Friday, January 14, 2022

مسودات الخطوط الروسية الحمراء في الأجواء السامة - م. ميشيل كلاغاصي


في محاولة مكشوفة لكسب المزيد من الوقت , أكد الوزير بلينكن بأنه: “لا توجد خطط لعقد اجتماع مباشر بين الرئيس بايدن ونظيره الروسي ، بوجود الحشود العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا” , وأبدى استعداد بلاده “في أوائل العام المقبل” للتفاعل الدبلوماسي, ولخوض مفاوضات أمنية مع موسكو على أساس ثنائي ، عبر الحوار الحالي للإستقرار الإستراتيجي مع روسيا ، من خلال مجلس الناتو وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا
وفي تبادل واضح للأدوار , رفض رئيس حلف الناتو بنس ستولتنبرغ , مسودة المقترح الروسي , بحجة ضرورة التشاور مع دول الناتو الأوروبيين وحكومة أوكرانيا , واستخدم لغة الوعيد ليرفع منسوب التصعيد بقوله: “أي عدوان آخر ضد أوكرانيا سيكون له ثمن باهظ للغاية، سنواصل دعم أوكرانيا سياسياً وعملياً، وسندافع عن سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، وحقها في اختيار طريقها”
بالمقابل قدمت روسيا مسودة أمنية , دعت الناتو من خلالها الناتو للإبتعاد عن حدودها , ووقف محاولاته لضم أوكرانيا , وحددت ضمن بنود مسودة الإتفاقية خطوطها الحمراء وعلى الملاء , وطالبت واشنطن وحلفائها بتخلي الناتو عن التوسع شرقًا وبعدم ضم دول الإتحاد السوفيتي السابق للحلف , وبعدم إنشاء قواعد عسكرية فيها وفي الدول غير الأعضاء في الناتو وعدم التعاون مع هذه الدول
وبإنتظار العام المقبل ( المهلة التي أشار إليها بلينكن ) لم تتوقف روسيا عن حشد قواتها بقوة , على وقع رد بوتين “بإتخاذ تدابيرعسكرية وتقنية إنتقامية مناسبة” على التهديدات والممارسات الغربية “غير الودية” التي تحصل على “عتبة دارنا” بحسب وصفه , لكنه في الوقت ذاته , أكد رغبة بلاده “بتجنب إراقة الدماء” وبالحل عبر “الوسائل السياسية والدبلوماسية” , على الرغم من عدم إرتياحه للضمانات الأمريكية , التي قد “تنسحب منها بكل سهولة وتصبح فجأة خارج دائرة إهتمامها” .. فهل سيقبل الناتو دعوة بوتين للمحادثات “الجدية” , وهل سيكون هناك “إحتواء للتصعيد ” واستجابة للنداء الأول للمستشار الألماني الجديد أولاف شولتس .. هل اقتربت ساعة الصفر؟ أم سيُمنح بلينكن فرصة الأعياد ورؤية سانتا كلوز وهدايا العام الجديد من خلف تحضيرات السلم أم الحرب ؟
من خلال هذه الأجواء يبدو أن لجوء وزارة الخارجية الروسية لنشر مسودة الإتفاقيات بين روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بشأن الضمانات الأمنية , يعتبر بمثابة الإنذار الأخير.. وعليه أكد المتحدث باسم الكرملين استعداد بلاده “لبدء مفاوضات الضمانات الأمنية غداً ” في إشارة لهدر الوقت الثمين الذي طالب به بلينكن , كذلك عبر المرونة الروسية في التعامل مع نصي المسودة , وأنهما لم يوضعا “وفقًاً لمبدأ القائمة ويمكن اختيار أحدهما أو الآخر” – بحسب نائب وزير الخارجية الروسي
من خلال مسودة الإتفاقية مع الناتو, تبدو النوايا الروسية واضحة لجهة الرغبة بالتوصل إلى حلول دبلوماسية وسلمية , بعيداً عن الخصومات والتهديد بالقوة , كذلك تسعى المسودة الروسية للإتفاق الأمني مع واشنطن , إلى عدم لجوء كلا الطرفين لإستخدام أراضي دول أخرى لإعداد أو شن هجمات متبادلة , وهذا يفترض بالضرورة وقف التدريبات , وسيناريوهات استخدام الأسلحة النووية , ونشرها خارج أراضيهما
إن التباين الشاسع بين سياسة كلاً من موسكو وواشنطن , لطالما دفع هذه الأخيرة إلى إعتماد سياساتٍ غوغائية , بعيدة كل البعد عن دعم الإستقرار في العالم , والقفز على مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون , الأمر الذي يدفع الساسة ووسائل الإعلام الروسية , لعدم التفاؤل بموافقة واشنطن على المسودات , مع رفضها منح بوتين والدبلوماسية الروسية فرصة الإنتصار, في تكريسٍ واضح لسلوكها ونهجها “غير الودي تجاه روسيا الذي يخلق أجواءً سامة تحول دون تواصل هادئ ومهني بين البلدين” – بحسب الوزير سيرغي لافروف

ميشيل كلاغاصي

24/12/2021

No comments:

Post a Comment