أكاذيب , تحريض , كراهية , تضليل , شيطنة الأعداء , عملاء ومرتزقة وإرهابيون , ماكينات إعلامية , حرب العقول على العقول , حرب المعلومات , حرب الإيديولوجيات , حروبٌ تستبق الحروب ..
هكذا تطوق الولايات المتحدة خصومها وأعدائها ومن يعارضون سياستها , وهذا ما يطلقون عليه "الإستراتيجية الأمريكية" و"الرواية الأمريكية" الكاذبة , يقول الكاتب الأمريكي روبرت شيكلي: "من يقول الحقيقة يخسر دائماً لأنه مقيد بها ، في حين يعلن الكاذبون ما يشاؤون".
لم تتوقف واشنطن يوماً عن استخدام حرب المعلومات المضللة , لتسويغ حروبها العسكرية والإقتصادية , وبات معروفاً كيف أقدمت على غزو وحصار وتدمير إقتصاديات عديد الدول وتقييدها بالعقوبات وتغيير أنظمتها , في ظل الروايات الأمريكية المزيفة كـ "أسلحة الدمار الشامل" , "السلاح الكيماوي" , "الكورونا الصيني" , الغزو الروسي لأوكرانيا" , "القنبلة النووية الإيرانية" , "مصانع الطاقة النووية الصينية" في كازاخستان ...إلخ.
إن إعتماد البيت الأبيض والخارجية والبنتاغون على حرب المعلومات , يدفع واشنطن للعمل المتواصل "أثناء الحروب وفي أوقات السلم" أيضاً , بحسب "وثيقة العقيدة المشتركة لعمليات المعلومات" التي أصدرها رؤساء أركان الجيش الأمريكي عام 1998, التي أكدت رسمياً الإستعدادات المعلوماتية الهجومية التي تقوم بها واشنطن منذ عام 1994 ، وفي هذا السياق , عقدت الولايات المتحدة عديد المؤتمرات العلمية الرسمية حول "حرب المعلومات" , بمشاركة مميزة للجيش الأمريكي والقيادة السياسية.
كما قامت الولايات المتحدة بإنشاء مركزاً للدراسات الإستراتيجية والدولية لدراسة استخدام تكنولوجيا المعلومات في النزاعات العسكرية في القرن الحادي والعشرين ، وخصصت مليارات الدولارات من الميزانية الأمريكية ووظفتها لخدمة "حرب المعلومات , كذلك شكّل البنتاغون عام 2005 , مجموعة خاصة مهمتها قمع نشاط العدو عبر الإنترنت والشبكات الإلكترونية الأخرى , ودعمتها بملايين الدولارات , وبأحدث التجهيزات والمعدات والبرمجيات , في وقتٍ لم تخفِ فيه وزارة الدفاع الأمريكية إنشاء مجموعة القرصنة المتخصصة بإختراق شبكات الكمبيوتر المعادية.
إن إعتمادها على حرب المعلومات في أحداث 11 أيلول , في غزو أفغانستان , والعراق , الذي مهدت من خلاله للـ "الربيع العربي" ولغزو سورية , كانت إحدى "تجليات" استراتيجيتها في إدارة حرب المعلومات , والتي تسببت بسقوط آلاف القتلى وإشاعة الفوضى وفرضها بيئةً مناسبة لعمل تنظيماتها الإرهابية وميليشياتها الإنفصالية , في وقتٍ صمتت فيه عشرات ومئات الدول وتحديداً الأمم المتحدة وحلفاء واشنطن غربيين وأوروبين وعرب وغيرهم , ولم يدينوا أفعالها وجرائمها , ولم يتحالفوا ضدها , ولم يعاقبوها , كما يفعلون اليوم مع روسيا , ويحاولون إضعافها وعزلها عبر التضليل والتزوير التاريخي والإجتماعي , وبذلك يقومون اليوم بأقذر دور سياسي وإقتصادي وإنساني وأخلاقي , تجاه الدولة الروسية والشعبين الروسي والأوكراني على حدٍ سواء , ويشجعون الولايات المتحدة على مواصلة حروب المعلومات في المستقبل.
المهندس: ميشيل كلاغاصي
5/3/2022
No comments:
Post a Comment