Tuesday, January 18, 2022

القمة الروسية – الإيرانية هل تشهد ولادة تحالف عسكري ثنائي - م. ميشيل كلاغاصي


في أول لقاء بينهما , ومن خلال دعوةٍ تلقاها الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين , أعلن المتحدث بإسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي ، أن الرئيس الإيراني ، "يعتزم التوجه إلى روسيا بداية العام الجديد" , في زيارةٍ تأتي ضمن سياق تعزيز العلاقات الثنائية الإقتصادية والسياسية” , في حينأكد المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية أن العمل جارٍ "على مجموعة من الوثائق , منها اتفاقية التعاون الشامل بين البلدين" – بحسب صحيفة روسيا اليوم , وسط تأكيد السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي علىأهمية الزيارة "في ظل التطورات الدولية التي تشهدها المنطقة" , ووصفها بأنها "نقطة تحول تاريخية في العلاقات بين البلدين" , خصوصاً مع توافق الطرفين على تمديد الإتفاقية طويلة الأمد الموقعة بينهما سابقاً , من خلال مسودةٍ بعد مراجعتها في برلماني البلدين.

وبالفعل تم الإعلان عن القمة الروسية – الإيرانية والتي ستعقد في موسكو بتاريخ 19/1/2022 , وبإنتظار نتائج حواراتها ومناقشاتها , يبقى السؤال الأهم , هل سيتمخض عنها ولادة تحالفٍ عسكري ثنائي بين البلدين ؟. 

إن تقييماً حقيقياً للواقع الجيوسياسي في المنطقة والإقليم , وطبيعة العلاقات المميزة التي تربط الدولتين , والصراعات الدولية التي يواجهانها والتي تتقاطع تداعياتهاوأهدافها في عديد النقاط , ناهيك عن العداء الأمريكي والغربي عموماً لكلا البلدين , يمكنها أن تشكل عوامل أساسية تدفعهما نحو المزيد من التقارب العسكري , بما يوازي العلاقات السياسية والإقتصادية المتطورة بينهما , ومن المتوقع أن يكون لتحالفهما العسكري الثنائي مفاعيل هامة , تصب في إمكانية تقييد التحركات الأمريكية المريبة , والمراهنات الخطيرة اللا مسؤولة في المحيط الحيوي لكليهما , في المنطقة الأوراسية بشكل عام , وفي منطقة اّسيا الوسطى , بالإضافة إلى حاجة كلا البلدين لتعزيز تلاحمهما في مواجهة الجنون الأمريكي – الأطلسي عموماً .  

وفي هذا التوقيت تحديداً , ومن خلال القمة الثنائية , تبدو مناقشة توسيع التعاون العسكري الفني– التقني , خطوة جيدة لموسكو ، وهامة جداً بالنسبة لطهران , التي لا تزال تحت وطأة العقوبات الأمريكية , في وقتٍ تبحث من خلال حقوقها السيادية والقانونية عن سبل تعزيز قواتها المسلحة وقدراتها الدفاعية , بما يضمن أمنها الوطني , وقد يسمح اللقاء بتوقيع صفقات أسلحة روسية حديثة , وبمناقشة "جردة كاملة لجدول الأعمال الروسي – الإيراني"– بحسب الوزير سيرغي لافروف -.

وبحسب بعض المصادر الإعلامية الروسية , يتوقع البعض أن الهدف الرئيسي لزيارة السيد رئيسي إلى موسكو هو توقيع عقودٍ وصفقات للأسلحة الروسية , حيث بنت تلك المصادر تحليلاتها , بعد زيارة رئيس هيئة الأركان الإيرانية العامة محمد باقري في تشرين الأول/ اكتوبر الماضي , الذي أشار إلى "إستعداد بلاده لإبرام عقود واسعة النطاق , بما في ذلك شراء طائرات سو – 35 , وأنظمة الدفاع الصاروخي إس – 400".

في الوقت الحالي , تبدو القمة الروسية – الإيرانية , على درجة من الأهمية بما تفوق أي قمةٍ روسية – أمريكية , نتيجة المرواغة الأمريكية في مفاوضات الملف النووي الإيراني , وربطها بعديد الملفات الدولية الساخنة , في محاولةٍ لفرض المزيد من التعقيد في القضايا الدولية , وتحويلها إلى بازارات ثنائية معقدة ,  بالإعتماد على ما تظهره من تعنت وإصرارٍ على التصعيد العسكري في أوكرانيا , بعد فشلها في كازاخستان , وأذربيجان وأرمينيا , ومحاولاتها للتملص من إتفاقية خروجها من العراق , ومماطلتها بالخروج من سورية , ناهيك عن إنسحابها الملغوم من أفغانستان , بالإضافة إلى تمسكها بإستراتيجية العقوبات الإقتصادية والتجارية تجاه طهران وموسكو وبكين وغير دول.

ميشال كلاغاصي

18/1/2022

 

 

No comments:

Post a Comment