض ,ويمكن عرض عشرات الأمثلة الأخرى وقعت خلال الأشهر القليلة الماضية ، ففي أيلول/سبتمبر الماضي , ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن غارة بطائرة بدون طيار دمرت عربة محملة بالقنابل في العاصمة الأفغانية , في الوقت الذي أكدت فيه صحيفة الـ “التايمز” أن المستهدفين هم 10 مدنيين ومن عائلة واحدة.
لم يسجل التاريخ سياسةً أقذر من السياسة الأمريكية التي يتّبعها البيت الأبيض , وتنفذها رتبٍ عسكرية أو قاماتٍ سياسية, في وقتٍ يصمت العالم على جرائمهم وهو يراهم يتقلدون الأوسمة والنياشين , عوضاً عن المطالبة بمحاسبتهم على جرائمهم بحق الدول والشعوب وخصوصاً المدنيين


وعلى الرغم من بيان منظمة العفو الدولية في أعقاب الغارة الجوية الأمريكية التي قتلت المدنيين الأفغان العشرة وبأنه: “يجب على الولايات المتحدة الإلتزام بإجراء تحقيقٍ كامل وشفاف وحيادي في هذا الحادث , وبمحاكمة المشتبه بهم , وإطلاع أسر الضحايا على التحقيقات , وتعويضهم “, إلاّ أنه لم يحصل شيءٌ من هذا لم يعد التاريخ والحاضر الأمريكي يخفى على أحد , فقد مارس الأمريكيون القتل حيثما وطأت أقدامهم , وحيث توجهت بوصلة أطماعهم , عبثاً يحاولون إقناع العالم بإعتلائهم لائحة الدول المنتجة والمصدرة للديمقراطية , فيما تؤكد سياستها وأفعالها انها تتصدر لائحة الدول الراعية للإرهاب حول العالم

ميشيل كلاغاصي

3/1/2022

No comments:

Post a Comment