Friday, January 14, 2022

أوهن من بيت العنكبوت .. تهدد وتتوعد وتبحث عن حل جذري - م. ميشيل كلاغاصي

 
تستحوذ محادثات فيينا على اهتمام العالم , على أمل أن تتوصل واشنطن وطهران والمجموعة الدولية إلى إتفاقٍ سيكون بلا شك بوابة عبور العالم نحو الإستقرار , وهذا مرهون بطبيعة الحال بصدق الإرادة والنوايا من قبل جميع الأطراف , فالدولة الإيرانية تبحث عن حقها الطبيعي في إمتلاك الطاقة النووية الدفاعية والسلمية والعلمية , كما أعلنتها مراراً وتكراراً , وإلاّ سيكون البديل مزيداً من التوتر والتصعيد والذهاب نحو المجهول , في كوكبٍ لم يعد يحتمل المزيد من الحروب والخراب والتدمير. 
 
استغل قادة العدو الإسرائيلي في 10 كانون الأول /ديسمبر، المؤتمر السنوي للمجلس الإسرائيلي - الأمريكي الذي عقد في ميامي ، والتقى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس مع كبار المسؤولين الأمريكيين باحثاً عن حلٍ جذري لبرنامج إيران النووي , وأكد لنظيره الأمريكي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكين , أنه أعطى أوامره للجيش بالإستعداد للحرب مع إيران ، في حالة فشل المفاوضات النووية الحالية بين الولايات المتحدة وإيران. 
 
إن إرسال كيان العدو وزير دفاعه بيني غانتس ورئيس الموساد الجديد ديفيد بارنيا إلى المؤتمر يأتي في سياق محاولةٍ لإقناع إدارة الرئيس جو بايدن بالبحث عن حلٍ يضع حداً للمخاوف الحقيقية الكيان الإسرائيلي , في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت على أهمية وجدية المشاورات بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة , ومع وبريطانيا وفرنسا وروسيا وغير دول من جهةٍ أخرى. وعلى الرغم من تبادل بارني ما وصفه بالمعلومات الإستخباراتية الجديدة حول إيران مع المسؤولين الأمريكيين , لكنه أصيب بخيبة أمل , فما حمله من معلوماتٍ إضافية وتأكيدات بأن الإيرانيين يطورون برنامجهم النووي بشكلٍ سري , لكن هذا لم يغير قناعات واشنطن بأن إيران لم تبدأ بتطوير قنبلة نووية منذ أن علقت برنامجها العسكري في عام 2003. 
 
و بحسب صحيفة نيويورك تايمز , وعلى الرغم من العلاقات الجيدة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" ، يبدو أنهما تختلفان حول الأساليب اللازمة لإحتواء إيران وضرورة إستعجالها... في حين تدرك واشنطن أن دعم الضربات الإسرائيلية ضد البنية التحتية النووية الإيرانية , أو شن عمليةٍ عسكرية أمريكية إسرائيلية مشتركة يحمل مخاطر كبيرة لكليهما , وتعتقد واشنطن أن إيران ترسانة من الصواريخ البالستية وصواريخ كروز التي يصل مداها إلى 2500 كم , ورؤوس حربية تتمتع بدقة كافية لإلحاق أضرار جسيمة بالمنشآت العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط , وفي الداخل الإسرائيلي , بالإضافة إلى ترسانة حزب الله من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة .. على الرغم من إصرار قادة العدو الإسرائيلي على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية بأي ثمن ، إلاّ أنهم يقرون بأن البرنامج النووي الإيراني الحالي , هو أقوى بكثير من المنشآت النووية الإيرانية التي دمرتها "إسرائيل" سابقاً , ومحمية تماماً , بما لا يضمن تدمير برنامجها النووي من خلال أية عملية عسكرية تقليدية , ووفقاً للتقديرات الإسرائيلية ، لا بد من استخدام الأسلحة النووية منخفضة القوة والتي قصدها دونالد ترامب في تهديداته عام 2019 , لكن بايدن وإدارته يرون أن تشديد العقوبات على إيران سيساعد على إنهاكها ودفعها نحو مواجهةٍ مع مواطنيها وتفجيرها من الداخل , ومع ذلك ، سعى بيني غانتس وديفيد بارنيا في الولايات المتحدة بنشاط إلى تعزيز نظام العقوبات ضد إيران وتأييد سيناريو ينطوي على استخدام القوة في حال فشلت المفاوضات الحالية في فيينا. 
 
على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تدعم المقترحات الإسرائيلية للقيام بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية ، إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت عن مراجعةٍ لخطة البنتاغون العسكرية ضد إيران بأوامر من الرئيس بايدن في حال فشل الجهود الدبلوماسية , وزعمت أنها رسالة واشنطن إلى طهران بأن صبرها قد نفذ , بسبب المماطلة في مفاوضات فيينا .. وفي الوقت الذي لا يمكن فيه استبعاد أن يكون هذا "التسريب" الإعلامي مقصوداً , وسمح به الأمريكيين لإسترضاء الجانب الإسرائيلي الذي يعتقد أن الأمريكيين لا يفعلون شيئاً يذكر لوقف الطموحات الإيرانية. 
 
المهندس: ميشيل كلاغاصي
 30/12/2021

No comments:

Post a Comment