Tuesday, January 18, 2022

الأمين العام للناتو .. يكشف أسباب التوسع شرقاً - م. ميشيل كلاغاصي


على مدى عقود شكلت علاقة روسيا بالناتو معضلة لكلا الطرفين , وتجاوزت المنافسة وتحقيق مصالح الناتو فقط , بل تعدتها ليشكل التحالف الأطلسي رأس الحربة في مواجهة موسكوعلى كافةالمستويات والأصعدة , وبما يصب في خدمة المصالح الأمريكية بإعتبارها القائد وصاحب الكلمة العليا في سياسة وقرارات الحلف مجتمعاً.

فقد تم إنشاء الناتو في عام 1949 ، بعد الحرب العالمية الثانية وأثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي السابق ، في وقتٍ كانت تسيطرفيه واشنطن بشكل عام على العديد من الدول الأوروبية , وتحت ذريعة "محاربة المد الشيوعي" , استطاعت الولايات المتحدة تحويل روسيا من جار وشريك أوروبي إلى عدو , على الرغم من أن غالبية الدول الأوروبية تتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا, وقامت بنشر عشرات الآلاف من جنود الناتو في جميع أنحاء القارة الأوروبية , وبإنشاءعدد كبيرمن القواعد العسكرية في أوروبا , واعتبرت الولايات المتحدة أن القارة الأوروبية تمثل الجبهة الأمامية في هجوم ذري أو نووي ضد الأراضي الأمريكية.

ومع مرور الوقت , إزداد الإستياء الأوروبي تجاه السياسة التي تفرضها واشنطن على الحلف , وباتت هيمنتها على دوله تفرض عليهم مواقف تعاكس مصالح دولهم في كثير من الأحيان , ولم يرق للكثيرين منهم معادة موسكو , وسط غموض سياسة الحلف , من التمدد شرقاً , ليشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي الروسي , فقد وصل حلف الناتو إلى أوكرانيا , وبحسب وصف الرئيس فلاديمير بوتين فقد أصبح الأعداء "على عتبة دارنا" ... 

من الواضح أن الولايات المتحدة تقود الناتو نحو المزيد من التصعيد العسكري ضد روسيا , من خلال مغامرة كبرى , تجعلها تتخلى عن مسار الحرب الباردة ولو ظاهرياً , بهدف الإحتواء والضغط والتهويل.

فبالأمس تحدث ينس ستولتنبرغ الأمين العام للناتو ، لصحيفة وول ستريت جورنال , مؤكداً أن "الناتو طوّر نشاطه إلى مستوى تجاوز قدراته في نهاية الحرب الباردة " .. وفي الوقت ذاته نقلت وسائل الإعلام الروسية قوله :"إذا كان هدف الرئيس بوتين تقليص وجود الناتو على حدوده ، فقد حقق العكس تماماً" , وأكد أن التوسع شرقاً بدأ منذ ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 , وبهدف "احتواء روسيا".

وتعقيباً على جولة المفاوضات الأولى في جنيف , أوضح السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف ,  أن "المناقشات مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لم تسفر بعد عن نتيجة مهمة" ، مؤكداً على أهمية المقترحات الروسية للضمانات الأمنية , وبضرورة الحصول على ردودٍ مكتوبة من واشنطن وبروكسل.

بدورها ، قالت نائبة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ، فيكتوريا نولاند ، إن المفاوضات بشأن الضمانات الأمنية بين الولايات المتحدة وروسيا جعلت من الممكن سماع مخاوف بعضهما البعض ، لكن النقاش الجاد  لم يبدأ بعد .

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد تحدث عن إحتمال رفض واشنطن لمقترحات موسكو بشأن الضمانات الأمنية ، مؤكداً كلام الرئيس بوتين بلجوء موسكو "لإتخاذ قرارٍ يأخذ في الإعتبار كافة العوامل وعلى رأسها ما يضمن لها أمناً موثوقاً .

في حين رفض كل من , رئيس دبلوماسية الإتحاد الأوروبي ، جوزيف بوريل ، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين "المبادرة الروسية لإستعادة مناطق النفوذ في أوروبا" ودعيا إلى "تحالف عبر الأطلسي , يكون قوياً وواضحاً وموحداً "... وهذا يكشف مدى سيطرة وهيمنة واشنطن على الناتو والإتحاد الأوروبي , الذان كانا وبحسب صحيفة صحيفة وول ستريت جورنال , غير راضين عن الأفكار التي طرحها الدبلوماسيون الأمريكيون في المحادثات مع نظرائهم الروس , ولم تقنعهما طريقة مناقشة خطوات المصالحة بين الغرب وموسكو.

من الواضح أنه لم تحن بعد لحظة فك العقد , ولا زال التصعيد العسكري الأمريكي – الأطلسي , والحرب الإعلامية والشائعات وشينطة النوايا والتحركات الروسية , هي السلاح الأمضى لواشنطن وحلفائها , فيما تعرف موسكو طريقها , وتعرف " كيف ومتى ترد " – بحسب ماريا زاخاروفا , في ظل تعنت واشنطن , وتصريحات الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ , بأن "الحلف  لن  يتنازل لروسيا بشأن القضايا الأمنية الرئيسية ، بما في ذلك حق الدول في الإنضمام إلى الناتو".

المهندس ميشيل كلاغاصي

18/1/2022

 

No comments:

Post a Comment