Monday, March 21, 2022

موسكو بصدد إصدار لائحة الدول المعادية وغير الصديقة - م. ميشيل كلاغاص


ما تتعرض له روسيا هو هجومٌ أمريكي مسبق التحضير والتخطيط , لا يقيم أي إعتبار لمصالح دولِ من تدعوهم أصدقائها وحلفائها , ويبقى السؤال , هل تعمدت الولايات المتحدة تدمير أوروبا بالكامل...؟

كان لا بد للدولة الروسية أن تعيد بناء علاقاتها مع عديد الدول , بما يتوافق مع الواقع الجديد , وبتوجيهاتٍ من الرئيس فلاديمير بوتين بدأت موسكو فعلياً بإعداد لائحة الدول غير الصديقة , "التي اتخذت إجراءات غير ودية ضد الإتحاد الروسي والكيانات القانونية والأفراد الروس" - بحسب الرئيس الروسي - , وذلك بعد مضي عامٍ كامل على طرح الفكرة لأول مرة , حيث تم بموجبها تصنيف الولايات المتحدة وجمهورية التشيك كدول معادية للدولة الروسية ...

ولأن اليوم يختلف عن الأمس , لا بد للقائمة الروسية الجديدة أن تراعي التغير الطارئ على بنية النظام العالمي الذي حصل خلال الأيام القليلة الماضية , ومع تفاقم الأزمة الدولية مع واشنطن ومن خلفها عشرات العواصم الأوروبية , وحلف الناتو والإتحاد الأوروبي , من البوابة الأوكرانية , والعملية الروسية الخاصة لنزع سلاح الراديكاليين الأوكران , والعقوبات السياسية والإقتصادية والتجارية والمالية وحتى الرياضية , والحشود العسكرية , والأسلحة الفتاكة , والمقاتلين الأجانب الذين تم استجلابهم من بعيد , أمورٌ بمجملها فرضت على موسكو , إعادة تصنيف جيرانها وبعض أصدقائها وأعدائها , والتعامل معهم كما يجب , من خلال إعلان روسيا عن "الرد الروسي القاسي" , وبشكل مختلف عما كان سائداً ما قبل عشرة أيام .

يبدو أن إعداد لائحة الدول غير الصديقة , سيضمن إضافة المزيد من الدول التي قد تنضم إلى الجوقة الأمريكية لاحقاً , بما يوازي إطلاق واشنطن لحزمة العقوبات الأولى ومن ثم الثانية , وقد يليها حزمٌ أخرى .. وفي هذا السياق , يأتي اليوم إعلان الرئيس جو بايدن فرض بلاده حظراً على واردات النفط والغاز الروسية , الأمر الذي سيدفع دول القطيع الأوروبي للسير على طريق رفض شراء النفط والغاز الروسي , بما سيشكل صدمةً وعقاباً لشعوبهم وحياتهم الإقتصادية , ناهيك عن التداعيات الخطيرة على إقتصاديات دولهم.

ويبقى السؤال , هل ستضم اللائحة , جميع دول الإتحاد الأوروبي , أم سيتم التعامل مع الدول بشكل فردي , وبحسب مدى سلبيتها تجاه موسكو , كتلك التي فرضت قيوداً على الكيانات الشخصيات الثقافية والرياضية وعلى الطلاب والدارسين الروس ؟.

ويمكننا أن نتوقع وضع بريطانيا في المرتبة الأولى , وألمانيا في الثانية من بعد الولايات المتحدة على تلك اللائحة , وقد تأتي بولندا وتشيكيا في المرتبة الرابعة والخامسة على التوالي .. ومن باب التنويه , لا بد من تأكيد حقيقة وجوهر هذه الحرب وبأنها ليست بين روسيا وأوكرانيا فقط.

فالحرب القائمة الاّن , تؤثر على جميع الدول التي تربطها بروسيا علاقات إقتصادية وإنسانية مشتركة , بشكل مباشر أو غير مباشر , وهذا يؤكد أن ما تتعرض له روسيا هو هجوم أمريكي مسبق التحضير والتخطيط , لا يقيم أي إعتبار لمصالح دولِ من تدعوهم أصدقائها وحلفائها , ويبقى السؤال , هل تعمدت الولايات المتحدة تدمير أوروبا بالكامل؟.

المهندس: ميشيل كلاغاصي

8/3/2022

 

No comments:

Post a Comment