Sunday, March 6, 2022

روسيا تسعى إلى تحرير أوكرانيا ونزع سلاح النازيين الأوكران - م. ميشيل كلاغاصي


من الواضح أن سلوك حكومة النازيين الجدد في أوكرانيا وإنخراطها في المشروع الأمريكي – الغربي الخطير ضد روسيا ومصالحها الحيوية وأمنها القومي , أجبر موسكو على التفكير بالحل العسكري , الذي استدعى بالضرورة الإسراع لنزع أطنان السلاح الأمريكي والأوروبي والتركي الذي تسبب بإصابة الرئيس الأوكراني بالتخمة , وجعله يعتقد أنه قادرعلى إلحاق الهزيمة العسكرية والسياسية بالكرملين والرئيس بوتين , الذي احتاج إلى 55 دقيقة لتوضيح حقيقة ما يجري , من خلال خطابٍ استعرض فيه الوقائع والضرر الذي تسبب به قادة النازيين الأوكران في السابق , وما يقدمونه اليوم لأعداء موسكو في واشنطن وبروكسل والناتو ووارسو والعديد من العواصم الغربية الأطلسية , لمحاصرة روسيا وإلحاق الضرر بها وبمصالحها وقيادتها وشعبها ... لقد كان الرئيس بوتين صريحاً وشفافاً وحازماً , وكرر لمرةٍ جديدة حق بلاده في الدفاع عن أمنها القومي.

إذ أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن العملية العسكرية الخاصة التي أطلقتها روسيا يوم أمس الأول هي إجراء ضروري , وأنه اتخذ قرارإطلاقها من أجل حماية المواطنين من ممارسات التنمر والإبادة الجماعية التي ينفذها نظام كييف , وأكد أن بلاده "ستسعى جاهدةً لنزع السلاح من أوكرانيا ، وتقديم أولئك الذين ارتكبوا العديد من الجرائم الدموية ضد المدنيين إلى العدالة".

كما تحدث في خطابه , عن كيفية ارتباط مبدأي السيادة واحترام حقوق الإنسان في أوكرانيا بعد انهيار الإتحاد السوفيتي ، كحقائق جيوسياسية جديدة قبلت بها روسيا الإتحادية واحترمتها , لكنه في الوقت نفسه "لا يمكن لروسيا أن تشعر بالأمان وتتطور وتعيش في ظل تهديد دائم ينبع من أراضي أوكرانيا الحديثة".

بالإضافة إلى ذلك ، أشار بوتين إلى حق الأمم في تقرير مصيرها ، بحسب ميثاق الأمم المتحدة , وأنه من المهم أن يُطبق هذا الحق على جميع الشعوب التي تعيش اليوم على أراضي أوكرانيا" , وهذا ما تحدث عنه الممثل الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا , وأكد أن مفهوم ومبادىء القانون الدولي للأمم المتحدة المعلن في عام 1970حول وحدة أراضي الدول ، لا يمكن تطبيقه على أوكرانيا , لأن حكومة كييف لا تلتزم بالمبدأ الأساسي لإعلان 1970 حول المساواة بين الشعوب التي تعيش على أراضيها.

من المؤكد أن وحدة الأراضي لا يمكن أن تشكل مكسر عصا لتحطيم المبادىء الأخرى , وفي أوكرانيا يشكل الروس 20 -30 ٪ من سكان المناطق الجنوبية الشرقية , ومع ذلك يعاملون على أنهم أقلية عرقية , ولا تعترف حكومة أوكرانيا بحقوقهم لمجرد أنهم يتكلمون اللغة الروسية , للأسف لقد انتهكت حكومة أوكرانيا حقوقهم كأفراد وحرمتهم من حقوقهم المدنية والسياسية , ودفعتهم للتفكير والحلم بالإنفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا ، وقد رأى العالم كيف اندفع أهالي دونيتسك ولوغانسك نحو الشوارع إبتهاجاً بقرار الرئيس بوتين بالإعتراف بإستقلالهما عن أوكرانيا .

على الرغم من استمرار الإدارة الأمريكية عبر الرئيس بايدن وجميع الساسة والقادة في إدارته لتشويه سمعة روسيا ولتصوير إعترافها وعمليتها العسكرية التي جاءت بطلب من الجمهوريات المستقلة الحديثة , على أنها دولة مارقة وووصف بايدن الرئيس بوتين بـ "المجرم" , وأن أياديه وحكومته ملطختان بالدماء , وبأنهم ينتهكون القانون الدولي , وعشرات التوصيفات الكاذبة والبعيدة عن الواقع والحقيقة.

لم تستطيع واشنطن إبتلاع هزيمتها وحلفائها وشركائها وأدواتها في أوكرانيا , ولجأت إلى العقوبات المبيتة سلفاً , وإلى تحويل قادتها وساستها إلى إعلاميين منافقين , يتبارون بإبتكار واختراع الألفاظ والتعابير الإعلامية السيئة والمعيبة ونسبها إلى روسيا , في حين يُضمرهؤلاء الأشرار كماً هائلاً من الحقد على موسكو والأمة الروسية , ويتكاتفون بهدف تدميرها , ولا يوجد أوضح من كلام وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس عندما تحدثت بالأمس وقالت : "لن تهدأ بريطانيا حتى تدمر الإقتصاد الروسي ، وتتم استعادة سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا" , علماً أن ثقافة الوزيرة البريطانية كانت قد خانتها قبل أيام وقالت أثناء زيارتها إلى موسكو أن بلادها "لن تعترف بسيادة موسكو على منطقتي روستوف وفورونيج" , فسخر منها لافروف والمترجمين والصحفيين واضطرت السفيرة البريطانية في موسكو إلى التدخل بشكل محرج وأوضحت للوزيرة بأن المقاطعتين هما أراضي روسية ولا يطالب بها أحد بما في ذلك أوكرانيا.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

26/2/2022

 

No comments:

Post a Comment