Sunday, March 6, 2022

العقوبات على روسيا ستؤلم الأوروبيين أيضاً وسيتراجع منهم من يصرخ أولاً - م. ميشيل كلاغاصي

استغلت واشنطن إحراجها بتقديم الرد المكتوب حول المطالب الروسية , وأرادت حرف المشهد , واستخدمت أوكرانيا وأقحمتها في مواجهةٍ عسكرية مع روسيا , وأقحمت أدواتها في الهياكل الأوروبية , كحلف الناتو والإتحاد الأوروبي , وحتى المواقف الفردية للدول الأوروبية ولتلك التي تدور في فلك هيمنتها .

وانطلقت لفرض العقوبات القاسية على الدولة الروسية والرئيس بوتين وعديد الشخصيات الروسية , بالإضافة إلى عقوبات تطال كافة القطاعات النفطية والمالية والمصرفية والإقتصادية والمالية والعسكرية ولم تسلم منها أيضاً القطاعات الرياضية , فإلى أي مدى ستؤثر العقوبات الجديدة على روسيا , وكيف يمكن لروسيا صياغة ردها على تلك العقوبات ؟.

إذ أكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد , أن بلادها "ستواصل فرض المزيد والمزيد من العقوبات على روسيا" , كذلك تحدث السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جين ساكي أنه سيتم فرض عقوبات حظر كاملة على صندوق الاستثمار الروسي باعتباره "مؤسسة مالية مملوكة للدولة تعمل كصندوق ثروة سيادي مسؤول عن جذب رأس المال إلى قطاعات الاقتصادات الروسية ذات إمكانات نمو عالية ".

في وقتٍ تتحدث دول مجموعة السبع عن نيتها الحد من قدرة الروس على "الإستقرار" بمساعدة "جوازات السفر الذهبية" , فيما تعتزم التشيك أن تعرض على دول الإتحاد الأوروبي الأخرى التوقف عن إصدار تأشيرات الـ "شنغن" للروس.

ويبقى العقوبة الأشد إيلاماً , هي احتمال صدور قرار بفصل البنوك الروسية الرئيسية عن نظام سويفت العالمي , بدعم من ستة أعضاء من أصل أعضاء مجموعة الدول السبعة , وهي الولايات المتحدة ، وبريطانيا العظمى ، وكندا ، وألمانيا ، وإيطاليا ، وفرنسا - هذه النية , ولم يتأخر العضو الياباني السابع  في الإنضمام إلى رفاقه , وسط تأييد المفوضية الأوروبية لهذا القرار , وإعلان هيئات إدارة سويفت عن استعدادها للإمتثال للمتطلبات القانونية المتعلقة بمؤسسات الإئتمان الروسية... بالإضافة إلى عزم مجموعة السبع فرض عقوباتٍ على المصرف الروسي المركزي لمنعه من استخدام إحتياطاته الدولية للتقليل من أثر العقوبات.

لقد تم صياغة العقوبات بشكلٍ يضمن أن يطال المواطنون الروس , والإقتصاديون , ورجال الأعمال , ناهيك عن كافة المؤسسات والقطاعات الحكومية الروسية , بهدف خلق صعوبات جدية أمام تبادل الروبل الروسي بالدولار واليورو والجنيه , وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوباتها على أكبر المصارف والمؤسسات الإئتمانية الروسية.  

لم تخف الولايات المتحدة نواياها بإلحاق أكبر الضرر بالإقتصاد الروسي , لإخراج روسيا من سوق السلاح ، وأسواق النفط والغاز , وبتأكيد وزيرة الخارجية البريطانية وبقولها :"لن تهدأ بريطانيا حتى تدمر الإقتصاد الروسي".

يتحدث الخبراء الروس , عن الإستعداد المسبق الذي اتخذه المصرف المركزي , وأنه سيقوم بتوفير السيولة النقدية وغير النقدية للمصارف بالروبل ، مما سيضمن التشغيل المستمر لأجهزة الصراف الآلي وفروع البنوك , ويؤكد بعض الماليين والمصرفيين الروس , أن فرض كل هذه العقوبات "الجهنمية" على النظام المالي الروسي لن يؤدي إلاّ إلى تسريع تفتيت النظام المالي والمصرفي العالمي , وسيخرج نظام تبادل المعلومات والمعاملات المصرفية "سويفت" عن سيطرة الولايات المتحدة.

من المؤكد أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ضخامة تلك العقوبات , وتحدث الوزير سيرغي لافروف عن ردود روسية مؤلمة للغاية , في وقتٍ سيكون من الصعب على الأوروبيين رفض شراء الغاز الروسي ، وسيتعين عليهم شراء الوقود من مصادر أخرى بأسعار مرتفعة , في وقتٍ لا تمر إقتصادات الدول الأوروبية بأفضل أحوالها , ولن قادرة على تحمل استمرار العقوبات لفترة طويلة , فحال السجين والسجان واحدة , ودائماً للعقوبات حدين , وسيبدأ تراجع الأوروبيين بحسب ألمهم ومن يصرخ منهم أولاً .

المهندس : ميشيل كلاغاصي

2/3/2022

 

No comments:

Post a Comment