Monday, March 28, 2022

"الحلم , القيم , القائد" .. زيلينسكي في خدمة مشروع السيطرة على العالم - م. ميشيل كلاغاصي


تستغل الإدارة الأمريكية الفرصة على هامش مخططها لمحاصرة روسيا وتدمير اقتصادها , لتلميع الوجه الأسود لساكني البيت الأبيض , ولإتهام روسيا والرئيس بوتين شخصياً بالعدوان على أوكرانيا , وبقصف المدنيين , وبإرتكاب جرائم حرب , من خلال حملةٍ إعلامية شرسة كاذبة مضللة , تحاول فيها تغيير إتجاه الإتهامات والجرائم والأفعال الشنيعة التي دأبت واشنطن على إتباعها كإستراتيجية أساسية صبغت السياسات الأمريكية الداخلية والخارجية منذ أن وطأت أقدام القوميين البيض ونازيي اليوم , أرض القارة الأمريكية .

فقد لجأت الولايات المتحدة بالإعتماد على ماكيناتها الإعلامية إلى حرف الأنظار عن حقيقة ما يجري في أوكرانيا , وحاولت التعمية على مخططها الخبيث ضد روسيا , وبدأت تنسج يومياً عشرات التصاريح والمواقف عبر الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته والبنتاغون ومكتب الأمن القومي , وعشرات الساسة والمحللين والقنوات التلفزيونية ...إلخ , عبر حملة إعلامية تصعيدية إستفزازية بشكلٍ غير مسبوق , ميّزتها التصريحات الحادة والعبارات القاسية المتعمدة , فقد وصف الرئيس بايدن نظيره الروسي بـ "الديكتاتور" , "القاتل" , "مجرم حرب" , في تصريحاتٍ وقحة تخرج عن سياق العمل الدبلوماسي والأخلاقي على حدٍ سواء.

وقد أبدت موسكو استيائها من الإستفزازات الأمريكية , واعتبر المتحدث بإسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنها "غير مقبولة ولا تغتفر" , وبأنه "لا يحق لرئيس دولة تقصف الناس في جميع أنحاء العالم منذ سنوات طويلة الإدلاء بمثل هذه التصريحات" , في إشارةٍ مباشرة إلى قصف الولايات المتحدة لليابان بالأسلحة النووية عام 1945، ومقتل 200 ألف شخص على الفور بعد إلقاء القنبلتين ، كما مات كثيرون آخرون بسبب الأمراض الناجمة عن التعرض للإشعاع ، بالإضافة إلى تدمير مدينتي هيروشيما وناغازاكي , فيما أكد الدبلوماسي الروسي السابق اندريه باكلانوف , أنه: على الولايات المتحدة والرئيس بايدن "دفع ثمن جرائمهم في العراق أولاً".

ومع ذلك , كرر الوزير بلينكن في 17 اّذار/ مارس , هجوم إدارته , ورفع منسوب الحملة الإعلامية , وتقصد التركيز على شخص الرئيس بوتين , وبأنهم جادون بمحاسبته , وجدد إتهام موسكو بالتمهيد لإستخدام السلاح الكيميائي في أوكرانيا , وبأنها ترتكب جرائم حرب , وبأن الخبراء الأمريكيون يوثقون ويقيمون الأفعال الروسية لمساعدة الجهود الدولية في محاسبة المسؤولين عنها.

وهاجم الصين , وشكك بسلوكها وبما تدعيه من دعمٍ للمبادئ الدولية , وإتهمها بالسعي لتزويد موسكو بالعتاد الحربي في عمليتها العسكرية في أوكرانيا , وهددها بتحمل المسؤولية والتبعات وبتكاليف مواقفها , ونسف دورها للوساطة وسعيها لتقديم نفسها كـ "حكم محايد" , بعدما رفضت إدانة "العدوان الروسي".

ولم يفته أن يثني على كلمة الرئيس الأوكراني أمام الكونغرس الأمريكي , التي ركز فيها هذا الأخير على إثارة العواطف , والعزف على وتر الحملة الإعلامية الأمريكية , وأشار فيها إلى "الحلم" و"القيم" و"القائد", كمفردات رئيسية للإيديولوجيا النازية العنصرية كـ "الحلم الامريكي" ، والقيم الأوروبية "ايدولوجيا القومية البيضاء"، وبايدن "قائد" مشروع السيطرة على العالم.

في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة ضغوطها وتهديداتها وجهودها لإقناع حلفائها الأوروبيين بقطع جميع تعاملاتها في قطاع الطاقة مع روسيا , وتروّج أن الإتحاد الأوروبي ليس لديه ما يخشاه من قطع العلاقات مع روسيا ، وأن الولايات المتحدة ستستبدل وتعوض بسهولة كميات الغاز الروسي , في وقتٍ تدرك فيه أنها وعود فارغة ويستحيل الوفاء بها , وأن ما تطلبه من الأوروبيين يقضي على إقتصادهم وصناعاتهم.

إذ تعتمد الدول الأوروبية على واردات الغاز الروسي بما يزيد عن 40 % , بما يعادل حوالي 200 مليار متر مكعب , يتم تسليم غالبيتها عبر خطوط الأنابيب الرئيسية ، الأمر الذي يجعله أرخص من الغاز الطبيعي المسال الذي تعد واشنطن به عبر ناقلات الغاز البحرية عبر المحيط.

من الواضح أن الولايات المتحدة لا تأبه بمصالح الدول الأوروبية , والإتحاد الأوروبي , كذلك بمصالح أوكرانيا والشعب الأوكراني , وما يعنيها هو إضعاف القارة الأوروبية بكامل دولها , بشرقها وغربها , على الرغم من استهدافها المباشر للدولة والقدرات الروسية , ناهيك عن استهدافها للصين ودول اّسيا الوسطى , وأفريقيا , ودول أمريكا اللاتينية , بعدما استهدفت الشرق الأوسط بما يكفي , فالمشروع الأمريكي في جوهره اليوم , هو "الحلم الأمريكي" المتوحش للسيطرة على العالم , بـ "قيمه" العنصرية الحاقدة , الملتف حول "قيادة" بايدن , الذي دعاه الرئيس زيلينسكي أمام الكونغرس بـ "قائد العالم والسلام".  

المهندس: ميشيل كلاغاصي

19/3/2022

 

No comments:

Post a Comment